محتويات العدد 8 أغسطس (آب)  2005‏
م
جرائم العدوان الياباني على الصين
البروفيسور جين شي ده،

 الأستاذ بمعهد الدراسات اليابانية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية

بلغ عدد القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين خلال فترة العدوان الياباني 36 مليونا وتجاوزت خسارة الصين الاقتصادية 600 مليار دولار أمريكي.للجيش الياباني،

في محادثاته مع وزير خارجية الصيني لي تشاو شينغ يوم السابع من مايو 2005 كرر وزير الخارجية الياباني نوبوتوكا ماتشيمورا الحيلة القديمة بأن المقررات الدراسية في الصين تشتمل على أوصاف فظيعة وقاسية للجيش الياباني في تلك السنوات الماضية بدون مبرر. الحكومة اليابانية التي وافقت قبل فترة قصيرة على تدريس مقررات تاريخ تشوه تاريخ العدوان وتجمله، يأتي وزير خارجيتها اليوم ليقول إن اليابان هي "المنكوبة"، محاولا تحقيق هدف المدافع عن النفس بالهجوم أولا. كلام وزير الخارجية الياباني لا يعنى إلا أن معرفته بالتاريخ متواضعة ونظرته لتلك الفترة التاريخية خاطئة، وأسبابنا هي:عدوانية للجيش الياباني،

أولا، أن الجيش الياباني المعتدي مارس بالفعل أبشع أنواع الفظاعة والقسوة، وليست مقررات التاريخ الدراسية الصينية هي التي تصفه بالقسوة والفظاعة.عدوانية للجيش الياباني،

 ثانيا، أن المقررات الدراسية الصينية لا تعكس فظاعة وقسوة الجيش الياباني المعتدي بشكل كاف، وإنما تصف جزءا من ذلك التاريخ فقط. إلى جانب ذلك، يرجع سبب إدراج الصين لتاريخ العدوان الياباني في المقررات المدرسية إلى أنه من أهم أحداث التاريخ الصيني الحديث، ومن أجل تجنب وقوع مثل هذا التاريخ من خلال التعليم حوله. عدوانية للجيش الياباني،

ثالثا، أنه من الضروري توجيه ضربة قوية لحملة إنكار التاريخ من القوى السياسية اليمينية اليابانية.عدوانية للجيش الياباني،

إن القوى السياسية اليمينية اليابانية، على عكس ألمانيا التي تعتبر تاريخ النازية عارا لها، تشعر بالحزن لهزيمة العسكرتارية اليابانية، ويفخرون بأنهم من أحفاد هيدكي توجو وغيره من المسؤولين عن الحرب، وتصف أعمالهم المعارضة للبشرية بأنها "تعادل معارضة ظلم النفس" و"نهوض الروح اليابانية من جديد".عدوانية للجيش الياباني،

لقد ارتكبت اليابان من نهاية القرن التاسع عشر إلى أواسط القرن العشرين، جرائم  عدوانية فظيعة، فنهبت من الصين 230 مليون أوقية من الفضة كتعويض عن الحرب، تعادل 5ر4 أضعاف دخل اليابان المالي في عام 1894. بعد الحرب بين اليابان وروسيا 1905، احتلت اليابان ليوشون وداليان بالصين وفي عام 1931، اعتدت على شمال شرقي الصين. ابتداء من عام 1937، وسعت اليابان حربها العدوانية إلى شمال وشرق وجنوب الصين. كان الجيش الياباني يقتل المدنيين وينهب الثروات بجنون في كل مكان يصله، وارتكب جرائم وحشية نادرة المثال في تاريخ البشرية الحديث، وسبب مصائب خطيرة للشعب الصيني. وقد بلغ عدد القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين الصينيين خلال العدوان الياباني 35 مليونا، وتجاوزت خسارة الصين الاقتصادية 600 مليار دولار أمريكي.عدوانية للجيش الياباني،

في تلك الحرب، كان الجيش الياباني المعتدي قاسيا للغاية، ولا يمكن لأي مقرر مدرسي أن يسجل تلك القسوة كاملة وما نذكره هنا ليس إلا غيض من فيض من الجرائم التي ارتكبها الجيش الياباني في حربه العدوانية على الصين. عدوانية للجيش الياباني،

(1) المذابحعدوانية للجيش الياباني،

مذبحة ليويشون- في 21 نوفمبر 1894، وبعد احتلال الجيش الياباني على ليويشون، وبموافقة قائد الفيلق الثاني وقيادة قائد الفرقة الأولى من الجيش الياباني، قام الجيش الياباني بمذبحة للمدنيين الصينيين لمدة أربعة أيام، قتلوا فيها أكثر من 20 ألف صيني.عدوانية للجيش الياباني،

مذبحة جينان- من 3-11 مايو 1928، قتل الجيش الياباني الذي اعتدى على مقاطعة شاندونغ الصينية مرة ثانية الدبلوماسيين والعسكريين والمدنيين الصينيين بجنون وتشير تحقيقات فرع جينان لجمعية الصليب الأحمر الدولية أن عدد القتلى في هذه المذبحة بلغ 6123، والجرحى 1700، وبلغت خسارة الممتلكات 57ر29 مليون يوان.عدوانية للجيش الياباني،

مذبحة بينغ دينغ شان- في 16 سبتمبر 1932، ومن أجل الانتقام من الجيش الصيني المقاوم للعدوان الياباني، قام الجيش الياباني بمذبحة جماعية للمدنيين بقرية بينغدينغشان، قتل فيها أكثر من 3000 صيني.عدوانية للجيش الياباني،

مذبحة نانجينغ- في 13 ديسمبر 1937، احتل الجيش الياباني مدينة نانجينغ، تحت قيادة قائد الجيش الياباني بوسط الصين  ماتسوي يشيناي وقائد الفرقة السادسة ناني توشيو، قام الجيش الياباني بمذبحة كبيرة للمدنيين والعسكريين الذين تركوا الأسلحة لمدة ستة أسابيع. تجاوز عدد القتلى 300 ألف، في واحدة من أكبر المذابح التي شهدها التاريخ العالمي وأكبر من  مذبحة سجن أوشفيتز التي قام بها النازيون الألمان.عدوانية للجيش الياباني،

(2) "سياسة احرق واقتل وانهب" عدوانية للجيش الياباني،

نفذ الجيش الياباني المعتدي على الصين سياسة "حرق كل الأشياء ونهب كل الممتلكات وقتل كل الصينيين" الوحشية. تحت إرشاد هذه السياسة، قام الجيش الياباني بمذابح فظيعة لا حصر لها. مثلا، في مايو 1942، قام الجيش الياباني باكتساح قرية بيتونغ بوسط مقاطعة خبي، أطلق الغاز السام في الخنادق التي احتمى بها أبناء القرية، مما أسفر عن موت أكثر من ألف شخص من أبناء القرية والميليشيا، وثمة مذابح لا يحصى لها عدد مثل هذه المذبحة.عدوانية للجيش الياباني،

(3) الحرب الجرثوميةعدوانية للجيش الياباني،

بعد أن شن الجيش الياباني "حادثة 18 سبتمبر" عام 1931، دعا يشي يشيرو، وهو طبيب في الجيش الياباني، إلى تشكيل قوة لشن حرب جرثومية، على أن يتحمل هو مسئوليتها. في عام 1932، نقل يشي يشيرو قاعدة المختبرات من اليابان إلى شمال شرقي الصين، وأقام مصنعا تجريبيا للجراثيم في بلدة أربيينخه بجنوب مدينة هاربين، ونقله إلى بلدة بينغفانغ عام 1935، وتحول اسمه إلى الجيش رقم 731، الذي كان  أكبر قوة لحرب الجراثيم أقامها الجيش الياباني المعتدي في الصين. خلال اثنتي عشرة سنة، قام بتصنيع جراثيم الطاعون وحمى التيفويد والزحار الأحمر والكوليرا والسل والجمرة الخبيثة وغيرها من الجراثيم، ثم جربوها على أكثر من خمسة آلاف أسير ومدني في صحة جيدة بأساليب تشمل التشريح وتربية الجراثيم البيولوجية المتنوعة.عدوانية للجيش الياباني،

وأقام الجيش الياباني قواعد ومصانع لحرب الجراثيم  في هاربين وتشانغتشون وبكين ونانجينغ وقوانغتشو الصينية وسنغافورة وماليزيا على التوالي، وفروع لها في 63 مدينة صينية. وفي إبريل 1939، على سبيل المثال، كون الجيش الياباني قوة لحرب الجراثيم باسم "الجيش 1644 بكود رونغ تسي" الذي رأسه يشي يشيرو في نانجينغ. في أكتوبر 1938 أقام نيشيمورا يجي "الجيش 1855 بكود بيبينغ جيا" لحرب الجراثيم.عدوانية للجيش الياباني،

من عام 1931 إلى عام 1945، استخدم الجيش الياباني سلاح الجراثيم بحجم كبير أكثر من 36 مرة على الأقل في أكثر من 20 مقاطعة ومنطقة صينية، حيث استخدم سلاح الجراثيم في الهجوم والتراجع والاكتساح وقتل اللاجئين والقضاء على قوات حرب العصابات وتدمير القواعد الجوية. لم يستخدم فقط جرثومة الطاعون بكمية كبيرة، بل استخدم الكوليرا والجمرة الخبيثة والتيفويد والباراتيفويد والزحار والدفتيريا والحمى الراجعة وغيرها من الجراثيم، مما أسفر عن إصابة وموت عدد كبير من الصينيين. يبين الإحصاء المسجل أن 270 ألفا من المدنيين الأبرياء الصينيين ماتوا بسبب الحرب الجرثومية إلى جانب العسكريين الصينيين، أما عدد الصينيين الذين ماتوا بسبب انتشار الأوبئة التي سببتها الحرب الجرثومية اليابانية فلا يحصى.عدوانية للجيش الياباني،

(4) الأسلحة الكيماويةعدوانية للجيش الياباني،

أثناء عدوانه على الصين، استخدم الجيش الياباني كمية كبيرة من الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الصيني، الأمر الذي ألحق بالشعب الصيني أضرارا جسيمة. ففي عام 1927، أقام اليابانيون مصنعا للمواد السامة في جزيرة  وكونوجيما، بدأ تطوير وصنع قنابل الغاز السام، وخزنوا كمية كبيرة من الذخائر الكيماوية. في عام 1933 أنشأ اليابانيون الهيئة العسكرية الكيماوية وقوة الحرب الكيماوية، ومدرسة القوة الكيماوية وبدأ التدريب على الحرب الكيماوية. ثم كونوا القوة الكيماوية 516، لتكون مسؤولة عن تجارب استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع.عدوانية للجيش الياباني،

امتدت الحرب الكيماوية اليابانية من عام 1937 إلى عام 1945، في 18 مقاطعة صينية، وتجاوز عدد المعارك المسجلة التي استخدمت اليابان فيها الأسلحة الكيماوية ألفي معركة أسفرت عن موت وإصابة أكثر من ثمانين ألف عسكري صيني، والعدد الفعلي أكثر من هذا بكثير. عرف من المقارنة بين سجلات الطرف الياباني والطرف الصيني حول الحرب الكيماوية اليابانية، أن العدد المسجل لدى الطرف الياباني يزيد عن العدد المسجل لدى الطرف الصيني، أحيانا أكثر 2-3 أضعاف.عدوانية للجيش الياباني،

مثلا، في يوليو 1938، عندما هاجم اليابانيون منطقة تشيووه بمقاطعة شانشي، استخدموا نحو ألف أنبوبة غاز سام، كان دخان الغاز السام يغطى الجبهة الأمامية للجيش الصيني. وفي معركة ووهان، استخدم الجيش الياباني الأسلحة الكيماوية 375 مرة، وأطلق 48 ألف أنبوبة غاز سام. في مارس 1939، قتل الجيش الياباني كتيبتين من جيش الكومينتانغ الصيني بالمواد الكيماوية السامة. من أغسطس إلى ديسمبر 1940، شن الجيش الياباني 11 هجوما بالأسلحة الكيماوية على طوال السكة الحديد بشمال الصين، فتسمم أكثر من عشرة آلاف عسكري صيني. في أغسطس 1941، عندما حاصر الجيش الياباني قاعدة جينتساجي لمقاومة اليابان، قتل بالمواد السامة أكثر من خمسة آلاف عسكري ومدني صيني. وفي الثامن من أكتوبر من نفس العام، استخدم الجيش الياباني غاز الخردل في ييتشانغ بمقاطعة هوبي، تسمم أكثر من ألف وستمائة صيني ومات أكثر من ستمائة. في مايو 1942، قتل الجيش الياباني بالمواد السامة أكثر من ثمانمائة صيني دخلوا الخنادق في قرية بيتان بمحفاظة دينغشيان في مقاطعة خبي، فكانت "مأساة قرية بيتان" التي هزت العالم.عدوانية للجيش الياباني،

(5) "نساء الترفيه للجيش الياباني"عدوانية للجيش الياباني،

أثناء حربه العدوانية على مختلف الدول الآسيوية، أقام الجيش الياباني ما سمى بـ"إدارة الترفيه" لاستخدام مئات الآلاف من نساء الدول الآسيوية الأخرى إجباريا أو بالخداع ليعملن كنساء ترفيه للعسكريين اليابانيين في الجيش الياباني، ليقوم أفراد الجيش الياباني بالاغتصاب الجماعي، فارتكبت جرائم فظيعة للغاية.عدوانية للجيش الياباني،

(6) قصف تشونغتشينغ عدوانية للجيش الياباني،

من 18 فبراير 1938 إلى 23 أغسطس 1943 قام الجيش الياباني بقصف مدينة تشونغتشينغ؛ عاصمة الصين في ذلك الوقت لمدة خمس سنوات ونصف. وفقا للإحصاء غير الكامل، استخدم الجيش الياباني في تلك الفترة 9513 طائرة/مرة، وأطلق 21593 قذيفة، وقتل 11889 مدنيا صينيا وأصاب 14100 مدني صيني، ودمر 17608 بنايات، وأحدث"القصف الكبير في الثالث والرابع من مايو" و"القصف الكبير في 19 أغسطس" و"مأساة الخندق الكبير في الخامس من يونيو" الخ التي هزت العالم.عدوانية للجيش الياباني،

وفي الساعة التاسعة مساء 5الخامس من يونيو 1941، شن الجيش الياباني غارة جوية، اندفع على إثرها أكثر من عشرة آلاف مدني إلى ملجأ يتسع لأربعة آلاف وخمسمائة شخص فقط مذعورين، استخدم الجيش الياباني أربعا وعشرين طائرة في ثلاث دفعات في قصف استمر ثلاث ساعات، فنشب حريق شديد بقمة الملجأ، مما تسبب في إزهاق أرواح 9992 صينيا بالغا، و1151 طفلا، وأصاب 1510 صينيين بإصابات بالغة، وعدد المصابين بإصابات خفيف لا يحصى، وهي مأساة الخندق بتشونغتشينغ التي هزت العالم.عدوانية للجيش الياباني،

لقد شهدت السنوات الأخيرة اندفاعا محموما من القوى السياسية اليابانية لإنكار وتجميل الجرائم العدوانية للجيش الياباني، وهذا ما يجعل الصين والدول الآسيوية تنتقد بشدة وتفند هذه المحاولات وفي نفس الوقت تعزز البحوث حول تاريخ العدوان الياباني والتوعية بهذه الفترة من تاريخها.عدوانية للجيش الياباني،

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.