محتويات العدد 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2005‏
م

العطلة الصيفية.. وداعا!

ريتشارد مولينز

العمل في العطلة مسألة فيها نظر الأحلام المتكسرة

داخل القاعات والمدرجات يسيل العرق على الجباه والوجوه، وعندما يدق الجرس  يجمع المراقبون أوراق الامتحان ويهرول الطلاب إلى خارج القاعة بل والجامعة ويتفرقون في أنحاء شتى. شهران كاملان لن يكونوا مطالبين بقراءة كتب واستذكار دروس، وسيتمددون أمام التلفاز وسيقطفون الزهور. هذه صورة ذهنية للعطلة الصيفية ولكن الواقع هو أن معظم طلاب يبحثون عن فرصة للتدرب واكتساب الخبرة خلال الصيف، في محاولة لرفع قدراتهم التنافسية عند البحث عن عمل بعد التخرج وتقديم بيان السيرة الذاتية! الأحلام المتكسرة

هل كانت حقا عطلة؟ الأحلام المتكسرة

المنافسة التي يواجهها الخريج الجديد في سوق العمل بالصين جد ضارية، وعندما يدخل الشاب الصيني غرفة المقابلة الشخصية، الإنترفيو، ليحصل على وظيفة يكون مذعورا لدرجة يشعر معها أنه مجرد من لباسه. غير أن تجربة العمل التي تتراكم  في أربع عطلات صيفية تجعل الخريج في موقف أفضل عندما تجرى معه المقابلة. تقول وانغ سندي، خريجة جامعة البريد والاتصالات ببكين، إن كثيرا من الخريجين يحملون نفس الشهادة في نفس التخصص من ذات الجامعة ويتقدمون لنفس العمل. بالتالي فإن الخريج الذي يتقدم للعمل في شركة ما ولديه خبرة وتدريب  يكون حظه في الوظيفة أوفر، خاصة إذا كان العمل الذي مارسه في السابق مشابها للعمل الذي يتقدم له. فضلا عن ذلك، التدرب خلال  العطلة فرصة للطلاب لوضع ما درسوه في الكتب من نظريات وعلوم موضع التطبيق.  تتمنى يوي يان جيوا، الطالبة بالسنة الثانية في جامعة  الدراسات الدولية ببكين أن تصبح معلمة أو محررة أو صحفية بعد التخرج. تقول إن التدريب يساعدها في  ممارسة ما تدرسه بالجامعة ورفع مهارتها. وتعتبر الآنسة يوي يان جيوا أن فن العلاقات الاجتماعية، مهارة لا تُكتسب إلا في العمل، فالعلاقات الإنسانية في الجامعة هي علاقات بين طلاب أو بين طلاب ومعلمين فقط، وتختلف كثيرا عن العلاقات في المجتمع. وتقول أيضا إنها تتعلم كيف تتعايش مع الآخرين في مكتب وتتعود على بيئة مختلفة. في الحقيقة، العمل في العطلة يساعد الطالب في التعرف عن نوعية العمل الذي يناسبه، فقد عملت، والكلام مازال للشابة الصينية، كمساعد مدير موارد بشرية وفي التسويق والاتصالات، وفي النهاية أدركت أن العمل الذي يناسبني هو العمل المرتبط بالسوق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن أحقق دخلا من العمل، حتى وإن كان قليلا، 20 يوانا (2,5 دولار أمريكي تقريبا) في الساعة. الأحلام المتكسرة

بيد أن الحصول على فرصة للتدريب في العطلة الصيفية في الصين ليس مهمة سهلة، فالمنافسة حامية، وإن كان التنافس في سوق التدريب يظل أهدأ من سوق العمل. صحيح أن الطالب يستطيع البحث عن فرصة للتدرب عن طريق الإنترنت ولكن تظل العلاقات الخاصة العامل الأهم. وحسب وانغ سندي، الإنترنت والعلاقات الخاصة هما الطريقان الرئيسيان للبحث عن فرص التدريب، فثمة مواقع شبكية تقدم المعلومات ذات العلاقة كما أن الشركات تنشر على الإنترنت طلبات التوظيف. وإذا عرف الأصدقاء أو الزملاء والأساتذة معلومات عن فرص التوظيف تكون أول من يعلم بها أو يرشحونك للعمل. وتوضح يوي يان جيوان أن قسم إرشاد التوظيف بكل جامعة يساعد الطلاب في البحث عن فرصة للتدرب، كما أن الجامعات تنظم  نشاطات، مثل المقابلات الشخصية وتنظم زيارات للطلاب إلى  الشركات والهيئات الحكومية في نهاية السنة الدراسية بحثا عن فرص للتدريب لهم، ولكن لا يمكنها إتاحة فرصة التدريب لكل طالب. الأحلام المتكسرة

سيدي المدير، ماذا أفعل؟ الأحلام المتكسرة

في شهر سبتمبر، عاد الطلاب إلى جامعاتهم وقص كل منهم حكاياته في العطلة. بعضها مغامرات وبهجة وبعضها محبطة. البعض يتحدث بفخر عن مشاركته في اجتماعات رفيعة المستوى، والبعض يقول متذمرا إنه لم يفعل شيئا في العطلة غير تصفح الإنترنت. وانغ سندي تقول إن مدى الاستفادة من العمل يعتمد على الشركة التي تعمل بها. سمعت من تذمر أنه لم يدرس شيئا من العمل وضيع أوقاته في العمل، ولكنني أعتقد أن عددا قليلا من الطلاب غير راضين تاما عن أعمالهم. سقف طموحات الطلاب الصينيين مرتفع، فهم يريدون أن يدرسوا ويكسبوا من العمل في ذات الوقت فيظنون أن تقييمهم ليس منصفا. الشيء الآخر أن الطلاب عندما يتدربون في شركة لا يعتبرهم المدراء طلابا بل من العاملين بالشركة، ويكلفونهم بأعمال ثقيلة حقا. تقول يوي يان جيوان عن تجربتها في العمل كمترجمة بمكتب الشؤون الخارجية في بكين: لم أتدرب على الترجمة بصورة جيدة، ولم أدر ماذا أفعل، ولكنني اعتبرت ذلك تحديا سيفيدني فيما بعد. وعندما طلب مني الترجمة في اجتماع بين مسؤولين صينيين وزوار أجانب، بذلت أقصي جهودي في الترجمة. وأفادتني التجربة في رفع قدراتي في الترجمة وشعرت بالفخر بنفسي. في العادة لا يلعب الطالب المتدرب في وظيفة دورا إيجابيا في التعلم، ولكن المطلوب هو أن يبادر الطالب بالسؤال والاستفسار، وسوف يساعده  الموظفون في الجهة التي يتدرب بها، فقط عليه أن يسأل. قالت وانغ سندي إن مهمتها في البداية كانت حجز بطاقات السفر  بالطائرة وإرسال الفاكسات ولكن بعد ذلك عملت مع أكبر ثلاثة مديرين علموني كثيرا. نجحت في التدريب، لأنها أقامت علاقة جيدة بينها والشركة التي عملت فيها. الأحلام المتكسرة

الأحلام المتكسرة الأحلام المتكسرة

عندما يبدأ الطالب التدريب في شركة كبيرة، في البداية تكون أحلامه كبيرة، فيذهب حاملا دفتره ليدون به ما يتعلمه، ولكن بمرور الوقت  يجد نفسه في جوف آلة تمضغ أحلامه. يأتيه خبر مغادرة الشركة بغتة. وقصة لي جيا نموذج لذلك. فقد عملت في العطلة الصيفية بأحد أجهزة الإعلام الكبيرة بترشيح من أستاذها. تقول إنها لم تتعلم شيئا من العمل ولم تستفد شيئا لأن عدد المدربين كان كبيرا ولا توجد أعمال لهم  جميعا، إلا أنها ستكتب في سيرتها الذاتية أنها تدربت بتلك المؤسسة. تعترف لي جيا بأن سيرتها الذاتية لا تعبر عن معظم السير الذاتية للآخرين، وتقول إن كثيرا من الطلاب يستفيدون من تدريباتهم وأنهم قد يعملون بعد التخرج في الشركات التي تدربوا بها إذا اقتنعوا بها، ولكنني عرفت من تجربتي أنني لا أناسب العمل في مجال الإعلام بعد التخرج، فعلى الأقل يمكن للطالب أن يعرف نوعية العمل الذي يناسبه في المستقبل.   الأحلام المتكسرة الأحلام المتكسرة

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.