محتويات العدد 3 مارس (آذار) 2005 
م
ذلك المكان البعيد في في ذلك المكان البعيد!ذلك المكان البعيد في

هوي بيان

ليانغ يوي تشن

خلال زيارته إلى مصر في مطلع هذا العام 2004، التقى تشو قوانغ تشون، مساعد وزير الإذاعة والتلفزيون مع المراسلين الصينيين. السيد تشو، بعد أن استمع إلي تقرير قدمته ليانغ يوي تشن أعرب عن إعجابه الشديد بما تبذله في عملها. وبعد عودته إلي الصين أشاد كثيرا خلال اجتماعاته في مقر عمله وفي مناسبات أخرى بالزميلة ليانغ وأبدى إعجابه واحترامه التام لروح العمل التي تتميز بها وللإنجازات التي حققتها في عملها، كما قامت المختصة بلجنة عمل المرأة بالاتصال بالزميلة ليانغ قبل عيد المرأة حيث هنأتها وأوصتها أن تهتم بصحتها وسلامتها خلال عملها الشاق.ذلك المكان البعيد في

اللغة العربية قدرهاذلك المكان البعيد في

مع الرئيس ياسر عرفات عام 2002

هذه مقدمة ضرورية قبل الحديث عن هذه الشخصية المميزة. في شهر فبراير من عام 1977 تخرجت ليانغ في قسم اللغة العربية بالمعهد الثاني للغات الأجنبية ببكين (جامعة اللغات الأجنبية الثانية ببكين حاليا). ومنذ ذاك أضحت العربية قدرها. بعد التخرج عينت بمحطة التليفزيون الصيني لمتابعة قضايا المنطقة العربية. ونظرا لولعها باللغة العربية درست في الخارج بالإضافة إلى العمل كدبلوماسية لمدة عامين في المكتب الثقافي بالسفارة الصينية بالسودان.ذلك المكان البعيد في

وفي عام 1999 قرر التليفزيون الصيني افتتاح مكتب إقليمي له لأفريقيا وللشرق الأوسط واختار القاهرة مقرا له، واختيرت ليانغ، وكان عمرها ستا وأربعين عاما، له.  أتمت هي و زميلها ليو تشوه إعداد ما يلزم ووصلت مصر قبل نهاية شهر سبتمبر. منذ الوصول جابوا القاهرة بحثا عن مكان مناسب للعمل، وبالفعل نجحوا بعد عناء كبير في إيجاد المكان المناسب وتمكنت ليانغ وزميلها ليو من بث أول رسالة مصورة للصين يوم 26 سبتمبر، كما نجحت في الحصول علي التصريح الخاص برئاسة الجمهورية بكل سهولة برغم أن هناك الكثير من المراسلين الذين عملوا لسنوات في القاهرة لم يستطيعوا الحصول عليه.ذلك المكان البعيد في

في معسكر للاجئين العراقيين أثناء حرب العراق عام 2003

كثير من المواقف والأمثلة تشهد على تميز هذه السيدة وتؤكد حبها الشديد لعملها وكذلك المجهود الذي تبذله من أجل إنجاز المهام المكلفة بها على أكمل وجه، فعندما ضرب الزلزال تركيا في شهر نوفمبر، وبعدما أبلغت ليانغ نبأ وقوع الزلزال للمحطة انطلقت على الفور إلى اسطنبول واتجهت مباشرة إلى المنطقة المنكوبة وبعد الانتهاء من تغطية الحادث بالتفاصيل عادت مسرعة إلي اسطنبول قاطعة أكثر من 300 كيلومتر لإرسال ما سجلته بالكاميرا إلى التليفزيون الصيني، وظلت هكذا لمدة 30 ساعة دون راحة ولا طعام، وقد كان هناك مراسلون تليفزيونيون لأكثر من 40 دولة أخرى لتغطية هذا الحدث المروع، و قد تركت روح الاحترام التي تميزت بها ليانغ أثرا واضحا في نفوس باقي الزملاء لتفانيها في عملها وإتقانها الشديد له مما جعل مراسل قناة التليفزيون التركي يلتقط صورة لها بثتها قنوات التليفزيون التركي المختلفة عدة مرات.ذلك المكان البعيد في

تركت ليانغ وزميلها انطباعا مشرفا لمراسلي التليفزيون الصيني في اسطنبول ففي الطرقات والمطاعم كان الأتراك يشيرون إليها قائلين باللغة التركية (صينية- صينية) وهذا أكبر دليل على روح الاحترام التي تتميز بها ليانغ وزملاؤها وهذه صورة مشرفة تعكس الدور القيادي الذي تلعبه قناة الصين من خلال ليانغ و زميلها ليو في الخارج.ذلك المكان البعيد في

الهجوم والصراع على خط الموتذلك المكان البعيد في

منطقة الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية تعد في الوقت الحالي أكثر مناطق العالم اضطرابا بما فيها من حروب وصراعات، فالحروب والصراعات لا تتوقف والأخبار الساخنة تتوالى بلا انقطاع بالإضافة إلى أن الظروف الطبيعية والحياة الإنسانية في غاية التعقيد، ولذلك فإن كل مرة تقريبا تذهب فيها ليانغ وزميلها لمتابعة الأخبار تكون حياتها معرضة للخطر. ذلك المكان البعيد في

يتركز العمل الصحفي في مصر غالبا في مدينتي الإسكندرية وشرم الشيخ لأن معظم المؤتمرات الدولية تعقد في هاتين المدينتين، والطريق إلى المدينتين يمر عبر الصحراء، وتقود ليانغ سيارتها بنفسها إلى شرم الشيخ لتغطية الأحداث الهامة هناك وكثيرا ما تقود ليلا، وتظل لمدة 20-30 ساعة دون راحة ولا طعام و هذا هو الأمر الذي اعتادت عليه، وفي إحدى المرات وفي طريق عودتها كان الضباب يغطي الطريق مما جعل الرؤية منعدمة فاصطدمت سيارتها بعنف بصخرة كبيرة وانقلبت السيارة، وكانت حالتها خطيرة للغاية ولحسن الحظ كانت هناك سيارة أخرى تمر بالطريق فأنقذت حياتها، وكانت هذه إحدى المرات التي رأت فيها ليانغ الموت بعينيها.ذلك المكان البعيد في

وفي عام 2003 توجهت الزميلة ليانغ بتعليمات من المحطة إلى الحدود الأردنية العراقية لتقديم تقرير عن الحرب الأمريكية على العراق. في هذا الوقت كانت الفوضى منتشرة والمشاعر المعادية لأمريكا حادة للغاية ولم تتوقف المظاهرات ولا الأعمال الإرهابية فقد وصلت الظروف هناك إلى أقصي درجات الخطورة ورغم ذلك لم تبال الزميلة ليانغ بالخطر الذي قد تتعرض له، وكانت يوميا في مسرح الأحداث لتغطية الأخبار لحظة بلحظة، وفي اليوم العشرين من شهر مارس بعد بداية الحرب كانت تتصدر ليانغ مقدمة المراسلين لتغطية الأخبار، وعندما اندلعت المظاهرات في العاصمة الأردنية عمان، حدث صدام بين الشرطة والمواطنين، وكانت ليانغ في قلب الأحداث  وأجرت اتصالا بالهاتف النقال بالمحطة لتقديم تقرير إخباري شامل، وأثناء انهماكها في العمل لم تعر انتباها للحشد الكبير من المتظاهرين وكانت النتيجة أنها سقطت أرضا تحت الأقدام وتعرضت للإصابة بجروح وغيبوبة، وتم نقلها إلي مستشفى الطوارئ وبعدما استعادت وعيها رغم حالتها الخطيرة اضطرت إلى مواصلة عملها.ذلك المكان البعيد في

وفي عام 2003 عندما أعلنت إسرائيل طرد الرئيس عرفات، وصل الوضع الفلسطيني لحالة الطوارئ القصوى. في ظل وجود الدبابات وطائرات الهليكوبتر المسلحة والمقاومة والمظاهرات لم تخش الزميلة ليانغ هذه الصعوبات و ظلت وحيدة بلا مساعد وسط هذه الأحداث حيث أن زميلها ليو كان قد غادر إلى الصين لقضاء إجازته، وأنجزت الزميلة ليانغ عملا لم يكن متوقعا حيث قامت بالتنسيق مع قناة رمضان التليفزيونية بمراقبة تطور أوضاع الرئيس عرفات عن طريق سطح البناية المواجهة لمقر الرئيس وظلت هكذا لمدة 24 ساعة متواصلة حتى أصابها البرد الشديد هناك وتعرضت لوعكة صحية، لكنها أكملت مهمتها في موافاة القناة الأولى والرابعة والثالثة عشرة بالتليفزيون الصيني بكل تفاصيل الوضع وتطوراته، وفي الثاني عشر من شهر سبتمبر أجرت بثا مباشرا لأخبار الرئيس عرفات ثلاث مرات متتالية وظلت هكذا لمدة 24 يوما وصل فيها إجمالي الأخبار التي أرسلتها إلي أكثر من 40 خبرا، ولذلك ليس غريبا أن يقول عنها العاملون بالسفارة الصينية بمصر والأردن إنها تحب عملها بجنون وأنها علي أتم استعداد أن تضحي بنفسها من أجله.ذلك المكان البعيد في

التلفزيون الصيني محور الاهتمام ذلك المكان البعيد في

منذ أكثر من أربعة أعوام تعمل ليانغ مراسلة بالخارج ورغم أنها أنجزت مهاما كثيرة بمفردها في بلدان مختلفة لكنها دائما تذلل ما تواجهه من صعوبات بالإضافة إلى روح الإبداع والدبلوماسية التي تتميز بها، فعندما ضرب الجزائر زلزال مدمر في شهر مايو عام 2003 قامت الصين بإرسال فريق دولي للإغاثة وقبل أن تصل طائرة الفريق إلى هناك كانت ليانغ قد سبقته إلى مسرح الأحداث في نفس يوم حدوث الزلزال لإرسال كل ما يتعلق بهذا الحدث. ورغم وقوع توابع للزلزال ظلت هي وزملاؤها يعملون طوال النهار في قلب الأحداث وعندما يأتي الليل ينامون في دورات المياه وخزائن الثياب داخل الجدران حتى يتمكنوا من متابعة الأحداث وإرسالها بصدق وأمانة. هذا الموقف جعل رجال الشرطة يتأثرون بموقف ليانغ ويعملون على مساعدتها وحفظ سلامتها ولذلك قال لها مراسل وكالة شينخوا: أنت سريعة كالبرق أسرع من الطائرة، في واقع الأمر أنا لا أعرف ماذا تفعلين لكي تنجزي كل هذا العمل.ذلك المكان البعيد في

وفي عام 2002 قام التلفزيون الصيني ومحطة تلفزيون أمريكية بالاشتراك مع التليفزيون المصري ببث مباشر لمختلف دول العالم لتغطية حدث الكشف عن الطريق السري داخل الأهرامات وفي  حينه لم تتمكن محطة التليفزيون الصيني من إرسال فريق صحفي لتغطية الحدث وكلفت الزميلة ليانغ بتغطيته وتم إنجاز هذا البث المباشر بنجاح ساحق بفضل ليانغ فقد قامت بإرسال الأخبار الهامة المتعلقة بالحدث إلى الخارج عن طريق القنوات الرابعة والتاسعة الصينية الموجودة بمصر.ذلك المكان البعيد في

الزميلة ليانغ جديرة بلقب الباحثة دائما عن المتاعب، فهي لا تكتفي بأن تنهي مهمتها الصحفية بتقديم تقرير فقط لكنها تسعى في البحث عن البراهين والأدلة المؤيدة لموضوعها، وقد أولت ليانغ لهذه المهمة الشاقة اهتماما بالغا، وبحثت في وزارة الخارجية، المركز الصحفي، وزارة الإعلام، الإذاعة والتليفزيون إلا إنها لم تستطع الحصول علي مراجع وافية يمكنها الاستفادة منها و لكنها لم تيئس وأخذت في البحث لإيجاد سبيل لجمع المادة التي تريدها وتحت هذه الظروف التي تمنعها من الوصول لهدفها استخدمت ليانغ طريقة فعالة وصعبة في نفس الوقت حيث خصصت وقتا يوميا لمشاهدة التليفزيون وهي تارة تشاهد وتارة أخرى تسجل ما تراه مفيدا لتستخلص منه ما يخص قواعد البرامج الإذاعية وظلت هكذا عدة أشهر وأخيرا كتبت مقالا تحت عنوان "بحث في التليفزيون المصري" وقامت بإجراء محادثات مثمرة عدة مرات مع الجهات المصرية المختصة بهذا الموضوع تحت رعاية وزارة الإعلام، الإذاعة والتليفزيون ليكون بمثابة أساس قوي يمكن الاعتماد عليه تقدمه لمساعد وزير الإذاعة والتليفزيون الصيني الذي ذهب لمصر في مطلع العام الحالي في زيارة رسمية وأيضا لقناة التليفزيون الصيني التاسعة التي أنهت مهمتها بمصر.ذلك المكان البعيد في

ليانغ نموذج لشخصية لا تهاب الصعاب وتتحدى كل العقبات من أجل الوصول لهدفها تحت أي ظروف، وقدمت للمحطة خدمات كثيرة وأتمت عملها على أكمل وجه، وأخيرا نقول إنه في ذلك المكان البعيد في الغربة إنسانة تتقن عملها بشدة ومهارة، صحفية لا مثيل لها، يعتمد عليها ويثق فيها شعبنا، فهي خير من يمثل التليفزيون الصيني وهي فخر للتلفزيون الصيني بأكمله. ذلك المكان البعيد في

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.