محتويات العدد 9 سبتمبر (أيلول)  2005‏
م
العلاقات الصينية الأمريكية
تيارات تحت المياه الهادئة

تشانغ قوه تشينغ

الأمريكيون يتسوقون في الصين اتفاق الطرفين الصيني والأمريكي حول التعاون في خدمات الأوراق المالية وزير الخارجية الصيني مع وزيرة الخارجية الأمريكية

 

في مؤتمره الصحفي مع رئيس وزراء أستراليا جون هوارد يوم 19 يوليو وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش علاقات بلاده مع الصين بأنها "معقدة". وخلال زيارتها للصين في التاسع من يوليو أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بدور الصين في المحادثات السداسية لإنهاء الأزمة النووية الكورية، وهي المحادثات التي استضافتها بكين في السادس والعشرين من يوليو. وفي شهر يونيو أشعل وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد من جديد "تهديد الصين"، هذا إضافة إلى النزاعات التجارية التي لا تنتهي، فإلى أين تتجه العلاقات بين البلدين وهل يمكن لهذه العلاقات أن تتخطى العقبات؟إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

تحديات حقيقيةإجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

قراءة عناوين ومحتويات الصحف والمجلات الأمريكية تعطي لمحة عن توجهات الرأي العام الأمريكي تجاه الصين: في نيويورك تايمز تقرأ "الصين تتوسع، أوروبا تصعد، والولايات المتحدة......" وتتساءل نيوزويك "هل المستقبل ينتمي إلى الصين؟". كل هذا يعكس ذهول الغرب من نمو الصين السريع. هذا الذهول أفرز مزيجا من مشاعر الحسد والإعجاب والاحترام والغيرة والخوف أيضا. القلق والمشاعر المعقدة تروج جيدا في واشنطن وفي وول ستريت، وغالبا ما تقود إلى الخوف من "تهديد الصين" الذي يلوح من بعيد.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

في مقاله "هل المستقبل ينتمي إلى الصين" يقول فريد زكريا، محرر النيوزويك إن تحدي الصين يصبح باديا أكثر للولايات المتحدة. ويقول إنه من الناحية التاريخية عندما تواجه القوة العالمية القائدة بقوة أخرى صاعدة، تكون العلاقات بينهما صعبة. ففي حين يكون المسؤولون قادرين على الحفاظ على تقدير رشيد ومعقول بشأن نمو العلاقات الثنائية، فإن الرؤى السلبية للعلاقات الثنائية في دوائر الحكومة والأعمال تكون حتمية. والصين عليها وهي تنمو، أن تواجه المشاعر السلبية من الولايات المتحدة ودول أخرى، كثمن لصعودها.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

في المقام الأول تأتي الخلافات التجارية المزمنة بين الصين والولايات المتحدة. وقد ظهر عدم الرضاء الأمريكي عن التزامات الصين لمنظمة التجارة العالمية بعد أن انتهت فترة  شهر العسل لبكين عقب انضمامها للمنظمة. ومن المتوقع أن تستمر الخلافات التجارية الصينية الأمريكية مع تغير المناخ السياسي والاقتصادي في أمريكا والنزاع حول تعديل سعر صرف العملة الصينية الذي تم بالفعل تعديه في نهاية شهر يوليو. ولعل التحدي الأكبر للبلدين هو الحيلولة دون تصاعد الخلافات التجارية وتحقيق المنفعة المتبادلة.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

القضية الدقيقة الأخرى هي الحرب على الإرهاب. وفقا لخبراء مكافحة الإرهاب الأمريكيين، شبكة القاعدة الإرهابية تتهاوى، بل ويعتقد البعض أن وضع الإرهاب لم يعد مهيمنا كما كان من قبل. وقد يعطي فقدان غلبة الاهتمام بالحرب على الإرهاب الفرصة لأولئك الذين تقلقهم الصين وروسيا. فبالنسبة لهؤلاء الذين يعتبرون بكين التحدي الاستراتيجي الأكبر لواشنطن، تخفيف الحرب على الإرهاب يعني أن يكون لدى الحكومة الأمريكية الوقت للقلق الشامل بشأن صعود الصين.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

إضافة إلى هذا تعتبر  قضية تايوان والقضية النووية لكوريا الشمالية من بين التحديات الكبيرة للعلاقات الصينية الأمريكية.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

أحجار الزاوية للعلاقاتإجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

على الرغم من العوائق، ستؤدي المصالح الجوهرية والسعي الاستراتيجي للبلدين إلى منع تدهور العلاقات إلى الوضع الذي كانت عليه في فترة الحرب الباردة. ومن المهم هنا أن نذكر عددا من أحجار الزاوية للعلاقات المستقرة:إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

أولا، ليس ثمة تناقض مباشر بين المصالح الاستراتيجية للبلدين، كما كتب المحرر السابق لمجلة تايم، جوشوا كووبر، في ورقة معنونة "إجماع بكين"، حيث قال إن هدف الصين ليس المواجهة، وإنما تجنب المواجهة؛ فالنجاح الحقيقي  في القضايا الاستراتيجية يتطلب معالجة الموقف بكفاءة عالية بحيث تكون النتيجة في مصلحة الصين. هذا مأخوذ من المفكر الاستراتيجي الصيني القديم سون وو. اختلافا عن الاستراتيجية الوطنية الطويلة المدى للولايات المتحدة، الأهداف الاستراتيجية للصين سقفها أقل وأكثر براغماتية. تسعى الصين إلى تنمية متواصلة وبيئة دولية سلمية. ليس لديها النية في التفوق على أو تحدي مكانة الولايات المتحدة. ومن ثم ليس ثمة تعارض جوهري في المصالح الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة. وعلى ا لجانب الآخر، النمو المتواصل للصين ولمنطقة آسيا – المحيط الهادي ككل بالتوازي مع علاقات صينية أمريكية مستقرة يفيد الأمن القومي الأمريكي. إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

وحسب استراتيجية الأمن القومي لإدارة بوش، فإن استقرار ونمو العلاقات الصينية الأمريكية يفيد تنمية وأمن أمريكا. وكما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، فإن كل الحكومات لديها ما يقلقها ويهمها وتتعامل معها وفقا لأهميتها. وبالنسبة لإدارة بوش، القضايا الأكثر أهمية هي الإرهاب، انتشار الأسلحة النووية وتحول مركز الاقتصاد العالمي إلى آسيا. ومن بين هذه القضايا، فإن ارتفاع مكانة آسيا، وبخاصة تنمية الصين، ليست القضية التي تقلق الولايات المتحدة أكثر. في التعامل مع القضايا الطويلة الأجل للحرب على الإرهاب ومنع الانتشار النووي تحتاج الولايات المتحدة إلى الصين كشريك وليس كمنافس.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

ثانيا، أن الفهم الأمريكي للصين يصبح أكثر رشادا وعقلانية. بعد تقلبات في العلاقات أدركت الولايات المتحدة تدريجيا أن تطور القوتين الدوليتين وحفاظهما على شراكة ودية أكثر أهمية لآسيا وللعالم كله. وسوف يصبح السياسيون والاستراتيجيون الأمريكيون على وعي تام بأن الاعتماد المتبادل يتزايد بين البلدين. إنه لمن المستحيل أن تستطيع الولايات المتحدة أن تعرض مصالح الصين للخطر دون أن تضر بنفسها. ومن ثم ينبغي على الولايات المتحدة أن تعزز اتصالاتها وتعاونها مع الصين. إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

هناك علاقة تفاعلية بين تغيير الفهم وتغيير السياسات. وكما لاحظنا، فإنه كنتيجة لتحول الفهم الأمريكي للصين، أوفت واشنطون بمهمة هامة خلال فترة بوش الأولى بإعطاء تقييم رشيد وموجه للعلاقات الصينية الأمريكية. قد لا تكون العلاقات بينهما في حالة الكمال، ولكنها ذات معنى  كونها الرؤية الأكثر موضوعية وإفادة للطرفين خلال قرن من الزمان تقريبا.  ولم يكن من قبيل المصادفة ما كررته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وسابقها كولين باول بأن الولايات المتحدة تتمتع بأفضل علاقات لها مع الصين على الإطلاق. إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

حجر الزاوية الثالث هو نضوج قنوات الاتصال وإقامة حوار على مستوى عال. بعد أن أصبحت  الزيارات المنتظمة والاتصالات الهاتفية بين رئيسي البلدين ووزيري خارجيتهما مستقرة، كان من الطبيعي أن يبدأ البلدان لقاءات على مستوى نائب وزير في موعد محدد. إن هذا لم يوسع فقط من قنوات الحوار على المستوى الرفيع وإنما وسع الاتصال بين رئيسي البلدين ووزيري خارجيتهما وساهم في تعزيز الإنجازات التي حققتها العلاقات الصينية الأمريكية خلال السنوات القليلة المنصرمة.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

وتشير وقائع السنوات الماضية إلى أن التطور المستقر للعلاقات الصينية الأمريكية يعتمد على الاتصالات العالية المستوى السلسلة من حين لآخر و فهم أهداف دبلوماسية الطرف الآخر ووجهات النظر البناءة والموضوعية بشأن الاختلافات، فالمزيد من الاتصالات بين البلدين يعادل مزيدا من الفرص لتحقيق المنفعة المتبادلة.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

من الأمثلة الجيدة لهذا، التقرير السنوي حول القوة العسكرية للصين الذي تعده ويقدمه وزارة الدفاع الأمريكي، البنتاغون. في توضيحه لـ "التهديد الصيني" من وجهة النظر العسكرية، يكتظ تقرير البنتاغون بالمبالغات والاتهامات التي لا أساس لها بشأن قوة الصين وتهديدها. وقد أدى هذا بصانعي القرار الأمريكيين على المستويات العليا إلى فقدان الاهتمام بهذا التقرير المثير للجدل. الأكثر، ومقارنة بالبنتاغون، البيت الأبيض لديه مصادر معلومات وقنوات اتصال أكثر صلاحية.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

حجر الزاوية الرابع هو التطور الشامل للعلاقات الصينية الأمريكية والمصالح المشتركة. الأحكام السطحية على العلاقات الصينية الأمريكية تؤكد عادة على أنها علاقات متنافسين. على الجانب الآخر، فإن محركي نمو الاقتصاد العالمي أكثر اعتمادا على بعضهما البعض، مع تداخل الاقتصادين. وكما أشار العديد من العلماء سيكون مفيدا لمصالح البلدين أن يعدلا العلاقات بشكل معتدل من حين لآخر. لقد باتت الصين والولايات المتحدة أكثر اعتمادا على بعضهما البعض في قضايا التجارة ومكافحة الإرهاب ومنع الانتشار النووي، والنتيجة أن الخلافات قلت بشكل كبير.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

أخيرا وليس آخر فإن الدبلوماسية الصينية التي تزداد نشاطا والنمو المستقر لعلاقات الصين المتعددة الأطراف عززت أيضا العلاقات الصينية الأمريكية. خلال الخلافات التجارية حول المنسوجات مؤخرا كانت السبل والتوجهات التي تبناها الاتحاد الأوروبي مختلفة عن الولايات المتحدة.  فقد تفادت بكين وبروكسل حربا تجارية بتحقيق اختراق استنادا إلى المشاورات والتنازلات. ينبغي أن يكون هذا درسا  لواشنطن. إن حل النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي  شهادة  على التنمية المتناسقة للعلاقات الثنائية. والواقع أنه منذ أن عززت الصين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ومع دول جنوب شرقي آسيا والهند واستراليا ودول أمريكا اللاتينية وأفريقيا في السنوات القليلة الماضية، تأثر الإدراك الأمريكي للعلاقات مع الصين إلى حد ما. إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

في سنغافورة يتحدثون عن التوازن في النفوذ الذي يصب في مصلحة الصين. وفي أستراليا ألا يختاروا بين بكين وواشنطن. على الولايات المتحدة أن تعي حقيقة واحدة، وهي أنه أيا كان الإجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عليها أن لا تفكر فقط  في مصلحتها الخاصة ورد بكين وإنما أيضا في التوجهات وردود الفعل من حلفائها والدول الأخرى. الآن يتشكل بهدوء نمط جديد من العلاقات الثلاثية الأبعاد.إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

الكاتب: باحث بمعهد الدراسات الأمريكية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. إجراء الذي تتخذه تجاه الصين، عل

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.