محتويات العدد 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005‏
م

طالب علم صيني في الأزهر!

 

فوق هضبة الهرم
الأزهريون في زيارة للإسكندرية

 

جامعة الأزهر التي يرجع تاريخها إلى العام الحادي والستين بعد المئة الثالثة للهجرة، الموافق عام 972 للميلاد، هي قبلة العلم للصينيين الراغبين في دراسة العلوم الإسلامية. يدرس في هذه الجامعة العالمية أكثر من خمسة آلاف طالب مغترب مسلم ومنهم الصينيون، الذين يعتبرون دراستهم في الأزهر فخرا لهم طوال حياتهم. سنتا أمريكيا تقريبا

يرجع تاريخ أول دفعة من طلبة العلم الصينيين درست بالأزهر إلى عام 1931، وكان من بين طلابها العالم الكبير المرحوم محمد مكين ما جيان، والعلامة المؤرخ عبد الرحمن نا تشونغ، اللذان قدما إسهامات عظيمة لتعليم اللغة العربية في الصين وللعلاقات الصينية العربية. وقد توقفت البعثات الصينية الرسمية إلى الأزهر لمدة نصف قرن تقريبا قبل أن تُستأنف عام 1982. وقد وصل عدد الصينيين الذين درسوا في الأزهر منذ ذلك التاريخ حوالي 350 طالبا، تغلبوا على صعوبات جمة في بلد غريب، ورغم وجودهم بعيدا عن وطنهم تظل قلوبهم مرتبطة به، فأملهم بعد التخرج في الأزهر هو رد جميل الصين وخدمتها من خلال العمل بالتدريس في المعاهد والمساجد وفي الجمعيات الإسلامية الصينية في مقاطعاتها المختلفة.ريكيا تقريبا

((الصين اليوم))  قامت برحلة بين طلاب الأزهر الصينيين للتعرف على حياتهم ودراستهم وطموحاتهم ومشاكلهم. سنتا أمريكيا تقريبا

 
صلاة التراويح في رمضان رابطة الطلبة الصينيين بالأزهر

أمين عام رابطة الطلبة الصينيين في الأزهر: جادون في دراستنا ووقت فراغنا ثري ومفيدنتا أمريكيا تقريبا نتا أمريكيا تقريبا نتا أمريكيا تقريبا

في شهر أكتوبر استقبل ما جينغ وي، أمين عام رابطة الطلبة الصينيين في الأزهر  الطالبات والطلاب الصينيين المستجدين السبع والعشرين، وعرفهم على الظروف الجديدة في الأزهر وساعدهم في التعود عليها. ما جينغ وى، الذي يحمل اسما عربيا هو مصطفى، طالب بالسنة الثالثة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر. قال إن عدد الطلبة الصينيين في الأزهر يزداد عاما بعد عام، ويصل عددهم حاليا 255، وهو أكبر رقم وصلته البعثة التعليمية الصينية بالأزهر. وهم ينتمون إلى قوميات هوي وويغور وسالار ودونغشيانغ. استجابة لهذه الزيادة تأسست رابطة الطلبة الصينيين عام 1999 برعاية ودعم من الحكومة الصينية، من أجل تأمين احتياجات جميع الطلبة. تنقسم الرابطة إلى ثلاث هيئات هي الإعلام، والخدمات اليومية والرعاية، وهيئة تحرير "مجلة الأزهر"، وهي مطبوعة غير دورية تصدرها الرابطة. يتم اختيار رئيس وأمين عام الرابطة وفقا لنتائج آخر سنة دراسية للمرشح، ولهذا اختير مصطفى ما جينغ وي في مايو 2005 لتفوقه في دراسته. سنتا أمريكيا تقريبا

وصف مصطفى دراسة الصينيين في الأزهر بأنها "جادة للغاية"، وقال إن الطالب الصيني يصبح مؤهلا للدراسة بالأزهر بعد اجتياز اختبارات لغوية ودينية تشرف عليها كل من سفارة مصر لدى الصين والمعاهد الإسلامية الصينية، وفي مصر يقعون تحت ضغط صعوبة الدراسة وطول مدتها، حيث يلزم معظم الصينيين اجتياز ثلاث مراحل، هي الدراسة الخاصة، والدراسة بمعهد البعوث الإسلامية، والدراسة الجامعية، وهي رحلة تستغرق سبعة أعوام على الأقل. ويشترط للتخرج في الأزهر أن يتم الطالب حفظ ثمانية أجزاء من القرآن الكريم، وتلك هي أكبر صعوبة بالنسبة لهم، نظرا لأن الطالب الصيني يبدأ دراسة اللغة العربية متأخرا، بعد المرحلة الثانوية عادة. اللهجة المصرية هي المشكلة الأخرى التي  تواجه الصينيين في الأزهر، فبرغم تفوقهم في الفصحى، يحتاج الطالب من سنة إلى سنتين للتعود على اللهجة المصرية. الحل الصيني لكل هذه الصعوبات هو الاجتهاد في الدراسة نهارا واستذكار الدروس ليلا، والتنافس فيما بينهم لتحقيق نتائج أفضل. ويحصل الطلبة المتميزون على دعم من السفارة الصينية لتشجيعهم أكثر، وقد وصل إجمالي المنح الدراسية التي قدمتها السفارة لهم في العام الماضي حوالي 50 ألفا دولار. سنتا أمريكيا تقريبا

يعيش الطلبة الصينيون في الأزهر حياة مفعمة بالنشاط والحيوية. في أوقات فراغهم يزورون مدن مصر الجميلة للابتعاد قليلا عن أجواء الدراسة، وأهم الزيارات تكون إلى الإسكندرية مع نادى الأزهر. وفي شهر رمضان المبارك، يلتقون مع زملائهم من الأقطار الأخرى في مسجد مدينة البعوث بالأزهر كل يوم في صلاة التراويح. هناك قابلنا بعضهم فقالوا لنا: " شهر رمضان المبارك، ومن  بعده عيد الفطر وعيد الأضحى أهم الأعياد المسلمين في العالم، وهنا نستطيع نحن الطلبة الصينيين في الأزهر أن نستمتع بأجواء دينية أكثر ونقيم مع الطلبة من الدول الأخرى أنشطة احتفالية مختلفة بما فيها ذبح الخراف أو الجمال وتحضير الأطعمة وزيارة الأصدقاء وتبادل التحية والتهنئة بالعيد فيما بيننا." سنتا أمريكيا تقريبا

محمد مكين الثانينتا أمريكيا تقريبا نتا أمريكيا تقريبا نتا أمريكيا تقريبا نتا أمريكيا تقريبا

لي جين بنغ، ابن قومية هوي، كان طالبا متفوقا في الأزهر، وقد تخرج قبل شهور. نسميه محمد مكين الثاني، فقد التحق بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة لدراسة الماجستير، وبذلك يكون ثاني طالب صيني بعد الأستاذ مجمد مكين ما جيان، يسجل اسمه في جامعة القاهرة رسميا. سنتا أمريكيا تقريبا

يقول لي جين بنغ عن التحاقه بجامعة القاهرة: " بعد أن تخرجت في الأزهر، كان أمامي خياران أحلاهما العمل في إحدى المصالح الحكومية الصينية كمترجم، والآخر أن أواصل دراستي في مصر لمتابعة دراسة العلوم والفلسفة الإسلامية، وقد اخترت الطريق الثاني، وكان حلمي هو دار العلوم بجامعة القاهرة وليس الأزهر، فجامعة القاهرة تجمع بين تدريس العلوم الإسلامية التقليدية وإنجازات الدراسات الحديثة، ويرغب كثير من الصينيين الدراسة بها غير أن تكاليف التعليم فيها عالية، حيث تبلغ ألفي دولار سنويا للطالب الأجنبي. وقد تقدمت إلى وزارة التعليم العالي المصرية بطلب لإعفائي من تلك الرسوم، وقابلت نائب الوزير وعبرت له عن أمنيتي في أن أكون جسرا للصداقة بين الصين ومصر والدول الإسلامية، فأعجب بإخلاصي وبتفوقي الدراسي ووافق على طلبي". سنتا أمريكيا تقريبا

منذ انتهاج الصين سياسة الانفتاح على الخارج ومع تعزز العلاقات بين الصين ومصر، أنشأت المؤسسات الصينية مصانع ومشروعات لها في مصر، وهذا يوفر فرص عمل للطلبة الصينيين في مصر، كونهم يجيدون اللغتين الصينية والعربية. يعمل هؤلاء الطلبة في العطلات في الشركات أو يقوموا بالتجارة. ويمكن، من حيث ممارسة العمل، تقسيم طلبة العلم الصينيين في الأزهر إلى ثلاث فئات: الأولى، الذين يقومون بأعمال الترجمة في وقت الفراغ أثناء دراساتهم لاكتساب مزيد من الخبرات الاجتماعية؛ الثانية، من يفضلون التجارة على الدراسة فيخصصون جل وقتهم للأعمال التجارية؛ والفئة الثالثة، وهم الطلبة الذين يكرسون أنفسهم ووقتهم للدراسة بصبر وجلد لتحقيق بغيتهم من أجل خدمة القضايا الإسلامية في الصين، وهؤلاء هم الأغلبية، وأبرز نموذج لهم لي جين بنغ، الذي يقوم بتدريس اللغة الصينية في قسم اللغة الصينية بجامعة الأزهر، بجانب دراسته في دار علوم القاهرة. سنتا أمريكيا تقريبا

طريق بكين ليس مجرد إنترنت كافيهأمريكيا تقريبا نتا أمريكيا تقريبا نتا أمريكيا تقريبا نتا أمريكيا تقريبا  

في شارع نادي مياه القاهرة المتفرع من شارع أحمد سعيد يقع " طريق بكين". مقهى إنترنت أسسه أربعة من الطلاب الصينيين المغتربين بجامعة الأزهر الشريف وأكثر مستخدميه من الطلبة المغتربين. المقهى ليس كبيرا، فهو لا يتجاوز الثلاثين أو الأربعين مترا، ولكن ترتيبه وزخارفه تفوح بعبق صيني، فالسقف مزدان بمصابيح على الطراز الصيني، وفي مدخله خريطة كبيرة للصين، يدنو منها الصينيون فيلمسون مسقط رأسهم. يشيرون، هنا يوننان، وهنا نينغشيا، وقانسو وهلم جرا! سنتا أمريكيا تقريبا

يتذكرون أهلهم وبلدهم وعبر البريد الإلكتروني يطمئنون على الأهل والأصدقاء في الوطن. سنتا أمريكيا تقريبا

يقول يو مياو، أو أحمد، البالغ من العمر اثنين وعشرين عاما، وهو أحد مؤسسي طريق بكين، إنه أعطى المقهى هذا الاسم  لسببين: أولا، لأن بكين هي المركز الثقافي للصين ويمكن أن يكون هذا المقهى بمثابة مركز الثقافات الصينيين في مصر. ثانيا: لأن بكين هي مسقط رأسه، وقد اختار أن يعبر عن شوقه لموطنه بهذه الطريقة.  ويضيف الفتى البكيني ذو الملامح الصينية الدقيقة: "في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان الطلبة الصينيون يضطرون إلى قطع مسافة بعيدة للوصول إلى أقرب إنترنت كافيه لعدم وجود مقهى إنترنت قريب من الجامعة. وذات يوم سمعت صديقا صينيا من الذين يترددون كثيرا على الإنترنت  يقول شاكيا: متى يكون هناك إنترنت كافيه قريب من الأزهر؟ وهنا سألت نفسي: لماذا لا نفتتح واحدا بالقرب من الجامعة؟" وطرحت الفكرة على بعض الأصدقاء، فقررنا نحن الأربعة الشغوفين بالحاسب الآلي إقامة المشروع، واعتبرناه اختبارا لقدرتنا على تحقيق الذات وخدمة أبناء الوطن." سنتا أمريكيا تقريبا

ويقول أحمد يو مياو إنه لاحظ أن سبل التواصل بين مصر والصين ليست متوفرة بالقدر الكافي، ولهذا جعل من المقهى ملتقى ترفيهيا صينيا، يجعل الطلبة الصينيين يشعرون بأجواء الأسرة، فزود المقهى بجهاز تلفزيون يعرض به أحدث الأفلام والمسلسلات الصينية التي يحصلون عليها عن طريق شبكة الإنترنت، فيلتقون ويتسامرون ويتناقشون مثل أسرة كبيرة. سنتا أمريكيا تقريبا

طريق بكين عمره شهور قليلة، ولكن الشباب يبذلون أقصى جهودهم وطاقتهم من أجل هذا المكان الصغير. لقد واجهوا متاعب كثيرة، من إجراءات بيروقراطية طويلة، وتدبير التمويل اللازم للمشروع الذي كلفهم حوالي عشرة آلاف جنيه (1700 دولار أمريكي). سنتا أمريكيا تقريبا

وحول تنظيم الوقت لإدارة المقهى يقول: "اليوم الدراسي في الأزهر يبدأ عادة في الساعة الثامنة صباحا ويستمر حتى الواحدة ظهرا. وعليه نقوم بتقسيم وقت الفراغ بيننا بالتناوب بعد الانتهاء من الدراسة حتى لا تتأثر دراستنا." سنتا أمريكيا تقريبا

وعن أسعار استخدام الإنترنت في المقهى يقول: " مثل كل مقاهي الإنترنت في مصر، سعرنا هو جنيه ونصف (250 سنتا أمريكيا تقريبا) في الساعة. وبهذا السعر نحن لا نحقق ربحا، فهدفنا ليس الكسب المادي وإنما تقديم خدمات بشكل أفضل للصينيين". سنتا أمريكيا تقريبا

مصطفى ما جينغ وى، أمين عام رابطة الطلبة الصينيين بالأزهر مساكن الطلاب في الأزهر

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.