عالم واحد... حلم واحد

ظن الصينيون قديما أنهم يعيشون في مركز الأرض، وكان يُشار إلى الصين بأنها المملكة الوسطى. كان حلما عاش فيه الصينيون حتى جاءهم الغزاة فاستيقظوا على حقيقية أن هناك عالما كبيرا من حولهم. وتحمل الصينيون ألما ومرارة وحزنا كثيرا في طريقهم إلى دخول هذا العالم وقبول الأمم الأخرى في عالمهم.ن ويهب النماء لحضارات

في طريقهم إلى العالم قطع الصينيون شوطا طويلا، وكان السادس والعشرون من يونيو 2005  خطوة أخرى، ليست الأخيرة قطعا، على هذا الطريق. في ذلك اليوم أعلنت عاصمة الدولة الأكثر سكانا على وجه الأرض أن شعار دورة بكين للألعاب الأولمبية التي ستقام بها عام 2008 هو "عالم واحد.. حلم واحد".ن ويهب النماء لحضارات

 أربع كلمات توجز في بلاغة آمال وطموحات ومشاعر كل الرياضيين الذين يشاركون في هذه الدورة الأولمبية ممثلين لملايين البشر من كافة أرجاء العالم. إن عام ألفين وثمانية لن يشهد فقط دورة ألعاب بكين أو حتى الصين بل دورة ألعاب أولمبية لكل العالم.ن ويهب النماء لحضارات

عندما بدأت الألعاب الأولمبية قبل ألفين وسبعمائة سنة، كانت قاصرة على المدن الإغريقية المتحاربة، وفي عام 1894 أحيى الأرستقراطي الفرنسي بيير فردي الألعاب الأولمبية، التي افتتحت عام 1896 في محاولة لمواصلة الروح الأولمبية القديمة والتي تتطلب الهدنة بين المتحاربين. ولكن الأولمبياد لم تستطع وقف جماح الحروب والاختلافات في عالم فرقته النزعات الشريرة والمصالح الأنانية.             

إننا نعيش في عالم واحد، هو الوحيد الموجود في هذا الكون الذي يحتضن بني الإنسان ويهب النماء لحضارات متنوعة، يعيش عليه ستة مليارات ونصف مليار نفس. ن ويهب النماء لحضارات

لقد أصبح عالمنا صغيرا صغيرا، تربط شبكات الإنترنت بين أعضائه وتنقل العولمة والتجارة بضائعه وخدماته وأفراده من بلد إلى آخر. وتفرض حقيقة الحروب والنزاعات التي تسود معظم أرجائه أهمية خلق فرص ومناسبات أفضل مثل الأولمبياد تجمع بين شعوب العالم  في سلام ومودة. وهذا بالضبط ما تسعى أولمبياد بكين للتأكيد عليه، لأنه فقط من خلال الحفاظ على فكرة عالم واحد في قلوبنا يمكن أن نحقق حلم "أسرع، أعلى، أقوى". وفقط من خلال تذكر أن هذا العالم لنا جميعا يمكننا أن نواصل ما بدأه فردي قبل مائة عام تقريبا.  ن ويهب النماء لحضارات