محتويات العدد 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005‏
م

الأمن الإنساني

لم تكد مشاهد إعصاري كاترينا وريتا تختفي من شاشات التلفزيون ولم تكد الذاكرة تنسى الدمار الذي سببه إعصار تسونامي في آسيا وزلزال بام في إيران حتى جاءت الأخبار بكارثة زلزال جنوبي آسيا الذي ضرب باكستان وأجزاء من الهند وأفغانستان. آلاف من القتلى ومئات الآلاف من الجرحى والمشردين ومليارات الدولارات من الخسائر المادية وأوبئة وأمراض تتفشى وندوب نفسية تحتاج زمنا طويلا لتندمل. ماذا حدث لتغضب الطبيعة بكل هذا العنف؟ وكيف يمكن للبشرية أن تتعايش مع هذا الواقع الجديد؟ هل تجاوز الإنسان على الطبيعة وانتهك نواميسها وسننها؟ هل هذا هو الثمن الذي تدفعه البشرية  لقاء ما حققته من تقدم علمي وتكنولوجي؟ أسئلة كثيرة تثيرها الكوارث الطبيعية المتكررة وربما لا أحد يعلم إجابة قاطعة لها، غير أنه من المؤكد أن الإنسان يتحمل الجانب الأعظم من المسئولية عما يحدث، فقد راح الإنسان يجترئ على الطبيعة ويخل بتوازنها؛ فلا أحد يمكن أن يعفي التفجيرات النووية ولا انبعاث الغازات والتلوث المدمر للبيئة والاستخدام الجائر للموارد الطبيعية من كل ما يحدث.على خلافاتنا واختلافاتنا.

إن البشر، سكان كوكب الأرض، كما تؤكد مقالتنا بهذا العدد " الكوارث الطبيعية والمسؤولية الإنسانية " يتحملون مسئولية مشتركة في حماية بيتهم، لأن الكارثة عندما تأتي لا تميز بين دولة متقدمة وأخرى غير متقدمة، ولا تعرف فرقا بين أغنياء وفقراء، وقد كانت تجربة إعصار كاترينا في الولايات المتحدة، أقوى وأغنى دولة في العالم، مثالا حيا بأن لا أحد يستطيع بمفرده أن يتصدى للكوارث الطبيعية. وإن هذا يقتضي الآن وأكثر من أي وقت مضى تعزيز مفهوم الأمن الإنساني الذي يكتسب زخما يوما بعد يوم بعد أن أثبتت التجربة أن مفهوم الأمن بمعناه التقليدي بات قاصرا عن الاستجابة للأزمات والمشاكل ومصادر التهديد الجديدة.على خلافاتنا واختلافاتنا.

لقد سارعت الصين بإرسال فرقة إنقاذ دولية تضم 49 فردا من رجال الإنقاذ والمتخصصين الطبيين وخبراء الزلازل إلى المناطق التي ضربها الزلزال في باكستان لتقديم المساعدات الإنسانية. الفرقة الصينية حملت أجهزة  بحث ومواد إغاثة، تماما مثلما فعلت عندما وقعت كارثة تسونامي وعندما ضرب إعصار كاترينا الشواطئ الأمريكية وعندما وقع زلزال الجزائر. هذه هى فرقة الإنقاذ الدولية الرابعة التي أرسلتها  الصين إلى الخارج منذ عام 2003، وهذا دليل على أن الصين دولة مسئولة تتحمل واجبها الإنساني في مجتمعها الدولي. ومثلما حدث مع كاترينا وتسونامي وبام وغيرها وضعت معظم دول العالم خلافاتها جانبا وأعربت عن استعدادها لتقديم المساعدة والعون، في مشهد يؤكد أن مصيرنا جميعا واحد وأن أمننا الإنساني يجب أن يعلو على خلافاتنا واختلافاتنا.على خلافاتنا واختلافاتنا.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.