محتويات العدد 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2005‏
م
بين بكين والقاهرة
مصر للطيران تستأنف رحلاتها إلى الصين
  أيمن السميري

أخيرا، وبعد طول انتظار، قررت شركة مصر للطيران استئناف رحلاتها بين القاهرة  و بكين، ولكن هذه المرة مرورا ببانكوك. وحتى طباعة المجلة كانت الناقلات الوطنية المصرية في انتظار موافقة الجهات الصينية لمعاودة التشغيل في نهاية هذا الشهر، أكتوبر 2005.  وكانت مصر للطيران قد بدأت في يناير عام 2003 تشغيل رحلات مباشرة بين العاصمتين المصرية والصينية، ولكنها توقفت بعد ثلاثة أشهر فقط، وقيل إن السبب هو وباء سارس وحرب العراق، وانتهى سارس وحرب العراق ولكن الطائرات الحاملة للعلم الوطني المصري ظلت بعيدة عن السوق الصينية التي تتكالب عليها شركات الطيران العالمية. ((الصين اليوم))، من أجل توفير مزيد من المعلومات لقارئها حول هذا الموضوع  التقت مع  مسئولي الشركة في بكين وفي القاهرة.بين بكين والقاهرة

في بكين التقينا أيمن السميري، المدير الإقليمي لمصر للطيران بالصين، الذي  أوضح بداية أن المواعيد المقترحة للتشغيل من بكين إلى القاهرة مرورا بتوقف سريع بمطار بانكوك، تايلاند، هي أيام (الاثنين- الأربعاء- الجمعة- السبت)، وصول بكين الساعة 1825 والإقلاع الساعة 1935  بالتوقيت المحلي لبكين، وجاري التفاوض بشأن هذه المواعيد الآن مع سلطات الحركة الجوية بالطيران المدني.بين بكين والقاهرة

وحول توقعاته بالنسبة للسوق الصينية قال إنها مبشرة للغاية حيث توجد مؤشرات كبيرة على أن سوق السفر الصيني سوق واعدة خاصة بعد أن أدرجت الحكومة الصينية مصر على قائمة المقاصد السياحية للصينيين. ويضاف إلى هذا أن قطاع الأعمال المصري ينتظر هو الآخر وجود هذا الجسر الحريري لمصر للطيران لتفعيل الشراكة والتعاون مع قطاع الأعمال الصيني. ولا بد هنا من الإشارة إلى حزمة الإصلاحات التي شهدها مطار القاهرة في بنيته التحتية عززت مكانته كنقطة تجميع وتوزيع إلى الشرق الأوسط وأفريقيا حيث المقاصد الرئيسية للسياحة والاستثمار الصيني، لاسيما الجزائر والسودان وليبيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وتل أبيب واستنبول وغيرها. وقال السميري إن الإمكانيات كبيرة ومصر للطيران مؤهلة لتكون البوابة السحرية للسائح الصيني إلى الشرق الأوسط وأفريقيا بل وأوربا فشبكة مصر للطيران مصممة بشكل يجعل كل هذه النقاط عند أطراف أصابع الراكب الصيني علاوة على شبكة داخلية تؤمن للراكب الصيني زيارة أجمل مقاصد العالم على البحر الأحمر كشرم الشيخ والغردقة بالإضافة إلى المقاصد الثقافية كالأقصر وأبو سمبل وأسوان. بين بكين والقاهرة

وحول استعدادات الشركة لوقوع حوادث طارئة قال أيمن السميري إنهم مهيئون تماما للتعامل مع أي طارئ في السوق السياحي فمنتج السياحة المصري بطبيعته جاذب ومصر للطيران وضعت في سبيل ذلك كل إمكانياتها من أحدث الطائرات البوينغ 777 بعيدة المدى إلى خدمة ضيافة صينية رفيعة علاوة على شبكة خدمة عملاء رفيعة عصرية متمثلة في مكتب الشركة ببكين ومكتبها بالمطار وشبكة الوكلاء المسوقين.بين بكين والقاهرة

ولكن كيف تنافس مصر للطيران الشركات الأخرى وماذا يمكن أن تقدم لراكبها؟ قال السميري إن هناك خطوطا بين بكين والمنطقة العربية لكنها لا تحقق ميزة الوصول مباشرة إلى مصر قلب العالم العربي وأفريقيا ويعاني الراكب لساعات طويلة من الانتظار بالمطارات وبالطبع هذه المعاناة ستنتهي مع تشغيل مصر للطيران علاوة على أن شركات الطيران الأخرى لا تؤمن للراكب وصولا مباشرا إلى المدن الرئيسية السياحية في مصر كأسوان وأبو سمبل وشرم الشيخ وغيرها. وأوضح أن الشركة بصدد بدء حملة دعائية كبيرة منظمة بشكل علمي مدروس ومتدرج وتحقق صفة النفاذ والوصول إلى الشريحة المستهدفة منها. وأشار إلى أن احتفالا كبيرا سيقام بمناسبة بدء الرحلة سيحضره مسئولو السياحة والسفر من الصين ومصر والسفراء وشركات السياحة وجمعيات الصداقة الصينية والعربية. وفي الختام قال أيمن السميري إن "المسافة بين سور الصين العظيم وأهرامات مصر الخالدة أصبحت أقصر كثيرا مع بدء الجسر الحريري لمصر للطيران!"بين بكين والقاهرة

وفي القاهرة التقى إسحاق جيا بنغ و محمد الحسيني مع حسين شريف، مدير عام الشئون الدولية و ياسر الرملي، مدير إدارة اقتصاديات الخطوط  بمصر للطيران، حيث أوضحا أن السبب في  توقف خط  القاهرة – بكين كان حرب العراق والتي أعقبها ارتفاع لرسوم التامين على الطائرات المتجهة إلى منطقة الشرق الأوسط وقد انعكس ذلك على أسعار التذاكر ووباء سارس الذي انتشر بمنطقة شرق أسيا وأعقبه انخفاض شديد في الحركة الجوية من وإلي شرق آسيا. وحول مؤشرات حركة الطيران على خط بكين قبل وبعد سارس ، أوضحا أن المؤشرات في الرحلتين أسبوعيا في بداية تشغيل كانت تفوق 60% وهي بداية جيدة جيدا، ثم بدأت في الانخفاض نظرا لانخفاض حركة السفر. وقد وجدنا كل التعاون من الجانب الصيني فضلا عن توفير التوقيتات المناسبة لنا. أما عن أسباب التـأخر أو التردد في استئناف الرحلات، خاصة وأن الخطوط القطرية قامت العام الماضي بتشغيل خط لها إلى بكين، قال مسئولا مصر للطيران إن الشركة أعادت هيكلة خطوطها اعتبارا من إبريل 2004 بأسس علمية حيث أوقفت عددا من الخطوط إلى بعض النقاط نظرا لعدم جدوى استثمارها على أن تتواجد من خلال شركات طيران أخرى . لذلك لم تتم إعادة  تشغيل خط القاهرة بكين عام 2004 ولكن تم وضع خطة لعودة شغل الخط في بداية شهر نوفمبر 2005، وإن كان ذلك على الحصول على التوقيتات المناسبة لمصر للطيران من قبل سلطات مطار بكين، حيث أن مصر للطيران تجد صعوبة شديدة في الحصول على توقيت مناسب لها نظرا لازدحام المطار بتوقيتات الخطوط الأخرى وخاصة الداخلية. وفي حال عدم تمكن الجانب الصيني من توفير التوقيتات المناسبة. وأوضحا أن المطارات الدولية تعطي توقيتات محددة لكل شركة طيران للهبوط فيها على أن يستغل هذا التوقيت خلال فترة معينة، فإذا لم يستغل أو كانت فترة تشغيله أقل من 80%  فلسلطات المطار الحق في إلغاء هذا التوقيت، ومن ثم فتوقيت مصر للطيران السابق قد تم شغله وتجري حاليا عملية الحصول على توقيت جديد حيث تم إخطار الجانب الصيني بنية مصر للطيران لتشغيل الخط منذ مايو 2005 وكذلك إخطار خطوط الصين الجنوبية عن طريق مؤتمرات تنسيق الجداول التابعة للاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال شهر يوليو 2005، وإلي يومنا هذا لم يتم إخطار مصر للطيران، وفقا لمسئولي الشركة، بالموافقة على المواعيد المطلوبة. بين بكين والقاهرة

وقد سألت "الصين اليوم": لماذا لا تنتهج مصر للطيران سياسة اجتذاب عملاء أكثر  مثلما تفعل شركات طيران منافسة في بكين تقدم أسعارا أقل وخدمات أفضل تتمثل في زيادة الوزن المسموح به للحقائب لأكثر من عشرين كجم لراكب الدرجة السياحية ؟ فأوضح المسئولان أن كل شركة طيران تسعى لانتهاج سياسة ربحية معينة تحقق بها هدف ربحي بكل السبل وليس فقط عن طريق ميزة زيادة الوزن المسموح لحقائب الراكب فهناك عوامل أخرى مثل تقديم خدمات ضيافة جوية متميزة أو شبكة مترامية الأطراف تخدم الراكب في اكبر عدد ممكن من المحطات الدولية مثلما تفعل مصر للطيران. أما عن أسعار التذاكر فهناك عائق ضريبي تفرضه السلطات الصينية على عائدات مصر للطيران يسمى ضريبة الأعمال يتحملها الراكب، بالرغم من وجود اتفاق بعدم الازدواج الضريبي . وأشار  حسين شريف وياسر الرملي إلى أن شبكة مصر للطيران تعتمد على التجميع ثم التوزيع بمعنى التجميع بمطار القاهرة ثم التوزيع عبر شبكتها حول العالم فهي تهدف من تحديد توقيت معين لها هو ربط بكين بشمال أفريقيا وجنوبها بالإضافة إلى جنوب أوروبا، هذا بالإضافة إلى شبكة الخطوط الداخلية أيضا والتي تبدأ رحلاتها في الثامنة صباحا ومن المفترض أن تصل رحلة بكين إلى القاهرة في السادسة صباحا.بين بكين والقاهرة

مراسل الصين اليوم إسحاق جيا بنغ في حوار مع حسين شريف (اليمين) وياسر الرملي

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.