محتويات العدد 5 مايو (آيار)‏2005‏
م

 

يوميات متطوعين في قرى للمسلمين

 

في عطلة الصيف الماضي توجه مجموعة من الشباب الجامعيين إلى المناطق الريفية المأهولة بالمسلمين ليعملوا مدرسين متطوعين في المدارس هناك، وقد سجلوا انطباعاتهم ونشاطاتهم في هذه الرحلة في يومياتهم التي ننشر مقتطفات منها:أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

الزمان: 18 يوليو عام 2004 اب الجامعيين إلى المناطق الريفية

المكان: قرية تشوانغخهاب الجامعيين إلى المناطق الريفية

المتطوعة: ما لي بيغاب الجامعيين إلى المناطق الريفي

اليوم أول يوم أبدأ فيه مهمة تقديم المساعدة التعليمية لأبناء مسقط رأسي، قبل العودة من المدينة اتصلت بأهلي وطلبت منهم القيام بالاستعداد اللازم لفتح فصل تدريس في بيتنا لاستيعاب أطفال القرية نظرا لصعوبة الظرف هناك، حتى أستطيع أن أمارس مهمتي بعد عودتي مباشرة. أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

"كل شيء مهيأ، المطلوب فقط هو ريح شرقية تدفع الشراع "، حينما عدت إلى البيت وجدت كل شيء جاهزا، إلا السبورة، ولكنها ضرورية في عملي. كان الوقت هو موسم حصاد القمح، والناس مشغولون في الحقول، وليس لديهم وقت لإعدادها، من أجل عدم إضاعة الوقت استخرجت السبورة الصغيرة القديمة التي استخدمتها في أيام دراستي الابتدائية من مخزن البيت بعد جهد كبير.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

كتبت على هذه السبورة الصغيرة لتعليم الأطفال في أربعة أيام، ثم جاءت فرصة في يوم 23، حيث حال المطر دون عمل الناس في الحقول، فاستغل والدي الوقت، وذهب إلى مركز المحافظة لصنع سبورة كبيرة في محل نجارة. لما دخل البيت حاملا السبورة الجديدة على ظهره أدهشني منظره، فقد بلل المطر ملابسه كلها، وغطى الطين قدميه وساقيه. ربما تعثر على الأرض مرات، فسالت على وجهه قطرات مختلطة من الماء والعرق، كأنه ديك غريق تم انتشاله من الماء قبل قليل. شعرت بوخز موجع في قلبي وأنا أنظر إلى والدي العجوز، وفي هذه اللحظة بالذات أدركت أن أبي قد تقدم في السن بشكل ملحوظ، ورأيت أن الشيخوخة قد خطت آثارا واضحة على وجهه، كما زاد الشعر الأبيض في رأسه.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

بينما كنت غارقة في ذكريات الماضي وضع والدي السبورة الجديدة على الأرض بحرص، ونصحني أن أستعملها بدقة، ثم انصرف بهدوء...أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

الزمان: أول أغسطس عام 2004 ي وضع والدي السبورة ا

المكان: قرية ليجياي وضع والدي السبورة ا

المتطوعة: ما شياو تسويي وضع والدي السبورة

 

لقد مضي الأسبوع الثاني من تقديم المساعدة التعليمية في مدرسة شوده للبنات المسلمات، في هذا الأسبوع شعرنا بأن الأعباء قلت إلى حد ما، لأننا بذلنا جهدا في الأسبوع الماضي لإنجاز الأعمال المقررة وإدخالها في مجرى منتظم.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

يعمل في هذه المدرسة أربعة أعضاء من فريق الشباب المتطوعين، طلب منا قادة المدرسة، إلى جانب الأعمال التعليمية والإدارية، أن نرتب بعض النشاطات الجماعية للطلبة لتوسيع أفقهم ورفع وعيهم السياسي والاجتماعي. أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

في يوم الجمعة الماضي وبإشراف  المدرسة نظمنا بعض الطالبات من مدرستنا وطلبة من المدارس الأخرى لزيارة مسجد شيقوان. كان هدفنا هو أداء صلاة الجمعة في المسجد والاستماع إلى خطبة الوعظ هناك. في صباح ذلك اليوم توجهنا في طابورين من الطلبة والطالبات نحو المسجد، وكنا نرتدي الملابس حسب مطلب موحد: جميع المدرسين يعتمرون قبعات من الحرير الأبيض، بينما نلبس، نحن المدرسات، بنطلونات بيضاء وسترات زرقاء مطرزة بالزهور، وعلى رؤوسنا مناديل بيضاء شفافة، كما وضعنا مطلبا لملابس الطلبة والطالبات. كان مشهدنا لافتا للمارة ونحن نمشي في الشوارع.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

في اليوم جوالتالي نظمنا،جو نحن جوالأربعة، الطلبة والطالباتجو في رحلة إلى المدينة، حيث زرنا جامعة المعلمين، وأتحنا فرصة لهم ليعرفوا كيفية الدراسة والمعيشة للطلبة الجامعيين في جو هادئ مريح داخل ساحة الجامعة، حتى ننمي في قلوبهم رغبة التطلع إلى العلاء والتقدم نحو مستقبل مشرق. أظهر جميع الطلبة والطالبات حماسة ونشاطا في هذه الزيارة.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

باختصار، جوقضينا في الأسبوع الماضي فترة ذات مغزى خاص، حيث جنينا ثمارا وافرة من خلال هذين العملين، سواء كان ذلك بالنسبة لنا نحن المدرسات المتطوعات أو للطلبة والطالبات، لأننا شاركنا فيهما بصفتنا مسلمين شرفاء يتحملون مهمة سامية.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

الزمان: 6 أغسطس عام 2004 مسلمين شرفاء يتحملون مه

المكان: بلدة لونغتشيوانمسلمين شرفاء يتحملون مه

المدرسة المتطوعة: وانغ سو يهمسلمين شرفاء يتحملون مه

قضيت في قرية دونغشيانغ ببلدة لونغتشيوان أسبوعين كاملين، أقمت في بيت أكثر أسر القرية ثراء. اليوم أعدت صاحبة البيت وجبة من الأرز خصيصا لي، وجلست، هي وابنتها، بجانبي وقت الغداء أثناء الأكل، سألتها ماذا تناولت، فامتنعت عن الإجابة واكتفت بالقول إنها انتهت من الأكل. لقد عرفت أنه يصعب عليهم تناول الأرز وهم أغنى من في القرية. لقد تأثرت لهذا وسال دمعي، وشعرت بوخز مؤلم في قلبي.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

في قريتهم الماء أغلى من الزيت، والقرويون يخزنون مياه المطر المحدودة في أقبية إضافة إلى شرائها من مركز المحافظة بسعر 60 يوانا (الدولار الواحد يساوي 27ر8 يوان) لكل طن، وماء القبو  يكون عكرا، إذا صُب في كوب يترسب الطين في نصفه! رداءة الماء تخيفني، فامتنعت عن شربه قدر إمكاني، وشُح الماء يجعل الاستحمام وغسل الملابس أمرا مستحيلا، ولكن الوضوء مهمة لا بد منها، فأكتفي في كل يوم بمرتين منه، وثلاث مرات عند الضرورة. أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

هنا كل فتاة تتزوج مبكرا، ولما تبلغ العشرين تكون قد أنجبت مرتين. في أول لقاء بيني وبينهن كن مندهشات أنني لم أحضر طفلي معي إلى قريتهن، فهن لا يفهمن لماذا لم أتزوج حتى الآن وعمري قد تجاوز العشرين.  وعندما عرفن أن زميلي الذي يعمل معي في نفس المدرسة متطوعا وليس خطيبي، أبدين استغرابا شديدا، فسألنني: كيف تعملين وتجلسين معه إن كنتما لن تتزوجا؟ هل أنت لا تريدين الزواج وعمرك فوق العشرين أو تعانين نوعا من الأمراض التي تمنعك من الزواج؟ ... هذه  أكثر أسئلة طرحنها أمامي منذ وصولي إلى هنا. كيف أجيب هذا السؤال وأنا لم أجد شابا مناسبا حتى أحبه؟ أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

في هذا الأسبوع بكيت مرتين، المرة الأولي عندما شرحت المبادئ الإسلامية الرئيسية لهن، لأنهن لا يفهمن غير لهجتهن المحلية، لذلك لم يعرفن الفصحى التي أستخدمها في المحاضرة، فأبدين تعبيرات جامدة على وجوههن أثناء الدرس. كنت متأثرة بما أشرح أمامهن فبكيت. ربما كن متأثرات بمشاعري رغم أنهن لم يفهمن من الدرس كثيرا، فشاركني بعضهن البكاء. المرة الثانية حدثت عندما تذكرت أمي ، ولم أستطع أن أكتم شوقي لها وأنا بعيدة عنها، فبكيت بحرارة، وفي هذه الحالة التففن حولي صامتات، وخففن مشاعري بلمسات لطيفة.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

العقيدة الدينية لدى النساء المسلمات هنا راسخة، وهن يستطعن تلاوة بعض آيات القرآن الكريم، ويعرفن قراءة الكلمات الصينية، كما يؤدين الصلوات بانتظام. وهن يعلقن أملا كبيرا عليُ في تعليمهن المزيد من المعارف، فلا أستطيع أن أتنصل من مسئوليتي، ولكن الخطوة الأولى أن أعلمهن التكلم بالنطق الصحيح للغة الصينية.  أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

الزمان: 8 أغسطس عام 2004 هن التكلم بالنطق الصحيح ل

المكان: قرية ليوقانغ هن التكلم بالنطق الصحيح ل

المدرس المتطوع: وانغ تشيو بينغ هن التكلم بالنطق الصحيحنية وت

يمضي الوقت سريعا، اليوم هو آخر درس ألقيه على التلاميذ. حضرت إلى حجرة الدرس مبكرا، لقد نشأ في قلبي حب وحنان تجاه هؤلاء الأطفال رغم أنني قضيت هنا أياما قليلة فقط.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

ولكن الأطفال جاءوا هناك قبلي، كانوا قد عرفوا أنني سوف أغادرهم قريبا، فقدموا لي هدية بسيطة، إنها أجمل وأصدق الهدايا في حياتي. كنت أخشى ألا أستطيع السيطرة على مشاعري،  فأسرعت أمزح  معهم، ولكني لاحظت واحدة منهم قد احمرت عيناها.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

في الواقع، كانت الأيام السبعة فترة جد قصيرة، كما أن خبرتي التعليمية ليست كما ينبغي، وأعتقد أن التلاميذ لم يستفيدوا مني كثيرا، غير أنني بذلت أقصى ما لديٌ من الحب والجهد أثناء التدريس لهم، وقد شعرت فعلا باحترامهم ومحبتهم نحوي. أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

تذكرت أنه في اليوم الثاني لي معهم، كان المطر هطل  بغزارة في الليلة السابقة واستمر حتى صباح ذلك اليوم، فغاب الكثير من الأطفال القاطنين في المنطقة الجبلية. وتجاه قلة الطلبة أخذت أشك في قدرتي التعليمية وأفقد الثقة بنفسي، فسألت الموجودين في حجرة الدرس: هل تشعرون بأنني ضعيف في التدريس، لماذا يغيب كثيرون اليوم؟ بمجرد سماع هذا الكلام صاح الجميع: أبدا يا أستاذ، المطر الغزير جعل مياه الجداول الجبلية ترتفع بشدة، وهذا منعهم من الحضور.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

مع تعمق الفهم من الجانبين تحسنت العلاقة بيننا أكثر، فلم يعد لهم أن يفروا بمجرد ظهوري أمامهم، أو يحدقوا في الأرض حينما يتحدثون معي. ولكن وجدت في هذا الحين عدة أولاد شرعوا يظهرون فوضويتهم، وحينما كنت أعلم الطلبة قراءة الكلمات الإنجليزية كانوا يتهامسون في موضوعات أخرى، وطلبت منهم القيام لقراءة ما تعلموا، فلم يستطيعوا.  وجدتني عاجزا عن معالجة هذه المشكلة، إذا لم أمنعهم من تصرفهم في الدرس، لن يعرفوا شيئا في الدراسة إضافة إلى إزعاجهم للآخرين، أما إذا وجهت انتقادا لهم فأخشى أن يتركوا المدرسة. ولكن في استطلاع حول رأي الطلبة لتعليمي، قدم الكثير اقتراحهم: عليك أن تتخذ موقفا أكثر صرامة أثناء عملية التدريس، وإلا ستواجه صعوبة في السيطرة على نظام حجرة الدرس.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

معظم تلاميذي يجتهدون في الدراسة، فقد وجدت متفوقين منهم، وفي سبيل التشجيع مدحتهم علانية مع توضيح مزايا كل واحد. هناك طالب مثلا، تميل طبيعته إلى الانطواء الذاتي، كان دائما يقرأ نصوص الكتاب مطأطئ الرأس وبصوت منخفض، وللتغلب على عيبه طلبت منه القيام لإجابة سؤالي، فاستحسنت بشكل خاص صوته الجميل، فتشجع واستطاع أن يقرأ بصوت مرتفع.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

الأطفال في الجبال لا يملكون قدرة كافية لشراء الكتب خارج الدرس، لذلك لا يعرفون إلا ما يدرسون في حجرة الدرس. ومن أجل توسيع رؤيتهم ألقيت محاضرات عليهم حول التاريخ والجغرافية والآداب وغيرها، وفي الوقت نفسه شجعتهم على مشاهدة المزيد من الأخبار على شاشة التلفزيون ليعرفوا ما يحدث في العالم.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

الدرس الأخير على وشك الانتهاء. قدمت لتلاميذي شكري العميق على مواظبتهم لحضور درسي وتعاونهم واجتهادهم في الدراسة خلال السبعة أيام الماضية، وتمنيت لهم مستقبلا باهرا مشرقا، وفي النهاية قلت لهم: نحن نعيش تحت رحمة الله، القادر هو الله، هو الخالق.، نحن جميعا ضعفاء أمامه، فلا نستطيع إلا أن نعتمد عليه. أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وتسلموا أمركم لله، وتجتهدوا في دراستكم، بهذا تحققون النجاح في ما تنشدون...أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

غدا سأغادر هذه الأرض العزيزة، وعيون الأطفال المشتاقة إلى المعرفة ستظل مضيئة في قلبي.أرجو منكم أن ترسخوا عقيدتكم الدينية وت

 

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.