محتويات العدد 5 مايو (آيار)‏2005‏
م

هند الحناوي وأحمد الفيشاوي

لأمام المحاكم الصينية

الشريف إن 

ليس مهما أن يكون الاسم هو أحمد الفيشاوي، الممثل الشاب ونجل الفنان المصري المشهور فاروق الفيشاوي، أو أن يكون الاسم هو قاو فنغ، نجم كرة القدم الصيني، ولاعب فريق قوآن ببكين. القضية واحدة، في مصر أطلقوا عليها "أبناء الفراش"، في الصين يسمونها "أطفال الليلة الواحدة".السابق بالأزهر الشريف إن 

العلاقة الزوجية في الصين تحددها وثيقة التسجيل المدني لدى الهيئات الحكومية، فالقانون  الصيني لا يعترف بالزواج العرفي أو زواج المساير أو أي شكل آخر، ومن ثم فإن ورقة الزواج العرفي التي قالت السيدة هند الحناوي إن أحمد الفيشاوي أخذها منها لتسجيل الزواج  لا قيمة لها أمام المحاكم الصينية. ولكن قضية الإنجاب بدون زواج مدني فرضت نفسها على المجتمع الصيني، وهو، إلى وقت قريب جدا، كان من المجتمعات الشرقية المحافظة، بعد أن تعددت قضايا أطفال الليلة الواحدة وطالت أشخاصا من نجوم المجتمع، كما في حالة لاعب كرة القدم  قاو فنغ والسيدة وانغ نا ون. إنه ملف مفتوح وقد تكون قضية الفيشاوي/الحناوي في مصر وقاو/وانغ في الصين ليست إلا قمة جبل الجليد في مجتمعات تتغير بسرعة هائلة وتتآكل فيها حدود التابو، أو المقدسات المحرمات، فلم تعد المرأة التي تحمل في الخفاء تنتحر أو تلوذ إلى جبل تضع حملها، وقد شاهدنا الرجل يقر بوجود علاقة مع صديقته أو من تقول إنه تزوجها ولكنه ينكر أن الطفل له! السابق بالأزهر الشريف إن 

ماذا حدث في مجتمعات الشرق؟ "الصين اليوم" تحاول البحث عن إجابة.السابق بالأزهر الشريف إن 

من بكين كتبت لي وانغ ياالسابق بالأزهر الشريف إن 

أطفال الفراش في ميزان المجتمعالسابق بالأزهر الشريف إن 

في اليوم الثاني والعشرين من شهر سبتمبر عام  2004، قبلت محكمة تشاويانغ  ببكين القضية المقدمة باسم الطفل يوان يوان وأمه وانغ نا ون، ضد لاعب كرة القدم المعروف قاو فنغ. لم تكن قضية إثبات نسب، فالطفل عندما رفعت القضية كان عمره ثلاث سنوات وتم تسجيله لدى السجل المدني باسم لا علاقة له باللاعب أو أسرته، حيث يسمح القانون الصيني للأم بأن تنسب الطفل لعائلتها، مع ملاحظة أن الاسم الصيني يتكون من اسم العائلة (يُكتب أولا) واسم المولود (يُكتب ثانيا).  السيدة وانغ نا ون وابنها طالبا في الدعوى المرفوعة أمام المحكمة بأن يتحمل السيد قاو فنغ نفقات تربية وتعليم الطفل، وقدرها ثمانية آلاف ومائتان دولار أمريكي، باعتبار أن قاو فنغ هو والد الطفل .السابق بالأزهر الشريف إن 

العلاقة بين قاو فنغ ووانغ نا ون، حسب عريضة الدعوى، لم تكن نزوة ليلة أو أسبوع أو حتى شهرـ بل امتدت سنوات ، حيث تعرفت وانغ نا ون- أم الطفل على قاو فنغ في عام 2000. بعد فترة من تعارفهما، حسب وانغ نا ون، عاشا معا في بيت واحد بدون زواج مسجل مدنيا، وحملت بعد فترة قصيرة من الإقامة المشتركة، ولكنها لاحظت أنها كلما فتحت مع رجلها حديثا حول مستقبل علاقتهما ومستقبل الطفل الذي بين أحشائها يتهرب منها. في التاسع والعشرين من مارس عام 2001 وضعت وانغ نا ون حملها، ولكن قاو فنغ تجاهل هذا الحدث تماما ولم ير الأم ولا الطفل!السابق بالأزهر الشريف إن 

لقد قررت وانغ نا ون أن تربي الطفل بنفسها ولم تشأ أن تلاحق اللاعب المشهور في ساحات المحاكم  ولكنها اعتبرت التصريحات التي أدلى بها قاو فنغ في أحاديث صحفية وأنكر فيها علاقته بهذا الطفل تؤذي مشاعرها، لهذا السبب وليس لأي سبب آخر قصدت إلى المحكمة للحفاظ على الحقوق القانونية لها ولطفلها.السابق بالأزهر الشريف إن 

كان من الممكن أن يتوقف الأمر عند هذا الحد في ساحات المحاكم ولكن حدثا آخر ألهب القضية، ذلك أن سيدة أخرى، هي المطربة الصينية المشهورة نا ينغ، وضعت طفلا من صلب قاو فنغ  في الخامس عشر من أكتوبر عام  2004، برغم عدم زواجهما مدنيا. الاختلاف في هذه المرة هو أن علاقة نا ينغ وقاو فنغ معروفة منذ عشر سنوات. هكذا أصبح قاو فنغ أبا لطفلين من غير أن يتزوج. أصرت وانغ نا ون بأن قان فنغ هو أبو الطفل بينما لم يعترف قان فنغ بذلك رغم أنه اعترف بعلاقته الخاصة مع أم الطفل. أخيرا، قررت المحكمة إجراء فحص الحامض النووي DNA للطفل وقاو فنغ للفصل في القضية وأثبت الفحص أن الطفل من صلب الرجل وعليه قضت المحكمة بإلزام قاو فنغ بدفع مبلغ 122 دولارا أمريكيا كل شهر لهذا الطفل حتى يبلغ سن الثامنة عشرة. السابق بالأزهر الشريف إن 

هذه القضية فتحت جدلا اجتماعيا ساخنا حول الإقامة المشتركة بدون تسجيل الزواج مدنيا، فهل هذا التغير رمز لتقدم المجتمع ؟ هل ثمة قانون يحمي الحقوق الشرعية للطفل الذي يكون نتيجة هذه العلاقة؟ هل يمكن لأطفال الفراش أن يترعرعوا مثل الأطفال العاديين؟ هل هناك واجبات أخرى على قاو فنغ، وأمثاله، غير هذه النفقة المالية الشهرية التي يدفعها؟السابق بالأزهر الشريف إن 

المحكمة قالت في حيثياتها إنها أصدرت الحكم وفقا لنصوص<<قانون الزواج الصيني>>: حيث يتمتع الطفل الناتج عن علاقة غير شرعية بنفس الحقوق التي يمنحها القانون للطفل الشرعي، ويتحمل أحد الوالدين الذي لا يتكفل بتربية الطفل نفقات المعيشة والتعليم للطفل. وبررت المحكمة قرارها بتخفيض المبلغ الذي طالبت به الأم وهو ثمانية آلاف ومائتان دولار أمريكي والمبلغ الذي قضت به وهو ألفان ومائة دولار أمريكي بالاستناد إلى الوقائع والشواهد التي قدمها الطرفان والتي تشمل مستوى المعيشة في المنطقة التي يعيش فيه الطفل وأمه ووضع الدخل والممتلكات الحالية للمدعى عليه. السيدة وانغ لم تكن راضية بالحكم ولكنها قررت عدم استئنافه، معتبرة أن لجوءها للمحكمة لم يكن  لطلب نفقات تربية الطفل بقدر ما كان اختبارا لمشاعر الأبوة عند الرجل. ولكن قان فنغ كان سعيدا بالحكم وقال إنه يحترم حكم المحكمة وسيعامل هذا الطفل كأي أب آخر من أجل توفير حياة سعيدة وتعليم جيد للطفل." السابق بالأزهر الشريف

وحول حق الميراث للطفل الناتج عن علاقة غير قانونية  ينص القانون الصيني على أنه يحق للوالدين، أو أحدهما أن يحدد توزيع الممتلكات على هذا الطفل من عدمه. ولكن إذا توفي الأب أو الأم بدون تسجيل وصية بذلك  تقوم المحكمة بتوزيع التركة قانونيا، على كافة المستحقين للميراث وهم الوالدان والزوجة (الزوج) والابن الشرعي وغير الشرعي) حسب النسب المقررة.السابق بالأزهر الشريف إن 

أحد علماء الاجتماع قال في تحليله لظاهرة الإقامة المشتركة بدون زواج مسجل مدنيا: "لا يمكن أن نعتبر هذه الظاهرة دليلا على تقدم المجتمع، ولكنها مؤشر على أن المجتمع يصبح أكثر تسامحا إزاء الحياة الخاصة للأفراد. وقد أثبتت الحقائق الواقعية أن معظم حالات الإقامة المشتركة تسير أبعد فأبعد عن الزواج. عندما يبدأ الرجل والمرأة الحياة المشتركة بدون زواج مسجل، يكون لأحدهما أو لكليهما باب خلفي بوعي أو بدون وعي؛ وعندما تظهر مشكلة، لا يكون هناك طريقة أفضل من "الهروب" للتغلب على هذه المشكلة. وتشير دراسة ميدانية أمريكية إلى أن 9% من الذين يعيشون معا بدون زواج يرغبون في الزواج، وأن الإقامة المشتركة بدون زواج تستمر تسعة أشهر فقط.  وأوضح عالم الاجتماع أنه عندما تنتهي هذه الحياة المشتركة، يكون الثمن الذي تدفعه المرأة نفسيا وبدنيا أكبر بكثير من الرجل. الزواج الصحي والسليم هو الدليل على تقدم المجتمع.السابق بالأزهر الشريف إن 

كان رد فعل الرأي العام الصيني غاضبا على الرجل في معظمه بل طالب البعض بأن يختفي هذا اللاعب المشهور من العالم، جراء فعلته التي سببت إيذاء نفسيا لامرأتين وطفلين. فهو  لم يؤذ المرأة التي كان يحبها نفسيا وبدنيا ويتخلى عن طفله البريء فحسب، بل حاول أن ينكر ما فعله ويتهرب من مسؤولياته ويلقي باللوم على المرأة الضعيفة. وتساءل البعض عن قيمة مبلغ الألفين ومائة دولار في ميزان المشاعر والعواطف، وما يمكن أن يقدمه قاو فنغ من مشاعر أبوية لهذا الطفل الذي كان عليه أن يواجه عدسات أجهزة الإعلام في هذه السن المبكرة وقد أبدى كثيرون تشجيعهم ودعمهم  للسيدة وانغ نا ون في  تربية الطفل بنفسها وتوفير افضل تعليم له. كل هذا جعل قاو فنغ يشعر بالندم والتقصير.السابق بالأزهر الشريف إن 

البعض اتهم وانغ نا ون بأنها امرأة أنانية لم تفكر في تأثير إثارة هذه القضية على حياة الطفل في المستقبل. السابق بالأزهر الشريف إن 

من القاهرة كتبت مي حمديالسابق بالأزهر الشريف إن 

الرقص على سلالم المجتمعالسابق بالأزهر الشريف إن 

أحمد وهند، شابان لطيفان مثقفان من الطبقة الراقية، استطاعا أن ينضما إلى قائمة العشاق الخالدين، من عنترة وعبلة، مرورا بقيس وليلي وكليوباترا  وأنطونيو وصولا إلى روميو وجوليت، ولي لونغ جي الإمبراطور الصيني الذي تفانى في حب محظيته يانغ قوي في، الفارق هو أنه إن كانت قصص العشق السابقة خُلدت لما انطوت عليه من حب وتضحية تصل إلى إنكار الذات، فإن قصة هند وأحمد خلدتها الفضائح وتبادل الاتهامات في عصر أهم سماته هو تكنولوجيا الإعلام والاتصال. لينا، الطفلة البريئة المختلف عليها بين أحمد وهند هي ضحية ما حدث، ولكن كيف وقع ما حدث؟السابق بالأزهر الشريف إن 

نظرةٌ فابتسامةٌ فموعدٌ فلقاء.  هذا هو ملخص البداية ثم زواج عرفي، كما قالت هند، وإنكار له، كما ادعى أحمد. حالة هند/ أحمد ليست حدثا مصريا فريدا، فالمحاكم المصرية تنظر حوالي 12 ألف قضية إثبات نسب، ووصل عدد الأطفال مجهولي الأب و الموجودين في الملاجئ والشوارع في مصر 276 ألفا. وتشير دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر إلى أن هناك ثلاثين ألف حالة زواج غير موثق لدى الجهات المدنية  بين أصحاب الشركات وسكرتيراتهم،  وتذهب بعض المصادر إلى تقدير عدد حالات الزواج السري بين طلاب الجامعات المصرية يصل إلى 255 ألفا. وتشير دراسة أخرى إلى أن نسبة الزواج العرفي في الفئة العمرية من 18 – 25  بين طلبة الجامعات 6 % و أن هذه النسبة منتشرة في الريف و المدينة على حد سواء، وإن كانت في الريف أقل.السابق بالأزهر الشريف إن 

ما هو الزواج العرفي  وما هي مشاكله و أضراره ؟ السابق بالأزهر الشريف إن 

في مقابلة خاصة مع "الصين اليوم" حدد المستشار أشرف عواض المحامي المصري لدى محكمة النقض والمحكمة الدستورية العليا، تعريف الزواج بأنه عقد رضائي يُحل الاستمتاع لكل من العاقدين بالآخر على الوجه المشروع. فالزواج رابطة مقدسة وعلاقة روحية و نفسية ترقى بالإنسان وتسمو به. والزواج الرسمي هو الزواج المستوفي لكل الشروط ( كالإيجاب والقبول والإشهار والولي والشهود وموثق في محكمة. وهذا الزواج يحفظ للزوجة جميع حقوقها؛ من طلاق ومؤخر صداق ونفقة العدة والمتعة وأجر الحاضنة. أما الزواج العرفي فهو الزواج الذي يُحرر كتابة ويشهده الشهود ولكنه عقد غير موثق ولا يصح إلا بولي وفي حالة وجود ولي يحفظ للزوجة بعض حقوقها كحقها في التطليق ولكنها تفقد حقها في مؤخر الصداق والمتعة وغيرها. أما الزواج السري فهو زواج يتولاه الزوج والزوجة من دون حضور شهود ولا ولي ودون أن يُعلن أو يكتب في وثيقة رسمية، و يعيش فيه الزوجان دون علم أهلهما بهذا الزواج. وقد أجمع الفقهاء على أن هذا النوع من الزواج باطل لفقده شروط الصحة، وهي وجود شهود وولي وذلك ليتم الإشهار في مجتمعهما.  وأوضح أن  القانون المصري  يعترف بالزواج العرفي المستوفي لكامل شروط الزواج و لكنه يُفقد الزوجة والأبناء حقوقاً كثيرة إذا فشلوا في إثبات هذا الزواج. ويقول أيضا إنه يجوز إذا اعترف الزوجان بالزواج العرفي أمام المحكمة أن تقيد بها أما توثيق الزواج بالنسبة للمصريين عموما فإنه يكون أمام الجهة المختصة بذلك، وهي المأذون. أما إذا كان أحد الزوجين أجنبيا فيكون أمام الشهر العقاري ويصبح ذلك زواجا رسميا.  ويحدد المحامي أشرف عوض أبرز مشاكل الزواج العرفي في ما يلي: 1) اختفاء الزوج لسبب أو لآخر كالسفر أو الموت، وفي هذه الحالة لا تُنظر دعوى إثبات العلاقة الزوجية لعدم تواجد الزوج لأنه يعتبر منكراً لهذا الزواج. 2) لا تستطيع الزوجة الزواج بشخصٍ آخر لأنها متزوجة من الزوج الغائب وعليها أن تطلق منه أولاً. 3) أن يكون الزواج بدون وثيقة  ويجحده أحدهما أي لا يعترف به ويطعن فيه وبالتالي يعجز الآخر عن إثباته. وهنا لا يكون أمام الأم التي لها طفل من الزواج العرفي وأنكر زوجها زواجه بها سوى اللجوء إلى المحكمة لإثبات نسب طفلها والتي تقوم بدورها بعمل التحاليل في المعامل الجنائية و يتدخل الطب الشرعي لوضع حد لذلك ليأتي بقراره إما بإثبات نسب الطفل أو عدمه. وفي حالة عدم إثبات النسب أو عدم استطاعة الأم أن تنسب طفلها لمن تدعي أنه أبوه يمكن أن تجد الأم حلا لهذه المشكلة باللجوء مثلا للزواج بغيره لينسب الطفل له أو أن تتخلى عنه و تلقي به في الشارع ليصبح طفلا لقيطا أو أن يوضع في أحد الملاجئ و في هذه الحالة يقوم إمام وشيخ الأزهر بإعطاء الطفل اسما لتكوين شخصيته المستقلة، ويؤكد السيد أشرف عواض أنه يمكن تلافي كل هذه المشاكل وغيرها من المشاكل التي لا حصر لها باللجوء إلى الزواج الرسمي الموثق والذي يضمن للأم و أولادها كامل حقوقهم من نسب وأمان و بيئة صالحه للتربية.

الطب النفسي له رأي في مسألة الزواج العرفي و آثاره النفسية و سبب لجوء الكثير من الشباب له، فيقول د. محمود عبد السلام، أخصائي أمراض النفسية والعصبية ومدير مستشفى بنها النفسي بمصر، إن أسباب انتشار الزواج العرفي في مجتمعنا المصري غالبا ما ترجع إلى عوامل نفسية واقتصادية وبيئية، يضاف إليها عدم قدرة الشاب على الوفاء بالتزامات الزواج مما يؤدي إلى تأخر سن الزواج،  وعدم النضج النفسي للمتزوجين من هذا النوع من الزواج وأيضا ظروفهم البيئية. ففي بعض المجتمعات العرقية و القبلية يُحتم على الفتاة أن تتزوج من زيجات معينه ليست من طموحاتها أو من آمالها و نفس الشيء قد يحدث للشاب فما يكون منهم إلا أن يلجئوا إلى تنفيذ رغباتهم من خلال وسائل غير مقبولة اجتماعيا أو دينياً، ويرى د.عبد السلام أن أهم أسباب انتشار الزواج العرفي بين طلاب الجامعات عدم النضج النفسي والعاطفي؛ فإذا كان الشاب أو الفتاة ناضجا عاطفيا لأدرك أن لكل مرحلة عمرية متطلباتها وواجباتها . فمن أولى أولويات الطالب الجامعي أن ينهي دراسته كي يستكمل متطلبات حياته ويتعلم ويحصل على الشهادة حتى يستطيع العثور على عمل مناسب ثم بعد ذلك يفكر في احتياجاته لزيادة قدراته ومعارفه حتى وإن كانت في غير الدراسة حتى يمكن مواجهة الحياة بعد ذلك بمشاكلها، حلوها ومرها. إن عدم النضج عاطفيا يؤدي إلى عواقب وخيمة فيجعله، بدلا من أن يهتم بدراسته يهتم باستكمال مظهر من مظاهر الحياة وهو الزواج وتكوين أسرة دون أن يفكر في المسئوليات التي ستقع على عاتقه ولا في عواقب هذا التصرف. ويؤكد د. عبد السلام أن الزواج يعني الاستعداد لتكوين أسرة وتحمل المسؤولية. الغرض من الزواج ليس مجرد إشباع رغبات جسدية ونزوات جنسية بحتة.  إن العلاقة في الزواج ليست علاقة الفراش فقط و إنما هي علاقة حياة كاملة فيها فراش وأكل  شرب و مسئوليات واندماج عاطفي ونفسي. إن من يعتقد أن مجرد التوقيع على ورقة والاتفاق على التلاقي مع حبيبته في شقة صديق  يعتبر زواجا فهو خاطئ. إن هذه العلاقة لا يطلق عليها سوى لفظ "الزنا"، وهو ما يخلط بينه الشباب وبين الزواج. و يرى الطبيب النفسي أن أجهزة الإعلام لها أثر كبير في زيادة حالات الزواج العرفي لأنها تساهم في تشكيل وجدان الناس بما تعرضه على شاشاتها؛ فعرض فيلم يحكي قصة بنت وشاب تزوجا عرفيا وطوال الفيلم يظهرون في منتهى السعادة و السرور، ثم يعرض الفيلم في آخر خمس دقائق  المشاكل والمصائب التي وقعا فيها بسبب هذا الزواج، فمن الطبيعي في هذه الحالة ألا تنتبه الفتاة إلى المشاكل التي ستواجهها لاعتقادها بأن الأمر مجرد حبكة للفيلم أو نهاية مؤثرة له وأنه من الممكن تغيير هذه النهاية، مبررة ذلك بأن حبيبها سيتزوجها رسميا بعد انتهائه من دراسته متناسية أنه من الممكن، تحت تأثير الرغبة والاحتياج الجسدي، أن يكون حبيبها في هذا الوقت صادقا أي أنه صدق وقتي ومع أول مشكله تقابلهما سيمزق ورقة الزواج أو يتملص منها وعلته في ذلك أنها السبب في هذه المشاكل ويبحث عن غيرها. وعن تدريس الثقافة الجنسية في المدارس يقول الدكتور عبد السلام إن الأولاد والفتيات في زماننا هذا يتلقون معلوماتهم بالنسبة لمثل هذه الثقافة من أصدقائهم وهذا بالتأكيد يوفر لهم حصيلة من المعلومات التي لا بأس بها ولكنها تكون غالبا معلومات خاطئة أو غير سليمة تماما لأنها ليست من أهل ثقة وعلم، ولأنهم عبارة عن مجموعه من الأطفال يسألون مجموعة من الأطفال الأكبر سناً منهم. ومع عدم تصحيح هذه المعلومات تثبت في أذهانهم بعد ذلك إلى أن يكبروا ويتزوجوا ليفاجئوا بأن الأمر مختلف مما يترتب عليها مشاكل نفسية، ولهذا يجب تدريس الثقافة الجنسية في المدارس. ولكن علينا أن نراعي أن تكون المعلومة مناسبة  للمرحلة العمرية وأن تكون على هيئة معلومة عامة وليس كمعلومة جنسية. السابق بالأزهر الشريف إن 

 ويقول الدكتور عبد السلام  إن للزواج السري آثاره السلبية على الزوجة والطفل والمجتمع؛ فالزوجة قد تكون مخدوعة ومعتقدة أنه زواج طبيعي كما أنها تعاني من ازدواجية في المشاعر والتعبير ما بين الساعتين التي تقضيهما مع زوجها و بين باقي الأيام التي تجلس فيها مع أسرتها مما يضعها تحت ضغوط نفسية وعصبية شديدة لمحاولتها العيش في كذبة من اختراعها لتقنع أهلها بأنها لا تزال بكرا لم تتزوج  وقد يؤدي ذلك إلى التوتر القلق وقلة النوم وزيادة ملحوظة في عصبيتها و قد يؤدي بعد ذلك إلى النسيان وفقدان الذاكرة المؤقت وكافة الأمراض النفسية والعقلية. كما يحرمها هذا الزواج من الحمل والولادة لأنه زواج في السر. أما بالنسبة للطفل فلو اعترف به أبوه فلا توجد مشكلة ومن الممكن في هذه الحالة إذا لم يرغب الأب في العيش مع والدته أن نقول للطفل أن والده مسافر، مثلا. ولكن إذا رفض والد الطفل الاعتراف به وتربى في ملجأ فسيعرف بعد ذلك أنه ابن غير شرعي وأن المجتمع يرفضه، وحتى إذا ربى بين أسرة والدته فإنه في داخله سيشعر أنه طفل غير مرغوب فيه مما يؤدي إلى تشوه في شخصيته ويدخله في مشاكل الطفولة، بدءا بالتبول اللاإرادي والخوف والهلع وقلق الانفصال وصولا إلى عدم نضج شخصيته وإلى أن يكون شخصية ضد المجتمع الذي رفضه وكل هذا يؤدي إلى طفل غير سوي بل إلى طفل مجرم أو طفل مريض عقليا  ونفسيا ولن يكون هناك أمل في أن يتحول إلى طفل موهوب ينفع نفسه وينفع المجتمع.السابق بالأزهر الشريف إن 

موقف الدين الإسلامي من الزواج أوضحه فضيلة الإمام الأكبر محمد سيد  طنطاوي، شيخ الأزهر  في أحد البرامج الدينية بقوله إن فقهاء الإسلام وضعوا ضوابط و شروطا ليكون الزواج صحيحا. وأوضح أن الأصل في الزواج هو أنه عقد بين طرفين على قصد التأبيد والدوام ولا يتم هذا العقد إلا بموافقة ولي الأمر، فقد قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:"لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" وقال عليه الصلاة والسلام: " أعلنوا عن النكاح و اضربوا عليه بالدف". وقال الشيخ طنطاوي إن  الزواج الذي يتم بين الطالب والطالبة دون علم ولي الأمر هو زواج فاسد وعمل مشبوه،  وقد روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام". أما عن نسب الأطفال في مثل هذه الزيجات فيقول الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف إن  ثمرة العلاقة المحرمة لا ينسب لوالده طالما لا يوجد عقد رسمي  لكنه يمكن أن ينسب لعم أو خال والدته أو جده لوالدته ولا يورث وليس له حق إثبات النسب.السابق بالأزهر الشريف إن 

ن 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.