ã

     أقامت مصر وسورية واليمن العلاقات الدبلوماسية مع الصين في عام 1956 على التوالي، مما فتح صفحة جديدة للعلاقات الصينية العربية. لم يكن هذا حدثا عظيما في العلاقات بين الصين وتلك الدول العربية الثلاث فحسب، وإنما في مجمل العلاقات الصينية العربية. خلال نصف قرن، تبادل الطرفان الصيني والعربي الدعم والمساعدة، فأقاما علاقات الوفاء والثقة المتبادلة. في زيارته الناجحة لمصر في يناير 2004، طرح الرئيس الصيني هو جين تاو في مقر جامعة الدول العربية أربعة مبادئ لعلاقات الشراكة الجديدة الصينية العربية، وهذه المبادئ تعتبر مرشدا لتطور العلاقات الصينية العربية. وفي العام ذاته، أقام الطرفان منتدى التعاون الصيني العربي الذي أصبح منصة هامة لتطوير العلاقات الصينية العربية في مرحلة جديدة.

     يصادف عام 2006 ذكرى مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية الثلاث السابقة الذكر، ويولي الطرفان الصيني والعربي اهتماما بالغا لهذا العام، بل تسمي بعض الدول العربية عام 2006 "عام العلاقات الصينية العربية" أو "عام الصداقة الصينية العربية".

      للتعرف على أهم النشاطات والفعاليات التي ستقيمها الصين للاحتفال بهذه المناسبة، التقت ((الصين اليوم)) مع وانغ يون تسه النائب الدائم لرئيس جمعية الصداقة الصينية العربية التي أقيمت عام 2001.

     قال السيد وانغ إن الصين ستحتفل، حكومة وشعبا، في 2006 بحماسة كبيرة بعام الصداقة الصينية العربية. إلى جانب الدورة الثانية للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي ببكين، ستتعاون أوساط الشؤون الخارجية والثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والتجارة والإذاعة والتلفزيون والرياضة البدنية وغيرها في سلسلة من نشاطات الاحتفال المشتركة.

     وجمعية الصداقة الصينية العربية، بصفتها أكبر جهاز شعبي للصداقة الصينية العربية بالصين، ستتعاون مع الجهات المعنية في الفعاليات التالية:

     أولا، إقامة حفلات الاستقبال بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر وسورية واليمن، مع معارض للصور الفوتوغرافية للعلاقات الثنائية ونشاطات إصدار مظروف بريد تذكاري.

     ثانيا، إقامة ندوات ومحاضرات حول العلاقات الصينية العربية والقضايا الساخنة بالشرق الأوسط.

     ثالثا، ستعقد الجمعية وجامعة الدول العربية الدورة الأولى للصداقة الصينية العربية في النصف الثاني من هذا العام.

     رابعا، ستقيم الجمعية مع مكتب جامعة الدول العربية ببكين وبعض الجامعات الصينية ومجلس السفراء العرب ببكين ومحطة التلفزيون المركزية الصينية "مسابقة معلومات الصداقة الصينية العربية" و"أمسية الصداقة الصينية العربية" للعروض الفنية.

     خامسا، من أجل تعزيز المعرفة المتبادلة بين الشعبين الصيني العربي، ونشر الحضارتين الصينية والعربية الباهرتين، جمعية صداقة الشعب الصيني مع البلدان الأجنبية مع جمعية الصداقة الصينية العربية ومحطة التلفزيون المركزية ستقوم بنشاطات شعبية بعنوان "المسيرة الطويلة لسيارات الصداقة الصينية العربية"، التي ستجمع رئيسيا الكتاب والمصورين والفنانين والصحفيين من وسائل الإعلام الصينية المشهورة رمزا لصداقة الشعب الصيني. سينطلق الموكب من سقف العالم، منطقة التبت الصينية مجتازا نحو 17 بلدا عربيا ليقوم بالتبادل الثقافي الواسع مع شعب كل بلد عربي يصله، وينقل تحيات وتمنيات الشعب الصيني الجميلة لهم، كما أنه سيعود إلى الصين بثقافة وتقاليد وصداقة للشعوب العربية.

     وقال النائب الدائم للجمعية إن رحلة فريق السيارات مسيرة صعبة للغاية، لأن العالم العربي يختلف عن الصين من حيث المناخ والظروف الطبيعية. لكن هذه الصعوبة ستبرز أكثر صداقة الشعب الصيني للشعوب العربية. ستسجل هذه المسيرة بعظمتها وصعوبتها في تاريخ صداقة الشعبين الصيني والعربي.

Return to top