محتويات العدد 6 يونيو (حزيران)  2005‏
م

الصين والهند ترفعان شعار "حسن الجوار والشراكة"

مرحلة جديدة للتعاون الاستراتيجي

رئيسا وزراء الصين والهند بعد توقيع الإعلان المشترك في نيودلهي

أتمنى أن تكون الذكرى الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والهند نقطة انطلاق جديدة للمودة والتعاون بينهما.. الصين والهند ليسا خصمين، فهما أمتان صديقتان.. يقول كتاب هندي عمره ثلاثة آلاف عام: ندعو الله أن يحفظنا ويرعانا جميعا، وأملنا أن نبذل الجهود معا، أن تزدهر ثقافاتنا. لا نريد بغضا، نريد السلام، السلام، السلام!ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

فو شياو تشيانغ  الباحث بالأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرةون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

خلال زيارة  رئيس مجلس الدولة ون جيا باو للهند، في شهر إبريل أعلن البلدان إقامة "علاقة شراكة تعاون استراتيجي"، ووقع رئيسا وزراء الدولتين <<اتفاق المباديء لحل مشكلة الحدود >> إضافة إلى عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية. هذه الزيارة قفزت بالعلاقات الصينية الهندية من وضع  "الانفراج والتحسن" إلى مرحلة "التعاون الاستراتيجي" و"الرخاء المشترك"، فقد اختارت الصين والهند طريق "حسن الجوار والشراكة".ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

أولا، التعاون الاستراتيجي واستكشاف منطلقات للنهوض والرخاء المشتركون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.الرئيسية للعلاقات بينهما.الرئيسية للعلاقات بينهما.

 تفرض مقتضيات التنمية الاقتصادية والاحتياجات الاستراتيجية للصين والهند خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة القادمة تحسين العلاقات بينهما، فالصين تريد مواصلة النهوض السلمي لاقتصادها، والهند تسعى لتكون ثالث أكبر اقتصاد في العالم  عام 2020، وهذا يتطلب تهيئة بيئة سلمية للعمل الاقتصادي. خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي السابق آتال بهاري فاجبايي للصين في عام 2003، أقيمت آلية المبعوث الخاص لحل مشكلة الحدود، وهو ما يبرز النوايا الصادقة للإسراع بحل هذه المشكلة ودفع التعاون الشامل بين البلدين. الصين من الدوائر الهامة للدبلوماسية الهندية والهدف الرئيسي للدبلوماسية الهندية  مع دول الجوار، ولا شك أن إقامة علاقات صينية هندية جيدة يهيئ بيئة صالحة للعمل الاقتصادي. ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

في عام 2004 واصلت الحكومة الهندية الجديدة انتهاج سياسة خارجية تتخذ العلاقات مع الصين كإحدى مراكز ثقل أعمالها. وقد عقدت خمس دورات لآلية المبعوث الخاص لحل مشكلة الحدود؛ وأعيدت آلية مجموعة العمل المشترك لحل هذه المشكلة. وقد هيأت الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي الصيني الهندي أجواء طيبة لزيارة ون جيا باو للهند والتشاور حول التعاون الاستراتيجي بين البلدين.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

في البيان المشترك للحكومتين، أعلنت الصين والهند إقامة "علاقة شراكة تعاون استراتيجي من أجل السلم والرخاء"، الأمر الذي يعتبر خطوة متقدمة في علاقة شراكة التعاون البناء في الماضي، وبات واضحا أن تعاون البلدين الاستراتيجي يستهدف حماية السلم الدولي والإقليمي المفيد لهما، وتحقيق التنمية المشتركة والنهوض القومي لكل منهما. وقد طرح ون جيا باو ستة اقتراحات لتطوير العلاقات الصينية الهندية، وهي:ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

أولا، تحديد المكانة السياسية للعلاقات الثنائية، الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين. تعميق وتعزيز علاقات شراكة التعاون البناء الطويل المدى انطلاقا من استراتيجية شاملة من أجل توثيق العلاقات الودية بين الدولتين الناميتين الكبيرتين.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

ثانيا، زيادة التبادل الثنائي، وتوثيق التنسيق والتعاون. لمواجهة الوضع الدولي الذي يزداد تعقدا يوما بعد يوم. مواصلة الحوار الاستراتيجي والمناقشات الثنائية الأخرى، وتطوير تعاونهما في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، ودفع ديمقراطية العلاقات الدولية، وحماية الحقوق والمصالح الشرعية للدول النامية.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

ثالثا، تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري، وتحقيق المنفعة المتبادلة والربح المشترك. تعزير التعاون في العلوم والتكنولوجيا والطاقة والمعادن والزراعة وحماية البيئة وإنشاءات مرافق البنية الأساسية، ومناقشة وتوقيع <<اتفاق تشجيع وحماية الاستثمار>> في أسرع وقت ممكن.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

رابعا، توسيع التبادل الثقافي، تعزيز التبادلات الشعبية. ولكي  تتواصل الصداقة بين الصين والهند جيلا بعد جيل، على الطرفين أن يقوما بالتبادل والتعاون بأشكال متنوعة. وتأمل الصين إقامة "شهر الثقافة الصينية والهندية"، وأن يكون عام 2006 "عام الصداقة الصينية الهندية". ستوجه الصين دعوة لمائة شاب هندي لزيارة الصين في هذا العام، لترسيخ قاعدة الصداقة الشعبية.

خامسا، بناء الثقة المتبادلة ودفع التعاون الإقليمي. على الطرفين أن يعززا الحوار حول الأمن والتبادلات العسكرية، وينزعا السلاح في المناطق الحدودية بصورة متبادلة، وتعميق التعاون في مكافحة الإرهاب وضرب الجرائم العابرة للحدود وغيرهما في مجالات الأمن غير التقليدية.

سادسا، الإسراع بترسيم الحدود، الحفاظ على استقرار الحدود.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

إن الهدف الملموس من إقامة"علاقة شراكة التعاون الاستراتيجي" هو الإنجاز المشترك لقرن آسيا الجديد ودفع التعددية القطبية في العالم بواسطة التعاون الاستراتيجي ومن خلال ترسيخ القاعدة الاقتصادية للعلاقات الثنائية بالتعاون الاقتصادي والتجاري، وتعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة بالتبادل الثقافي وتبادل الأفراد، وإزالة عوائق تقدم العلاقات الثنائية من خلال التعاون الأمني.

زيادة متواصلة في حجم التبادل التجاري

ثانيا، قوة دفع اقتصادية وتجارية للتعاون الاستراتيجي ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

في الوقت الذي شرعت فيه الصين والهند حل مشكلة الحدود، يضع البلدان مركز ثقل العلاقات المستقبلية بينهما في تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري. الصين والهند هما أكبر دولتين ناميتين، وينمو اقتصاد كل منهما بمعدلات عالية، وسوف يكون مستقبلهما واعدا بعد أن يقيما منطقة تجارية حرة ويفتحا أسواقهما بصورة متبادلة. في عام 2004 تجاوز إجمالي حجم التبادل التجاري بينهما عشرة مليارات دولار أمريكي لأول مرة، حيث وصل 6ر13 مليار. وأقاما لجنة مشتركة لدراسة إقامة منطقة تجارة حرة بين الطرفين. في زيارته للهند تفقد ون جيا باو"وادي السليكون الهندي" وهيئة البحوث الفضائية وجهاز البحوث والتطوير لشركة هواوي الصينية بالهند، هذا يعني أن الجمع بين الأجهزة الإلكترونية الصينية والبرمجيات الهندية المتقدمة قد بدأ، وسوف يضخ التعاون الاقتصادي الشامل بين البلدين حيوية جديدة في التنمية الاقتصادية والتجارية بينها، متجاوزا الخلافات السياسية.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

وخلال زيارة ون جيا باو للهند أعلن عن الخطة الخمسية للتعاون الاقتصادي الشامل بين الدولتين والتي تستهدف الوصول بحجم التبادل التجاري بينهما إلى عشرين مليار دولار أمريكي عام 2008، ثم ثلاثين مليار دولار أمريكي عام 2010. الصين والهند من الدول النامية الكبيرة ذات السوق الواسعة وإمكانات التكامل الهائلة. هذه الخطة لا تعني فقط الإسراع بالتعاون الصيني الهندي تجاريا واقتصاديا، بل تضيف محتويات إيجابية للتعاون البراغماتي بين هذين البلدين الكبيرين. الصين حاليا هي ثاني أكبر شريك تجاري للهند، لكن نصيبها لا يتجاوز9% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية الهندية، إذا نمت التجارة الصينية الهندية بمعدل 30%، ستصبح الصين الشريك التجاري الأول للهند بعد خمس سنوات، وهو هدف تشير كافة الاحتمالات إلى إمكانية تحقيقه. مع أن الصين والهند تتجهان إلى بناء منطقة تجارة حرة والتعاون في قطاع الطاقة في المستقبل، سيلعب التعاون الصيني الهندي تجاريا واقتصاديا دورا رائدا في جنوبي آسيا، وسيدفع بناء الثقة السياسية المتبادلة بينهما، وسيحث خطى حل المشاكل التي خلفها التاريخ.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

إن الإمكانات التكاملية للاقتصاد الصيني والهندي تتيح  مسرحا واسعا للتعاون الاقتصادي والتجاري بينهما. في ناحية أسلوب التنمية، تتمسك الصين بسياسة الاهتمام بالتصدير والطلب المحلي معا، وتراكمت لديها تجارب وافرة في مجالات المناطق الاقتصادية الخاصة والتنمية الزراعية وبناء الإنشاءات الأساسية والصناعة، بينما تتمسك الهند بإصلاح السوق الذي يتخذ الطلب المحلي مرشدا له، وهي أكثر من الصين تطورا في سوق الرأسمال، وفي سلامة نظام البنوك، فيمكن لهما أن يستفيدا من بعضهما. في الهيكل الصناعي والصناعات المتفوقة، بين البلدين تكاملية قوية أيضا. تشير دراسة للبنك الدولي إلى أن هناك فرقا كبيرا بين هيكل الاقتصاد الصيني والاقتصاد الهندي في الصناعة والخدمات. في الصناعة، النسبة بين الصين والهند 0ر50 : 9ر26، الصين متفوقة في أعمال التصنيع، والهند تعادل نصفها فقط في هذا المجال؛ وفي صناعة الخدمات، النسبة بين الصين والهند 2ر33 : 2ر48، الأمر الذي يدل على أن الهند لها تفوق واضح على الصين في صناعة البرمجيات والخدمات المتكاملة. إلى جانب ذلك الصين والهند من الدول الأسرع في معدلات التنمية ومن الدول الكبيرة في الطلب على الطاقة، اعتمادهما على موارد البترول والغاز من خارجهما كبير، مع تعمق التعاون الاستراتيجي بينهما، يمكن تعزيز التعاون بينهما في قطاع الطاقة، والتعاون للاستثمار المشترك في الموارد خارجهما وتحقيق المنفعة المتبادلة.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

مدير شركة TATA الهندية في الدورة الأولى لمؤتمر التعاون الصيني الهندي في صناعة البرمجيات ببكين

ثالثا، زيارة رئيس مجلس الدولة تنتقل بالعلاقات إلى مرحلة جديدة للتعاون الاستراتيجي ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

<<اتفاق المباديء لحل مشكلة الحدود >> الذي وقعته الصين والهند، هو أول وثيقة رسمية منذ إستئناف التفاوض حول مشكلة الحدود بين البلدين عام 1981. لقد أدى تطور العلاقات بين البلدين في الاقتصاد والتجارة والسياسة والمجالات الأخرى إلى الالتفاف حول مشكلة الحدود، ويقود هذه العلاقات  لتتقدم نحو "الثقة المتبادلة والتعاون والتنافس السليم". بالنسبة للهند، نحو 25% من قواتها  متواجدة على الحدود مع الصين. المباديء السياسية  لحل مشكلة الحدود تفيد الهند في تخفيف الضغط العسكري على الحدود، وبالتالي  تستخدم مزيدا من الموارد في البناء الاقتصادي. مع التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتعزيز الحوار حول الأمن السياسي، ستنشأ قوة محركة للتفاوض حول مشكلة الحدود وتتعزز باستمرار، الأمر الذي يفيد في الحل النهائي لمشكلة الحدود.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

ارتفاع مستوى العلاقات الصينية الهندية بصورة شاملة يقدم للعالم شيئا جديدا وهذا ليس في مصلحة الشعبين فقط، بل يرسى قاعدة راسخة لازدهار واستقرار آسيا، وسيؤدي إلى تغيرات سياسية واقتصادية قوية على الساحة الدولية كما أنه يحطم منطق "صديق عدوي عدو لي أيضا". علاقة الشراكة بين الصين ودول جنوب آسيا ليست إبعادا لطرف لحساب آخر وليست موجهة لطرف ثالث. لا يمكن للصين وباكستان فقط أو الصين والهند أن تحققا التعاون والمنفعة المتبادلة، بل يمكن تحسين العلاقات بين الهند وباكستان بصورة شاملة أيضا. بعد جولة رئيس مجلس الدولة في جنوب آسيا، تصبح بيئة الأمن بين دول جنوب آسيا أفضل، ويصبح حسن الجوار والتعايش السلمي والتنافس السليم النغمة الرئيسية للعلاقات بين الصين والهند وبين الصين وجنوب آسيا.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

تسعى الصين والهند من أجل التنمية، الأمر الذي يدفع الاستقرار والأمن الآسيوي. الصين والهند لهما مصالح مشتركة كثيرة في تعددية الأقطاب بالعالم ودفع إقامة نظام دولي سياسي واقتصادي جديد. إن كافة التوقعات تشير إلى أن العلاقات الصينية  الهندية على مشارف مرحلة طويلة من التطور المستقر، وسيكون التعاون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما. القضايا المشتركة التي تواجههما في المستقبل هي كيفية التغلب على الخلافات بينهما، وتعزيز الثقة المتبادلة بينهما، وإرشاد علاقات التعاون الاستراتيجي بينهما إلى أن تتطور إلى الازدهار المشترك والتنافس الصحي.ون النغمة الرئيسية للعلاقات بينهما.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.