ã

لينيي تبني مدينة دولية لتداول البضائع

سو شان

المسكن القديم لوانغ شي تشي أعظم خطاط في تاريخ الصين

طريقان سريعان هامان يتقاطعان في ضواحي لينيي

جانب من مطار لينيي أكبر مطار مدني في جنوب مقاطعة شاندونغ

تقع مدينة لينيي في جنوب شرقي مقاطعة شاندونغ، وهي مدينة تاريخية عريقة ومشهورة في الصين. كان اسمها قديما هو "لينغيآجيون". وحسب السجلات التاريخية، أنجبت "لينغيآجيون" مجموعة من المشاهير البارزين، ومنهم وانغ شي تشي –أعظم خطاط في تاريخ الصين؛ وتشوقه ليانغ – أعظم مخطط استراتيجي عسكري؛ وليو هونغ ، عبقري الرياضيات؛ والخطاط الكبير يان تشن تشينغ، الذي يضارع فنه في الخط مستوى وانغ شي تشي. ويوجد في لينيي أكثر من أربعين موقعا أثريا هاما على مستوى المقاطعة أو أعلى، مثل متحف جبل ينتشيويه لمقابر أسره هان (206 ق.م – 220م) ولوحات البامبو المنقوشة بالنصوص القديمة، والمسكن القديم للخطاط وانغ شي تشي وغيرها. وقد اكتشفت مجموعة ضخمة من لوحات البامبو التي نقشت عليها نصوص من مؤلف ((فن الحرب لسون تسي)) ومؤلف ((فن الحرب لسون بن))، وهي من أهم مائة اكتشاف أثري في العالم في القرن الماضي. وفي عام 2003 اكتشف العديد من التحف التاريخية النفيسة على المستوى الوطني في إحدى المقابر القديمة التي يرجع تاريخها إلى عهد أسرة جين (265م – 420م)، وانضم هذا الاكتشاف إلى قائمة أهم عشرة اكتشافات قديمة على نطاق البلاد في ذلك العام. وكل هذه الحقائق دلائل قوية على أن مدينة لينيي تتبوأ مكانة بارزة في الحضارة الصينية القديمة.

تمتاز مدينة لينيي بموقع جغرافي رائع، حيث يبدأ منها الطرف الشرقي للسكة الحديدية الرابطة بين آسيا وأوروبا، وتقع عليها نقطة تقاطع المواصلات المؤدية إلى الشمال وإلى الجنوب، لذلك حملت لينيي منذ القدم لقب "نقطة حيوية لمواصلات مقاطعة شاندونغ وثغر الطرق المؤدية إلى الجنوب والشمال". وحاليا، يخترق المدينة طريقان سريعان وخطان حديديان، وتمر بها أربعة طرق عامة على المستوى الوطني وثمانية عشر طريقا عاما على مستوى المقاطعة، ويبلغ إجمالي طول طرقها 7833 كيلومترا، منها 282 كيلومترا للطرق السريعة، وهذا الرقم يجعلها تحتل صدارة المدن على مستوى الإقليم (أدنى من مستوى المقاطعة) في كل البلاد. وتتمتع مدينة لينيي بسهولة المواصلات البحرية أيضا، حيث تبعد مائة كيلومتر عن كل من مدينتي لانشان وريتشاو وميناء ليانيون، ومائتي كيلومتر عن ميناء تشينغداو. وإضافة إلى ذلك تتميز بسهولة مواصلاتها الجوية أيضا، فيمكن السفر جوا من مطارها – أكبر مطار مدني في جنوبي مقاطعة شاندونغ- إلى بكين وشانغهاي وقوانغتشو وتشينغداو بالطائرات، ويمكن القول إن شبكة مواصلات متكاملة تشكلت في مدينة لينيي.

الأجواء الحضارية العريقة تمنح أبناء لينيي طبيعة أنيقة كريمة، وتجعلهم مفعمين بروح الجرأة والاقتحام، أما الظروف الجغرافية المتفوقة فتتيح لهم إمكانيات أكبر للنجاح في كل ما يتطلعون إليه من طموحات، والآن يركز أبناء لينيي كل جهودهم على تحقيق خطتهم العظيمة – إنشاء أكبر مدينة متخصصة لتداول البضائع على نطاق البلاد.

مدينة لينيي بالأرقام في تداول البضائع

شهدت مدينة لينيي تطورا سريعا في قطاع تداول البضائع في السنوات الأخيرة، الأمر الذي وضع أساسا لجعلها قاعدة لصناعة تداول البضائع الحديثة في شرقي البلاد.

وتوضح الأرقام التالية مكانة لينيي في مجال تداول البضائع في شرقي الصين:

منذ عام 2000 زاد إجمالي قيمة مبيعات التجزئة للبضائع الاستهلاكية الاجتماعية بنسبة 2ر19% سنويا، حتى وصلت قيمتها الإجمالية 42 مليار يوان (الدولار الواحد يساوي 1ر8 يوانات ) عام 2005. وبلغت قيمة الصفقات التجارية المتنوعة لكل المدينة 70 مليار يوان بزيادة سنوية نسبتها 3ر12%، و44 مليار يوان من تلك الصفقات تم توقيعها في أسواق الجملة التابعة للمدينة، وهذا الرقم جعل لينيي تحتفظ بمكانة تتراوح بين المرتبة الأولى والثالثة بين جميع أسواق الجملة في كل البلاد خلال سنوات متتالية. وفي عام 2004 وصلت القيمة المضافة لقطاع تداول البضائع للمدينة 16 مليار يوان بزيادة 9ر22% عن العام السابق، ويعادل هذا الرقم 8ر15% من إجمالي قيمة الإنتاج للمدينة كلها، ويشكل 22% من إجمالي حجم الزيادة السنوية للاقتصاد المحلي. وفي عام 2004 زادت سعة سوق لينيي الخاصة للتداول فاصبحت الطاقة الاستيعابية له بضائع قيمتها 18 مليار يوان، وبلغت القيمة الإجمالية السنوية للبضائع التي تم تداولها فيها 150 مليار يوان، وبذلك حققت القطاعات ذات العلاقة بتداول البضائع 19% من إجمالي الناتج المحلي للمدينة، والذي تجاوز 100 مليار يوان، ووصل متوسط نصيب الفرد عشرة آلاف يوان.

ابتداء من عام 2000 بادرت خمس مؤسسات عملاقة - آولونغ وهواياو وشيانغجيانغ ولوشين وتشونغتشياو – إلى الاستثمار في قطاع تداول البضائع لمدينة لينيي، واستثمرت فيه 30 مليار يوان لتأسيس مدن متخصصة لتداول البضائع، مثل مدينة آولونغ الدولية لتداول البضائع، ومدينة هواياو هونغ كونغ للأدوية، ومدينة شيانغجيانغ لتداول البضائع، وحديقة لوشين لتداول الحديد والصلب وغيرها من المنصات المجهزة بالوسائل الحديثة لتنشيط تداول البضائع. وقد بدأت مؤسسة ليتشن لمقاطعة شاندونغ كشركة صغيرة تقتصر أعمالها على الطرق التقليدية المتخلفة في التداول، ولكنها تعاظمت بسرعة بعد أن تبنت الوسائل الحديثة وطورت أعمالها في مجالات جديدة في تداول البضائع مثل إقامة منصة متخصصة للمعلومات، وفتح شبكات لنقل البضائع إلى المناطق المحددة مباشرة، إنشاء مخازن ضخمة للبضائع المختلفة، وتحقيق النقل على طرق مستقيمة قائمة على شبكة خاصة، ودمج معالجة البضائع مع تداولها في عملية موحدة وغير ذلك، وهذه الإجراءات حولت مؤسسة ليتشن إلى مؤسسة كبرى تبلغ قيمة أصولها أكثر من مليار يوان. وإلى جانبها تترعرع دفعة كبيرة من المؤسسات التي نجحت في الاستفادة من الامتيازات المحلية واستخدام التقنيات الحديثة. وهكذا تدفع جهود الجميع لينيي إلى التقدم لتصبح مدينة من الدرجة الأولى في تداول البضائع في شرقي البلاد.

مدينة حديثة قوية في تداول البضائع

سوبر ماركت تاويوان

عمارة جيوتشو التجارية في مدينة لينيي

مدينة آولونغ الدولية لتداول البضائع

قررت حكومة بلدية لينيي توسيع سوق التداول عن طريق الدمج بين بناء الجديد وإصلاح القديم، واستنادا إلى سوق الجملة القائمة عملت الجهة الحكومية المسؤولة على إزالة البنايات القديمة وإنشاء المباني الجديدة من أجل ترقية مستوى المرافق الخاصة لتداول البضائع إلى المستوى الدولي المطلوب. ونتيجة لذلك تمكنت لينيي من تعزيز قدرتها التنافسية وجاذبيتها في سوق تداول البضائع على نطاق البلاد، وحققت تحولا تاريخيا من سوق تقليدية ذات إدارة مشتتة إلى سوق حديثة ذات إدارة مركزة ، فقد شاعت شهرة سوق تداول البضائع لمدينة لينيي بصفتها مركزا لتجميع البضائع وتوزيعها في جنوب شرقي مقاطعة شاندونغ.

ومن أجل مواكبة الوضع الجديد المتمثل في تزايد ضراوة التنافس في السوق طرحت حكومة لينيي سلسلة من الإجراءات الفعالة لتشجيع رجال الأعمال على زيادة استثماراتهم في قطاع تداول البضائع، ومنها تنمية المحلات المتسلسلة الخاصة للبضائع المحددة، وإرسال البضائع إلى العملاء في سرعة أكبر وبتكليف أقل، وتسويق البضائع عن طريق المزاد العلني أو بيع البضائع ذات العلامات التجارية المشهورة إلى الزبائن مباشرة. وقد حققت جهود الحكومة ثمارا وافرة في توسيع سوق تداول البضائع، حيث ظهرت أسواق كبيرة ومخازن ضخمة متخصصة للبضائع، وتجري عملية التداول فيها على أساس المعلومات التجارية الفورية والواسعة النطاق، وتنجز مهمات نقل البضائع بطرق علمية معقولة، وهكذا تكاملت الوظائف الخاصة لإدارة سوق الجملة في مدينة لينيي.

الميزة الأخرى للتنمية الاقتصادية لمدينة لينيي هي أنها نجحت في الدمج بين مشروعات بناء السوق وتنمية صناعات معالجة المنتجات المحلية، وحققت دورانا جيدا بين مهمتي تطوير الصناعة وتوسيع التجارة. وهذا يعني أن الصناعة تدفع تطور التجارة بنموها الذاتي، وبالمقابل، تقود التجارة تعزيز قوة الصناعة بفعل تقدمها الذاتي. وعندما أكمل أصحاب المحلات في سوق الجملة جمع رؤوس أموالهم في المرحلة الأولية، أخذوا ينطلقون نحو أسلوب إداري مزدوج يجمع بين التسويق والإنتاج، فأقاموا مصانع لإنتاج احتياجات السوق من المنتجات، ثم بيعها مباشرة من متاجرهم في السوق، ومن ناحية أخرى شجعت الحكومة المؤسسات على إنتاج البضائع الأكثر رواجا وبيعها في السوق مباشرة بنفسها. ونتيجة ذلك تنامت في مدينة لينيي سوق تداول البضائع من طراز جديد، تعتمد في وجودها وتوسعها على قاعدة إنتاجية قوية.

وفي سبيل تعزيز سوق تداول البضائع ورفع مستوى إدارتها بذلت حكومة لينيي جهدا كبيرا لجذب المستمثرين من الخارج، لأنها أدركت تدريجيا أنه بعد سنوات من التطور واجهت الجهات الحكومية المسؤولة العديد من القيود الفكرية، أهمها تخلف مفاهيمها حول قانون السوق وضعف طرقها الإدارية، ولم يكن أمامها إلا استقدام الاستثمارات الخارجية بسياسات تفضيلية ذات قوة جاذبة قوية. وحتى الآن جاءت إلى لينيي مؤسسة آولونغ وغيرها من المؤسسات العملاقة التي جاءت برؤوس الأموال ونظريات إدارية متطورة، الأمر الذي يشكل قوة جديدة تدفع توسع سوق تداول البضائع في لينيي وارتقاء مستواها الإداري.

لقد أسفر الجمع بين الجهود الحكومية وتطوير آلية السوق عن نتيجة مثمرة تفيد الحكومة والمؤسسات معا. وفي مجرى إنشاء سوق الجملة واصلاحها الذي قامت به مدينة لينيي في السنوات الأخيرة تجسدت وظيفة الحكومة رئيسيا في وضع السياسات ورسم خطط التنمية وتعبئة حماسة المؤسسات والفئات الاجتماعية المختلفة في البناء والاستثمار وإرشادها نحو الاتجاه الصحيح، أما الاستثمار الحكومي فكان قاصرا على مشروعات البنية الأساسية وبعض الإجراءات التشجيعية للأشخاص والوحدات المتقدمة. ونتيجة ذلك شهدت جميع المشروعات العمرانية تقدما سريعا، وعلى سبيل المثال، أن سوق المنتجات الكيماوية واللوحات الخشبية الخاصة للديكور التي تشغل مساحتها 850 ألف متر مربع، ويبلغ استثمارها 400 مليون يوان تم إنشاؤها خلال خمسة أشهر فقط.

وبفضل الجهود المتواصلة للإنشاء والتطوير في هذه السنوات المعدودة توسعت أعمال تداول البضائع في لينيي بسرعة، حتى أصبحت سوق جملة ضخمة تغطي مساحة ستة كيلومترات مربعة، تضم 68 سوقا متخصصة كبيرة للبيع بالجملة، وفيها 36 ألف كشك ومحل، تبيع أكثر من 30 ألف نوع من البضائع، يتردد عليها يوميا 300 ألف زبون. وتقضي خطة الحكومة باستثمار20 مليار يوان فيها خلال الثلاث سنوات القادمة، إكمال إنشاء بنايات مساحتها 8000 متر مربع، ونقل جميع المحلات والأكشاك إلي مواقعها الجديدة بها. وفي عام 2008 سيكتمل إنشاء مركز تجاري متخصص لتداول البضائع على المستوى الإقليمي، تبلغ مساحته الإجمالي 12 كيلومترا مربعا، يعمل فيه أكثر من 60 ألف فرد، ويصل حجم التجارة به 80 مليار يوان سنويا.

وتجاوبا مع التطور السريع لسوق تداول البضائع تشهد صناعة المعالجة في لينيي ازدهارا جديدا أيضا، فقد ظهر حول سوق الجملة الخاصة للمنتجات البلاستيكية أكثر من 160 مصنعا خاصا لإنتاج البلاستيك؛ وفي محيط سوق الألواح الخشبية المستخدمة في الديكورات 3000 مصنع لإنتاج الألواح الخشبية المتنوعة، تبلغ قيمة إنتاجها السنوية 10 مليار يوان تقريبا، كما تنتشر في كل أركان المدينة وضواحيها أعداد كبيرة من الورشات والمصانع المتخصصة لإنتاج الملابس، والتي تخدم خصيصا سوق الجملة للملابس. وبفضل تعاظم سوق تداول البضائع حظي الاقتصاد الفردي المحلي بحيوية قوية، حيث تعمل أكثر من 100 ألف أسرة و3000 مؤسسة أهلية في جميع المجالات المتعلقة بتداول البضائع، واحتلت منتجات القطاع الخاص 60% من إجمالي المنتجات الموجودة في سوق التداول للمدينة بعد أن كانت أقل من 30% قبل سنوات قليلة.

والنتيجة الإيجابية الأخرى لتقدم سوق تداول البضائع في لينيي هي أن السوق الواسعة أتاحت فرصا عديدة لحل مشكلة فرص العمل بالمدينة، والآن يعمل حوالي مليون فرد في قطاع تداول البضائع، وأكثر من 200 ألف شخص في المطاعم أو الفنادق وغيرها من المرافق التي تقدم خدمات للعاملين في تداول البضائع، وذلك إلى جانب 100 ألف شخص يقومون بنقل الخضراوات والحبوب من الريف إلى المدينة. وهكذا حقق تطور قطاع تداول البضائع في لينيي ازدهارا شاملا لاقتصاد المدينة.

منجزات الحكومة في تداول البضائع

اعتمادا على تفوقها في المواصلات السهلة بالطرق السريعة والسكك الحديدية والمطار الحديث قررت حكومة مدينة لينيي إنشاء منطقة الاستثمار للصناعة والتجارة في غربي المدينة ومنطقة الاستثمار الاقتصادي في شرقها. ولتحقيق هذا الهدف وضعت الجهة المسؤولة في الحكومة كل ما يتعلق بقطاع تداول البضائع من المشروعات الإنشائية على قمة أولوياتها، ووفرت لها الدعم الشامل من الميزانية وتخصيص الأرض العمرانية والضرائب وغيرها. وفي الوقت نفسه عملت على تنظيم التعاون والتناسق بين مختلف القطاعات من أجل توحيد القوى الاجمتاعية المتفرقة لإقامة شبكة متخصصة واسعة لتداول البضائع ذات مستوى عالمي.

منظر ليلي جميل لطريق عام

مركز المعلومات الدولي لتداول البضائع التابع لمؤسسة ليتشن

طريق عام ممتد إلى عمق منطقة ييمنغ التابعة لمدينة لينيي


وفي سبيل تقوية سوق تداول البضائع اهتمت حكومة لينيي باستقدام الأموال من الخارج وجذب بعض المؤسسات الكبرى ذات السمعة العالمية في تداول البضائع لنقل مراكز عملها إلى مدينة لينيي عن طريق إقامة قواعد ضخمة لتداول البضائع بها أو رصد مخصصات مالية كبيرة لتشكيل شبكة نقل حديثة تخدم بصورة خاصة أعمالها في تداول البضائع على نطاق البلاد. ومن بين هذه المؤسسات العملاقة مؤسسة جينلونغجي ذات الاستثمار الأسترالي التي قررت استثمار 2ر6 مليارات يوان لمشروع مدينة آولونغ الدولية لتداول البضائع، وحتى الآن استخدمت فعليا 48ر0 مليار يوان من استثمارها، وأنجزت المرحلة الأولى من المشروع. ومؤسسة لوشين هي الأخرى التي قررت استثمار أموال هائلة في مشروعات تطوير تداول البضائع في مدينة لينيي، وقد بلغ استثمارها الإجمالي 8ر7 مليارات يوان، ومنها 600 مليون يوان لإقامة مركز تداول مواد الفولاذ والحديد في منطقة الاستثمار الاقتصادي، والذي يجري بناؤه على قدم وساق.

ومؤسسة ليتشن لم تكن تعمل في مجال تداول البضائع، ولكنها دخلت مجال تداول البضائع قبل غيرها مدفوعة بالموقف الثابت لحكومة لينيي لتنمية الاقتصاد المحلي، والآن صارت مخزنا انتقاليا حديثا كبيرا للبضائع التابعة للمؤسسات المشهورة الصينية والعالمية مثل شركة هايسنس (Hisense) وشركة الاتصالات النقالة (CHINA MOBILE)، وشركة سامسونغ (Samsung) وشركة هيوانداىHYUNDAI لكوريا الجنوبية، كما أنها شريك هام لمؤسسة ويتى – أكبر شركة أمريكية تعمل في قطاع تداول البضائع – في أعمالها على نطاق العالم. وقد أسست مؤسسة ليتشن مركزا دوليا كبيرا لتداول البضائع ومركزا لتجارة المعلومات المتعلقة بتداول البضائع في منطقة الاستثمار بلينيي، ويتعاون هذان المركزان مع المجموعة الصينية لاتصالات الأقمار الصناعية لإقامة شبكة تنسيق ومراقبة لعملية النقل للبضائع على نطاق البلاد، كما أسست مؤسسة ليتشن مركزا لتوجيه السيارات على خطوط نقل معقولة في منطقة الاستثمار، ويمكن لخمسمائة سيارة نقل ثقيل الوقوف فيه في آن واحد، ويمكن أيضا لمائتي وحدة تجارية أن تفتح مكاتبها فيه لمباشرة أعمال تداول البضائع. وبعد فترة غير طويلة من دخولها مجال تداول البضائع صارت مؤسسة ليتشن مؤسسة جامعة تعمل في جميع مجالات تداول البضائع من تبادل المعلومات التجارية وإرسال البضائع حسب الخطوط المعقولة وتخزين البضائع ونقلها بشكل مركزي حتى المعالجة الصناعية للبضائع، ووصلت قيمة البضائع المشمولة في عملية التداول التي تقوم بها هذه المؤسسة 18 مليار يوان خلال سنتين متتاليتين.

وبعد جهود شاقة حققت حكومة لينيي منجزات رائعة في تداول البضائع، فقد بزغت على أرض لينيي عشر أسواق ضخمة في تخزين ونقل البضائع المحددة، يعمل فيها أكثر من 2000 أسرة متخصصة لأعمال تداول البضائع. وفي المدينة أكثر من عشر ساحات لوقوف سيارات النقل وثماني محطات لنقل الركاب تصلها وتغادر منها يوميا 2200 رحلة، وانتقل أكثر من أربعين مؤسسة محلية إلى قطاع تداول البضائع بعد أن كانت تعمل في مجالات أخرى، ووصل إجمالي قيمة البضائع التي يجري تداولها بها 150 مليار يوان.

استكمال شبكة تداول البضائع في الريف

في الوقت الذي تعكف فيه حكومة لينيي على تنمية التجارة وتداول البضائع في المناطق الحضرية اهتمت في السنوات الأخيرة بإظهار دور نظام التعاونيات التجارية الريفية القائمة بشكل كامل في تداول البضائع الزراعية باعتباره قوة رئيسية في تطوير الاقتصاد الريفي، وبذلت جهودا لاستكشاف أنماط عمل جديدة لها تناسب الوضع الاقتصادي الجديد في الريف عن طريق إعادة الهيكلة لهذا النظام في تسويق المنتجات الصناعية ووسائل الإنتاج الزراعي في الريف وشراء المنتجات الزراعية الرئيسية والثانوية من أيدي المزارعين، وحققت الحكومة نتائج جيدة نسبيا.

التزاما بمبدأ تنمية تداول البضائع الحديث والاستفادة من النظام التجاري الريفي القائم أرشدت حكومة لينيي المؤسسات المحلية المتخصصة في تداول البضائع إلى إنشاء شبكة متكاملة حديثة تخدم المزارعين، سواء في ناحية تزويدهم بالمنتجات الاستهلاكية اليومية ووسائل الإنتاج الزراعي أو في ناحية نقل المنتجات الزراعية الرئيسية والثانوية إلى المدينة. وتقوم هذه الشبكة على ثلاثة مستويات من المحافظة والبلدة والقرية.

وترى حكومة لينيي أن الريف سوق واسعة للمنتجات الصناعية الاستهلاكية، وفي الوقت نفسه قاعدة إنتاجية للمنتجات الزراعية، فيشكل استكمال نظام السوق عنصرا رئيسيا لزيادة الاستهلاك في الريف، لذلك وضعت خطة لتنمية نظام حديث للخدمات وتداول البضائع في الريف مع تحديد أهدافها ومشروعات تنفيذها. ومن خلال جهودها هذه تمكنت من إنشاء مركز خدمات يتولى وظائف عديدة، مثل تسويق المنتجات الصناعية ووسائل الإنتاج الزراعي وشراء المنتجات الزراعية الرئيسية والثانوية وتزويد المزارعين بالمعارف العلمية والمعلومات المفيدة وتنظيم النشاطات الثقافية والترفيهية وإرسالها إلى الريف. ومن المتوقع أن تلعب شبكة تداول البضائع الريفية الحديثة دورا متزايد الأهمية في دفع تعاظم القوة الاقتصادية لمدينة لينيي جنبا إلى جنب مع أعمال تداول البضائع المتطورة في الحضر.


Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.