محتويات العدد 8 أغسطس (آب)  2005‏
م
نسخ نادرة للمصحف الشريف في الصين-2
يوسف تشن جين هوي

6 – مصحف القصر الإمبراطوري لأسرة تشينغي والخصائص الصينية قدم

في مقال بالعدد الثاني من المجلد الخامس لمجلة ((تشنتسونغ)) الشهرية التي تأسست في عام 1931، جاء أنه: "... في أوائل عهد أسرة تشينغ ، كان يحفظ في القصر الإمبراطوري ثلاثون مجلدا من المصحف الشريف، غلافها من الحرير الأصفر الفاخر، وورقها هو ورق باولان الممتاز، وأثمن شيء فيها أنها كتبت كلها بحبر خاص مصنوع من الذهب الخالص، لذلك تعتبر أثمن نسخة للمصحف الشريف في الصين."ي والخصائص الصينية قدم

حسب السجلات التاريخية كان للإمبراطور تشيان لونغ (1736-1795) من أسرة تشينغ زوجة من الدرجة الثانية، وهي فتاة جميلة جاء بها من منطقة شينجيانغ الويغورية إلى القصر الإمبراطوري تكريما لعشيرتها التي قدمت مساهمات بالغة في حرب الإمبراطور ضد المتمردين في شينجيانغ. حسب السجلات التاريخية، كان جسم هذه الفتاة يفوح برائحة عطرة، فأحبها الإمبراطور كثيرا، ومنحها لقب "الحظية العطرة"، بل أقام لها مسجدا داخل القصر الإمبراطوري وأهداها نسخة ثمينة من القرآن احتراما لعقيدتها الإسلامية.ي والخصائص الصينية قدم

ويقول بعض العلماء إن نسخة المصحف الموجودة في مكتبة معهد الصين للعلوم الإسلامية، هي التي أهداها الإمبراطور تشيان لونغ إلى حظيته العطرة. المعروف يقينا أن هذه النسخة اكتشفت في بداية خمسينيات القرن الماضي، أما ناسخها ومكان تجليدها وكيفية دخولها إلى القصر فهي أسئلة لا إجابة لها. ولكن غلاف هذه النسخة به عبارة قصيرة مكتوبة بالعربية تبين أن مصدرها ليس عاديا. العبارة  تقول: "هذا الكتاب المقدس هدية من الإمبراطور". بالإضافة إلى ذلك تشير المواد المستخدمة في تغليفها وتجليدها والحبر الذهبي المستخدم في نسخ نصوصها والزخارف الفاخرة لكل صفحاتها  إلى أن هذه النسخة ربما تنتمي للأسر الإمبراطورية. ي والخصائص الصينية قدم

7 – المصحف الشريف المحفور على الألواح الخشبية ي والخصائص الصينية قدم

في أواخر عهد أسرة تشينغ الإمبراطورية قام المسلمون في مقاطعة يوننان بانتفاضة شعبية كبيرة تزعمها دو ون شيو (1827-1872)، وأقام سلطة مناوئة للبلاط الإمبراطوري، فأصدر مرسوما باسم "القائد العام" لطبع ونشر القرآن في المناطق الخاضعة لسيطرته. كان ذلك إبداعا غير مسبوق قام به المسلمون الصينيون في تاريخهم لنشر نسخ المصحف. وقد تمكنوا، بعد مصاعب عديدة، من نشر المصحف الشريف على نطاق واسع في عام 1862. هذه النسخة المطبوعة مكونة من 30 مجلدا، على غلاف كل مجلد عبارة صينية: "هذا كلام الله المحفوظ"، وكذلك ختم القائد العام دو ون شيو. في عام 1872 شنت قوات البلاط الإمبراطوري هجوما عنيفا على السلطة الثورية وتغلبت عليها، وفي تلك الأثناء احترقت تلك اللوحات الخشبية المنقوشة في نيران الحرب، كما صادر البلاط المصاحف في كافة أرجاء المقاطعة، ولم يبق منها إلا عدد محدود لدى أبناء المسلمين. وتوجد نسخة واحدة منها معروضة في مكتبة المعهد الصيني للعلوم الإسلامية.ي والخصائص الصينية قدم

بعد ثلاثين سنة أو أكثر من ذلك اعتزم ما ليان يوان العالم المسلم المشهور (1870-1944) إعادة طبع القرآن من جديد، فطلب من زميله الخطاط الصيني الكبير بالعربية تيان جيا بي نسخ المصحف، واستقدم نحاتين متميزين لنقشها على ألواح خشبية، واستغرقت هذه العملية سنتين نشرت بعدها الطبعة الجديدة من المصحف المطبوع في كل المقاطعة في عام 1895. وتحفظ الآن جميع الألواح الخشبية المنقوشة في مسجد نانتشنغ بمدينة كونمينغ عاصمة مقاطعة يوننان. وفي عام 1985 اعتمدت الحكومة ميزانية خاصة لإعادة طبع هذه النسخة عن طريق الطباعة التصويرية ونشرتها في كل الصين.ي والخصائص الصينية قدم

8 – مصحف مسجد لانديانتشانغي والخصائص الصينية قدم

في مسجد قرية لانديانتشانغ بحي هايديان في ضواحي بكين عدد من نسخ القرآن القديمة، من بينها نسخة كاملة من ثلاثين مجلدا بخط اليد. رغم أن تاريخ نسخها غير معروف إلا أن بعض الكتب الدينية القديمة الموجودة في هذا المسجد تعطينا معلومات مفيدة عن وقت إنجازها، مثلا يوجد منها مجلد مخطوط منفرد عن السورة الثامنة عشرة ((الكهف)) ، كتبت على حاشية ورقها عبارة "اليوم العاشر للشهر السادس من السنة العاشرة لعهد الإمبراطور قوانغ شيوي" (سنة 1884 الميلادية)، وكتاب آخر تحت عنوان ((كلام الله)) التاريخ المدون على حاشية ورقه هو "الشهر الحادي عشر من السنة الخامسة عشرة لعهد الإمبراطور قوانغ شيوي" ( سنة 1898 الميلادية). وبالنظر إلى التشابه الواضح بين تلك النسخة الكاملة وبين هذه الكتب في الورق وطبيعة مادة الغلاف ومدى تشوه المظهر بسبب طول الزمن، يمكننا القول إن عمر تلك النسخة النفيسة هو تقريبا نفس عمر تلك المخطوطات، قد تم إنجاز نسخها أيضا في عهد الإمبراطور قوانغ شيوي الذي بقى على العرش من عام 1875إلى عام 1908، أي أن عمرها مائة عام على الأقل. وإلى جانب قدم تاريخها نلاحظ كذلك أن مستوى فن الخط لنسخها رفيع، وأن كل علامات القراءة موجودة في صفحاتها بدون أي نقص، مما يدل على قيمتها البارزة في الصين.ي والخصائص الصينية قدم

إلى جانب ما ذكرت هنا من بعض النسخ النفيسة من المصحف الشريف يوجد لدى المسلمين الصينيين وفي مكتبات المساجد والمعاهد الإسلامية المنتشرة في كل أنحاء  البلاد عدد هائل من النسخ المخطوطة للمصحف الشريف وغيره من الكتب الدينية الكلاسيكية، وكثير منها لم يكتشف بعد، لذلك من الصعب أن نعرف حتى الآن أحوالها الملموسة، والأمر يحتاج منا أن نبذل جهدا أكثر لتعميق أبحاثنا في هذا الموضوع. والنسخ الثمينة المطروحة هنا تحف تاريخية غالية للدين الإسلامي الصيني، وليس هذا فحسب بل أنها صورة حية لفن الخط للغة العربية للمسلمين الصينيين. ومن أجل وراثة وتطوير التقاليد الحضارية الرائعة للدين الإسلامي وإبداع فن الخط العربي ذي الأسلوب الصيني والخصائص الصينية قدم الخطاطون المسلمون الصينيون مساهمة تاريخية هامة، إن مآثرهم الباهرة وأعمالهم اليدوية الرائعة ستبقى في التاريخ إلى الأبد!ي والخصائص الصينية قدم

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.