محتويات العدد 7 يوليو (تموز)  2005‏
م
ليس لدينا أجندة سياسية ضد أي حكومة عربية
حاوره: حسين إسماعيل

مدير قناة الجزيرة في حديث خاص مع "الصين اليوم"

لم يكن وضاح خنفر، مدير عام قناة الجزيرة، أول إعلامي من محطات التلفاز العربية يزور الصين، ولم يكن خنفر أول مثقف عربي يتحدث أمام الصينيين ولكن خنفر كان مفاجأة لكثير من أبناء هذا البلد، فالرجل قلب الصورة الذهنية الشائعة عن المسؤولين العربي رأسا على عقب. لم يتوقع كثيرون أن يكون المسؤول التنفيذي الأول لتلك القناة التي يقع مقرها في العاصمة القطرية الدوحة شابا بكل هذا الحضور، يمتلك كل أدوات مهنته. في أمسية فنية أقامتها جامعة الدراسات الأجنبية ببكين في ختام أسبوع للثقافة العربية تحدث خنفر فدوت القاعة التي احتشد فيها نحو خمسة آلاف طالب بالتصفيق والهتاف، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام زيارته للصين كانت إجاباته عن أسئلة الصحفيين عناوين رئيسية للعديد من الصحف والمجلات الصينية.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

"الصين اليوم" التقت خنفر في بكين ووضعته تحت المجهر وحاورته بلا حدود، بالرأي والرأي الآخر وفي الاتجاه المعاكس وفتحت معه أكثر من نقطة ساخنة.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

 

  وضاح خنفر، مدير عام قناة الجزيرة،  في حديث للصحافة الصينية وضاح خنفر في حوار مع حسين إسماعيل، نائب رئيس تحرير "الصين اليوم" مع حسين إسماعيل
وضاح خنفر وضاح خنفر في مؤتمر صحفي بالصين

الصين اليوم: نبدأ بسؤالك عن الفارق بين الصين، كما تصورتها قبل الزيارة، والصين التي رأيتها عن قرب.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: الصين كما تصورتها كانت مقرونة دائما بالإعجاب الدائم بها كدولة كبيرة ذات تاريخ متواصل وحضارات لم تنقطع على مر السنين، وليس مثل دول أخرى انقطعت حضاراتها. التنوع الموجود في الصين مذهل. كنا نعرف أن الصين بها عدد هائل من الثقافات وعدد هائل من الحضارات والتقاليد والممارسات والنشاطات، وبالتالي تقدم للشرق نموذجا لحضارة متكاملة. بعد زيارة الصين وجدت فيها ما هو أبعد من ذلك، ليس فقط من المنظور التاريخي والحضاري، فهناك البعد السياسي الذي يتفاعل ويتطور، وهناك بعد اقتصادي مهم جدا ينعكس ليس فقط على الصين أو المنطقة، بل على العالم أجمع. أعتقد أن قضايا الصين والاقتصاد الصيني أصبحت مسألة محورية في العلاقات الدولية. لقد دهشت وأنا في  ختام الأسبوع الثقافي بجامعة الدراسات الأجنبية بعدد محبي اللغة العربية في الجامعات الصينية الذين لديهم التعاطف والشعور التلقائي بالقرب من العالم العربي، وأعتقد أننا نحن كإعلاميين عرب يجب أن ننتبه لهذه المسألة وأن نتعامل معها ليس فقط في قطاع الإعلام أو السياسة بل في كل القطاعات في المجتمع. هذه هي العناصر الرئيسية التي استجدٌت في فهمي للصين، وأعود بوعي أكبر بضرورة وجود الجزيرة وبضرورة تعميق التغطية، ليس فقط للأحداث. الآن نريد برامج أكثر عمقا، أفلاما وثائقية معمقة، وبرامج حوارية تناقش بعض المنطلقات السياسية والاقتصادية والثقافية في المجتمع الصيني وأيضا تحاول أن تربط المتخصصين الصينيين بالمتخصصين العرب. صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: هل تظن أنه يجب على كل إعلامي عربي يكتب أو يتحدث عن الصين أن يزورها، على ضوء ما نراه من مغالطات وأخطاء، في أجهزة الإعلام العربية. صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: الذي يسيطر الآن على الإعلام عالميا مجموعة من وكالات الأنباء، التي تبث الأخبار بشكل ما، وكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية تعتمد على وكالات الأنباء وبعض المصادر المحدودة للمعلومات، ومعظمها غربية، والتي لا تقدم بالضرورة ما يجب أن يقدم للمشاهد العربي، حيث تقدم أولوياتها هي في النظر إلى الواقع، ولهذا أحذر دائما بأن الإعلامي الناجح هو الذي يستقي المعلومات من مصادرها وليس عبر الآخرين. حتى في الجزيرة يمكن أن تكون هناك أخطاء، سببها الأصلي هو أننا لا نأخذ كل صغيرة وكبيرة عن الصين من مكتبنا في بكين، ولهذا ننبه دائما إلى ضرورة التوثق من كل معلومات تأتينا عن دولة معينة لنا فيها مكتب من مراسلنا بها.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: في مسابقة الخطابة لطلاب اللغة العربية في الصين هذا العام كان هناك حديث عن رفع الحجاب الذي يفصل بين الصين والعالم والعربي من خلال الاتصال المباشر. ألا ترى أن مكتبا واحدا للجزيرة في بلد تعداده مليار وثلاثمائة مليون ومساحته 9,6 مليون كم مربع لا يتناسب مع هذا الحجم؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: لا يتناسب على الإطلاق، وهذا هو الذي توصلنا إليه وأعتقد أن علينا أن نوسع حجم المكتب ونزيد عدد العاملين فيه بالإضافة إلى زيادة عدد التقارير والبرامج الوثائقية والمقابلات التي تتم من الصين. وقد اتفقنا على هذا مع العاملين والزملاء في مكتب بكين وسنبدأ تطبيقه في الحال إن شاء لله.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: الجزيرة نت تبث باللغة الإنجليزية، وبالتأكيد تعلمون أن المتحدثين بالصينية في العالم أكثر من المتحدثين بالإنجليزية، فمتى نرى الجزيرة نت بالصينية؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: نحن بدأنا حقيقة حديثا في هذا الموضوع مع بعض زملائنا في الصين وبعض المؤسسات مثل شينخوا، وسوف يقوم العاملون في الإدارات المختلفة للجزيرة ووكالة شينخوا بالتواصل وتحديد الآلية، لكن هناك توجها حقيقيا أن يكون لدينا موقع باللغة الصينية.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: ستفتتح قناة الجزيرة بالإنجليزية العام القادم، هل ستكون الجزيرة بالإنجليزية نسخة أخرى من الجزيرة بالعربية؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: لا، الجزيرة بالإنجليزية لن تكون نسخة عن الجزيرة بالعربية ولن تكون ترجمة لما تنشره الجزيرة بالعربية. الجزيرة بالإنجليزية هي قناة مستقلة قائمة بذاتها لها هيئة تحرير مستقلة ولها موظفون وإداريون مختلفون، وأيضا لديها مكاتب تستند إلى عملنا كجزيرة عربية في كثير من المكاتب العالمية وستتواصل مع القناة العربية في كثير من المواضيع وستكون أولويات الشاشة مختلفة باعتبار أن هذه تبث باللغة الإنجليزية لأناس ليسوا بالضرورة كالعرب يحتاجون إلى نفس أولويات الأخبار، لذا ستحكمها عالمية اللغة الإنجليزية وتوزيعها في القارات المختلفة، ولكن ستلتزم بالإطار الأخلاقي، وبإطار التحرير العام للقناة، وهو الاستقلالية والمهنية ولن  تكون بوقا سياسيا لطرف وستحافظ على استقلاليتها التامة وحريتها والرأي الآخر.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: نفهم من ذلك أن القناة الإنجليزية تستهدف المشاهد بالإنجليزية وستعطي الأولويات لهذا المشاهد، وطبيعي أنكم سوف تستعينون في ذلك بخبرة ذات عقلية تتناسب مع المشاهد بالإنجليزية. ألا تخشون أن تكون الجزيرة باللغة الإنجليزية  CNN أو BBC أو FOXNEWS أخرى؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: في الحقيقة لا أخشى ذلك، أولا، لأن الجزيرة باللغة الإنجليزية من البداية بنيت على التركة والثقافة والنظام الأخلاقي الذي وضعته قناة الجزيرة باللغة العربية، ولذلك نحن ننتمي إلى مدرسة واحدة إعلاميا، وهذه المدرسة الواحدة إن شاء لله ستكون ملتزمة بها القناة الإنجليزية كما تلتزم بها القناة العربية. أما أن تكون مجردCNN أوBBC . كل قناة لها شخصيتها الخاصة وقناة الجزيرة شكلت شخصية خاصة بها سوف تنطبع بها إلى حد ما قناة الجزيرة الدولية، ولكن لا أعتقد أنها ستكون مجردة إعادة أو تكرار نمطي للإعلام الغربي بل بالعكس ستقدم رؤية ترتبط بالعالم الثالث أكثر من ارتباطها بالعالم الأوروبي.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: هناك محاولات لمحطات تلفزيونية للبث بلغات أخرى، ويلاحظ أنها تتأثر بالعاملين فيها. ما هي الضمانات لكي تجعل هذا المواطن الأمريكي أو الإنجليزي أو الأسترالي يتفق مع توجهات الجزيرة، هل ستعاد تربيته سياسيا؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: هناك عدة ضمانات، الأول أن قناة الجزيرة تحاول أن تبني نمطا مهنيا، والذين نعينهم في القناة الإنجليزية يتم التعرف عليهم مهنيا، فهم ليسوا من أصحاب الأجندة السياسية أو غير المهنية. الضمان الثاني، قناة الجزيرة الإنجليزية في النهاية تتبع مجلس إدارة مؤسسة قناة الجزيرة، فأصحاب الكلمة العليا في قناة الجزيرة العربية والإنجليزية والرياضية وغيرها من القنوات مجلس إدارة قناة الجزيرة، وهو مجلس مكون من العديد من الشخصيات المعروفة والمقيمة بدولة قطر وهم الذين أشرفوا خلال ثماني سنوات على نجاحات الجزيرة العربية لذلك ليس لدي شك في أنهم أيضا سيشرفون على أن تكون قناة الجزيرة الدولية منسجمة مع الإعلام الذي قدموه في القناة العربية.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: قلتم إن لقائكم مع وزير خارجية الصين كان للتعرف على السياسات الصينية ومن جانب الآخر التعريف بقناة الجزيرة وبعملها الإعلامي. هناك خلافات أو ملاحظات من حكومات عربية على عملكم وأسلوبكم في التغطية. لماذا لا تفتحون مثل هذه القنوات للتحاور مع هذه الحكومات؟ صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: فتحنا وسنفتح، وسنحاول بشكل دائم ونرحب بكل حوار يتم بيننا وأي مكتب أو حكومة عربية. ليس لدينا أي أجندة  ضد أي حكومة عربية، ليس لدينا إلا هدف واحد هو أن نكون إعلاميين متوازنين، لا نريد أن نكون طرفا على حساب طرف، والحمد لله كثير من الدول العربية تفهمت هذا الدور بشكل كبير، ولذلك في هذا العام، فتحنا وأعدنا فتح مكتبنا في البحرين، والكويت وفي دمشق وفي الرباط وفي السودان قبل شهور قليلة وفي ما بعد سنفتح مكاتب لنا في دول أخرى. عندنا حقيقة مشكلة في بغداد، وأرجو أن تزول قريبا لاسيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة وسوف نخاطبها لفتح مكتبنا في بغداد . للأسف عندنا بعض الدول الأخرى وهي قليلة جدا التي لا تسمح باستقبال الجزيرة على أراضيها.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: ارتبطت قناة الجزيرة لفترة في ذهن المشاهد الصيني بالجماعات الإرهابية. هل هناك خطة أو مشروع لنفض هذه الفكرة عن ذهن المشاهد في الصين أو أي منطقة أخرى؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: أفضل دفاع عن قناة الجزيرة هو ما تبثه على الشاشة، لكن خلافا لذلك أيضا نحن الآن لنا حضور في المؤتمرات والمحافل العالمية ويكون حضور الجزيرة دائما هو الأبرز والأهم. أيضا لدينا مراسلون في كل المكاتب يقومون بالتواصل مع وسائل الإعلام والجهات الإعلامية والسياسية لشرح مواقف كثيرة جدا، وما يثار حول الجزيرة من شبهات هي منها بريئة. ولدينا الآن إدارة خاصة لدفع العلاقات الدولية، تقوم بالاتصال والتواصل مع وسائل الإعلام والجهات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتعقد المؤتمرات والملتقيات الدولية في أنحاء العالم، ونحن جزء منها.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: الجزيرة تنتقد الحكومات العربية المختلفة، ولكن نادرا ما نسمع عن انتقادات من الجزيرة للحكومة القطرية؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: هذا صحيح. نحن لا ننتقد لا قطر ولا غير قطر، يعنى نحن لا نجلس ونقول إننا نريد هذا اليوم أن ننتقد دولة ما، نحن نغطي الأحداث سواء أ كانت تقع في قطر أو غير قطر. أحيانا كثير من الدول ترى أن تغطيتنا، مجرد التغطية لهذه الأحداث هو استهداف لها، وهذا القول ليس صحيحا. نفترض، لو حدثت مظاهرة في دولة ما، وأتينا بخبر المظاهرة والتقينا بالمسؤولين عن تلك المظاهرة لشرح وجهة نظرهم، وكما تقضي القواعد التحريرية في قناة الجزيرة، علينا أن نأتي بالرأي الآخر، وهو هنا الرأي الرسمي. لكن كثير من الدول ترى أن التغطية هي استهداف لسيادتها ولها كحكومة، ولذلك تتكلم عن الجزيرة بطريقة كأن الجزيرة تحاول أن تؤلب، وهذا ليس صحيحا، خاصة وأن معظم هذه الدول لدينا فيها مراسلون وهم من أبناء تلك الدول ومن الحريصين على أن لا يؤخذ على الجزيرة أي خلل تحريري. نحن نغطي الأحداث في قطر، ولكن لو قارنا بين الأحداث التي تقع في قطر والأحداث التي تقع في الدول الكبرى  في المنطقة، لا تقارن، لذلك القضية ليست أننا تستهدف بالنقد جهة دون جهة، بل هي تغطية عامة، يرى البعض أنها منحازة ضده لكن هذا ليس انطباعا صحيحا.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

الصين اليوم: ولكن عندما مثلا تستضيف الجزيرة معارضين لسياسات دول عربية، تكثر من هذه الاستضافات؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: لم نستضف معارضا إلا وطلبنا من الحكومة أو الجهة المعنية أن تكون حاضرة معنا، ولكن بعض الدول مازالت تسيطر على عقليتها أوهام معينة. عندما نستضيف زعيم من المعارضة نطلب من الحكومة في معظم الأحيان أن تأتي وترد، فيقولون لا، نحن نقاطعكم، نحن لا نرد. إذن هذا شأنهم. إذا أنت تقاطعني فلا تمنعني من أن أقابل الآخرين. الذي نقوله هو أن هذه الدولة لو فكرت بنوع من الروية لرأت أن حضورها ومشاركتها على شاشة قناة الجزيرة سيعطيها نافذة للحديث إلى العالم العربي وبالتالي، كما نعطي نافذة للمعارض نعطي نافذة للحكومة، ونحن ملزمون بأن نغطي الرأي والرأي الآخر، فإذا قاطعونا لا حجة لهم علينا، فنحن لا نستطيع أن نوقف تغطيتنا لتلك الدولة لأن المسؤول السياسي فيها لا يريد ان يتكلم معي.صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال 

الصين اليوم: سؤال أخير، بعد رحلة الصين بماذا تنصح إدارة التحرير بقناة الجزيرة فيما يتعلق بالصين؟صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

وضاح خنفر: سأتحدث إليهم عن التحولات الكبرى التي تحدث في الصين، سأتحدث إليهم عن دور الصين في المنطقة ودورها في العالم العربي في المستقبل بشكل عام، وأطالب أن يكون هناك وعي أعمق وأن يكونوا أكثر تواصلا مع مكتبنا في الصين من أجل تعريف المشاهد العربي بعمق أكبر لما يحدث في الصين وعكس التوجهات المختلفة، وليس بالضرورة الدعاية للحكومة، فنحن لا ندعو لحكومة معينة، ولكن من أجل تعريف أعمق بالمجتمع الصيني وبالسياسة والثقافة الصينية بما فيها من تنوع  من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأنا في تقديري هذه الصورة الأكثر عمقا مفيدة للمشاهد العربي كي يستفيد من تجارب الدول الكبرى، فنحن نوفر نماذج للمشاهد ليست تكرارا للنمطية الغربية أو العربية ذاتها.  صى اليسار، وأنا في تقديري هذه ال

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.