ã

دنغ يا بينغ

من طاولة البينغ بونغ إلى جامعة كمبردج

رحلة طويلة قطعتها أسطورة كرة الطاولة، دنغ يا بينغ، من صالات اللعبة الأكثر شعبية في الصين، إلى مقاعد الدراسة في جامعة كمبردج البريطانية. لقد بدأت دنغ يا بينغ، المولودة بمقاطعة خنان، هذه المسيرة الشاقة الممتعة وعمرها خمس سنوات، وبعد أن انضمت إلى منتخب الصين عام 1988، فازت بأربع عشرة بطولة عالمية وأربع ميداليات ذهبية أولمبية، وتربعت على قمة التصنيف العالمي للاعبات كرة الطاولة أكثر من ثماني سنوات. ودنغ يا بينغ حاليا واحدة من العدد القليل من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية من الدول النامية. خلال السنوات العشر الماضية عايشت دنغ تجربة الاعتزال والدراسة والترويج لطلب بكين لاستضافة أولمبياد 2008 والتخرج والعمل في قسم التسويق للجنة المنظمة لأولمبياد بكين وغيره من الأحداث.

حروف اللغة الإنجليزية؟ لا أعرف

دنغ في اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين

أداء رائع أثار إعجاب الصينيين والأجانب

مساهمة في إقامة صندوق الرياضة الصينية

في مايو عام 1997، فازت دنغ يا بينغ بثامن عشر بطولة عالمية لها، وكانت بطولة العالم لكرة الطاولة في مانشستر ببريطانيا. بعدها رشحها الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية خوان أنطونيو سامارانش لعضوية لجنة اللاعبين التابعة للجنة الأولمبية الدولية، كي تواصل دورها على الساحة الرياضية الدولية بعد اعتزالها، مما جعلها تدرك فجأة أنه بالإضافة إلى كرة الطاولة، عليها أن تساهم في المجالات الرياضية الأخرى. اللغة المستخدمة في لجنة اللاعبين التي تتكون من 19 عضوا، هي الإنجليزية والفرنسية، ولكن، دنغ لا تتحدث أي منهما، وهنا قررت الشابة الصينية أن تتعلم الإنجليزية فالتحقت بجامعة تشينغهوا الصينية في نوفمبر عام 1997.

في أول مقابلة لها مع معلمها لم تستطع البطلة العالمية أن تكتب حروف الإنجليزية، بل لم تستطع التمييز بين الحروف الكبيرة والصغيرة. كان ذلك تحديا آخر، ولكن مع النفس هذه المرة. لم تكن تفهم ما يقوله الأساتذة في المحاضرات، فتسجلها وترجع إلى القاموس تبحث كلمة بعد كلمة. كانت تقضي 14 ساعة كل يوم في الدراسة، وخلال ثلاثة أشهر حققت تقدما لا بأس به، وهي التي فاتتها ست سنوات من دراسة الإنجليزية مقارنة مع زملائها بنفس الصف.

في فبراير عام 1998، باقتراح من أساتذة جامعة تشينغهوا، سافرت دنغ يا بينغ إلى جامعتي كمبردج ونوتينغهام في بريطانيا لدراسة المحادثة بالإنجليزية. لم تكن البداية في بريطانيا تختلف عن البداية في الصين، الفرق الوحيد هو أن اليوم الدراسي في بريطانيا أطول مما في الصين.المثابرة هي طريق النجاح، هكذا قالت لنفسها: "قد نجحت في كرات البينغ بونغ بالمثابرة، وبفضل المثابرة سيكون النجاح حليفي في دراسة الإنجليزية". انهمكت في دراستها لدرجة أنها اعتبرت تناول الطعام مضيعا للوقت.

بعد عودتها من بريطانيا، ارتفع مستواها في الإنجليزية كثيرا، وأنجزت مشروع التخرج قبل الموعد. في يونيو عام 2001، تخرجت في جامعة تشينغهوا وحصلت على درجة الليسانس قبل أن تتوجه إلى موسكو ضمن الوفد الصيني الذي عرض تقرير طلب بكين استضافة أولمبياد 2008.

قررت دنغ يا بينغ مواصلة الدراسة في جامعة نوتينغهام. وفي ديسمبر عام 2002، حصلت على درجة الماجستير برسالتها التي يبلغ عدد كلماتها أكثر من أربعين ألف كلمة بالإنجليزية. وبعدها تقدمت إلى جامعة كمبردج للحصول على درجة الدكتوراه. وقد أثنى عليها خوان أنطونيو سامارانش قائلا لها: "الآن حصلت على مفتاح بوابة العالم."

بعد تخرجها في جامعة نوتينغهام، قالت دنغ: "كان هدفي في الماضي هو الميداليات الذهبية في الألعاب الآسيوية والأولمبية وبطولة العالم، أما هدفي الحالي فهو درجات الليسانس والماجستير والدكتوراه." لذلك، في عام 2003، بدأت الدراسة في كمبردج من جديد، بجانب عملها. وموضوع رسالتها هو الأولمبياد كعلامة تجارية.

بعد قرن، الحلم يتحقق

جهود مضنية لاستضافة بكين لأولمبياد 2008

في عام 1908، كتب شاب صيني مقالة طرح فيها الأسئلة الثلاثة التالية: متى تبعث الصين لاعبين للمشاركة في الألعاب الأولمبية؟ متى تبعث الصين وفدا للمشاركة في الألعاب الأولمبية؟ متى تستضيف الصين الألعاب الأولمبية؟ إنها قصة بسيطة كانت حلما للصينيين قبل قرن، ولكنها كانت حافزا لدنغ يا بينغ. قالت: "أثينا هي مهد الألعاب الأولمبية الحديثة، حضنت الأولمبياد بين ذراعيها من جديد بعد 108 سنة، لذلك، يحق لنا أن نقول إن أولمبياد 2008 فرصة ثمينة للصين، سنحقق، بعد قرن، حلم الشعب الصيني!"

في أواخر عام 2000، وقع الاختيار على دنغ يا بينغ ضمن الوفد الصيني لطلب بكين استضافة أولمبياد 2008. ذات يوم، وبينما كانت دنغ في أحد متاجر العاصمة تقدمت نحوها بائعة ظنت دنغ أنها من المعجبات، ولكن البائعة قالت لها: "أنت من الوفد الصيني لطلب استضافة أولمبياد 2008، عليك أن تبذلي كل جهودك لضمان نجاحنا!" تأثرت دنغ بقولها، وأدركت أن ما قالته البائعة هو رأي كل الشعب الصيني من مختلف الفئات والأوساط. بعد ذلك، كررت في مناسبات عديدة وخاصة في مؤتمرات اللجنة الأولمبية الدولية دعوتها بأنه "من الضروري إشاعة الروح الأولمبية بين أكبر عدد ممكن من البشر، والصين بها مليار وثلاثمائة مليون نسمة، وهذا يفرض على اللجنة الأولمبية الدولية أن تنشرها في الصين! إن الألعاب الأولمبية ليست مجرد رياضة، بل روح، تشجع الناس من كافة الأوساط على تحقيق هدف "أسرع، أعلى، أقوى" في حياتهم، أيضا."

لم يكن معظم أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية زاروا الصين، فكانت معرفتهم بأحوال بكين قليلة ومحدودة، بالإضافة إلى أن لوائح اللجنة الأولمبية الدولية تحظر زيارتهم إلى المدن المرشحة قبل التصويت، لذلك، سافرت دنغ، بصفتها عضو لجنة اللاعبين، إلى كل أنحاء العالم لتعريف الأعضاء ببكين، وعادت من بريطانيا واستقبلت الوفود التفقدية للجنة الأولمبية الدولية وعرضت تقرير بكين عام 2001.

لا أحد، حتى هي نفسها، يعلم كم من الجهود بذلت دنغ يا بينغ حتى نجحت الصين في طلب استضافة أولمبياد 2008. ذات يوم ذهبت من الصين إلى لوس أنجلوس الأمريكية وعادت خلال ثلاثة أيام، قضت أكثر من 28 ساعة منها في السفر بالطائرة، وذلك للقاء أعضاء للجنة الأولمبية الدولية وتعريفهم بأحوال الصين.

في فبراير عام 2003، عادت دنغ يا بينغ من جامعة كمبردج لتعمل في قسم التسويق للجنة المنظمة لأولمبياد بكين، وهو عمل يتيح لها جمع مادة عملية لرسالة الدكتوراه التي تعد لها. إنها تعي جيدا أهمية أولمبياد 2008 لتطور الاقتصاد الصيني، وتعتبر الصعوبات التي تواجهها في العمل تحديا جديدا.

وراء الكواليس

الآن، تعمل دنغ يا بينغ خلف الكواليس بعيدا عن الأضواء. ولكنها ما زالت عضوا بلجنة اللاعبين ولجنة الرياضة والبيئة ولجنة الإصلاح التابعة للجنة الأولمبية الدولية. قالت: "كل أعضاء لجنة اللاعبين أبطال عالميون مشهورون، أنا وحدي من آسيا، لذلك، لا أمثل الصين فحسب، بل أمثل آسيا أيضا، فعلي أن أحافظ على حقوق ومصالح اللاعبين من دول آسيا والعالم الثالث." حسب نظام اللجنة الأولمبية الدولية، يتطلب الحصول على عضويتها ترشيح ثمانية أعضاء. وقد قدمت لجنة اللاعبين اقتراحا بضرورة أن يشارك عضو آسيوي الأعضاء الآخرين في الترشيح، وذلك بفضل جهود دنغ.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم دنغ في النشاطات الخيرية. لقد لعبت البينغ بونغ لتكسب مجدا وشرفا لوطنها، والآن، تريد أن تخدم الشعب وتساهم في بناء المجتمع المتناغم بقدر استطاعتها. وهي مشاركة في إقامة صندوق الرياضة الصينية بشكل إيجابي، وتساعد صندوق مساعدة الفقراء بالدعم المالي من المجتمع ومن دخل تذاكر النشاطات المعنية. قالت دنغ: "إن الشعب هو أساس الرياضة، فالشعب يوفر التمويل للاعبين، فعلينا أن نرد جميل رعاية المجتمع، لن ننسى من ساعدنا."

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.