مفهوم جديد للتنمية

في صياغتها للخطة الخمسية الحادية عشرة (2006 –2010) وضعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مفهوما جديدا لتنمية المناطق الريفية لضمان حل مشاكل الفلاحين والزراعة والريف، وهي المشاكل التي تعتبر عنق الزجاجة لحملة تحديث البلاد.   من استقرار وأمن المجتمع.   

لقد بدأت عملية الإصلاح في الصين من الريف في نهاية سبعينات القرن الماضي، وفي الثمانينات زادت دخول الفلاحين بشكل كبير، ولكن بمرور الوقت أخذت الفجوة بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية بسبب الهيكل الاجتماعي القائم الذي يعطي الأفضلية في فرص التنمية للمناطق الحضرية على حساب المناطق الريفية المتخلفة في مرافق البنية الأساسية وفي التعليم والخدمات بوجه عام، وفوق هذا تدني متوسط دخل الريفي كثيرا عن دخل الفرد في الحضر، ووصل معامل جيني، وهو مؤشر لقياس الفجوة بين الفقر والثراء، إلى أرقام تنذر بالخطر وتهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي.   من استقرار وأمن المجتمع.   

كل هذا يحدث في الدولة التي صارت ثالث أكبر مستهلك للكماليات في العالم (لا يسبقها سوى الولايات المتحدة واليابان)، والتي حققت فيها واحدة من شركات السيارات الأغلى في العالم ثلاثة أرقام قياسية. هذه الفجوة التي تتزايد بين الفقراء والأثرياء إضافة إلى عدم توازن التنمية بين الأقاليم، كما تشير مقالتنا "جسر الهوة بين الفقراء والأثرياء"، تهدد وتقيد التنمية الشاملة للإنسان وللمجتمع ولا تنسجم مع سعي الحكومة إلى بناء "مجتمع متناغم".    من استقرار وأمن المجتمع.   

ولكن علينا أيضا أن لا ننكر الجهود التي تُبذل لمكافحة الفقر في العديد من مناطق الصين، ففي واحدة من أفقر هذه المناطق تم تنفيذ مشروع لتهجير السكان من الأماكن ذات الظروف الطبيعية والبيئية الصعبة إلى مناطق أفضل منها، وكما تكشف مقالتنا "كيف تخلصت نينغشيا من الفقر؟"، أثمرت هذه الجهود فتحسنت الظروف المعيشية وزاد دخل الفرد في هذه المنطقة التي يشكل المسلمون من قومية هوي غالبية سكانها.    من استقرار وأمن المجتمع.   

الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يبدأ تنفيذها العام القادم تحرص على أن تكون التنمية متناغمة، ولهذا فإن المفهوم الجديد للتنمية الريفية يعني إنتاجا متطورا وأجورا أعلى ومجتمعا أكثر تحضرا وقرى أكثر نظافة وتنظيما، فهو مفهوم لا يعتمد فقط على مؤشرات إجمالي الإنتاج المحلي، كما كان الأمر في السابق، فقد كان لهذا الأسلوب سلبياته العديدة على البيئة والموارد والبنية الاجتماعية. المفهوم الجديد للتنمية في الصين يعني أيضا أن يكون للمناطق الريفية الأولوية في الدعم المالي من الحكومة على كافة المستويات، في إطار منظومة "الصناعة تغذي الزراعة، والمدن تساعد في تنمية الريف".    من استقرار وأمن المجتمع.   

إنه مفهوم جديد يتسق مع روح العصر يضع الاهتمام بالإنسان في المقام الأول ويخدم الأهداف الاستراتيجية للدولة ويضمن استقرار وأمن المجتمع.    من استقرار وأمن المجتمع.