مها ما جيا

     بعد التهام ما لذ وطاب من الطعام والشراب خلال أيام عيد الربيع، اكتشفت أن خمسة كيلوجرامات من اللحوم والدهون قد أضيفت إلى وزني. نظرت في المرآة فرأيت خصري قد امتلأ وذقني أصبح مزدوجا. شعرت بحزن شديد واتخذت قرارا حاسما بأن أخفف وزني.

     لابد من برنامج تخسيس، لجأت إلى شبكة الإنترنت، يوجد طرق كثيرة لتخفيف الوزن، منها الالتزام بنظام غذائي معين وممارسة التمرينات الرياضية، وهناك أيضا أدوية للتخسيس ولكنها جميعا أساليب صعبة بالنسبة لي، فالجوع يضر بالصحة، وأنا أكره الرياضة البدنية، أما الأدوية فأثارها الجانبية غير خافية.

     اتصلت بأختي الكبيرة التي نجحت في التخلص من خمسة عشر كيلو غراما من وزنها خلال ستة أشهر فقط. قالت: "لدي أسهل أسلوب لتخفيف الوزن؛ اشبعي في الفطور والغداء، ولكن لا تأكلي أي شيء إلا الخضراوات والفواكه القليلة السكريات في العشاء، ثم مارسي رياضة المشي السريع لمدة ساعة واحدة يوميا، وبهذا يمكنك التخلص من خمسة كيلوجرامات في الشهر الواحد."

     بدأت برنامج تخفيف الوزن، فأتناول طعامي بطمأنينة في الفطور والغداء. بعد الغداء تراودني نفسي على قطعة من الشوكولاته، لكن هذا محظور في برنامج التخسيس، تحرقني الرغبة فيها فأعزي، قائلة: لا بأس من تناولها الآن فالعشاء سيكون قليلا.

     يأتي وقت العشاء وأرى وأشم ما أعدته أمي من أطباق شهية. أقول لها، لن آكل اللحم والأرز وإنما الخضراوات فقط. أقول هذا وأنا غير قادرة على مقاومة رغبتي في الطعام. تقول أمي، "جرّبي اللحم والأرز، بوسعك أن تمشي وقتا أطول بعد العشاء لاستهلاك المزيد من السعرات الحرارية." أخضع لقولها وأنا في الحقيقة أستجيب لرغبة نفسي.

     يحين وقت المشي السريع لمدة ساعة، ولكن الجو بارد، والريح شديدة، وليس عندي رغبة في الخروج من البيت، فأقول في نفسي، لا مشكلة، غدا أمشي ساعتين وليس ساعة واحدة.
بعد شهر، اتصلت بي أختي وسألتني: "كم كيلو غراما قل وزنك؟" فأجبتها: "بل قولي كم كيلو جراما زاد وزني!"

Return to top