م

المقصود بوسط الصين هو مقاطعات جيانغشي وهونان وهوبي وخنان وآنهوي، وهي المناطق الرئيسية لإنتاج الحبوب الغذائية. وحيث أن مقاطعة شانشي لم تدرج ضمن المقاطعات التي تنفذ استراتيجية تنمية المناطق الغربية، كما أنها ليست من المناطق الشرقية، لذا تم ضمها إلى وسط الصين. وشانشي مقاطعة كثيرة المعادن، تشبه ظروفها الطبيعية شمال غربي الصين. ي المناطق ي المناطق

المنطقة الوسطى وشبح الانهيار ي المناطق ي المناطق

في الفترة من عام 2001 إلى 2003 انخفض معدل نمو الناتج المحلي للمقاطعات الست الوسطى عن مناطق الشرق  8ر1 نقطة مئوية وعن مناطق الغرب 4ر0 نقطة؛ وتوسعت الفجوة بين نسبة نمو ناتجها المحلي ونسبة نمو الناتج المحلي للمقاطعات العشر الشرقية من 1 :1ر2 عام 1990 إلى 1: 8ر2عام 2003، واتسعت الفجوة في نصيب الفرد من الناتج المحلي من 1: 7ر1 إلى 1: 3ر2. ي المناطق ي المناطق

هذه المؤشرات تعني أن منطقة وسط الصين تواجه أزمة تنمية خطيرة تهدد بانهيارها إن لم تتم معالجة الأمر. شبح الانهيار ليس في مصلحة التنمية الاقتصادية في الصين ككل. وقد حذر شيوي قوانغ تشون، أمين لجنة الحزب في مقاطعة خنان، من أن تدهور اقتصاد المنطقة الوسطى سيؤثر في التنمية الاقتصادية الصينية كثيرا، وسيضع حاجزا يفصل التنمية الاقتصادية في الشرق عن التنمية الاقتصادية في الغرب، وسيؤثر في التعاون الاقتصادي بين جنوب الصين وشمالها. ي المناطق ي المناطق

في بداية تبني سياسة الإصلاح والانفتاح، نهاية سبعينات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي، كانت كل مناطق الصين تخضع لدرجة عالية من الإدارة المركزية، ولم تكن هناك منطقة اقتصادية حقيقية. بعد الإصلاح والانفتاح، ومع تعميم نظام توزيع الصلاحيات على المناطق المختلفة، أصبح دور الحكومات المحلية في تنمية الاقتصاد الإقليمي معترفا به، وزاد هذا الدور، وهو ما عزز نشاط مختلف المناطق في تنمية الاقتصاد الإقليمي. ي المناطق ي المناطق

حققت مقاطعات الشرق التنمية أولا. بفضل تفوقها الجغرافي أصبحت الجبهة الأمامية للإصلاح والانفتاح، وكانت أول المستفيدين من الإصلاح والانفتاح. بعد أن حقق اقتصاد الشرق التنمية بشكل عام، توسعت كثيرا الفجوة بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية النائية والقواعد الصناعية بالشمال الشرقي ومقاطعات الوسط من حيث مستوى التنمية الاقتصادية. ي المناطق ي المناطق

لذلك بدأت الحكومة من نهاية القرن الماضي، تنفيذ خطة شاملة لتنمية المنطقة الغربية أولا، ثم النهوض بالقواعد الصناعية بالشمال الشرقي، وقدمت دعما قويا، سياسيا وماليا، لهذه الخطة. بذلك حققت المنطقة الشرقية الانفتاح، وحققت المنطقة الغربية التنمية، وتحقق نهوض الشمال الشرقي، فبدا وكأن منطقة الوسط "أهملت". ي المناطق ي المناطق

لقد بدأت الصين تنمية المنطقة الغربية التي تخلفت اقتصاديا عن المنطقة الشرقية وواجهت مشاكل خطيرة، فهي أحد أهم العوامل لحالة عدم توازن الاقتصاد الإقليمي في الصين. منطقة الشمال الشرقي، كونها من القواعد الصناعية الهامة، لديها أسس صناعية قوية وبها عدد كبير من العاملين في قطاع الصناعة، وعدم الإسراع بتنميتها يعني إهدارا للموارد، والإضرار بالاستقرار الاجتماعي. بالمقارنة، تبدو التناقضات التي تعاني منها منطقة الوسط محدودة نوعا ما. لكن مع تنمية المناطق الأخرى، أصبح اتجاه تخلف المنطقة الوسطى واضحا، ومن هنا انتبهت الحكومة الصينية إلى أهمية تنمية اقتصاد منطقة الوسط. ي المناطق ي المناطق

في تقريره عن عمل الحكومة لعام 2004  حدد رئيس مجلس الدولة، ون جيا باو، هدف التنمية بأنه "دفع نهوض منطقة الوسط، لتشكيل وضع جديد للحركة المتبادلة وتكامل التفوق والدفع المتبادل والتنمية المشتركة". وفي تقريره لعام 2005، أكد مرة أخرى على "دفع نهوض المنطقة الوسطى". وهكذا أصبح "نهوض المنطقة الوسطى" موضوعا ساخنا. ي المناطق ي المناطق

كيف تنهض منطقة الصين الوسطى ي المناطق ي المناطق

توجيه الحكومة المركزية بدفع نهوض المنطقة الوسطى، أعطى الأمل للمسؤولين بالمنطقة الوسطى، ولكنهم انتظروا إلى ما بعد التوجيه، أي السياسيات التفضيلية التي تمنحها الحكومة المركزية والاستثمارات المركزية في المشروعات الكبيرة. لكن بعض الخبراء يرون أن تطبيق السياسات التفضيلية في كل المناطق يعني  عدم وجود أية سياسة تفضيلية. ويطالبون المنطقة الوسطى بأن تعتمد على نفسها في التنمية، فليس واقعيا أن تحقق تنميتها بسياسات تـفضيلية ومشروعات من الحكومة المركزية. ي المناطق ي المناطق

تشوماديان، مدينة بمقاطعة خنان عانت كثيرا من تخلف اقتصادها بسبب كثرة عدد السكان المزارعين وقاعدة الاقتصاد الضعيفة وتكرار الكوارث الطبيعية. منذ عام 1998، تقيم هذه المدينة الملتقى الوطني لتعاون المؤسسات الريفية الشرقية والغربية وقد جنت ثمارا وافرة من هذه الخطوة، حيث أقيم بها أكثر من 3380 مؤسسة تعاونية بين الشرق والغرب، تجاوز إجمالي الاستثمار فيها 7 مليارات يوان (الدولار الواحد=27ر8 يوانات). ي المناطق ي المناطق

هذه تجربة  ناجحة للاستفادة من التبادل بين الشرق والغرب. المنطقة الشرقية لديها رأس المال والتكنولوجيا بينما المنطقة الغربية غنية بالموارد والقوة البشرية، إذا استفادت المقاطعات الوسطى من تفوق الجانبين وربطتهما بها سيواصل اقتصاد المنطقة الشرقية النمو، وتتحقق التنمية الاقتصادية للمنطقة الغربية، وتنهض منطقة الوسط بالاعتماد على الذات. ي المناطق ي المناطق

مع إعادة تأهيل الصناعات بالمقطعات الشرقية، تنتقل بعض الصناعات الكثيفة الأيدي العاملة إلى المنطقة الوسطى، وتلك فرصة لها، فمقاطعات الوسط مثل آنهوي وهونان وجيانغشي وهوبي تحتل من المركز الثاني إلى السادس في صادرات الأيدى العاملة إلى خارجها بين المقاطعات الصينية، ووفرة الأيدي العاملة من العوامل الرئيسية لانتقال الصناعات من الشرق إليها. ي المناطق ي المناطق

ينبغي على كل مقاطعة أن تستفيد من مزاياها ونقاط تفوقها لتحقيق التنمية، فشانشي لديها الموارد المعدنية، وهونان متفوقة في الزراعة، وهوبي في صناعة الحديد والصلب وجيانغشي في صناعة الخزف. ولكن اعتماد مقاطعات الوسط على أساليب متشابهة في التنمية سوف يخلق تنافسا سيئا بينها ويؤدي إلى إهدار مواردها. وفي نفس الوقت التعاون بين مقاطعات الوسط يلعب دورا دافعا قويا في نهوض هذه المنطقة. ي المناطق ي المناطق

حلول جادة لمشاكل الريف ي المناطق ي المناطق

يعيش في المنطقة الوسطى 360 مليون فرد يمثلون ثروة كبيرة من الأيدي العاملة الوافرة. نسبة الحضر  فيها 25%، أي أقل بعشر نقاط مئوية عن المستوى الوطني، وهنا تمثل القوى العاملة الريفية الفائضة عنصرا مقيدا لتنميتها. ينبغي البحث عن حلول جادة وجذرية للاستفادة من هذا الفائض في الأيدي العاملة، فحل مشاكل الريف والفلاح والزراعة أحد المحاور لنهوض المنطقة الوسطى. ي المناطق ي المناطق

باستثناء شانشي، كل مقاطعات الوسط من المناطق الرئيسية لإنتاج الحبوب الغذائية بالصين، ففي قوانغدونغ وقوانغشي وهونان وجيانغشي 80% من مساحة الأرز الربيعي بالصين وتنتج هونان وهوبي وجيانغشي وأنهوي  36% من الأرز بالبلاد علما بأن إنتاج الأرز يمثل نصف إنتاج المحاصيل الرئيسية للحبوب الغذائية بالصين. هذا يعني أن المنطقة الوسطى هي ضمان الأمن الغذائي لهذا البلد والتضحية بتنميتها مخاطرة كبيرة، بل يجب تحقيق النهوض الاقتصادي على أساس التنمية الزراعية. ي ي المناطق ي المناطق المناطق ي المناطق

الحكومة الصينية من جانبها تعتبر حل مشاكل الريف والفلاح والزراعة من أهم أعمالها حاليا، وحيث أن ثلث فلاحي الصين يعيشون في المنطقة الوسطى فمن الطبيعي أن يكون مركز ثقل حل مشاكل الريف والفلاح والزراعة في هذه المنطقة التي يستهدف نهوضها  حل مشكلة التنمية المتناسقة للاقتصاد الإقليمي وحل مشاكل الريف والفلاح والزراعة. ي المناطق ي المناطق

لتحقيق نهوض المنطقة الوسطى لابد من حل مشاكل الريف والفلاح والزراعة، وحل هذه المشاكل من شأنه أيضا أن يدفع نهوض المنطقة الوسطى. إن ثمة فرصة سياسية حاليا لحل هذه المشاكل ويمكن بدء العمل من أربعة مجالات مثل: إصلاح التنظيمات القاعدية الريفية في المنطقة الوسطى؛ منح سياسات تفضيلية للإسراع بالانفتاح؛ إظهار تفوق المنطقة الوسطى، دفع تنمية المنطقة الوسطى من حيث توزيع المشروعات الكبيرة؛ تقديم الدعم للتعليم والعلاج والصحة وغيرها من الأعمال العامة. ي المناطق ي المناطق

مركز ثقل حل مشاكل الريف والفلاح والزراعة هو تطوير أعمال المعالجة والتصنيع والخدمات التي يمكنها أن تستوعب عددا كبيرا من الأيدي العاملة، خلق الفرص لانتقال الفلاحين إلى المدن، والاستقرار فيها، ذلك أن مستوى التحول الحضري في الصين مازال منخفضا وهناك مجال واسع لتطويره. ويمكن أن تساهم الصناعات الكثيفة الأيدي العاملة التي تنتقل من الشرق إلى منطقة الوسط في حل مشكلة الأيدي العاملة الريفية الفائضة في منطقة الوسط. ي المناطق ي المناطق

إن ما يمكن لمنطقة الوسط أن تحققه ليس فقط جذب واستيعاب الصناعات الكثيفة الأيدي العاملة من الشرق، فهذا التفوق في أسعار الأيدي العاملة حاليا لن يستمر إلى الأبد. ينبغي على منطقة الوسط أن تطور برؤية بعيدة المدى الصناعات ذات التفوق بوعي، وتعد كثيرا من التقنيين لتستطيع خوض منافسات المستقبل. ي المناطق ي المناطق

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top