محتويات العدد 12 ديسمبر (كانون الأول) 2005‏
م

زيارة الصين حدث هام

رضا الصامت

 
تناول الطعام على الطريقة الصينية   في مبنى إذاعة الصين الدولية (الأول من اليسار)

تعود الصداقة بين الصين والبلاد العربية إلى زمن بعيد، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام "اطلبوا العلم ولو في الصين". وقال المولى سبحانه وتعالى "... وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..." صدق الله العظيم. ومن هذا المنطلق تأسس نادي الصداقة مع إذاعة بكين سابقا في يناير 1981 وكان شعاره وما يزال هو "ما أشرف الصداقة طاهرة العلاقة". بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق

في بدايته أطلق عليه اسم خلية الصداقة التونسية الصينية ثم تطور شيئا فشيئا وصار معروفا بالزهرة المتفتحة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، يساهم في زيادة تعزيز عرى الصداقة بين الشباب وإذاعة الصين الدولية وخاصة قسمها العربي. احتضنت شعبة العالية نشاطه حيث وفرت له مقرا. وذات يوم وُجهت لرئيس النادي في مايو العام الماضي دعوة لزيارة الصين، وهي الثانية من نوعها. فرح الشباب كثيرا واعتبروها دعوة لطيفة يمكنها أن تتحول في يوم ما إلى دعوة وفد كامل من نادي صفاقس. ومن مطار تونس قرطاج الدولي انطلقت الطائرة في السماء الخضراء متجهة إلى باريس ومنها إلى بكين حيث كانت الرحلة طويلة ومتعبة لكنها ممتعة فالصين وتونس تفصل بينهما البحار والمحيطات والجبال، لكن رغم بعد المسافة فإن الصداقة التي تربط بينهما تقصر من هذا البعاد. بعد باريس انطلقت الطائرة من جديد متجهة إلى ربوع الصين المترامية الأطراف، بلد التنين وحضارتي نهري اليانغتسي والأصفر. حطت بنا الطائرة في مطار بكين الدولي وكان في استقبالي صديقي هارون يان واتجهنا إلى نزل فخم وممتاز. كان برنامج الزيارة متنوعا وقد أتعبت مرافقي بسبب جهلي للغة الإنكليزية، فاعتمدت على لغتي العربية والصينية، حيث كنت أتحدث مع أبناء الشعب بلغتهم وكانوا سعداء جدا وهم يعبرون لي عن إعجابهم بتونس وأنا أعبر لهم عن إعجابي بحسن ضيافتهم وكرمهم، ودائما ألفت نظرهم لزيارة تونس ودعوتهم لزيارتي فيشكرونني كثيرا باللغة الصينية " شيه شيه نيه ده بنغ يو من". بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق

بكين جميلة، وهي عاصمة الأولمبياد عام 2008. تجولت في شوارعها وأزقتها وبيئتها النظيفة وتنزهت في حدائقها الغناء وشاهدت بنايات شاهقة وكأنها ناطحات سحاب وأعجبت بتخطيط المدينة وكثرة السدود تسهيلا لحركة مرور السيارات الضخمة والتي تسير بانتظام فلا تجد فوضى ولا تجد طريقا مقطوعة أو مشغولة فالكل يعمل بالليل وبالنهار. وبكين تحافظ على تقاليدها، فما تزال الدراجة سيدة الطريق رغم تقدمها الاقتصادي وما حققته من إنجازات عملاقة والمواطن الصيني لطيف جدا وأخلاقه عالية وبسيطة. زرت أيضا القصر الإمبراطوري وميدان تيان آن من الرائع الفسيح وحديقة بيهاي الجميلة الخلابة.بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق

لقد كنت سعيدا جدا عندما زرت أكبر معلم تاريخي في العالم، سور الصين العظيم، للمرة الثانية. هذا السور المعجزة الذي قال عنه الزعيم الصيني الراحل مؤسس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 ماو تسي تونغ: لسنا رجالا إن لم نتمكن من صعود السور، وفعلا صعدت هذا السور وأنا أرتدي الجبة التونسية، وهو لباس تقليدي، وفي يدي علم أخضر يرفرف فوقه كتعبير مني على عمق الصداقة التي يكنها شباب وشعب تونس للشعب الصيني العظيم في حضارته وثقافته وعاداته وتقاليده وتاريخه وإنجازاته.بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق

زرت أيضا العديد من الشخصيات ومسئولي إذاعة الصين الدولية وتحادثت معهم وكانت لقاءاتي بهم مثمرة وكنا كالعائلة الواحدة. قدمت لهم هدايا تونسية وحلويات. ساد هذه اللقاءات جو من الثقة والمحبة الخالصة والتفاهم والصداقة. ومن بكين زرت على متن القطار الذي أخذ يطوي الأرض بسرعة فائقة مدينة التاريخ والثقافة شيآن. إنها مدينة شامخة تعتز بثقافتها وثرواتها وآثارها المتجسدة في تماثيل الجنود والخيول والعربات الصلصالية. كان المتحف مكتظا بالزوار الأجانب وأغلبيتهم من السياح. هذا المتحف الضخم زاره العديد من الرؤساء، من بينهم رئيس أمريكا السابق بيل كلينتون. أخذنا الصور التذكارية وتجولنا في العديد من الأماكن وأطلعنا على هذه الحضارة القديمة من تاريخ الصين، وأُبهرنا لما وجدناه في المتحف من معدات وأوان فخارية ونحاسية قديمة وآلات موسيقية وقطع نقدية منها قطعة ذهبية عربية تعود لعهود قديمة. حقا إن شيآن مدينة تاريخية قديمة تستحق أن تكون عاصمة التراث الثقافي العالمي.بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق

أثناء مكوثي بشيآن تجولت في أسواقها التي تشبه أسواقنا في تونس ولنا نفس العادات والتقاليد المتشابهة حتى في البيع والشراء ولاحظنا الوجوه المبتسمة والقبول الحسن والتحية الرائقة والنصح والمساعدة مما يجلب الطمأنينة والثقة والتعامل النزيه وهو ما شجعني على اقتناء بعض الهدايا التذكارية بأثمان رخيصة وفي المتناول.بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق

 تذوقت الشاي ولكن الأهم أنني أخذت فكرة وأطلعت على كيفية إعداد الشاي وتقديمه وتناوله مثلما أعجبت بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق الصينية اللذيذة ذات الرائحة الزكية فأكلت البط البكيني المشوي ورغم تنوع المأكولات الصينية فإن طريقة مسك العصي تبقى صعبة بالنسبة للأجنبي، أما أنا فإنني لم أجد أي صعوبة وتمكنت من الأكل بالعصي.بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق

أخيرا وليس آخرا أقول لمن يحب زيارة الصين لا تتردد فمن يزور الصين لن يندم، فزيارة الصين حدث هام خاصة وأنها الآن على أبواب احتضان أولمبياد بكين 2008. بطريقة طهي الأكلات وتنوع الأطباق

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.