ã

دبلوماسيون فلسطينيون

الصين جمعتنا بزملائنا لأول مرة!

     إنهم مجموعة من الدبلوماسيين الفلسطينيين، جاءوا إلى بكين بدعوة من وزارة الخارجية الصينية، لحضور دورة تدريبية لمدة شهر بالمعهد الدبلوماسي الصيني. المجموعة المكونة من عشرين عضوا بينهم خمس سيدات، ربع العدد، كما قال أحد أعضاء الوفد.

     ((الصين اليوم))، انتقلت إلى المعهد الدبلوماسي، الذي يقع على بعد أمتار من مقرها، والتقت دبلوماسيي فلسطين، فكانت مقابلة مفعمة بالدفء والود، والأمل الكبير في المستقبل.

     "اسمي حسني عبد الواحد، وأعمل في إدارة شؤون المغتربين في وزارة الخارجية الفلسطينية." بهذه الكلمات قدم منسق المجموعة نفسه.

سألناه، ما رأيك في الصين؟

     مستوى التطور الذي شهدته في الصين أكثر مما توقعت، وهذا يستحق كل تقدير وإعجاب، ويعبر عن عظمة الحضارة الصينية القديمة وعظمة هذا الشعب الطموح لمستقبل أفضل. لمسنا خلال هذه الأيام القليلة أن الشعب الصيني شعب منفتح وشعب صديق وتضامني، ويتقبل الغير، وكل هذا بالتأكيد إيجابي. أما على صعيد المعهد، فقد لقينا منهم كل اهتمام، ولا نستطيع أن نشكو من أي شيء. أما في جانب المادة التي ندرسها، فهي على مستوى عال، وأعتقد أننا سنستفيد منها كثيرا في أعمال المستقبل.

قلنا له، كيف ترى الظروف الدراسية والمعيشية في المعهد؟

     بالنسبة لنا هذه تجربة جديدة، فنحن متعودون على نظام آخر من الحياة بدءا من المواعيد ومرورا بالطعام والطقس والبيئة المحيطة وما إلى ذلك، ولكن، تكيفنا سريعا، وذلك لأننا أتينا إلى هنا ونحن لدينا الاستعدادات لمواجهة مثل هذه الأمور. كل الظروف مهيأة لنا كي نمضي وقتا مفيدا إلى حد ما، إقامتنا مريحة والتعامل ممتاز، ويبذل الرفاق الصينيون أقصى الجهود لتلبية كل احتياجاتنا.

كيف ترى العلاقات الصينية الفلسطينية؟

     أعتقد أن موقف الصين الحالي هو موقف الصين التقليدي، والعلاقات الفلسطينية الصينية تميزت مع مرور السنين بعمق هذه العلاقة. كانت الصين هي الدولة الأولى غير العربية التي اعترفت بمنظمة التحرير وفتحت لها مكتبا في عاصمتها بكين، وحتى قبل إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية كان موقف الصين متميزا. العلاقات اليوم ممتازة وهي امتداد للعلاقات الفلسطينية الصينية التاريخية التقليدية. الصين حاليا من أهم الدول التي تقدم لنا الدعم بأشكال مختلفة، بدءا من الدعم السياسي في المحافل الدولية مرورا بتأهيل الكادر الفلسطيني في المجالات المختلفة، بالإضافة إلى بعض الدعم المادي والعلمي من حيث الأدوات والأجهزة، حتى مبنى وزارة الخارجية في رام الله سيتم بناؤه على نفقة الحكومة الصينية. أعتقد دائما أنه بالإمكان أن تكون العلاقات أفضل، ونحن نرغب في تطوير هذه العلاقات وتعزيزها لمصلحة الشعب الفلسطيني والشعب الصيني.

     وأعتقد أنه من حق الأصدقاء تفهم واقعهم، ونحن نعتقد أن الشعب الصيني والحكومة الصينية صديق للشعب الفلسطيني، نحاول أن نتفهم موقف الصين وإمكانياتها. بالتأكيد نطمح إلى تطوير هذه العلاقات وزيادة التعاون ودعم الصين للشعب الفلسطيني، حيث أن الصين دولة عظمى، ولكنها الآن ما زالت من بين الدول النامية، فإمكانياتها أقل من إمكانيات الدول المتقدمة الأخرى. أستطيع أن أقول إننا راضون عن مستوى العلاقات ومستوى التعاون، ولكن، نطمح إلى الزيادة.

ماذا تستفيدون من الدراسة والتدريب في الصين؟

     في الحقيقة هي تجربة جديدة بالنسبة لنا. هذه الزيارة الأولى لنا جميعا، ومهما كان مستوى معرفتنا عن الصين، بالتأكيد هذا المستوى أقل مما يجب أن يكون، وخلال هذه الدورة، استطعنا أن نطلع على العديد من جوانب التاريخ والواقع الحالي للصين، واستطعنا التعرف على العديد من جوانب الثقافة والحضارة الصينية، بالإضافة إلى السياسة الخارجية الصينية وسياسة الانفتاح وما إلى ذلك، فلا شك أن لهذه التجربة معنى جديدا بالنسبة لنا، كما أنها في غاية الأهمية، ونحن راضون عما نتعلم الآن، وهذا حافز لنا لتعميق معرفتنا أكثر في تاريخ وواقع الشعب الصيني بالإضافة إلى التعمق في السياسة الداخلية والخارجية للحكومة الصينية.

هل هذه الدورة وتأهيل عدد من الكوادر من الدبلوماسيين الفلسطينيين خارج فلسطين تساهم في توجه جديد للخارجية الفلسطينية؟

     يجري الإصلاح في منظمة التحرير الفلسطينية ووزارة الخارجية، وهناك عديد من الخطوات في هذا الاتجاه، وتمت إعادة تقييم وتصنيف العاملين في وزارة الخارجية وما بين الدبلوماسيين وما بين الإداريين، بالإضافة إلى حركة التطوير في السفارات الفلسطينية، وتم إقرار القانون الدبلوماسي، فهناك كثير من الخطوات العملية باتجاه تحسين الأداء في هذا المجال. هذه تجربة جديدة في العمل الدبلوماسي، إلا أن عملنا الدبلوماسي يتميز عما في بقية الدول بأن له سمات محددة مختلفة، فنحن بحاجة إلى إعادة النظر في أدائنا الدبلوماسي وإعادة تنظيم عملنا في هذا المجال، وكل الخطوات التي تمت أخيرا تجري في هذا الاتجاه، وأعتقد أنه تم تحقيق هذا الإنجاز الهام على هذا الطريق. وتجري خطة تأهيل الكادر الدبلوماسي وإعداده بشكل لائق يتناسب مع الأعراف والقوانين والأنظمة الدبلوماسية، يمكن اعتبار هذه الدورة جزءا من هذه الخطة. أعتقد أن المحاضرات الأخيرة تركز على هذا الجانب، ولا شك أن هذا سيفيد علمنا وتجربتنا.

ما هي توقعاتكم لمستقبل عمل الدبلوماسيين الفلسطينيين؟

     الشعب الفلسطيني يتميز بقدرة عالية على التعلم من التجارب. أعتقد أن مستوى العلاقات الفلسطينية مع الخارج في هذه المرحلة يشهد التقويم وتخطيط إعادة انطلاق الحركة الدبلوماسية الفلسطينية بما يناسب الظروف الدولية الجديدة والظروف الفلسطينية الداخلية الجديدة، ونحن على ثقة بأن الأداء الدبلوماسي الفلسطيني سيرتفع بالتأكيد. وعلى مستوى العلاقات الفلسطينية الصينية دائما نحن نطمح إلى تعزيز هذه العلاقات وتطويرها وإيجاد أشكال جديدة من التعاون والتبادل بين الشعبين والدولتين.

     الكثير من أعضاء الوفد الفلسطيني في نهاية هذا اللقاء أعربوا عن امتنانهم للصين التي جمعتهم على أرضها بزملاء لهم يعملون في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله وفي قطاع غزة، ولم يروا بعضهم من قبل.

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.