محتويات العدد 5 مايو (آيار)‏2005‏
م

ثورة الديمقراطية في الشرق الأوسط تُولد في رحم الأزمة السورية اللبنانية

ما شياو لين

حواجز أمام السفارة الأمريكية في بيروت

 

تشهد منطقة الشرق الأوسط، التي لا تعرف الهدوء، تحولا جديدا منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري،  أسفر عن الأزمة السورية/ اللبنانية. واقعة اغتيال الحريري تعيد إلى الأذهان عملية اغتيال الأمير النمساوي فرانز فيردناند عام 1914 التي أشعلت الحرب العالمية الأولى، وعملية اغتيال السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا التي أثارت حرب الشرق الأوسط الخامسة عام 1982. دورها، وتظهر نتائ

قد تكون عملية اغتيال واحدة ليست ذريعة كافية لنشوب حرب تغير الأوضاع العالمية أو الإقليمية، ولكن إذا كان هناك من تسيطر الحرب على تفكيره تماما ويستعد لها قد تصبح أية مفاجأة عود ثقاب يسقط في مخزن للبارود، وهذا بالضبط  توصيف أزمة سورية- لبنان التي أصبحت نقطة اقتحام أخرى للولايات المتحدة من أجل "إعادة هيكلة الشرق الأوسط".دورها، وتظهر نتائ

الرئيس السوري بشار الأسد أعلن انسحاب قوات الجيش السوري من لبنان هعلى خمس مراحل، ولكنه هذا التنازل الكبير لم يكن كافيا لإشباع النهم الأمريكي. هذه الأزمة جاءت لتساعد في حملة ه"ثورة الديمقراطية"ه بالشرق الأوسط التي تشنها الولايات المتحدة.دورها، وتظهر نتائ

-      المحرردورها، وتظهر نتائ

"اغتيال الحريري" فتيل النسفرها، وتظهر نتائ رها، وتظهر نتائ رها، وتظهر نتائ

اغتيال رفيق الحريري الذي يعرف العالم كله مساهماته في إعادة إعمار لبنان، عملية تم تدبيرها بدقة بالغة ولابد أن دولة تقف خلفها. وقد وجه أنصار الحريري رماحهم نحو حكومة بلادهم ونحو سورية التي تدعم هذه الحكومة وطالبوا باستقالة حكومة عمر كرامي، وبإجراء تحقيق دولي وانسحاب القوات السورية. على الجانب الآخر ألمحت جهات رسمية أمريكية إلى أن ثمة علاقة بين اغتيال حريري وسورية، وطالبت دمشق بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559، لإعادة استقلال وسيادة لبنان!دورها، وتظهر نتائ

هذا الاستنتاج المتعجل من جانب المعارضة اللبناية والولايات المتحدة قبل أن تتضح حقيقة عملية الاغتيال استند إلى أن الحريري كان يعارض وجود القوات السورية في لبنان. والواقع هو أن الحريري لم يوضح موقفه قبل اغتياله، ولم ينضم إلى المعارضة، فقد كان، على الأقل، هدفا تريد الحكومتان اللبنانية والسورية كسبه.دورها، وتظهر نتائ

في الخامس والعشرين من فبراير شهدت تل أبيب هجوما انتحاريا خطيرا، فسارعت إسرائيل بالربط بين سورية والحادثة مباشرة، بل وبعثت بمسؤولين حكوميين رفيعي المستوى إلى أوروبا لعرض الأدلة، وهددت بتوجيه ضربة عسكرية لسورية.دورها، وتظهر نتائ

ويرى المحللون أن سورية رغم استيائها من موقف الحريري غير المتعاون معها وتوجهه للابتعاد في السنوات الأخيرة، وسماحها لبعض قيادات الفصائل الفلسطينية المتشددة البقاء فيها، غير أنه ليس ممكنا أن تتبنى سورية، المعروفة بالاعتدال وتفضيل النغمة المنخفضة، هذه السياسة اللاعقلانية وترتكب هذا الخطأ البسيط في وقت تسعى فيه واشنطون لتغيير نظام دمشق، بل ولا يمكن لأي من هاتين الحادثتين أن تحقق فائدة حقيقية لسورية. دورها، وتظهر نتائ

السيف الأمريكي والإسرائيلي نحو سورية رها، وتظهر نتائ

اعتبرت الولايات المتحدة سورية من الدول الداعمة للإرهاب منذ سنوات، ثم ضمتها إلى محور الشر عام 2002؛ وأثناء حرب العراق اتهمتها بإخفاء كمية كبيرة من أسلحة الدمار الشامل  لصدام حسين، ثم اتهمتها بعد الحرب بأنها تسمح للمعارضين العراقيين لأمريكا بدخول العراق عبر أراضيها، ودفعت مجلس الأمن لإجازة القرار رقم 1559 بدون مبرر في سبتمبر العام الماضي. الفكرة الأمريكية حول إصلاح الشرق الأوسط الكبير التي طرحها جورج بوش الابن في العام الماضي وخطاب حالة الاتحاد هذا العام سيف موجه نحو سورية.دورها، وتظهر نتائ

تتبنى سورية موقفا متشددا تجاه إسرائيل، فهي ترفض عقد صلح منفرد معها وترفض التنازل عن شبر واحد من هضبة الجولان وهذا ما جعلها زعيمة جبهة التشدد العربية. ليس هذا فقط وإنما تتحالف مع لبنان سياسيا وعسكريا لمواجهة إسرائيل معا. وكانت سورية الملاذ لقادة حركة حماس والجهاد وغيرهما من الفصائل الفلسطينية المتشددة في السنوات التي تبنت فيها إسرائيل سياسة القضاء عليها، وهذا ما جعلها عرضة لهجمات إسرائيلية. وبعد أن تخلت إسرائيل عن جنوب لبنان، هاجم حزب الله المدعوم سوريا إسرائيل مرات بحجة استعادة مزارع شعبا، الأمر الذي لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل تحمله.دورها، وتظهر نتائ

لقد كان شارون صريحا في اقتراحه الذي قدمه إلى جورج بوش الابن: إذا شئتم حلا لمشكلة الشرق الأوسط، عليكم أن تسقطوا نظام صدام حسين أولا. بعد سقوط صدام، وبعد تغير القيادة الفلسطينية وإعلان وقف إطلاق النار، باتت سورية القلعة الوحيدة التي ترفض أن تحني قامتها، وآخر عقبة لحل مشكلة الشرق الأوسط، من وجهة النظر الأمريكية.دورها، وتظهر نتائ

المعارضة اللبنانية تعتقد أن الحرب الأهلية التي استمرت خمس عشرة سنة والعدوان الإسرائيلي الكبير مرتين وتبادل القذف والغارات الجوية في عشرات السنين الماضية، كل ذلك ليس إلا  "تجهيز فستان زفاف لآخرين". في البداية كانت هذه الأعمال لاستعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم أصبحت تضحية من أجل سورية، فلم تستطع سورية ولبنان، البلدان الساحليان الجميلان تحقيق النهوض الاقتصادي والتقدم الاجتماعي. حكومة لبنان التي يحكمها دينان وأربعة أجناس وسبعة طوائف يصعب عليها منذ سنوات طويلة أن تتخلص من نسبها العربي ومشاعرها العربية، كما يصعب عليها أن تقطع علاقاتها وروابطها التاريخية مع سورية، ولا يمكنها أن تقاوم ضغوط صراع الدول الكبرى القريبة والبعيدة، فلم يجد بدا من الاعتماد على سورية لحفاظ على السلم وعلى التوازن الهش والمعقد بين الأديان والأجناس. في عام 1983، اتفقت حكومة لبنان مع حكومة إسرائيل على انهاء حالة الحرب في مسعى للاعتماد على الولايات المتحدة لتتخلص من الصراع العربي الإسرائيلي لحماية نفسها. لكنها ألغت هذه الاتفاق  تحت ضغوط من طوائف المسلمين ومنظمة التحرير الفلسطينية والدول العربية، فأنشأت علاقة خاصة مع سورية وعادت إلى المعسكر العربي من جديد، الأمر الذي كان الخيار الوحيد أمام حكومة لبنان في تلك الظروف التاريخية للحفاظ على بقائها، وأرست أساسا لعلاقات سياسية واقتصادية وعسكرية يصعب فكها بين لبنان وسورية.دورها، وتظهر نتائ

سورية ولبنان وفلسطين والأردن وإسرائيل كلها من الشام. وقد تعاملت سورية بفتور لفترة مع الأردن وفلسطين بعد أن توصلتا لاتفاق منفرد مع إسرائيل، ورفضت التفاهم معهما لفترة طويلة. سورية هي منبع الفكر الاشتراكي لحزب البعث العربي، وكان قادة سورية يتنازعون المكانة الشرعية لحزب البعث مع نظام صدام حسين حالمين بتحقيق الوحدة وبعث الأمة العربية. تجاه الواقع المرير الذي تجسد في هزيمة العرب مرة بعد أخرى في الصراع العربي الإسرائيلي، تدخلت سورية في لبنان بصورة عميقة، ودافعها في ذلك هو اتخاذ لبنان، هذا البلد الصغير، كحاجز للتهديدات العسكرية الإسرائيلية. لذلك كانت سورية في فترة الحرب الأهلية اللبنانية تدعم القوى اليسارية الإسلامية ومنظمة تحرير فلسطين حينا، وتقف إلى جانب الطرف المسيحي حينا آخر للحفاظ على التوازن بين مختلف الطوائف، فسورية لم تشأ أن تقود لبنان قوة تدعو إلى تدمير إسرائيل ومن ثم تتخذها الأخيرة ذريعة لاحتلال لبنان، ولم ترد أن يقوم نظام في لبنان موال لإسرائيل والغرب، ولم ترغب أبدا أن يقسم لبنان بسبب صراعات الطوائف الدينية. وبالطبع هدفها من دعم حزب الله والفصائل الفلسطينية المتشددة هو تطويق إسرائيل من جهتين بصورة غير مباشرة، وإجبارها على حل كل مشكلة الشرق الأوسط حلا شاملا لتستعيد الجولان المحتل.دورها، وتظهر نتائ

أما إسرائيل، وبعد أن أصبحت دولة قوية، فإنها لم ترغب في مبادلة السلام مع كل العالم العربي، وتحاول أن تهزم الدول العربية واحدة تلو الأخرى، لتحول ضعفها المتمثل في أنها بلد واحد فقط إلى تفوق مطلق لها، أي  تواجه كل دولة عربية على انفرد. فإسرائيل بعد أن أبرمت معاهدة السلام مع مصر في كامب ديفيد، وقد أمنت ظهرها، قامت بطرد القوات الفلسطينية من لبنان بالقوة المسلحة، ثم أبرمت اتفاقي سلام مع منظمة التحرير الفلسطينية والأردن مستفيدة من مؤتمر مدريد، وتخلت عن منطقة جنوب لبنان التي احتلتها 18 سنة بعد أن أصبحت عبئا ثقيلا عليها. وبعد أن تغيرت البيئة الدولية والإقليمية تغيرا استراتيجيا، لم تعد إسرائيل تتعجل الدخول في مفاوضات سلام مع سورية ولم تعد راغبة في إعادة الجولان إلى سورية. وعندما شنت الولايات المتحدة حرب العراق، كبداية لإصلاح الشرق الأوسط، ازدادت عدم رغبة إسرائيل في التخلي عن نقطة السيطرة الاستراتيجية لها بالشمال، آملة في ضغط خصمها العربي، مستعينة بالقوة الأمريكية، ليذعن إذعانا أليما على طاولة المفاوضات من أجل تحقيق أكبر فائدة لأمنها. لذلك حرضت إسرائيل الولايات المتحدة على إسقاط نظام صدام، حسين، ورفضت التفاوض مع السلطة الفلسطينية تحت قيادة ياسر عرفات. وتسعى حاليا لدى الولايات المتحدة لفك التحالف السوري اللبناني، وعزل و"إصلاح" سورية.دورها، وتظهر نتائ

"الشرق الأوسط الأمريكي" الجديدرها، وتظهر نتائ رها، وتظهر نتائ رها، وتظهر نتائ

أمام القرار رقم 1559 واتفاق الطائف، والضغط الأمريكي سياسا ودبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا، والمطالبة البريطانية والفرنسية والألمانية والروسية بسحب القوات هالسورية من لبنان، وأمام المطلبه المشابه لاجتماع وزراء الخارجية العرب، وموقف المعارضة اللبنانية،ه لم يكن أمام سورية مجال  للاختيار، ولم تكن مسألة سحب القوات إلا تحديد هالجدول الزمني للانسحاب والأسلوب الذي ينفذ به. دورها، وتظهر نتائ

لقد تغير العراق، وأصبحت ليبيا لينة، وتسير فلسطين في المدار الذي رسمته الولايات المتحدة، وتجد إيران  صعوبة في التعامل مع الولايات المتحدة التي تلعب معها سياسة "الجزرة والعصا". والعربية السعودية، تجاه ضغط الإصلاح الأمريكي، أجرت لأول مرة منذ تأسيسها انتخابات محلية، و مصر تبدو مستعدة لإجراء انتخابات رئاسية مباشرة، وناقشت جامعةه الدول العربية مع مجموعة الدوله الصناعية الثمانيةه عملية التحول الديمقراطي لأول مرة.. ماذا يعني هذا كله؟ دورها، وتظهرها، رها، رها، ر، وتظهرها، رها، رها، نتائ

هذا معناه أن القبضة الأمريكية التي تجمع بين "الضرب والإغراء والتهديد" من أجل "إعادة هيكلة الشرق الأوسط" قد بدأت تلعب دورها، وتظهر نتائجها. والأزمة السورية اللبنانية التي تفجرت فجأة أصبحت نقطة اختراق جيدة.  رها، رها، ر، وتظهرها، رها، رها، ا، رها،

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.