محتويات العدد 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005‏
م

 

ن ثروات في حروبها. هذا هو سسر نهوض اليابان صيني!ن ثروات في حروبها. هذا هو س

استسلمت اليابان في الثاني من سبتمبر عام 1945

بينما كنت أقلب في صفحات التاريخ أدهشني كيف نهضت اليابان، جارة الصين. قبل الحرب اليابانية الصينية عام 1894 كانت اليابان دولة فقيرة معدمة برغم الإصلاحات الناجحة التي بدأتها عام 1868. بعد الحرب العالمية الثانية، وباعتبارها دولة مهزومة، لم يبق شيء في اليابان إلا الخراب والدمار. ولكن الآن، وبعد ستين عاما من نهاية تلك الحرب، وبدون أية مساعدة دولية أو قرض أجنبي، أصبحت اليابان ثاني أكبر اقتصاد في العالم، منتجاتها في كل أنحاء الأرض. البعض من اليابانيين زعموا أن هذه المعجزة تحققت بسبب تفوقهم القومي! ولكن السؤال هو: أين كان هذا التفوق القومي حتى القرن التاسع عشر؟ ففي ذلك الوقت، لم تخترع اليابان المحرك البخاري والكهرباء والطاقة النووية والقطار والسيارة والطائرة والباخرة والهاتف والكمبيوتر الخ، وتلك هي عناصر دفع التقدم النوعي لقوة الإنتاج في التاريخ. فكيف نهضت اليابان اقتصاديا بهذه السرعة العجيبة؟!من ثروات في حروبها. هذا هو سر نهوض اليابان.

اليابان نهضت بالحرب، فبعد أن هزمت الصين في حرب عام 1894 حصلت، ابتزازا، من الصين على حوالي ثلاثة مليارات دولار أمريكي، وهو مبلغ إذا أودع في مصرف منذ عام 1894 بمعدل فائدة سنوي 8%، فإن قيمته اليوم تكون نحو عشرة آلاف مليار دولار أمريكي. القفزة الأولى لليابان تحققت من التعويضات الهائلة لتلك الحرب، فشنت حربها ضد روسيا عام 1904 من أراضي الصين، وبعد انتصارها واصلت السلب والنهب في شمال شرقي الصين.من ثروات في حروبها. هذا هو سر نهوض اليابان.

ليس هناك دولة في العالم بلغت قمة التقدم الاقتصادي من خلال شن الحروب إلا اليابان. الثروات التي نهبتها من الصين لم تحقق لها قفزتها الأولى فحسب، بل جعلتها قادرة على المشاركة في شن الحرب العالمية الثانية أيضا. وحققت اليابان قفزتها الثانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بالطبع، اعتمادا على الثروات المنهوبة. استمرت اليابان في النهب الشامل والصارخ في الصين وكل شرقي وجنوبي آسيا طوال فترة الحرب العالمية الثانية، وسلبت موارد ومنتجات ومجوهرات وتحفا تاريخية وأعمالا فنية لا تحصى واستعبدت كثيرا من العمال الأجانب وأسرى الحرب فحصلت على الغذاء والمنتجات، بدون مقابل، تعيل بها شعبها. من ثروات في حروبها. هذا هو سر نهوض اليابان.

خلال فترات الحروب، كان كل شباب اليابان يتلقى التدريب العسكري، والدولة منخرطة في حروب متواصلة، وهو وضع لم يكن يسمح لها بتنمية الاقتصاد بلا شك. كانت موارد وثروات الصين هي مصدر نفقاتها العسكرية وحققت اليابان تراكما ماليا من دماء الصينيين. إن أسس اقتصاد اليابان قائمة على القتل والنهب. بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، لم تطالبها الصين، المتسامحة الكريمة، بتعويضات الحرب، وواصلت اليابان تقدمها السريع بما نهبته من ثروات في حروبها. هذا هو سر نهوض اليابان. من ثروات في حروبها. هذا هو سر نهوض اليابان.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.