محتويات العدد 1 يناير (كانون الثاني) ‏2005‏
م

الربيع.. عيد الأعياد

تحتفل الصين في التاسع من هذا الشهر ببداية عام جديد حسب التقويم القمري الصيني. العام الجديد هو عام الديك. ويقال إن مواليد هذا البرج يتميزون، من بين مواليد أبراج الميلاد الصينية الاثني عشر، بأنهم  يتسمون بالنشاط والحيوية والرغبة في الدفاع عن أفكارهم حتى وإن كلفهم ذلك مغامرة القتال.  ويقال أيضا إن من صفاتهم السرعة في اتخاذ القرار والعمل الجاد، ولكنهم يحققون نتائج أفضل عندما يعملون بمفردهم!يمون بعيدا عن ذويهم العودة إلى الأهل

لقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا من الصينيين بأعياد ليست صينية في الأساس، ومنها الكريسماس ورأس السنة الميلادية وعيد المحبين، فالنتاين، ضمن توجه من الصينيين وخاصة الشباب للإقبال على ثقافات وعادات وأفكار وقيم دخيلة، قادمة من الغرب رئيسيا، ومن أمريكا بشكل خاص. وقد ذهب البعض إلى أن هذا التوجه يهدد بالقضاء على الخصوصية الثقافية الصينية، مما دعا صحفيا صينيا كبيرا إلى شن حملة عنوانها "كيف تبتعد عن التأثير الأمريكي"، وهي دعوة أحدثت صدى اجتماعيا، فسره محللون اجتماعيون صينيون بأنه عودة صينية إلى اكتشاف الذات، بعد بلوغ مرحلة النضوج. وهو ما يعني أن تعامل الصينيين مع الثقافة والأفكار الوافدة على مشارف مرحلة جديدة من التعقل والتريث بعد اجتياز مرحلة المراهقة في التعاطي مع كل ما هو قادم من الغرب.يمون بعيدا عن ذويهم العودة إلى الأهل

غير أن نفرا ليس بقليل يرى الأمر بعيون مغايرة، فإقدام الصينيين على الانخراط في الثقافات والأفكار والتوجهات السائدة في العالم رمز على اندماج الصين المنفتحة في إطار كوكبي أوسع من عالمها الذي ظل منغلقا عليها ردحا طويلا من الدهر. وإذا كانت المظاهر العالمية تتعاظم في مدن الصين، بل وقراها، فإن الصين، بمنتجاتها ومطاعمها ولغتها، ذهبت إلى أقطار الأرض. إنه زمن العولمة بكل أبعادها وإفرازاتها وانعكاساتها.يمون بعيدا عن ذويهم العودة إلى الأهل

وعلى الرغم من كل ذلك يظل عيد الربيع هو عيد أعياد الصينيين؛ فهو المناسبة الوحيدة التي يحرص فيها الصينيون المقيمون بعيدا عن ذويهم العودة إلى الأهل والاجتماع حول مائدة واحدة، لتناول وجبة "التئام الشمل"، وهو المناسبة الوحيدة التي تتحرك فيها قلوب الصينيين من الأعماق، وتهتز مشاعرهم بقوة، فينسون ما بينهم من ضغائن، ويعفون عمن أساء ويسددون ما عليهم من ديون، وينظفون بيوتهم تخلصا من القديم واستقبالا للجديد. أليس كل هذا دليلا على أن الأصل يبقى حتى وإن علقت بالفروع أوراق تحملها الرياح!يمون بعيدا عن ذويهم العودة إلى الأهل

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.