محتويات العدد 5 مايو (آيار)‏2005‏
م

تسعمائة مليون فلاح يجنون ثمار التنمية

تحقيق: تشياو تيان بي، ولو رو تساي، لوه يوان جيون

تبذل الحكومة الصينية أقصى جهودها لتمكن تسعمائة مليون فلاح من الاستفادة من اقتصاد السوق، إيمانا منها بأنه بدون هذا العدد الهائل من البشر لا يمكن تحقيق المجتمع المتناغم الذي تدعو إليه.

عاد خه جينغ لي وأبنائه الثلاثة إلى موطنهم في عيد الربيع غير أنهم وعلى غير العادة في السنوات السابقة لم يغادروا بعد العيد قريتهم إلى المدن التي يعملون بها، والسبب هو أنهم قرروا التكاتف لاستعادة مساحة نصف هكتار من أرضهم كلفوا الآخرين بزراعتها واستخدامها كمزرعة لتربية الكابوريا والإنكليس. ماذا حدث ليجعل هذا الفلاح وأبنائه يغامرون بترك عمل المدينة الأكثر دخلا ويختار البقاء في القرية؟

يقول الفلاح خه جينغ لي إن عبء الضرائب الزراعية كان ثقيلا وهذا اضطرنا للبحث عن عمل خارج القرية، أما الآن، بعد إلغاء هذه الضرائب فقد أصبح البقاء بين الأهل هو الأفضل. وخلال عام 2005، ستلغى الضرائب الزراعية في كل مناطق الصين، باستثناء شاندونغ ويوننان وخبي وقانسو قوانغشي، وهي ضرائب قيمتها أكثر من مليارين وأربعمائة مليون دولار أمريكي كان يتحملها سبعمائة وثلاثين مليون فلاح. إنها أول مرة في تاريخ الصين لا يدفع الفلاح ضريبة زراعية.

في عام 2003، تحدث رئيس مجلس الدولة الجديد، ون جيا باو عن الصعوبات والتحديات التي تواجهها حكومته، مشيرا إلى ضعف نمو قطاع الزراعة والزيادة البطيئة في دخول الفلاحين، وقال: "إن هدفنا هو إلغاء كافة الضرائب الزراعية التي يدفعها الفلاح." وفي عام 2004، قال ون جيا باو خلال انعقاد الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والدورة السنوية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، "يجب تخفيض الضريبة الزراعية بمعدل أكثر من واحدة في المائة سنويا اعتبارا من الآن، على أن يتم إلغاء كافة الضرائب الزراعية خلال خمس سنوات." الهدف تحقق قبل الموعد.

عندما تشعر دولة زراعية كبيرة بالقلق

تعيل الصين خُمس سكان الأرض من البشر بمساحة زراعية نسبتها سبعة بالمائة من الأراضي الزراعية في العالم. ونتيجة لمحدودية الاقتصاد الفلاحي يوفر الفلاحون الصينيون، الذين يمثلون 40% من فلاحي العالم، الطعام للصينيين غير الفلاحين، ونسبتهم 7% من غير الفلاحين في العالم. مشاكل الصين الرئيسية هي مشاكل الزراعة والريف والفلاحين، ذلك أن تركيبة المجتمع الصيني والأخلاق الصينية والثقافة الصينية كلها ذات علاقة بالريف، والاضطرابات الاجتماعية لها ارتباط وثيق بالأزمات الريفية. وللتدليل على هذا نشير إلى أن ثورة ماو تسي تونغ والحزب الشيوعي الصيني الذي تزعمه نجحت بفضل معرفته العميقة بمشاكل الأرياف الصينية. ساعد ماو تسي تونغ الفلاحين على تملك الأرض، فساندوه وهكذا نجحت ثورته من خلال تطويق المدن من القرى حتى أسس دولة جديدة.

بعد عام 1949، أدرك ماو تسي تونغ ضرورة التصنيع لنمو البلاد، والتصنيع يحتاج إلى تمويل، ولم يكن ثمة مجال للحصول على التمويل إلا من الزراعة ومن تضحيات الفلاحين. من عام 1953 إلى عام 1983، بلغت قيمة مساهمات الفلاحين في تصنيع الصين أكثر من 6ر72 مليار دولار أمريكي خلال هذه الثلاثين سنة وكان ذلك عن طريق تطبيق سياسة احتكاركيالدولةكي لشراء وتسويق كيالمنتجات الزراعية، ومنها الحبوب والقطن.كي في عام كي1958كي ووضع نظام الضريبة الريفية، وتشير إحصاءات المصلحة العامة للضرائب إلى أن إجمالي الضرائب الزراعية الصينية بلغ 7ر47 مليار دولار أمريكي من عام 1949 إلى عام 2003. تمويل تصنيع الصين اعتمد على الضرائب التي يدفعها الفلاحون، وهي ضرائب تقضم بشكل كبير ربح الفلاح من زراعته، وهكذا افتقر إلى الحافز ليزرع الأرض وكان من نتيجة هذا تدني فعالية الاقتصاد الريفي.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في عام 1978، كان إصلاح الاقتصاد الريفي هو البداية لسياسة الإصلاح والانفتاح، كانت الزراعة هي موضوع "الوثيقة رقم 1" الصادرة عن الحكومة المركزية في الفترة من عام 1982 إلى عام 1986. وقد ازداد دخل الفلاحين في سبع سنوات متتالية. ولكن، بعد الشروع في الإصلاح الحضري في عام 1986، مالت سياسة الدولة إلى المدن، وكان على الفلاح الصيني أن يضحي مرة ثانية من أجل الوطن. يواصل الاقتصاد الصيني تحقيق معدلات نمو عالية، وفي عام 2004 تجاوز متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ألف دولار أمريكي ولكن، زيادة الدخل في الريف كانت بطيئة وهذا أدى إلى تزايد فجوة دخل الفرد بين الريف والحضر. ويشير إحصاء موثوق إلى أن دخل الفرد في المدن يزيد عن دخل الفرد في الريف ست أو سبع مرات. فالأرياف هي حاملة وصف "شقاء الفلاح وفقر الريف ومخاطر الزراعة".الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

هل حان الوقت لتعويض الزراعة؟

منذ تولي الجيل الجديد من قادة الدولة، وفي مقدمتهم الرئيس هو جين تاو ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو يعملون من أجل حل التناقضات الاجتماعية التي أفرزتها عملية الإصلاح والانفتاح، وفي نفس الوقت ضمان استمرار نمو الاقتصاد بمعدلات عالية وبطريقة سلسة. القادة يولون اهتماما خاصا للفئات الاجتماعية الضعيفة وخاصة الفلاحين الذين يمثلون 70% من سكان الصين، وفي هذا الإطار اتخذت الدولة منذ عام 2003 كثيرا من إجراءات الإصلاح التي تفيد التنمية الريفية.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في عام 2005، دعت الحكومة المركزية إلى بناء المجتمع المتناغم، والعدل هو أهم سمات هذا المجتمع المتناغم. إن مشاركة الفلاحين في التمتع بثمار التصنيع والتحول الحضري ليست فقط ضرورة لضمان تواصل التنمية الاقتصادية والاجتماعية بسلاسة وإنما أيضا ركيزة أساسية لحل مشاكل الزراعة والأرياف والفلاحين. لقد طالب رئيس مجلس الدولة ون جيا باو في ((تقرير أعمال الحكومة)) باتخاذ سياسة لدعم الفلاحين غير المستفيدين من اقتصاد السوق، وقرر إلغاء الضرائب الزراعية بشكل شامل في عام 2006.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

ورؤية الرئيس هو جين تاو تقوم على أن تقديم الزراعة الدعم والاعتمادات للصناعة هو الاتجاه العام في بداية التصنيع؛ ولكن أيضا تعويض الصناعة للزراعة ودعم المدن للأرياف وتحقق النمو المتناغم بين الصناعة والزراعة وبين المدن والأرياف هو الاتجاه العام بعد أن يحقق التصنيع نجاحا نسبيا. في السنوات الأخيرة، انخفضت نسبة الضرائب الزراعية في إجمالي الدخل المالي للدولة تدريجيا مع النمو السريع للصناعة والخدمات، فقد انخفضت نسبة الضرائب الزراعية من دخل الدولة من 41% في عام 1950 إلى قرابة 1% فقط في عام 2004، أي أن قيمة الضرائب الزراعية لا تزيد عن مليارين وأربعمائة مليون دولار أمريكي على الأكثر، بينما بلغ الدخل المالي للدولة حوالي 314 مليار دولار أمريكي في العام الماضي. الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال

في عام 2005، كانت "الوثيقة رقم 1" التي أصدرتها الحكومة المركزية تخص الزراعة. تطالب الوثيقة الحكومة بتوسيع إطار إلغاء الضرائب عن الفلاحين وزيادة المعونات المالية لهم؛ وأن تزيد الدعم لمرافق البنية الأساسية والتقدم التكنولوجي في الأرياف؛ وأن تزيد المعونات المالية الحكومية للمقاطعات المنتجة للحبوب؛ وأن تزيد المخصصات المالية للقضاء على الفقر وتطوير المرافق العامة في الأرياف.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

تشانغ قوانغ تشي، مدير مديرية الزراعة لمقاطعة خنان، وهي مقاطعة كبرى في إنتاج الحبوب، قال إن إلغاء كل الضرائب الزراعيةكي لا يخفف عبء الفلاحين فحسب، بل هو قوة جارفة لتغيير الريف الصيني سياسيا واقتصاديا وثقافيا وفكريا أيضا. ويطالب باغتنام فرصة إلغاء الضرائب الزراعية لتدشين حزمة من الإصلاحات الريفية، والبدء بالأجهزة القاعدية الريفية لتحقيق تنمية زراعية كبيرة، وهو أمر هام لإقامة المجتمع الريفي المتناغم. الملكية المتعددة، والقيام

مشاطرة الثمار مع الفلاحين

"أول من يتحمل المشقة وآخر من ينعم بالراحة" مبدأ يرفعه كثير من المثقفين الصينيين. منذ ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين قام كثير من المثقفين الصينيين بشتى التجارب لحل المشاكل الواقعية في الأرياف الصينية.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في شياو تونغ، وهو خبير معروف، نادى بإعادة بناء الأرياف بالصناعة لتخليص الفلاحين من العمل الزراعي. وأصدر في هذا الإطار كتابين هما ((الأرياف الصينية)) و((إعادة بناء الأرياف)) يعتبران أساسا لدراسة مشاكل الأرياف الصينية. وفي ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، قام كثير من المثقفين الصينيين بتجارب ميدانية لبناء الأرياف، وأشهرهم البروفيسور يان يانغ تشو (1890- 1990)، خريج جامعة يل الأمريكية، وظل طوال حياته يدرب الفلاحين كيف يعيشون متحدين أصحاء مستنيرين. بعد التخرج عاد إلى الصين وقام بالتعليم الكتابي والإنتاجي والصحي والثقافي في محافظة دينغتشو بمقاطعة خبي، وثم سافر إلى الخارج وعمم تجاربه في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وجنوب شرقي آسيا. وقد منحه الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغن"جائزة الإنجاز مدى الحياة لاستئصال الجوع" في عام 1987. جسدت هذه التجارب المسؤولية الاجتماعية الصارمة للمثقفين الصينيين واهتمامهم بمشاكل الفلاحين رغم أن هذه التجارب لم تحل كل مشاكل الأرياف الصينية.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في تسعينات القرن العشرين، بدأ جيل آخر من المثقفين "بناء الأرياف الجديدة". دعوا إلى تنمية الاقتصاد الريفي بدعم قوة نظام الاقتصاد في المدن، واحترموا آراء الفلاحين وتجاربهم وساعدوهم في الحصول على القوة لتحسين حياتهم.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

ركز البناءون الجدد على النقاط المختلفة في تجاربهم. خبير المشاكل الريفية ون تيه جيون قام بتعليم الفلاحين طرق الزراعة العضوية وإقامة الجمعيات التعاونية الزراعية الجديدة، وأسس معهد يانيانغتشو لإعادة البناء الريفي في محافظة دينغتشو بمقاطعة خبي. وابتكر الخبير السياسي المشهور ماو يوي شي أسلوب القروض الصغيرة في الأرياف، وأسس هيئة محلية للقروض الصغيرة للقضاء على الفقر في قرية بمقاطعة شانشي.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

من خلال أعمالهم يمكن أن نتعرف على الأرياف بشكل واقعي، هذه الأعمال لم توفر محاولات لتنويع طرق لحل مشاكل الأرياف الصينية فحسب، بل قدمت التجارب إلى الحكومة أيضا. قال ون تيه جيون إن أعمالهم هي دراسات ميدانية ، ويشار هنا إلى أن أعمال ون تيه جيون في تجربة الاقتصاد الريفي أُدرجت في قائمة الموضوعات لوزارة التربية والتعليم الصينية.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

البناءون الجدد في محافظة دينغتشو

منذ تأسيسه في صيف عام 2003 يحظى"معهد يانيانغتشو لإعادة البناء الريفي"، باهتمام أطراف صينية ودولية عديدة تقديرا لدوره في بناء الريف وجهود العلماء العاملين به. ويعتبر ون تيه جيون ، مؤسس هذا المعهد، رائد نهضة حركة بناء الأرياف.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

تجربتان بينهما سبعون عاما

قبل أكثر من سبعين عاما، ذهب يان يانغ تشو إلى قرية تشايتشنغ محافظة دينغتشو، حيث قام الفلاحون بتجربة البناء الريفي تحت إشرافه. هذا الرجل هو الآسيوي الوحيد في قائمة "أعظم عشر شخصيات عالمية معاصرة لها مساهمات استثنائية". الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في عام 1926، بدأ يان يانغ تشو تعليم الفلاحين في محافظة دينغتشو بمقاطعة خبي وأسس الجمعية الصينية لتنمية تعليم الفلاحين. وبعد ذلك، ذهب أكثر من خمسمائة مثقف من شتى المجالات إلى هناك لخوض هذه التجربة. وقد قال يان يانغ تشو عن هذا العمل: "إن الانتقال من بكين إلى محافظة دينغتشو، لا يعني جغرافيا إلا مئات الكيلومترات، ولكنه واقعيا يعني تجاوز عشرات القرون من الزمن، وربما كانت هذه أول مرة في تاريخ الصين يضع فيها المثقفون الصينيون شعار ((العودة إلى الأرياف)) موضع التنفيذ." الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

بذلت الجمعية الصينية لتنمية تعليم الفلاحين تحت رئاسة يان يانغ تشو كل جهودها لتحسين حالة المحافظة في شتى المجالات، فقد علمت الفلاحين الكتابة وحسنت سلالات الدواجن وبنت العيادات الصحية وأسست المدارس. الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

تغلب هؤلاء المثقفون على كل الصعوبات للتكيف مع الحياة الريفية ، وعاشوا مع الفلاحين وحاولوا تحليل حالة المجتمع الصيني من خلال مسح شامل للمحافظة، ثم وضعوا مشروعا لإصلاح المجتمع الريفي على أساس هذا التحليل.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في عام 1937 نشبت حرب مقاومة العدوان الياباني فتوقفت تجربة محافظة دينغتشو.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في عام 2003، ذهب ون تيه جيون إلى قرية تشايتشنغ بمحافظة دينغتشو، وأسس "معهد يانيانغتشو لإعادة البناء الريفي" باسم يان يانغ تشو، المعروف غربيا باسم جيمس ين، في ميدان التجارب الزراعية القديم للجمعية الصينية السابقة لتنمية تعليم الفلاحين. ون تيه جيون خبير متخصص في مشاكل الفلاحين والأرياف والزراعة، وهو حاليا رئيس معهد الزراعة والتنمية الريفية بجامعة رنمين الصينية. قبل بضع سنوات، قام ون تيه جيون بدراسة ميدانية في قرية تشايتشنغ بمحافظة دينغتشو، وأسس معهد يانيانغتشو لإعادة البناء الريفي في قرية تشايتشنغ تقديرا للعالم الكبير يان يانغ تشو واهتماما بمشاكل الأرياف.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

قال ون تيه جيون: "واجهت أنا والأستاذ يان يانغ تشو نفس خلفية التجارب، ألا وهي أن التصنيع والتحول الحضري يصطدمان بالأرياف والتناقضات المتنوعة تزداد حدة في الأرياف والمشاكل المختلفة تحتاج إلى المعالجة بشكل عاجل." ولكن معهد يانيانغتشو لإعادة البناء الريفي اليوم يختلف عن البناء الريفي حينذاك للسيد يان يانغ تشو.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

معهد للفلاحين؟

في موسم الزراعة الربيعية العام الماضي بشمالي الصين، وهو في شهر إبريل، بدأت الدورة التدريبية الأولى لمعهد يانيانغتشو لإعادة البناء الريفي. بلغ عدد الطلاب والمتطوعين من كل أنحاء البلاد أكثر من مائة فرد. وتكون فريق المعلمين من خبراء وعلماء ومتطوعين يقدمون خدماتهم بدون مقابل. كان التدريب مجانيا من أجل جذب أكبر عدد ممكن من الأكفاء الفقراء لإعدادهم كقوة دافعة للقضاء على الفقر. ويقوم طلاب المعهد بالعمل في وقت الفراغ لسد احتياجاتهم الغذائية. الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

حسب المقررات التدريبية لمعهد يانيانغتشو لإعادة البناء الريفي يقوم أسلوب التدريب على "تسليح الفلاحين بالتكنولوجيا ليساعدوا بعضهم بعضا". يدرس الفلاحون في المعهد علوم الكمبيوتر الأساسية وتقنيات الزراعة والمهارات التقنية الأساسية للعمل في المدن وتجارب الجمعيات التعاونية في كل أنحاء البلاد. وقد نظمت قرية تشايتشنغ جمعية تعاونية بعد أن حضر أهل القرية محاضرات حول الجمعية التعاونية. الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

قال ون تيه جيون للفلاحين: "نؤسس الجمعية التعاونية، ونشتري الأسمدة الكيماوية وأعلاف المواشي والمبيدات الزراعية معا لتخفيض كلفة الإنتاج الزراعي، ونتعاون لمكافحة الآفات الزراعية والحشرات الضارة من أجل استئصال الفقر بشكل شامل وكامل، ونتحد لبيع المنتجات الزراعية لنقتسم الأرباح معا، ونساعد بعضنا بعضا في جمع رأس المال من خلال القروض التعاونية." وقد أسس الطلاب في الدورة التدريبية الأولى بضع عشرة جمعية تعاونية في بلادهم، وتطور ثلثا الجمعيات حسب أفكار ون تيه جيون، الذي يرى أن الغاية القصوى للجمعية التعاونية هي تعميم الزراعة العضوية.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

القروض الصغيرة "بلسم" استئصال الفقر في الأرياف

من بين ثلاثمائة أسرة في قرية توانشويتو حصلت مائتان أسرة على قروض من صندوق استئصال الفقر. يقدم أهالي القرية طلب الحصول على القروض الصغيرة من أجل تنمية الإنتاج بالإضافة إلى الإنفاق على تعليم الأولاد والرعاية الطبية.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

الصندوق: استئصال الفقر والتنمية

تأسس صندوق استئصال الفقر بقرية لونغشويتو أولا. في سبتمبر عام 1993، أسس ماو يوي شي، وهو اقتصادي معروف، المدير الدائم لمعهد تيانتسه للبحوث الاقتصادية ببكين مع تانغ مين، كبير الاقتصاديين بمكتب بنك التنمية الآسيوي لدى الصين، منظمة إقراض غير هادفة للربح لاستئصال الفقر تابعة للإدارة المحلية في قرية لونغشويتو ببلدة توانشويتو من محافظة لينشيان. المنظمة هي "الصندوق التعاوني لأهالي قرية لونغشويتو".الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

يجمع الصندوق التبرعات للإنفاق على تعليم الأولاد والعلاج ولكنه يحصل على فائدة بمعدل 1% شهريا عن قروض الإنتاج. منذ عام 1999، بدأ الصندوق يقبل الودائع المالية للأفراد ويدفع فائدة بمعدل 6% سنويا.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

تتميز القروض الصغيرة بتدوير استخدامها وتضمن تواصل نمو منظمات استئصال الفقر. ليس من الممكن أن تتم التنمية الاقتصادية دفعة واحدة في المناطق ذات المواصلات الصعبة والتي تفتقر إلى الموارد. ومن الصعب أن يستمر الإمداد المباشر بالأموال المحدودة لاستئصال الفقر، فلا تتحقق النتائج المرجوة. في البداية، كان رأس مال صندوق استئصال الفقر بقرية لونغشويتو عشرات الدولارات الأمريكية فقط، ولكن بعد أكثر من عشر سنوات بلغ الحجم المالي للصندوق 120 ألف دولار أمريكي. وفي السنوات الأخيرة، يستثمر في الصندوق بعض الفلاحين، الذين استفادوا من قروضه وحققوا ربحا.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في سبتمبر عام 2001، تطور صندوق استئصال الفقر بقرية لونغشويتو إلى ثلاث قرى، والآن، يقرض أهالي القرى الأخرى بفضل وفرة رأس المال. قال نائب مدير الصندوق لي ناي وي: "توسع نطاق الإقراض إلى أكثر من عشرين قرية مجاورة، وساعدنا أهالي القرى على حل كثير من المشاكل الواقعية."الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

القرويون يعترفون بفضل القروض الصغيرة

اهتم لي ناي وي بالصندوق بعد تأسيسه في قرية لونغشويتو، واثقا أن الصندوق سيفيد أهالي القرى. ورأى أن حالة قرية توانشويتو أفضل من حالة قرية لونغشويتو من حيث الظروف الطبيعية والمواصلات، كما أن أهالي القرية لديهم رغبة وإرادة تحقيق الربح، فهل يمكن القيام بأعمال الصندوق في قرية توانشويتو؟ ثم تحدث عن رأيه مع ماو يوي شي وتلقى دعمه. فتأسس صندوق استئصال الفقر بقرية توانشويتو في سبتمبر عام 2001. وظهر دور القروض الصغيرة بسرعة في قرية توانشويتو كما توقع، اعتمد كثير من أهالي القرية على القروض لشق طرق جديدة وأصبحت حياتهم ميسورة تدريجيا.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

المقترض الأول من الصندوق في قرية توانشويتو، كان تشانغ يوي تشيوان. في عام 2001، سُرح تشانغ يوي تشيوان وزوجته من مؤسسة محلية صغيرة، وواجها صعوبات في حياتهما. لاحظ تشانغ يوي تشيوان أن أحدا في القرية لا يربي البقر الحلوب وأن أهل القرية يشترون الحليب غير الطازج من قرى أخرى بسعر عال، فقرر اقتناء بقرة بقرض من الصندوق، ثم لاحقا اشترى بقرتين أخريين وزادت الأرباح.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

حتى الـثلاثين من سبتمبر عام 2004، قدم الصندوق بقرية توانشويتو 48 قرضا للعلاج قيمتها أكثر من خمسة آلاف دولار أمريكي؛ وقدم 42 قرضا للدراسة قيمتها أكثر من ستة آلاف دولار أمريكي؛ وأقرض 396 قرضا لتنمية الإنتاج قيمتها أكثر من سبعين ألف دولار أمريكي.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

الحكومة تدعم منظمات الإقراض

فان تشيوان باو زميل تشانغ يوي تشيوان، وقد تم تسريحه عن العمل هو الآخر. الآن يعمل في تربية الدواجن، لديه أكثر من ألف وثلاثمائة دجاجة بقرض من صندوق قرية لونغشويتو. قال: "لا يشترط الصندوق ضمانا لتقديم القرض، هذا أسهل وأفضل بالنسبة لنا. موظفو الصندوق هم أبناء القرية ، يعرفون حالتنا، لذا يصدقوننا بلا ضمان.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

القروض الصغيرة لاستئصال الفقر تجسد تقصير البنوك الحكومية. يصعب على الفلاح أن يقترض من تعاونيات التسليف الريفية لأن الاقتراض منها يحتاج إلى ضمان وإجراءات فحص صارمة. في الحقيقة، بلغت نسبة استعادة القروض لصندوق استئصال الفقر 100% وهذا يعني أن مصاعب إقراض الفلاحين ليست في التمويل وإنما في النظام.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

نجاح الصندوق في تلبية احتياجات الفلاحين الفقراء وتجاوز نواقص البنوك دفع المسؤولين الحكوميين إلى دعمه، فقد أبدى رئيس مقاطعة شانشي سون ون شنغ دعمه له من خلال التبرع بأكثر من مائتي دولار أمريكي للصندوق، ويقوم العديد من المسؤولين بزيارات ميدانية لتفقد أعمال الصندوق.الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

في الـثلاثين من يناير عام 2005، أصدرت الحكومة المركزية "الوثيقة رقم 1" التي أشارت بوضوح إلى "تطوير سوق مالية تنافسية في الريف"، وطالبت الأجهزة المعنية بسرعة وضع المعايير المطلوبة وأساليب الرقابة للمؤسسات المالية الجديدة ذات أشكال الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية مع الانتباه الشديد للمخاطر المالية. وفي المناطق ذات الظروف الملائمة يمكن استكشاف أساليب لتأسيس منظمات القروض الصغيرة، التي تناسب احتياجات الفلاحين والأرياف، تحت إدارة الأفراد والمؤسسات." الملكية المتعددة، والقيام بالأعمال التجريبية

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.