محتويات العدد 7 يوليو (تموز)  2005‏
م

البروفيسور جين شي ده، أستاذ بمعهد الدراسات اليابانية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعيةيث

جذور مشكلة التاريخ بين الصين واليابان

لقد كان هذا العدوان نكبة كبيرة للشعب الصيني، وقد خسرت الأمة الصينية في هذه الحرب خسائر فادحة، حيث بلغ عدد القتلى والجرحى خمسا وثلاثين مليونا، وتجاوزت الخسائر الاقتصادية 600 مليار دولار أمريكي.يثير غضب وقلق الحكومة ا

الجيش الياباني الذي قتل المدنيين الصينيين في نانجينغ

  حصن ياباني استولى عليه جيش الطريق الثامن الصيني

ماو تسي تونغ (الوسط بالأمام) يستعرض العسكرين الذين سينطلقون إلى الجبهة الأمامية لمقاومة اليابان في يانآن

  فريق "النمور الطائرة" الجوي يؤدي مهمة قتالية في معركة ضد المعتدين اليابانيين

 جيش الطريق الثامن الذي قاتل المعتدين اليابانيين

   القوات الصينية حاربت مع جيوش الحلفاء جنبا إلى جنب

دأبت اليابان في السنوات الأخيرة على إثارة لغط حول "مشاكل التاريخ"، وهو  الأمر الذي يصيب العلاقات الصينية اليابانية السياسية بالتوتر. لماذا ظهرت "مشكلة التاريخ"؟ يثير غضب وقلق

يسعى هذا المقال لاستجلاء الحقيقة وتوضيح الصواب والخطأ، ودحض أكاذيب ومغالطات القوى اليمينية اليابانية.يثير غضب وقلق الحكومة ا

ترجع أسباب ظهور "مشكلة التاريخ" بين الصين واليابان إلى قيام الحكومة والفعاليات السياسية اليابانية بأعمال تنكر تاريخ العدوان الياباني على الصين، بل وتُجمل هذا التاريخ. هذه التصرفات تجرح مشاعر الشعب الصيني جرحا عميقا، وتقوض بشكل خطير الأسس السياسية التي أرسيت بين البلدين عند استئناف علاقاتهما الدبلوماسية.يثير غضب وقلق الحكومة ا

في أواخر القرن التاسع عشر، سارت العسكرتارية اليابانية على طريق الاعتداء على البلدان الأجنبية. بعد حرب عام 1894، اعتدت اليابان على تايوان، التي هي جزء من أرض الصين، ونهبت من الصين تعويضات حربية قيمتها 230 مليون أوقية من الفضة، تعادل 5ر4 أضعاف الدخل المالي السنوي لليابان في ذلك الوقت. بعد الحرب اليابانية الروسية عام 1905، احتلت اليابان ليويشون وداليان في الصين، وفي عام 1910، ابتلعت كوريا. في عام 1931 اعتدت اليابان على شمال شرقي الصين. ابتداء من عام 1937، وسعت اليايان الحرب إلى شمال وشرق وجنوب الصين، ثم اعتدت على كل منطقة جنوب شرقي آسيا. كان جيش العدوان الياباني يقتل المدنيين من أبناء الصين وينهب الممتلكات في كل مكان يصله، وارتكب جرائم وحشية ليس لها مثيل في تاريخ البشرية الحديث. لقد كان هذا العدوان نكبة قومية كبيرة للشعب الصيني، وقد خسرت الأمة الصينية في هذه الحرب خسائر فادحة، حيث بلغ عدد القتلى والجرحى خمسا وثلاثين مليونا، وتجاوزت الخسائر الاقتصادية 600 مليار دولار أمريكي. يثير غضب وقلق الحكومة ا

اعتدت اليابان على جاراتها الأسيويات أولا، ثم انضمت إلى المحور الفاشي النازي الألماني الإيطالي وشنت الحرب العالمية الثانية. هُزمت اليابان واستسلمت عام 1945، وعاشت سبع سنوات تحت الاحتلال الأمريكي. الصين، بعد أن انتصرت في حرب مقاومة اليابان عام 1945، وبعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية وتعاقب السلطة، فرت سلطات حزب الكومينتانغ السابقة إلى تايوان. في عام 1949 تأسست جمهورية الصين الشعبية، لتكون الحكومة الصينية الشرعية الوحيدة. بعد الحرب العالمية الثانية، انتهجت اليابان النهج الأمريكي المعادي للصين وأقامت "علاقات خارجية" مع السلطات في تايوان التي فقدت وضعها كحكومة صينية، مما أدى إلى تأخير استئناف العلاقات بين الصين واليابان إلى عام 1972.يثير غضب وقلق الحكومة ا

في تلك الفترة قامت الحكومة الصينية بأعمال كثيرة لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الصين واليابان. حول قضية اعتداء اليابان على الصين، أشار رئيس الصين، آنذاك، ماو تسي تونغ إلى: مسؤولية اليابان في شن تلك الحرب العدوانية، وقال إن عددا قليلا للغاية من العسكريين المتطرفين يتحملون هذه المسؤولية. وطالب بأن يكون الشعبان الصيني والياباني صديقين جيلا بعد جيل.يثير غضب وقلق الحكومة ا

في عام 1972، وبعد محادثات على مستوى رفيع أعلن البلدان <<البيان الصيني الياباني المشترك >>، وأعيدت العلاقات الدبلوماسية بينهما. في هذا الإطار عبرت الحكومة الصينية عن صدق نواياها لحل مشاكل التاريخ بطريقة صائبة. وكان من الأسس الأساسية لإعادة هذه العلاقات إعراب الحكومة اليابانية عن "محاسبة الذات" لتلك الحرب العدوانية على الصين، وتخلي الحكومة الصينية عن طلب تعويضات عن الحرب انطلاقا من موقف "عدم زيادة أعباء الشعب الياباني". وقد أكدت <<معاهدة السلم والصداقة الصينية اليابانية>> عام 1978 و<<الإعلان الصيني الياباني المشترك>> عام 1998 من جديد الروح الأساسية التي تجسدت في<<البيان الصيني الياباني المشترك>>.يثير غضب وقلق الحكومة ا

في ثمانييات القرن الماضي، أخذت "مشاكل التاريخ" بين الصين واليابان تطفو على السطح تدريجيا، وبعد منتصف تسعينيات القرن الماضي أخذ هذا التوجه يتزايد. مصدر وجوهر مشاكل التاريخ بين الصين واليابان هو  الأعمال التي تخالف روح <<البيان الصيني الياباني المشترك>> وإنكار الحكومة اليابانية والساسة والمسؤولين اليابانيين لتاريخ الاعتداء على الصين ومحاولة تجميله بين حين وآخر. ومن هذه الأعمال:يثير غضب وقلق الحكومة ا

أولا، زيارة كبار المسؤولين والساسة اليابانيين لضريج ياساكوني، والتي تعتبر أكبر عائق على طريق التطور الطبيعي للعلاقات الصينية اليابانية السياسية، فتلك الزيارات تصرف ينتهك بشكل سافر روح <<البيان الصيني الياباني المشترك>>. ضريح ياساكوني هو المكان الذي قامت فيه العسكرتارية اليابانية بالتجنيد المعنوي لشن حروبها العدوانية في الماضي. في هذا الضريح توجد  لافتات تمجد أربعة عشر من مجرمي الحرب المصنفين من الدرجة الأولى أدانتهم محكمة الشرق الأقصى الدولية، ومن بينهم هيدكي توجو، وغيره من متخذي القرار والقادة وأصحاب المسؤوليات الملطخة أيديهم بدماء أبناء الصين. زيارة كبار مسؤولي اليابان وساستها الحاليين لهذا الضريح تلحق أكبر أذى بمشاعر الشعب الصيني وتعتبر رفضا علنيا للنتائج التي انتهت إليها الحرب العالمية الثانية والحقيقة الدولية والعدالة، كما أنها تقوض على  نحو خطير الأساس السياسي للعلاقات الصينية اليابانية.يثير غضب وقلق الحكومة ا

ولنا أن نتخيل موقف حكومات وشعوب دول أوروبا لو أن الحكومة الألمانية أقدمت على عمل يمجد النازية وهتلر، أو أن حكومة إيطاليا قامت بعمل يقدس موسوليني. هل سيواصلون التعامل الطبيعي مع ألمانيا وإيطاليا؟ وهل يمكن للمجتمع الدولي أن يقبل إنكار ألمانيا وإيطاليا  للأحكام التي صدرت بحق النازيين والفاشيست؟يثير غضب وقلق الحكومة ا

ثانيا، قيام الحكومة اليابانية بتشويه تاريخ عدوانها بل وتجميله في المقررات الدراسية للمدارس المتوسطة، وهو ما يمثل عقبة كأداء تؤثر في التطور الطبيعي للعلاقات الصينية اليابانية. منذ إعادة العلاقات الصينية اليابانية، قامت الحكومة اليابانية بتحريف التاريخ في الكتب المدرسية بصورة خطيرة أربع مرات في أعوام 1982 و1986 و2001 و2005. في المرتين الأوليين أنكرت الحكومة اليابانية تاريخ عدوانها بتخفيف وتشويه وشطب الموضوعات حول تاريخ الاعتداء على الصين في المقررات الدراسية، وفي المرتين الأخيرتين وافقت ضمنيا على، بل ودعمت، كتب التاريخ للمدارس المتوسطة التي أعدتها القوى اليمينية.يثير غضب وقلق الحكومة ا

ثالثا، التصريحات التي يدلي بها المسؤولون والساسة اليابانيون والتي تحرف وتجمل تاريخ الاعتداء، الأمر الذي يجرح مشاعر الشعب الصيني، ويثير سخط الصين والدول الآسيوية. لقد وصل الأمر ببعض أعضاء الحكومة اليابانية إلى القول إن نساء الدول الآسيوية اللواتي أُجبرن على "الترفيه عن العسكريين اليابانيين" كن يؤدين أعمالا تجارية، وقال بعضهم إن "تلك الحرب كانت لتحرير آسيا"، وقال آخرون إن اعتبار تلك الحرب عدوانا أو غير عدوان أمر يعتمد على أسلوب التفكير.يثير غضب وقلق الحكومة ا

رابعا، ظهور حملة اجتماعية تنكر وتجمل تاريخ العدوان بصورة شاملة بين المسؤولين اليابانيين وقادة مختلف الأوساط، الأمر الذي يثير غضب وقلق الحكومة الصينية والشعب الصيني. فإذا تمكنت هذه الحملة الاجتماعية من السيطرة على متخذي القرار في اليابان والمجتمع الياباني كله، فإن اليابان قد تعود من جديد إلى طريق العدوان والتوسع الخارجي.يثير غضب وقلق الحكومة ا

ميدان معركة سونغهو بعد أكثر من 60 سنة

قاعة إحياء ذكرى شهداء القوات الجوية في نانجينغ تسجل مقاومة الطيارين الصينيين والأجانب لليابان

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.