ã

وارتفع مستوى وجودة طباعتها. شكرا للتقدم العلمي!وارتفع مستوى وجودة طباعتها.

ماجد تشنغ بوه رونغ

في عام 1976 التحقت بالقسم العربي لمجلة ((بكين الأسبوعية)) (BeijingReview) التابعة لدار النشر باللغات الأجنبية، للعمل مترجما من الصينية إلى العربية. كان علينا، في ذلك الزمان، أن نستخدم الآلة الكاتبة في كتابة النص المترجم إلى العربية ليقوم الخبير العربي المسئول عن تدقيق مقالات المجلة بتنقيحه، فيضع تصويبات وإضافات على الورقة بقلم ملون. كانت الورقة تعود إلينا مشوهة، بين النص الأصلي وخطوط الحذف والإضافة والتنقيح، ولكي تكون الورقة صالحة للقراءة مرة أخرى، كان علينا أن نعيد كتابتها كاملة قبل أن نرسلها إلى المطبعة. وكان هذا العمل يتطلب منا حرصا شديدا، فأي خطأ يعني إعادة الكتابة من جديد.وارتفع مستوى وجودة طباعتها.

وأذكر أنه في تلك الفترة كانت مطبعتنا هي الوحيدة في الصين التي تطبع بلغات أجنبية عديدة. وعلى الرغم من حقيقة أن العاملين بها لا يفهمون أية لغة أجنبية، وإن كان قلة منهم يعرفون شيئا من الإنجليزية، فإنهم كانوا يجيدون تمييز حروف الكلمات الأجنبية بمختلف أشكالها وتفكيكها. وفي الورشة كانوا يسجلون النصوص الأجنبية بطريقة خاصة، حيث كانت ماكينتهم عبارة عن بوتقة صغيرة للرصاص، في مقدمتها مفاتيح الحروف التي يضربها العمال حسب النص العربي، وفي مؤخرتها تخرج كتل من القطع الرصاصية المتحركة التي تمثل كل قطعة منها حرفا أو جزءا منه، وهكذا عندما يجمع العمال هذه الكتل ويطبعونها على الورق بالحبر، يمكن أن نقرأ النص العربي المطبوع. بالطبع كانت الأخطاء كثيرة في البروفات، لأن الذين شكلوها لا يعرفون اللغة العربية. وكان علينا أن نحدد الأخطاء بعلامات خاصة أثناء المراجعة، ثم نعيدها إلى المطبعة، فيفكك العمال الكتل الرصاصية لاستبدال الحروف الخاطئة بالصحيحة، وبعد ذلك نعيد مراجعة البروفات الجديدة ونحدد الأخطاء مرة أخرى، وهكذا دواليك حتى تتم تصفية كل الأخطاء، ليقوم العمال بتشكيل صفحات المجلة بالكتل المصححة واللوحات الرصاصية التي حفرت عليها الصور المختلفة. كانت هذه العملية بطيئة ومرهقة، إضافة إلى الأجواء غير الصحية في الورشة نتيجة حرارة البوتقة ودخان الرصاص الضار.وارتفع مستوى وجودة طباعتها.

في أواسط الثمانينيات استوردت المطبعة أجهزة إلكترونية حديثة من الخارج، فتحرر العمال من الأعمال الجسمانية المرهقة، حيث كانت كل الأعمال تتم بالكمبيوتر باستثناء تشكيل الصفحات الذي يتم يدويا. كانت صفحات المجلة غير ملونة، ذلك أن طباعة الصفحات الملونة كانت عملية معقدة وتتكلف كثيرا. ولكن عملنا في مكاتبنا ظل كما هو: نترجم المقالات على الآلة الكاتبة وينقحها الخبير ثم نعيد كتابتها. وارتفع مستوى وجودة طباعتها.

وفي عام 1989 انتقلت إلى مجلة "بناء الصين" التي تغير اسمها لاحقا إلى "الصين اليوم". في ذلك الوقت كان الزملاء في الطبعات الأجنبية الأخرى يستخدمون أجهزة الكمبيوتر في أعمالهم، ولكن بقينا نحن في الطبعة العربية نستخدم الآلة الكاتبة لعدم وجود البرامج المكتبية العربية للكمبيوتر في الصين. لم يكن أمامنا إلا أن نتحلى بالصبر. بعد خمس سنوات من ذلك حصلنا على برنامج مكتبي يعمل على أجهزة كمبيوتر ماكنتوش مزود بالنظام العربي وبرنامج الناشر الصحفي الخاص للتصميم، ومن يومها انتقلنا تدريجيا إلى العصر الإلكتروني. كنا نشعر كأننا نرتقي من الجحيم إلى الفردوس متخلصين من كل مشقة، فقد أصبحنا ننجز جميع الأعمال المكتبية على الكمبيوتر، من ترجمة وتصحيح وتصميم. وفي منتصف عام 1994 أصدرنا أول عدد تم إنجازه كاملا على الكمبيوتر.وارتفع مستوى وجودة طباعتها.

اليوم نعمل على أجهزة PC الأرخص والتي يمكنها تشغيل العديد من البرامج العربية وصارت أعمالنا سهلة وبسيطة. أمام شاشة الكمبيوتر نؤدي كل أعمالنا في وقت سريع وبفعالية  أعلى بعد أن تخلصنا من العمليات المتكررة والمتعبة السابقة، من "الناشر الصحفي" إلى QuarkXpress ، حيث دخلنا الآن عصر InDesign المتطور الذي نحقق به أي فكرة تصميم بكافة الألوان والأشكال والصور. أما المطبعة فودعت أساليب العمل المتخلفة وارتفع مستوى وجودة طباعتها. وارتفع مستوى وجودة طباعتها.

إن الإنسان، اليوم، أكثر سعادة في حياته وفي عمله بفضل التقدم العلمي، ولكن لا ينبغي له أن يقول كفى، بل يعمل ويجتهد من أجل غد أفضل. وارتفع مستوى وجودة طباعتها.

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.