قائد قطيع الغنم و المختار

لي وانغ يا

اتصل بي محمد، وهو أحد أبطال مقالتي لعدد مايو "حلم الصين"، وقال متضايقا: "لماذا تشبهينني بالغنم في مقالتك؟" فتذكرت ما كتبت عنه: "....و في وقت الفراغ يعمل محمد في مكتب شؤون الطلبة الأجانب بالجامعة ليساعد الطلبة العرب في حل المشاكل التي تواجههم في الدارسة والحياة، لذلك، يسميه الطلاب الوافدون "قائد قطيع الغنم." والحقيقة أنني عندما استخدمت هذا التعبير، وهو ترجمة حرفية لتعبير صيني يدل على التقدير والاحترام، لم أكن أقصد غير  الثناء على كفاءة ودراية محمد وقدرته على القيادة. ه، لا يحبون أن يشبههم الآ

اختلاف الثقافات قد يؤدي إلى سوء الفهم أحيانا، ومن ذلك تشبيه الصينيين للرجل البارع بالقرد، وتشبيه العرب للإنسان الوديع بالحمل والفتاة الجميلة بالمها. في اللغة الصينية، "قائد قطيع الغنم" يعني الرائد والشخص الذي يلعب دورا هاما في مجال ما، وهو تعبير شائع الاستخدام في أجهزة الإعلام الصينية، وقد أثنت وكالة أنباء الصين الجديدة، شينخوا، في مقال لها يوم الثالث من  مايو هذا العام على العامل النموذجي وقالت "العامل النموذجي في العصر الجديد هو الذي يقود مجموعة من الناس، وليس ذلك الذي ينهمك في عمله مثل البقر، بل عليه أن يكون مثل "قائد قطيع الغنم"." تشبيه العامل النموذجي بالبقر هو تقدير لروح مثابرته واجتهاده وتشبيهه بـقائد قطيع الغنم، يثني على قدراته القيادية. ولقد قال مهندس الإصلاح والانفتاح في الصين، الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ عن مدينة شانغهاي إنها "قائد قطيع الغنم"، تعبيرا عن إعجابه بروح الإبداع لهذه المدينة في تنمية الاقتصاد. وجاء  في "موسوعة الشخصيات الصينية العالمية" وصف تشين جيا مينغ، وهو مهندس كبير بشركة السكك الحديدية الصينية، بأنه "قائد قطيع الغنم"  الذي يقود 300 ألف من العاملين ويسعى إلى تحرير الفكر وتغيير المفاهيم التقليدية وشق طريقهم في بحر اقتصاد السوق الصيني عبر الأدغال والأشواك، فأعاد النشاط والحيوية لشركة حكومية قديمة."ه، لا يحبون أن يشبههم الآ

قال محمد  إنه كان من الأنسب أن استخدم كلمة "مختار" بدلا من "قائد قطيع الغنم" في تلك المقالة، لأن العرب، حسب رأيه، لا يحبون أن يشبههم الآخرون بأي نوع من الحيوانات. هنا أعبر عن أسفي الشديد  إن كان وقع سوء فهم غير مقصود، قد يكون مرجعه الاختلاف بين الثقافيتين الصينية والعربية.    ه، لا يحبون أن يشبههم الآ