محتويات العدد 6 يونيو (حزيران)  2005‏
م

أغاني الأطفال.. بين التسطيح والرفض

مها ما جيا

في مسابقة غنائية لطلاب مدرسة ثانوية غنى الطلاب الأغنيات العاطفية الشائعة مثل ((شكرا على حبك)) و((انظري إليّ أيتها الفتاة التي أمامي)) و((أنا فتاة)) و((عبث بالحب)). واحد فقط من الطلاب أنشد أغنية أطفال، هي ((أمي تحكي قصة قديمة))، الطلاب ضحكوا من هذه الأغنية القديمة جدا، وقال أحدهم: "إن لحن الأغنيات الشائعة مرح ومفعم بالحيوية."لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

لقد غادر كثير من الأطفال طفولتهم البريئة النقية مبكرا في هذا الزمان. بعضهم أضحى ذا تجربة وخبرة وهو لم يتعد العاشرة من العمر. ملابسهم، أحذيتهم، تفكيرهم مثل الكبار، ويرافق هذا اضمحلال أغنية الطفل، إلى درجة وصل معها مسرح الطفل في الصين إلى حالة من الجدب المحزن في وقت تعيش فيه الموسيقى والغناء بالصين مرحلة ازدهار لافت. هذه الظاهرة في حاجة إلى تفكير عميق، فقد بدا وكأن أغنيات الطفل دخلت مرحلة سبات شتوي طويل في السنوات الأخيرة؛ عدد أغنيات الطفل قليل ومستواها متواضع، بل إن مضمون البعض منها يتسم بالسطحية والسذاجة وغير صحي، وكل هذا يقف عائقا أمام التربية الخلقية السليمة للنشء.لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

ماذا حدث حتى وصلنا إلى هذا؟ينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

الأسباب عديدة ولكن أبرزها، ما يلي:- لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

أولا، الفقر الشديد في كتاب أغنية الطفل. في الفترة من خمسينات إلى ثمانينات القرن الماضي كان في الصين عدد كبير من مبدعي أغنية الطفل، وكانت أسماؤهم معروفة وقد اثروا في أجيال من الصينيين بأعمالهم. قبل ثلاثين سنة كون قصر الأطفال ببكين فريق إبداع أغنيات الطفل (ضم إلى جمعية الموسيقى ببكين وتغير اسمه إلى فريق إبداع موسيقى الطفل). أبدع أعضاء هذا الفريق أعمالا رائعة. الآن، تجاوزت أعمار أعضاء الفريق الستين ولم يقم بأي عمل خلال السنوات العشر المنصرمة. لعل من أسباب ذلك الافتقار إلى عنصر مشجع لإبداع أغنية الطفل، فكتابة أغنية عاطفية لمطرب مشهور تدر عائدا يفوق بكثير إبداع أغنية الطفل التي يكون أجرها عشرات اليوانات ليس أكثر في حين يحصل كاتب الأغنية العاطفية على آلاف اليوانات. لذلك توقف المبدعون من ذوي الخبرة بعد أن تقدمت بهم السنون وغير المبدعون الشباب مهنتهم. لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

ثانيا، عدم دراية كاتب أغنية الطفل بنفسية الأطفال، ومن ثم الافتقار إلى القدرة على التعبير عن أصداء نفوس الصغار. إن الحياة هي منبع الإبداع والحياة الثقافية الآن متنوعة، ويجد الطفل اختيارات كثيرة، لذلك على المبدع دراسة نفسية الطفل قبل كتابة الأغنية، وكتابة الأغنية انطلاقا من روح الطفل وليس توظيف لغة وفكر الكبار في أغنيات الطفل. لا بد من إبداع أغنيات أطفال تتجاوز المفاهيم التقليدية وتتطور مع الزمن.لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

ثالثا، أن أناشيد الأطفال تمر بمرحلة"عنق الزجاجة" في النشر والتعميم. في سبتمبر عام 2004، أصدر جين تشي، الأستاذ بدار المعلمين في مدينة هانغتشو، ألبوما بعنوان ((كلمات أمطار الربيع)) اشتمل على 13 أغنية طفل. تعاون جين تشي مع كتاب أغاني الطفل وتعمق في الأغاني الشعبية والقصص والحكايات الصينية حتى أنجز هذا العمل المفعم بلذة الطفولة وفلسفتها. ولكن هذا العمل واجه صعوبات كبيرة في النشر. قال له أحد الناشرين: "دار النشر لديها الرغبة في إصدار أعمال لأغنيات الطفل ولكن توزيعها غير مضمون". قال جين تشي: "لا أسعى إلى الربح بل أؤدي واجبي. هذه الأناشيد ثمرة إنتاج العاملين في مجال ثقافة وفنون الطفل."  لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

الصين بها أكثر من مائتي مليون طفل، يصعب أن نثير خيالهم بدون موسيقى صحية جميلة. بعض التربويين يبذلون الجهود لخدمة قضايا الطفل. في شانغهاي تعاونت دائرة الدعاية للجنة الحزب واتحاد الأوساط الأدبية والفنية بها مع المؤسسات المعنية من أجل إقامة مسابقة سنوية لكتابة كلمات وألحان أغاني الأطفال والغناء. كما دعمت الدائرة والاتحاد مجلتين لموسيقى  الأطفال وصحيفة لموسيقى الأطفال، ويقدمان كل عامين جائزة قيمتها أكثر من عشرة آلاف يوان (1200 دولار أمريكي) لأغنيات الأطفال الجديدة التي يبثها التلفزيون الصيني المركزي والأغنيات التي تترك تأثيرا واسعا في الصين. وفي عام 2005 أعدت الجهات المعنية ببكين ((أناشيد الأطفال الجديدة)) لتلاميذ المدارس الابتدائية.. بعد تنفيذ هذه الإجراءات ظهرت مجموعة من أناشيد الأطفال الجيدة التي نتمنى أن نرى المزيد منها في المستقبل. لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

أغنيات لا يهتم بها الطفل ويرفضهالصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

النوع الأول: الأغنيات التي تفتقر إلى روح العصر، من شاكلة ((مارش طلائع النجوم)) وهي من الأغنيات الممتازة في الماضي، ولكنها تخلفت عن ركب الزمن. كلماتها أمست جوفاء. لا يحب الأطفال هذا النوع من الأغنيات حاليا، وكما قال أحد المعلمين: "يجب أن تواكب أناشيد الطفل العصر الذي يعيشه وإلا فإنها لن تشجع الطفل على تعلم غنائها."

النوع الثاني: الأغنيات البعيدة عن حياة الأطفال. فليس معقولا أن نعلم أطفالنا في المدن منذ صغرهم أناشيد تدور موضوعاتها حول حياة الريف، لأنهم لن يرددوا هذه الأغنيات بمشاعرهم لعدم وجود تجربة معايشة للموضوع . التربويون يقترحون تثقيف التلميذ وفقا لاستعداداته وقابليته.لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

النوع الثالث: الأغنيات غير اللطيفة التي تفتقر إلى الحيوية. لقد حققت أغنية ((الفأر الذي يحب الأرز)) انتشارا واسعا على شبكات الإنترنت، ويرددها الأطفال رغم أن أسلوبها ليس عاليا، ولكن مضمونها حيوي يجذب الطفل. هناك حصتان للموسيقى كل أسبوع في المدارس الابتدائية الصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى درسا في الوعظ يستحيل أن تدخل الأغنية إلى قلب وعقل الطفل ويستحيل أن تنافس الأغنيات العاطفية الشائعة التي يسمعها في الشوارع والأزقة. لصينية، فإذا كانت حصة الموسيقى

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.