ã

امرأة عصرية تبدع الجديد

شيوي شياو يان مراسلة ((الصين اليوم))

تقدم برنامج "حياة جيدة كل أسبوع"

تشو تشو

     تشو تشو، مقدمة البرنامج التلفزيوني "حياة جيدة كل أسبوع" المعروفة جيدا لدى المشاهدين بمهارتها في إعداد الطعام والتدبير المنزلي على شاشة التلفاز، تحمل شهادة الماجستير في الإعلام الدولي من جامعة كولومبيا الأمريكية. ومن المفارقات اللطيفة أن عبارة "كل أسبوع" باللغة الصينية تُنطق "تشو تشو"، مثل اسم هذه التلفزيونية اللامعة، تتولى أيضا منصب رئيسة مجلس إدارة شركة هواجيا المحدودة للإعلام التلفزيوني ببكين، كما أنها صاحبة "مدرسة تشو تشو الإنجليزية للأطفال"، وهي روضة أطفال على النمط الأمريكي، يتم التعليم فيها باللغتين الصينية والإنجليزية.

     في لقائي معها شعرت بأنها امرأة سعيدة، تتكلم بصوت لطيف جذاب، وهي زوجة وأم فاضلة، وذات صفات أنثوية طاغية، تبرزها ضحكتها من القلب ومظهرها الجميل.

لذة إبداع الجديد

    في عام 1988 التحقت تشو تشو، وكان عمرها 21 سنة بجامعة خاصة في ولاية Maine بشمال شرقي الولايات المتحدة، لدراسة العلاقات الدولية كتخصص رئيسي، والفنون الجميلة كتخصص فرعي. وعندما كانت في السنة الثالثة الجامعية عملت في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف للتطبيق الميداني، وفي عام 1994 حصلت على شهادة الماجستير في الإعلام الدولي والاقتصاد والمال الدولي من معهد العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا، وبعد ذلك عملت في محطة تليفزيونية أمريكية ثم في برنامج الأمم المتحدة للتنمية. عاشت تشو أكثر من عشر سنوات خارج الصين. وهي الآن معروفة بمهاراتها في الجمع بين الثقافتين الصينية والغربية في الطهي والديكور المنزلي. في برنامجها "حياة جيدة كل أسبوع" الذي تبثه محطة تلفزيون بكين تنقل لمشاهديها مفهوم "اعمل بيديك" الغربي لتجعلهم يستمتعون بلذة إبداع الجديد في حياتهم.

     تقول تشو: "استفدت كثيرا من التجارب الناجحة لملكة الشئون المنزلية الأمريكية مارثا ستيوارت Martha Stewart، التي ضربت مثلا تجاريا رائعا، وتطورت من صنع وبيع الحلويات إلى تأليف الكتب والإشراف على برنامج تلفزيوني ونشر مجلة حول الشئون المنزلية، وأبدعت العلامة التجارية Martha Stewart وخلقت أسلوبا للحياة تحلم به كل أنثى، وهدفي هو أن أبدع منتجات تحمل اسمي مثلها". من المنتجات التي تصنعها تشو بنفسها مصباح شمعي فريد وبيت من البسكويت المستطيل وكوكتيل من الخمر الصيني العادي الرخيص الخ، وهذه أعمال لا علاقة لها بفن الطهي والعمل اليدوي، وإنما تعبق بشذى علم الجمال ولذة الحياة.

ولادة "حياة جيدة كل أسبوع"

     كانت تشو وهي تدرس في جامعة كولومبيا بنيويورك تقيم دائما حفلات مع زملائها وتعد أطعمة غربية لذيذة. وفي وقت فراغها من الدراسة والعمل كانت تتعلم الطهي والعمل اليدوي وأسلوب الضيافة العائلي على الطريقة الغربية التقليدية، وهذا وضع أسس إبداع "حياة جيدة كل أسبوع". في عام 1999 كانت تشو لا تزال في الولايات المتحدة، وبرغم أنها زوجة وحامل رفضت أن تبقى بلا عمل. وخلال إجازة الوضع ابتكرت شبكة للإنترنت للخدمة، ومن خلال ممارسة العمل التجاري اكتسبت خبرة إدارة الشركات. وبعد ذلك، بنصح وتشجيع من صديق لها يعمل في مجال التلفزيون، قررت العودة إلى الصين لتعرض مهارتها.

     في عام 2001 عادت تشو إلى بكين بعد ثلاث عشرة سنة أمضتها خارج الوطن، وأنشأت شركة هواجيا المحدودة للإعلام التلفزيوني ببكين، وقدمت "حياة جيدة كل أسبوع". في البداية لم يفهم كثير من الناس كيف تترك معيشة مريحة بلا عمل، وتعود إلى الصين لتأسيس شركة، فتلك مخاطرة لا تستحق هذه التضحية. كانت تشو تجيب بابتسامة فقط لأنها تعرف أن الصين ممتلئة بالفرص بفضل انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، وهذه أفضل فرصة لشق الطريق وتأسيس المشروعات فيها.

     تقول: "إنني أختار الحياة العائلية موضوعا لبرنامجي التليفزيوني لأنها الأقرب من تجاربي، وأنا أحب إعداد الطعام، وخاصة الطعام الغربي منذ طفولتي لأن أبي وأمي درسا في خارج الصين، وعندما عملت في الأمم المتحدة، أُرسلت إلى سويسرا للدراسة الميدانية لمدة ستة شهور، وتعلمت بعض أساليب الطهي الأوربية، مثل الخبز والشي في الفرن". وبعد أن قامت بالبحث والاستطلاع اكتشفت أن الصين تفتقر إلى نوع خاص من البرامج التليفزيونية يقدم الحياة الممتازة للمشاهدين، وفكرت في إعداد برنامج تليفزيوني خاص لربات البيوت يهتم بهذا الموضوع. "حياة جيدة كل الأسبوع" برنامج لتعليم مهارات الطهي وتربية الأطفال وترتيب الزهور في الزهريات وأساليب إعداد الشاي وشربه الخ، معتمدا على الجمع بين الأسلوبين الصيني والغربي.

إبداع الجديد في المنزل

      في إحدى حلقات برنامجها، علمت تشو مشاهديها كيفية صنع زينة المصباح باستخدام ألواح بلاستيكية صلبة متوفرة في الأسواق. قامت بتقطيع هذه الألواح البلاستيكية الصلبة، وطوتها ودقت المسامير فيها مرات بيديها البارعتين حتى أبدعت زينة المصباح.

     تقول تشو إن برنامجها يرشد الناس إلى أسلوب الحياة الخضراء، حيث يتعلمون كيفية تحويل المهملات إلى أدوات معيشية مفيدة وفريدة بأيديهم.

     إن أفضل طريق للاقتصاد في الموارد هو الاقتصاد في كل تفاصيل المعيشة، وأسلوب المعيشة الأكثر لذة هو تحويل المهملات إلى أشياء ذات قيمة بأيدي الشخص نفسه، وهكذا يرتبط اللون الأخضر بالعمل المنزلي، والمهم في هذا كله هو إبداع الجديد. وجدت تشو التي تحب أكل كعك عيد القمر أن علب تغليف هذا الكعك رائعة جدا، ولكنها تضيع هباء بعد أكل ما بداخلها. من أجل حل هذه المشكلة تعاونت تشو، ذات الأفكار الكثيرة، مع سلسلة مقاهي ستاربكس الأمريكية، وقامت بنشاطات لتعليم الناس كيفية صنع زينات منزلية باستخدام علب الكعك، ومنها زينة المصباح والزينات المعلقة وغيرهما حسب أشكال العلب المختلفة. تقول تشو إن القمامة البيضاء واحدة من المسببات الرئيسية للتلوث، ولذلك نعلم الناس كيفية صنع أكياس يضعون فيها النقود عندما يذهبون إلى المتاجر ثم يفتحونها لتصبح أكياسا يضعون فيها مشترياتهم وهكذا يقتصدون في استهلاك الموارد ويفيدون من أكياس النقود بأيديهم.

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.