محتويات العدد 3 مارس (آذار) 2005 
م

غرائب الموائد

لصحية مع ارتفاع مستوىبشرى للبشر...... لن تجوع وبجوارك حمار أو وردة!الصحية مع ارتفاع مستوى

للناس في أكلهم شؤون تبدو أحيانا عجيبة، لا فرق في ذلك بين صيني ومصري، كوري أو أفغاني، فالناس تأكل ما تألفه وعندما يرون آخرين يأكلون غير ذلك يفتحون أفواههم، تأففا ودهشة وليس نهما وجوعا. في الصين يأكلون، في بعض المناطق أنواعا من الحيوانات والحشرات والخضروات والزهور، وفي مصر اتجه البعض إلى طعام يعتبر وجبة خاصة للبهائم، وهو البرسيم. ومن يدري ماذا تخبئ الجعبة للبطون الجائعة وللنفوس الراغبة في التجريب والتجديد.الصحية مع ارتفاع مستوى

"الصين اليوم" تأخذك في جولة إلى معدة المصريين والصينيين، تبحث فيها عن غرائب الموائد. الصحية مع ارتفاع مستوى

من القاهرة كتبت مي حمديالصحية مع ارتفاع مستوى

 سؤال صغير نبدأ به "ماذا ستفعل لو أنك شعرت بالجوع وأنت في الشارع؟" سؤال بسيط ...... والإجابة عليه أبسط: "طبعا آكل ......" سؤال لا يحتاج إلى عالم ولا إلى فيلسوف للإجابة عليه......الصحية مع

والسؤال التالي: "ماذا تأكل؟" عادة إذا سُئل هذا السؤال لشخص لا يشكل الجوع له أي مشكلة فإن الإجابة حتما ستكون: "أي شيء"، أما إذا سئل هذا السؤال لشخص يكاد يموت جوعا فإن إجابته ستكون نفس الإجابة السابقة: "أي شيء" مع إضافة جزء بسيط للجملة: "حتى ولو كان الزلط!!" ولكننا نقول لصاحب المعدة الجائعة: لست مجبرا على أكل الزلط إذا كنت جائعا، بل يكفي أن تتجه إلى أقرب حمار يقف بالقرب منك لتشاركه طعامه، ولا تقلق فالحمار ليس بالحيوان البخيل، ومعروف بإكرام الضيف، بل ربما "عزم" عليك لتشاركه الطعام حتى يكون بينكما "عيش وملح"!!الصحية مع ارتفاع مستوى

ولا تخش من كلام الناس عليك فلن يتهمك الناس بالجنون لأنك تأكل مع الحمار، بل ربما وجدت مجوعة من الجوعن تشاركك مأدبتك أنت وصديقك الحمار...... والسبب!!!الصحية مع ارتفاع مستوى

هو عودة ظاهرة من الظواهر التي بدأت عام 1951 وأوائل عام 1952 في مصر وانتهت بعد ذلك لتعود الآن من جديد وهي شرب البرسيم كعصير بعد عصره وأكله نيا من قبل الإنسان، فبعض السوبر ماركت الكبرى تبيع البرسيم في عبوات فاخرة كنبات مغذي يقطع مع الخس لصنع السلطة......! ولمحاولة فهم الموضوع من بدايته كان لنا هذا اللقاء مع أكبر أساتذة علم النباتات لنعرف معا ما هو البرسيم؟ وما فوائده وما أضراره؟ وهل إقبال الناس عليه تغيير أم موضة أم نظرة اقتصادية مستقبلية؟الصحية مع ارتفاع مستوى

في البداية يقول الدكتور محمد فرغلي، أستاذ علم التغذية بكلية الزراعة، جامعة القاهرة، إن البرسيم يقسم إلى البرسيم الحولي والبرسيم المعمر. البرسيم الحولي هو محصول بقولي شتوي يزرع في سبتمبر وأكتوبر ويستمر حتى مايو وهو محصول هام للأراضي الزراعية لاحتواء جذوره على العقد البكتيرية التي تقوم بتثبيت النيتروجين بالتربة فتعوض خصوبة التربة المفقودة بسبب زراعة المحاصيل الصيفية المجهدة لها (كالقطن والذر والأرز). وهو محصول العلف الرئيسي بمصر لاحتوائه على مركبات غذائية عديدة كالبروتين والطاقة والفيتامينات بالإضافة إلى العوامل المنشطة للنمو، ويعطي من 4-7 حشات وبمعدل متوسط 20 طنا/ للفدان وقد يصل إلى 50 طنا بالأراضي الجيدة.الصحية مع ارتفاع مستوى

أما البرسيم المعمر (الحجازي) فيزرع في مارس أو سبتمبر بالأراضي من 3-7 سنوات، ويزيد نموه صيفا ويقل شتاء ويعطي من 7-9 حشات سنويا. وينتشر بالأراضي الجديدة وأراضي الاستصلاح. ويضيف الدكتور محمد فرغلي أن من التوجهات الحديثة عن البرسيم:الصحية مع ارتفاع مستوى

1-     استخلاص المواد البروتينية كغذاء للإنسان، (مركزات بروتين).الصحية مع ارتفاع مستوى

2-     استخلاص عصير سائل منه لتغذية الإنسان، (عصير البرسيم).الصحية مع ارتفاع مستوى

ويقول إن زراعة الخضر والمحاصيل التقدمية جعلت البعض يشيع أن هذا سيسبب خفض مساحة الرقعة الزراعية بالبرسيم ولكن هذا الرأي ضعيف لأن الزارع مجبر على زراعة البرسيم لفائدته في الدورة الزراعية كما سبق الحديث في هذا الأمر بالإضافة إلى أنه مربح جدا للدخل الفردي والقومي!الصحية مع ارتفاع مستوى

أما عن فوائد البرسيم وأضراره فيقول الدكتور/ عادل الجنايني أستاذ علم المحاصيل الزراعية بكلية الزراعة، جامعة القاهرة: إن مصر تزرع محصول البرسيم بمساحة تبلغ نحو 1800ألف فدان سنويا. منها مليون فدان دائمة طوال العام والباقي متبادل مع المحاصيل الأخرى.الصحية مع ارتفاع مستوى

ويشير الدكتور عادل الجنايني إلى أن البرسيم الأخضر يحتوي على مواد مهمة وهي:الصحية مع ارتفاع مستوى

الرماد

المواد الخالية من النيتروجين

الألياف الخام

البروتين الخام

2ر16%

7ر40%

8ر18%

3ر21%

ويضيف أيضا أن أكل البرسيم الأخضر الطازج أفضل من شرب البرسيم كعصير ومع ذلك فهناك وجهة اقتصادية أخرى وهي شرب البرسيم والاستفادة من مخلفات العصر كعلف للحيوان وبذلك لا يكون الفاقد كبيرا بعكس أكله طازجا، لأن أكل البرسيم طازجا من قبل الإنسان يقلل من كمية البرسيم كعلف للثروة الحيوانية مما يوجد تنافسا غذائيا كبيرا بين الإنسان والحيوان.الصحية مع ارتفاع مستوى

ويؤكد الدكتور الجنايني أن مصر لا تستطيع استيراد البرسيم من الخارج لسرعة تلفه وفقد الكثير من عناصره بالإضافة إلى صعوبة زيادة مساحة الأراضي المزروعة بالبرسيم في الوقت الحالي للاكتفاء الذاتي لازدحام الدورة الزراعية للمحاصيل الأخرى.الصحية مع ارتفاع مستوى

وينصح الدكتور الجنايني متناولي عصير البرسيم أن يكون البرسيم الذي يأكلونه مطابقا للمواصفات الصحية والتأكد من خلوه من أطوار الحشرات ومسببات الأمراض.الصحية مع ارتفاع مستوى

ويضيف أن البرسيم ليس بالوجبة الدسمة التي يعتمد عليها كالفول لأنه سريع الهضم مثل الخس وباقي الخضر. ويري الدكتور الجنايني أن من أسباب زيادة أسعار البرسيم في مصر:الصحية مع ارتفاع مستوى

1-     الأراضي المزروعة بالبرسيم محدودة.الصحية مع ارتفاع مستوى

2-     كثرة عدد رؤوس الماشية في مصر.الصحية مع ارتفاع مستوى

هذا ما أشار إليه أساتذة مصر في المجال الزراعي.الصحية مع ارتفاع مستوى

ولنا أن نتخيل بعد خمس سنوات من الآن ، بعد أن يصبح البرسيم فعلا غذاء رسميا للإنسان؛ ماذا سيحدث للثروة الحيوانية في مصر؟ والإجابة هي: لا شيء، كل ما في الأمر أن البرسيم سيتحول إلى عملة نادرة وغذاء لا يأكله إلا أولاد الذوات "كالكافيار الروسي" ولكن هذه المرة سيكون"البرسيم المصري". ولا أدري ما سبب لجوء الإنسان إلى أكل غذاء الحيوان. ربما تدخل الإنسان في أكل البهائم لتوفير مصاريف طعامه، هو ظنا منه أنه أرخص من باقي الخضروات. ربما موضة أو مجرد تجربة وستنتهي. وربما (وهو الأسوأ) أن الإنسان مل من أكل الخضروات التي يعرفها ولهذا لجأ للبرسيم كتغيير وكغذاء لمجرد الشعور بالملل...... على كل حال فالنتيجة في كل الأحوال واحدة ولم يعد أمامنا سوى أن نقول: "لا عزاء للبهائم!!!"الصحية مع ارتفاع مستوى

ومن بكين كتبت مها ما جياالصحية مع ارتفاع مستوى

والصينيون يأكلون الزهور! الصحية مع ارتفاع مستوى

ربما عندما نأتي على ذكر الزهور تتبادر إلى أذهاننا تلك الزهور الندية التي تمتع ناظرينا وتشذي أنوفنا. ولكن الزهور الندية وصلت إلى الجوف، ولا تستغرب إذا قال لك صديق، أنت مدعو غدا على وجبة زهور، فقد أصبحت الزهور، والله، أطعمة شائعة في الصين في السنوات الأخيرة. الصحية مع ارتفاع مستوى

قبل أن نعرف لماذا بدأ الصينيون يأكلون الزهور الندية لنستعرض معا هذه الأرقام:الصحية مع ارتفاع مستوى

وفقا لإحصاءات استهلاك الصينيين من الأنواع العشرة الرئيسية للأطعمة، منذ عام 1997 إلى 2002، انخفض استهلاك الحبوب الغذائية 6ر12%، وانخفض استهلاك البقوليات 8ر6%؛ وارتفع استهلاك الحليب ومنتجات الألبان 2ر69%؛ وارتفع استهلاك الأطعمة من السكر 1ر42%؛ وارتفع استهلاك الزيت النباتي واللحوم والبيض أكثر من 20%. لقد تغير التركيب الغذائي للصينيين كثيرا في تلك السنوات الخمس. تتجه كمية استهلاك الطعام الرئيسي إلى الانخفاض مع ارتفاع استهلاك الأطعمة غير الرئيسية باستمرار. يأكل الصينيون أضحوا يأكلون أطعمة ألذ وأشهى.    

بدأت مأدبة الزهور الندية بالصين في خريف العام الأول من الألفية الثالثة.الصحية مع ارتفاع مستوى

يصنع طعام الزهور من تويجات الزهور غالبا.  تنقع التويجات في ماء بالسكر أو تحفظ  بالملح أو تسلق بالماء المغلي أو تقلى في الزيت أو يصنع منها كعك أو حساء. من أشهر أطعمة الزهور في الصين: تويجات زهرة المغنولية البهية التي تلف بالدقيق وتقلى؛ وشرائح اللحم مع زهور اللوتس؛ حشو جيا وتسه (كرات من العجين) بزهور مالان (نوع من زهور السحلب) في مقاطعة جيانغسو وتشجيانغ. الباذنجان المحمر مع زهور القلقاس من قائمة أطعمة قوانغدونغ المشهورة؛ والبيض المقلي مع تويجات الأقحوان؛ واللحم مع زهور الفاوانيا. وتدخل زهور كثيرة أخرى في الأطعمة مثل زهور الياسمين وزهور عرف الديك وزهور اليقطين وزهور الصفيراء اليابانية. وتكون الأطعمة التي تصنع من الزهور عطرة ولذيذة منعشة. الأكثر أن الزهور تستخدم في ما يسمى بقدر الزهور حيث تغطس الزهور من مختلف الأنواع في الماء المغلي بالقدر. وفي يوم عيد المحبين عام 2004، قدم مطعم في سيتشوان قدر الزهور مع الشكولاته، طبقا خاصا للعاشقين!الصحية مع ارتفاع مستوى

شهدت موجة تناول أطعمة الزهور الندية في بعض المدن في الصين زيادة كبيرة، خاصة بين النساء اعتقادا منهن أنها تعطي الوجه نداوة وجمالا. ولكن البعض له رؤية مختلفة. فهل نأكل الزهور؟ هل أطعمة الزهور مفيدة أم ضارة؟الصحية مع ارتفاع مستوى

الدكتورة/ هان لي، الطبيبة بقسم الطب الصيني بالمستشفى الثانية لجامعة الطب بهاربين تقول إن الزهور تنقسم إلى أربعة أنواع: الزهور النافعة غير الضارة؛ مثل الأقحوان؛ الزهرة السامة، مثل الودح الصيني؛ وزهور الزينة التي لا تنفع ولا تضر، والزهور التي يمكن استخدامها في صنع  الأدوية، مثل زهور الوردة الصينية وزهور اللوتس وزهور الصفيراء اليابانية الخ. من الواضح إذن أن مقولة "أكل الزهور من أجل الجمال" خاطئة وليس لها أساس علمي. الصحية مع

تناول الزهور عشوائيا قد يؤدي إلى المرض، تماما مثلما حدث مع الآنسة لي، التي أرادت تجميل وجهها، وتناولت شراب تويجات الورد والأقحوان والعصفر، باقتراح من الأصدقاء. بعد شهر لم يزد وجهها جمالا وإنما شعرت بالوهن واضطراب وألم في البطن الخ. الطبيب قال إنها مصابة بارتفاع ضغط الدم واضطرابات في الإفرازات الباطنة. في الحقيقة، الورد والأقحوان والعصفر كلها زهور نافعة ولكن لماذا أدت إلى المرض؟ تقول معلومات الطب الصيني إن بنية الجسم تختلف من فرد لآخر، فهناك البنية الضعيفة والبنية القوية والبنية الحارة والبنية الباردة. زهرة اللونيسريا، مثلا تفيد في تخفيض الحرارة وإزالة السم وتخفيف الورم وتسكين الألم ولكنها لا تناسب المريض ضعيف الطحال والمعدة؛ وتفيد زهرة العصفر في تنشيط الدورة الدموية، ولكن إذا استخدمت بشكل غير صحيح تسبب فيض الطمث وأمراض شرايين القلب والدماغ، وتسبب الإجهاض للحامل. الصحية مع ارتفاع مستوى

الجدول التالي يوضح فعالية الزهور والآثار الجانبية لها:الصحية مع ارتفاع مستوى

الآثار الجانبية

الفعالية

اسم الزهرة

 

تبديد الهم والحفاظ على نضارة الوجه

الورد

السعال

ترطيب الرئة وتخفيض حرارة الجسم وتهدئة البال

الزنبق

إصابة القسم العلوي من الجهاز التنفسي؛ التهاب اللوزتين؛ التهاب البلعوم؛ التهاب الأذن الوسطى الحاد؛ التهاب طبلة الأذن الحاد؛ التهاب وعاء اللمفا الحاد.

تخفيض حرارة الجسم وإزالة السم

Tropaeolum

الحمي؛ الدوسنتاريا؛ الناسور.

تخفيض حرارة الجسم وإزالة السم

زهرة صريمة الجدي اليابانية

اضطرابات الطمث ؛ احتباس الطمث؛ الجروح والرضوض؛ التهاب المفاصل؛ بصق الدم.

تنظيم الدورة الدموية وتنظيم الطمث

الأزاليا

ارتفاع ضغط الدم؛ إزالة مفعول مسكر.

تبريد الدم وإيقاف النزيف

زهرة الصفيراء اليابانية

إدرار البول والإسهال

إدرار البول وتحسين الهضم 

زهرة الدراق

مرض السكر

إزالة حميات الصيف وإدرار الريق

زهرة الشتاء

حب الشباب والألم بدون سبب

تخفيض حرارة الجسم وإزالة السم

bellflower

ظاهرة أكل الزهور، تعبير واضح عن سعي الصينيين وراء الأطعمة الخضراء والأطعمة الصحية مع ارتفاع مستوى معيشة الشعب. الصينيون لا يأكلون من أجل ملء المعدة فقط. لم تعد الأطعمة الدسمة تثير الشهية، وربما تظهر عجائب أخرى على موائد الصينيين، وغيرهم في المستقبل!الصحية مع ارتفاع مستوى

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.