م

نصف السماء تغطي كل الأرض

يقول الصينيون إن المرأة نصف السماء، ويقول العرب إنها نصف الدنيا، غير أن هذا النصف ظل مهملا في أرض التنين زمنا طويلا. لقد كانت المرأة الصينية في الزمن الماضي متاعا تمتلكه أسرة الزوج، وتركة تتصرف فيها كيفما شاءت إذا ترملت. صحيح أن نساء صينيات كان لهن شأن عظيم في تاريخ هذه الأمة ولكن كان ذلك استثناء لا ينسحب على عامة نساء الصين. ضلات التي تو

في يوم تأسيس الصين الجديدة تم الاعتراف قانونيا بأن المرأة تتمتع بما يتمتع به الرجل وأن المرأة تتمتع بحق الانتخاب كما يتمتع به الرجل. وقد تجاوز التطور الذي شهدته المرأة الصينية في الخمسين عاما ونيف الماضية، وبشكل خاص في السنوات العشرين المنصرمة، حدود الخيال. وقد بدا واضحا أن المرأة الصينية لديها قدرت كامنة هائلة تحقق المعجزات عندما تتحرر من ربقة التمييز وتُعطى الحرية ويُطلق لها العنان، وقد تحقق ذلك وأكثر. وتشير أكثر التقديرات تحفظا إلى أن ثلث مقاعد المدير العام في الصين يجلس عليها نساء، و 98 بالمائة من المؤسسات التي تشرف عليها النساء تحقق أرباحا وأصبحت المرأة شريكا متساويا في الأسرة الصينية وأضحى لها دور هام في الحياة السياسية والاقتصادية للصين، وفاقت إنجازاتها ما يحققه الرجل.ضلات التي تو

وتشير دراسة أجرتها شركة سينوفيت التابعة لمجموعة أغيز البريطانية حول المرأة إلى أن تسعا من كل عشرة نساء متزوجات في الصين لهن رأي متساو في إدارة الشئون الهامة للأسرة مثل شراء السيارات والعقارات، وعلى الرغم من أن 74% من اللواتي شملتهم الدراسة قلن إن دخل أزواجهن أعلى من دخلهن، فإن 75% أكدن أنه ليس صحيحا أن صاحب المال الأكثر هو الطرف الأقوى في الأسرة. الأكثر أن المرأة الصينية لا يمنعها شيء من السحب من حافظة نقود زوجها، بل إن 77% من الصينيات، حسب الدراسة، قلن إنهن يستطعن توفير متطلباتهن دون الحاجة إلى الزوج.

ولكن هذا لا يعني أن مشاكل المرأة الصينية قد ولت إلى غير رجعة، فمازال التمييز ضد الأنثى قائما، منذ ولادتها عندما يلجأ البعض إلى تحديد جنس الجنين ويتم التخلص منه إن كان أنثى، وإلى أن تكبر وتنهي تعليمها فتواجه صعوبات في الحصول على وظيفة مناسبة. ومازال العنف ضد المرأة والتحرش بها قائما، داخل الأسرة وخارجها، ومازالت المرأة من المجموعات الاجتماعية الضعيفة التي تكون عادة أكثر عرضة للمخاطر، وغير ذلك مصير من المعضلات التي تواجهها المرأة الصينية، شأن بنات حواء في كافة أقطار الأرض. ضلات التي تو

إننا، ونحن نشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا الشهر، ندعو إلى مزيد من الاهتمام بالنساء فهن ركن هام للأسرة وللمجتمع حتى تغطي نصف السماء كل الأرض.ضلات التي تو

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top