محتويات العدد 6 يونيو (حزيران)  2005‏
م

رالأنظمة الدينية الإسلامية في الصين وتطور المساجدا

مع تزايد عدد أبناء هويهوي القادمين من بلاد العرب وآسيا الوسطى بدأ الإسلام ينتشر في مناطق الصين الداخلية. في أسرة يوان لم يعد نظام "الضيوف الأجانب" الذي كان معمولا به في فترة أسرتي تانغ وسونغ(618-1279) كافيا للوفاء بمتطلبات إدارة الشؤون الدينية، الأمر الذي جعل حكومة أسرة يوان تقيم هيئات على المستويين المركزي والمحلي باسم  "دار القضاء لقومية هويهوي" لإدارة الشؤون الدينية والشؤون القومية الداخلية. فأقيمت في كل حي سكني لقومية هويهوي "دار القضاء لقومية هويهوي" وعين قضاة لإدارة الشؤون الدينية والقانونية للمسلمين.جماعات الإسلامية في الأر

كانت مهمة القاضي الرئيسية هي الفصل في قضايا المسلمين المدنية والتجارية والجنائية. قبل أواسط أسرة يوان كان القاضي، وهو رجل دين كبير، إمام في نفس الوقت، ويتمتع بمنزلة دينية واجتماعية عالية ولذلك كان البلاط يسميهم "الأساتذة الكبار" احتراما لهم.جماعات الإسلامية في الأر

في أسرة يوان، كانت "دار القضاء لقومية هويهوي" تتكون من القضاة الكبار، ويسمى المسؤول عنها قاضي دار القضاء لقومية هويهوي. كانت مهمته الرئيسية الدعاء للأباطرة والإشراف على الشؤون الدينية والدعوة الإسلامية وإدارة الشؤون الإسلامية الداخلية، إضافة إلى الفصل في القضايا الجنائية والاجتماعية وقضايا الأحوال المدنية للمسلمين وفقا للشريعة الإسلامية.جماعات الإسلامية في الأر

كان القاضي موظفا حكوميا وزعيما دينيا للمسلمين، وعلى هذا النحو كان يتمتع بالإدارة الذاتية الحكم التي تجمع بين الدين والسياسة. وتأسست "دار القضاء لقومية هويهوي" في أسرة يوان بمرسوم إمبراطوري، حدد فيه الإمبراطور صلاحيات هؤلاء القضاة لإدارة شؤون مسلمي الصين في كل مكان. كان لإقامة "دار القضاء لقومية هويهوي" دور كبير في نشر الإسلام بالصين على نطاق واسع، كما أن أعمال القضاة وضعت إرشادا لنظرية لتشكل فكرة "الإخلاصين" (الإخلاص لله والإخلاص للحكام) في أواخر أسرة مينغ(1368-1644) وأوائل أسرة تشينغ(1644-1911).جماعات الإسلامية في الأر

مع تزايد عدد مسلمي الصين والمساجد أصبح الوفاء بمتطلبات الحياة الدينية لهم حاجة واقعية، ومن هنا أخذ نظام إدارة الإمام للمسجد والشؤون الإسلامية يتغير ليتشكل تدريجيا نظام يتولى فيه ثلاثة أفراد إدارة المسجد والشؤون الإسلامية، وهو النظام الذي سمي "رجال الدين الثلاثة".جماعات الإسلامية في الأر

رجال الدين الثلاثة هم الإمام والخطيب والمؤذن. ونظام "رجال الدين الثلاثة" قصد به تولي هؤلاء الثلاثة إدارة المسجد والشؤون الإسلامية، وهذا النظام اكتملت ملامحه النهائية في أسرة مينغ، وهو نظام اجتهادي للإسلام في الصين أسفرت عنه البيئة الصينية، فلا نكاد نرى له مثيلا في الدول الإسلامية. جماعات الإسلامية في الأر

في أواسط  وأواخر أسرة يوان ألغيت "دار القضاء لقومية هويهوي" وحل محلها "نظام الجماعة الإسلامية"، الذي كان منظمة إسلامية غير حكومية لا تتبع للحكومة المحلية، ولكنها هيئة تنظم النشاطات الإسلامية في الدولة. تميز هذا النظام بما يلي: أولا، استقلال الجماعة الإسلامية، وعدم وجود علاقات انتماء بين الجماعات. ثانيا، عدم الانحياز بين الجماعات. ثالثا، اتخاذ المسجد مركزا يجمع بين الدين والسياسة والاقتصاد والثقافة والنشاطات الاجتماعية والشؤون المدنية. رابعا، الفصل بين الشؤون الدينية وشؤون المسجد، وأيضا الربط بينهما في آن واحد. جماعات الإسلامية في الأر

تشكلت "الجماعة الإسلامية" في المدن أولا، ومع تطبيق سياسة "الجندية/الفلاحة" في أسرة يوان تشكلت الجماعات الإسلامية في الأرياف على التوالي، وكان المسجد دائما مركز الجماعة الإسلامية وأساس إنشائها.جماعات الإسلامية في الأر

في عهد أسرة يوان، عمت المساجد في المناطق المأهولة بأبناء قومية هويهوي، فيما كان دليلا على أن جذور الإسلام قد رسخت في الصين. المسجد، كموقع يقوم فيه المسلمون بالنشاطات الإسلامية، يلعب دورا هاما في تعزيز إيمان المسلمين وتعليمهم وأداء واجباتهم الدينية  عن وعي. ووجود المسجد له مغزى هام كعالم روحي للمسلمين. في عهد أسرة يوان، كان المسجد يحمل أسماء مختلفة، مثل "ليبايسي"،. . "هويهويسي" . .أو "هويهويتانغ" وقد تعددت وظائفه تدريجيا؛ من مكان يقيم فيه المسلمون صلاتهم ويتلون القرآن الكريم إلى مدرسة تدعو للإسلام وتنشر تعاليمه؛ وإلى موقع يعمل فيه زعماء المسلمين لمعالجة شؤون الجماعة الإسلامية، وأيضا مكان لإحياء ذكرى الموتى وتقديم الخدمات للمسلمين، وانتهى به الأمر أن أصبح مركزا لما يسمى بالتعليم المسجدي، وبخاصة أنه بعد استكمال نظام الجماعة الإسلامية وتطور الاقتصاد والأعمال الخيرية، أصبح المسجد مكانا هاما في حياة المسلمين الاجتماعية. وقد تهدم كثير المساجد التي أنشئت خلال الفترة من القرن الثالث عشر إلى أواسط القرن الرابع عشر بسبب الكوارث الطبيعية والحروب ولكن لا يزال بعضها قائما إلى اليوم في حالة جيدة، مثل مسجد تشنغجياو في مقاطعة هانغتشو، مسجد سونغجيانغ بشانغهاي، مسجد نانتشنغ ومسجد يونغنيان في كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان، مسجد دونغسي ببكين..جماعات الإسلامية في الأر

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.