ã

     حملت حقائبها الثقيلة وأخذت عصوين في يديها ولبست زلاجتين في قدميها وسارت على سهل الجليد ذي الامتداد اللامتناهي، في المحيط القطبي الشمالي. الفريق الذي يضم إلى وانغ تشيو يانغ ثمانية زملاء لها وثلاثة مرشدين، بدأ على متن طائرة مروحية الرحلة من محطة بارنيو Barneo لفريق البحث العلمي الروسي إلى مكان يقع على خط العرض الشمالي º20'89، ومنه توجهوا صوب القطب الشمالي.

     هذه مرحلة النهار في منطقة القطب الشمالي، ولكن الشمس الساكنة في كبد السماء لا تمنح ضوءا أو دفئا. وعلى سهل الجليد تهب الرياح مثيرة قطعا من الثلج والجليد فتتراقص في الهواء وتنعكس عليها أشعة الشمس.

     أواسط شهر إبريل، هذا فصل الصيف في منطقة القطب الشمالي، حيث ذاب الجليد مسببا فجوات أو أنهارا على السطح، مما اقتضى من الفريق قطع مسافات طويلة للالتفاف حول الأنهار والفجوات. في سيرها فوق الجليد، تحب وانغ تشيو يانغ الاستماع إلى صوت قرقعة تصدع الجليد، ولكن هذا عشق مكلف، فتصدع الجليد كاملا يعني أن تهوي إلى قاع المحيط. كان المرشدون يحثونها على السير بسرعة كلما توقفت فوق الجليد، والحقيقة أن المشي فوق سطح الجليد غير المستوي قوة كبيرة.

     السير في هذا الجو القارس البرودة يحتاج طاقة وراحة، وهذا يستلزم تناول الشيكولاتة والجبن والماء، ولكنهم لا يستطيعون الاستراحة أكثر من خمس دقائق، لأن عدم التحرك في هذا الجو يؤدي إلى الإصابة بنزلة برد حادة.

     عندما نصب أعضاء الفريق خيمتهم، رأوا الجليد قد غطى قبعاتهم وحقائبهم، كما انفجرت العلب المعدنية للكوكاكولا والبيرة بسبب البرد. في اليوم الأول قطع الفريق مسافة أربعة أميال ونصف فقط، ولكن تراجع الجليد إلى الوراء نصف ميل في الليل. عند السير على الجليد لا أحد يتحدث مع غيره، فكل مع نفسه ينظر بدقة إلى موضع خطوه، تماما مثل الإنسان الآلي، وهذا بالضبط ما تريده وانغ تشيو يانغ التي تستمتع بسعادة التغلب على الصعوبات.

     كان على أعضاء الفريق أن يمشوا عشر ساعات كل يوم في دنيا الجليد والرياح، حاملين حقائبهم الثقيلة. كان الجليد يغطي ملابسهم الخارجية، ولكن العرق يبلل ملابسهم الداخلية. في نهاية اليوم كان عليهم أن ينصبوا خيمتهم بما تبقى لديهم من قوة. كانوا متعبين لدرجة أن شعروا معها أن قلوبهم ستخرج من صدورهم، وشعروا بنبضهم يتسارع، الألم في كل عضلة، فظنوا أنهم في جهنم و ألا يذهبوا إلى مكان كهذا أبدا.

     في اليوم الخامس لمسيرتهم لاحظ أعضاء الفريق أثرا جديدا لأقدام دب على الجليد، وكان هذا معناه أنهم يقتربون من القطب الشمالي، وهذا كان خبرا سارا لهم. صوروا أثر أقدام الدب وأخذ المرشدون بنادقهم وراقبوا الوضع حتى وصل الفريق إلى القطب الشمالي.

     عندما وصل أعضاء الفريق إلى القطب الشمالي، شعروا بسعادة غامرة والتقطوا صورة جماعية قبل أن يعانق بعضهم بعضا وشربوا الشمبانيا احتفالا بنجاحهم. بعدها عاد الفريق إلى محطة Barneo بطائرة مروحية.

وانغ تشيو يانغ في سطور

     وانغ تشيو يانغ، المدير التنفيذي لشركة جينديان للاستثمار، تنتمي لأسرة عسكرية، درست الإعلان في معهد الإذاعة ببكين، وعملت مخرجا بقسم الشئون الثقافية لمنطقة نانجينغ العسكرية. تعشق تسلق الجبال والسياحة والاستكشاف.

مسيرة الاستكشاف

     عام 1998، قامت برحلة استكشافية إلى القارة القطبية الجنوبية.

     عام 2003، قادت سيارة بنفسها في رحلة استكشافية بالتبت وشينجيانغ لمدة خمسين يوما.

     عام 2004، تسلقت قمة البروس، أعلى قمة في القارة الأروبية.

     من فبراير عام 2005، تسلقت قمة كليمنجارو، أعلى قمة في قارة إفريقيا.

     إبريل عام 2005، قامت برحلة إلى القطب الشمالي مع فريق مكون من تسعة صينيين.

Return to top