محتويات العدد 9 سبتمبر (أيلول)  2005‏
م
مساعد وزير خارجية مصر

لم أستفد خبرة من قبل كما استفدت في الصين

نائب رئيس المجموعة الصينية للنشر الدولي قوه شياو يونغ (اليسار) مع السفير على الحفني السفير على الحفني (الثالث من اليمين) مع أسرة <<الصين اليوم>>الحفني

السفير على حسام الدين الحفني، مساعد وزير الخارجية المصري والسفير السابق لمصر لدى الصين، كان دائما وجها مشرقا للدبلوماسية العربية  خلال السنوات الأربع التي أمضاها في هذا البلد. والسفير الحفني من قراء "الصين اليوم" المخلصين، بل تحتفظ ذاكرته بالعديد من الموضوعات التي تنشرها مطبوعتنا.ثالثا، في إطار منظمة شانغها

المجموعة الصينية للنشر الدولي ممثلة بنائب رئيسها السيد قوه شياو يونغ، ومجلة "الصين اليوم" ممثلة برئيس مجلس إدارتها قونغ شي شيانغ وأسرة الطبعة العربية استضافت السفير على الحفني على مائدة حوار بمناسبة انتهاء مدة عمله في الصين.ام، ثالثا، في إطار منظمة شانغهاي أصبح

سألناه عن انطباعاته بعد أربع سنوات في الصين، فقال: لفت انتباهي أن المجتمع الصيني مجتمع حركي. جئت إلى الصين لأول مرة 1984، زرت بكين وشانغهاي وهانغتشو. وفي عام 2002 زرت هذه المدن أيضا وجدت فارقا كبيرا. أعتقد مدينة شنتشن مدينة تعتبر مثالا صارخا لما أقول. كانت قرية للصيادين صغيرة، في نهاية السبعينات كان بها 35 ألف نسمة ومهندس كهرباء واحد، اليوم بها 12 مليون نسمة، وتحتل المركز الأول في الصين من حيث متوسط دخل الفرد، فيها 12 ميناء، وأكبر ميناء حاويات بالصين. أنتم حققتم معجزة، وبعد زيارة الرئيس المبارك للصين خاصة مدينة شنتشن 2002 انبهر بها. هناك بعض الأحاديث التي لا يمكنني أنساها؛ التقيت عام 2002 بأحد رؤساء المؤسسات الاقتصادية الكبيرة في داليان، دار الحديث بيننا حوالي ساعتين، وقال لي الآتي: نحن في الصين الآن، نبدأ من حيث انتهى الآخرون. كنا نتحدث عن الفرص أو امكانية إقامة مشروع ما في مصر، فقال لي، أهم شيء لنا هنا، في الصين، عنصر الوقت، نحن نتفق على أن ننهي المشروع في ستة أشهر وقبل انقضاء الستة أشهر نسلمكم المشروع، أما أنتم إذا تأخرون تنفيذ للمشروع فكل يوم يمر يساوي تكاليف باهظة. الاهتمام بعنصر الوقت من سمات الدول المتقدمة وليس من سمات الدول النامية، ولهذا تتجه الصين من مجتمع ينمو إلى مجتمع يتقدم. وأنا لا أقول ذلك على سبيل المجاملة، هذا يشاركني فيه كثير من الباحثين والعلماء في المراكز الاستراتيجية على مستوى العالم. الصين في اتجاه تحول من دولة نامية إلى دولة متقدمة، لا يهمنا أن الولايات المتحدة تكون أكثر تقدما ولكن على الأقل أن تنجح الصين، رغم هذا الاتساع الشاسع وعدد السكان الضخم، أن تتحول إلى دولة متقدمة، هذا هو التحدي الحقيقي الذي صمم الحزب الشيوعي وقيادة الدولة أن تخوض غماره.ام، ثالثا، في إطار منظمة شانغهاي أصبح

قلنا له، ما هي نصيحتكم للقادمين  الجدد إلى الصين وتحليلكم للعلاقات الصينية المصرية والعربية؟

قال: أتمنى أن يواصلوا نفس سياسة طرق مزيد من الأبواب واستطلاع مزيد من فرص التعاون، هناك امكانية جبارة وخاصة بالنسبة لمصر لتستفيد من خبرة الصين، هنا تجارب كثيرة في الصين مثل تجربة القضاء على العشوائيات، فبكين تزيل العشوائيات تماما، وعندنا مشكلة عويصة للعشوائيات. ام، ثالثا، في إطار منظمة شانغهاي أصبح

يجب أن يبذل الجانبان جهودا أكبر من أجل دفع العلاقات، وتعميق التفاهم القائم بين البلدين. ما تم إنجازه حتى الآن  يمثل قطرة في بحر. الجانب الصيني عليه أن يكون أكثر جرأة في الوصول إلى دولنا وأسواقنا، وعلى الجانب الصيني أن يخرج بعض الشيء عن النمط التقليدي في التعامل مع الدول الأخرى والأسواق العالمية. هناك فرص لا يمكن تقدير قيمتها موجودة سواء في إطار العلاقات المصرية الصينية أو الصينية العربية. الصين تتعامل مع أسواقنا على استحياء، وتترك للدول الأخرى فرصة لتحتكر هذه الأسواق. باستثناء بعض المساعدات والقروض التي نشعر بتقدير بالغ لها في المحيط العربي والمحيط الأفريقي، نأمل من الصين ألا تقتصر على المشاركة في المناقصات وتنفيذ المشروعات، اعتمادا على التمويل من مصادر أخرى، ولكن يجب أن تبدأ لعب الدور الذي تلعبه الدول المتقدمة الأخرى، والتي تدخل باستثماراتها في هذه الدول. أتحدث هنا عن مصر، عن الدول العربية، الدول الافريقية. الصين تتحول شيئا فشيئا إلى واقع آخر، ولن تستمر في وضعها كدولة نامية إلى النهاية، هناك بعض الأوضاع العالمية التي تتغير، الصين في مطلع القرن الحالي، حجم تجارتها الخارجية أضعاف حجمها منذ 15 أو 20 عاما. رفع الحصص عن صادرات المنسوجات الصينية، يمكن أن يحدث بعض الانعكاسات على الدول النامية، على الصين أن تتنبه لمثل هذه الأمور. يجب أن تحرص الصين على أن تستمر في تنمية العلاقات بينها وبين الدول النامية وخاصة مع الدول العربية والافريقية، لأن هذه الدول ترتبط بعلاقات وثيقة مع الصين على مر التاريخ وهناك تفاهم عميق مشترك بين الجانبين. لقد طرحت هذه الرؤية على وزارة الخارجية ووزارة التجارة في الصين وأشرت بأن ينظروا بعين الاعتبار لأن يتم إعلان عن مبادرة العام القادم بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات العربية الصينية والعلاقات الصينية الأفريقية، خاصة أن بكين ستشهد العام القادم اجتماعين هامين، المؤتمر الوزاري الثالث للمنتدى الصيني الأفريقي والمؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى التعاون العربي الصيني. الاستثمارات الصينية في الخارج لا تحقق المصلحة العربية والأفريقية، بل تحقق المصلحة الصينية أيضا.ام، ثالثا، في إطار منظمة شانغهاي أصبح

العلاقات بين الصين ومصر على خير ما يرام، في سنوات عملى هنا لم أواجه أي موقف توتر في العلاقات مع أي مسؤول وجهاز سواء كان مركزيا أو محليا، لم أجد سوى التشجيع والتفاهم، ولا يمكن أن أنسى، أول لقاء مع الرئيس جيانغ تسه مين، حيث أمضينا حوالي عشرين دقيقة في  حوار قال لي في نهايته: يا سعادة سفير،انطلق! أمامك الصين الواسعة، لدينا مدن عديدة وأبواب عديدة، سافر واحتك، أبواب الصين كلها مفتوحة لك! عملت بنصيحته، لكنني لم أتخيل أنها مهمة شاقة بهذا الشكل. أن تفتح كل الابواب، تستغل كل فرصة وتلتقى بكل مسؤول، هذا يتطلب جهودا كبيرة. سعدت بالدفء الذي وجدته لدى كل الأصدقاء الصينيين، وهذا شجعني على أن استطلع كل فرصة، لكن الصين كبيرة، كنت أتمنى أن أزور الواحد وثلاثين إقليما ومدينة، لكني لم أزر إلا 22 منها. نحن طرقنا أبوابا كثيرة، مثل البيئة، والغاز الطبيعي والبترول والبترولكيماويات ومكافحة السرطان والكوارث خاصة بعد تسونامي، حتى أننا بدأنا المحادثات مع الجهات المعنية من أجل أن ينضم عالم مصري إلى البحوث العلمية الصينية في القطب الجنوبي. اعتقد أن العلاقات تتطلب وتحتاج سفيرا جديدا يأتي بفكر جديد وفلسفة جديدة ومنهج جديد ودم جديد ونشاط جديد وروح جديدة حتى يمكن أن يخدم العلاقات بشكل أفضل، نحتاج إلى دفع العلاقات باستمرار. ام، ثالثا، في إطار منظمة شانغهاي أصبح

وعن خبرة عمله في الصين قال السفير على الحفني: كما يقولون، الذي يعمل سفيرا في الصين مرة، يكون سفيرا للصين طوال الحياة. لم أستفد خبرة من قبل كما استفدت هنا في الصين. تجربتي في الصين تجربة فريدة من نوعها، لا اعتقد أن هناك تجربة مماثلة لي كسفير في أي منطقة أخرى. من ضمن الأشياء التي لاحظتها وتأثرت بها بشدة مدى جدية الشعب الصيني ومدى الإلتزام ومدى الإقبال على العمل، وتقديس العمل. أنا دخلت مصنع ولم أكن أسمع همسا، فالكل منهمك في عمله، ليس لديه أي فرصة للحديث الجانبي، بل التركيز في العمل. البعض في الدول الغربية ينتقدون لمجرد النقد، ويقولون إن الصين تحولت إلى آلة، مصنع العالم، ولكن هذا قصر نظر، لأنهم لا يرون أن هناك ثورات أخرى تتم في الصين، ليست ثورة اقتصادية فحسب، ولكن هناك ثورة ثقافية كبيرة، ثورة اجتماعية، هناك ثورة في الإعلانات والإعلام، حتى الإنتاج السينمائي وثورة في الاتصالات.   ا، ثالثا، في إطار ممنظمة شانغهاي أصبح                    

 زرت منطقة شينجيانغ مرتين، في عام 2002 و2004، ولمست تغيرات كبيرة هناك بين المرتين. في المرة الأخيرة شاهدت الأوناش الكبيرة والاستاد وكثيرا من توكيلات الشركات الأجنبية، وشاهدت بازارا جديدا لم يكن موجودا في المرة الأولى، مبني على الطراز الإسلامي، وهو أكبر بازار في آسيا الوسطى  وشرق آسيا. ذهبت مرتين إلى كاشغر وفي المرة الأخيرة وجدت حيا جديدا بأسلوب إسلامي، وشاهدت في المرة الثانية معرضا دوليا وكثيرا من الأجانب. حركة العمران وحركة الإنشاء وحركة التنمية تتم في هذه المنطقة بشكل طيب. وأشير إلى ثلاثة جوانب أخرى لهذه المنطقة، أولا خط الغاز الطبيعي من أوروموتشي إلى شانغهاي تم في العام الماضي، ثانيا إعادة استخدام طريق الحرير القديم من شيآن إلى أورومتشي عابرا وسط آسيا حتى أمستردام، ثالثا، في إطار منظمة شانغهاي أصبح هناك اهتمام أكبر من قبل الحكومة الصينية بإنشاء عدة مشاريع عابرة الحدود تخدم كل الدول المتتاخمة في هذه المنطقة مثل قازاقستان وأوزبكستان.ام، ثالثا، في إطار منظمة شانغهاي أصبح

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.