محتويات العدد 1 يناير (كانون الثاني) ‏2005‏
م
حفل زفاف ريفي، في الستينات

 

الزواج الزواج على الطريقة الصينية! الزواج

لو رو تساي

اللمسة الشخصية في حفلات الزفاف اليوم معاصران يفضلان الأسلوب التقليدي لحفل الزفاف صورة زفاف تذكارية، في أواخر الستينيات

 

قالوا، وصدقوا فيما قالوا، إن التغير في طريقة الزفاف مرآة تعكس التحول الاجتماعي، ودليل ذلك أن طريقة الزفاف ومفهوم الزواج في الصين اليوم يختلفان كثيرا عما كان في جيل الآباء والأجداد. هذا الاختلاف هو صورة مصغرة للتغيرات التي يمر بها المجتمع الصيني حاليا.الإنترنت، حيث أنها

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لم تكن الصين قد استعادت بعد عافيتها. وكان الفلاحون والعمال والجنود، تحت قيادة جيش التحرير الشعبي، وقد أصبحوا  سادة للبلاد، هم فرسان أحلام الفتيات. كان الآباء هم الذين يقررون زواج الأبناء، فلا حرية في اختيار النصف الحلو.الإنترنت، حيث أنها

لو تشينغ لين: 68 سنة، فلاحالإنترنت، حيث أنها

تزوجت عام 1956، وكان عمري 20 سنة. ولعل كثيرون، هذه الأيام، يظنون أنني تزوجت في سن مبكرة، ولكن هذه السن كانت، حسب العادة، متأخرة عندما تزوجت. في زماننا كانت البيوت تفتح للخاطبة، أو وسيط الزواج، عندما يبلغ الصبي السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من العمر. الأسرة التي لديها فتى قوي هُمام، لا تواجه مشكلة في زواجه على نحو مرض. أنا الولد الثاني في أسرتي، وكان أخي الكبير جنديا قد التحق بجيش التحرير بعد وقت وجيز من تحرر بلادنا، وكانت الخاطبة تأتي بيتنا بمجرد مغادرة أخي إلى وحدته العسكرية،  لتقنع والدينا بتزويج أخي من فتاة طويلة القامة نشيطة الحركة. استحسن الوالدان العرض وعندما عاد أخي في أول زيارة إلى البيت ، تم زواجه من الفتاة التي اقترحتها الخاطبة، دون أن يرى العروسان بعضهما من قبل.  جاء دوري، وكان والداي لا يطلبان في زوجة الابن إلا القدرة على العمل في الحقل والإنجاب فقط، ولكنني لم أقتنع بهذا، بل أكدت أن زوجتي يجب أن تكون على قدر كبير من الجمال. مرت فترة و جاءت إلينا إحدى الجارات ورشحت ابنة أخيها عروسا لي، وقالت في وصفها إنها جميلة ماهرة. وقالت الجارة إن أسرة الفتاة تريد أن تزوجها لأسرة ثرية، وكان معيار الثراء في ذلك الزمان أن يكون مخزن حبوب العائلة ممتلئا. كان والدي على قدر من التعليم، وقد أنجب خمسة أولاد، جعلوا ظروف الأسرة الاقتصادية صعبة، فلم يكن الأب يستطيع توفير الطعام واللباس لأفراد الأسرة، فما بالك بتخزين الحبوب.. كانت الجارة ترغب بشدة في إتمام هذا الزواج، ولهذا اقترحت على أسرتنا إعادة بناء المخزن في بيتنا، حيث نضع كمية كبيرة من الرمال في القاع وننشر حبوب القمح والذرة على السطح. وقد حدث ذلك وعندما زار والدا الفتاة بيتنا وشاهدا مخزننا مملوءا بالحبوب، اعتقدا أن حياتنا ميسورة، ففرحا ووافقا في الحال على زواجي من ابنتهما. كنت سعيدا للغاية بنجاح خدعتنا، لأن رأي الوالدين كان القول الفصل في زواج الأبناء. لم يكن يقلقنا أن تكتشف أسرة الفتاة سر مخزننا فيما بعد، لأنه طالما أن رب الأسرة قد أعطى لنا كلمة بالموافقة لا يمكنه التراجع عنها خشية ملامة الناس. وفي زماننا كان على الفتاة أن تقبل بمصيرها بعد الزواج، وتتبع زوجها إلى النهاية سواء كان بطلا أو متخاذلا، فالمثل الصيني يقول: إذا اقترنت بديك، عليك أن تقضي حياتك في خم الديك وإذا اقترنت بكلب، عليك أن تقضي حياتك في بيت الكلب. الإنترنت، حيث أنها

قبل موعد الزواج لم ألتق بعروسي، فالفتاة في ذلك الزمان لم تكن تخرج من بيتها ولا ينبغي أن تقابل خطيبها بعد الاتفاق. بعد عدة شهور اتفق من بيدهم الأمر من الأسرتين على موعد الزفاف. ذهبت إلى بيتها لأخذها إلى بيتنا، وبدأنا حياة زوجية عادية،  ومثل الآخرين سارت حياتنا مستقرة، أنا مسؤول عن الأعمال الخارجية، وهي مسؤولة عن الشؤون المنزلية. والآن يقترب عمرنا من السبعين، ومن حولنا أولادنا وأحفادنا، ونشعر بسعادة وارتياح، في رأيي الشخصي، الزواج يعني أن يتحاب الزوجان ويجدان في حياتهما المشتركة، ويبذلان جهدا لجعل أسرتهما سعيدة.الإنترنت، حيث أنها

معظم الذين تزوجوا في السبعينيات وأوائل الثمانينيات تجاوزوا عملية التعارف التقليدية بين الجانبين قبل الزواج، فقد تعارفوا عن الخاطبة  أو الوسيط، وكانت كل أمور الزواج تقريبا  تتم بموافقة الأباء والأمهات، وبعضها يتوقف على التدبير الكامل منهم، ولم تكن العلاقات الغرامية منتشرة بين الشباب. لذلك لم يكن التعارف بين معظم الشباب كافيا قبل زواجهم، وحتى قال البعض إنهم تزوجوا ثم جاء الحب، لذلك يتفق معظمهم على أن الحب بين الزوجين يمكن تربيته وإنماؤه بعد الزواج.الإنترنت، حيث أنها

ليو ينغ: 45 سنة، موظفة الإنترنت، حيث أنها

تزوجت عام 1983، كان عمري 24 سنة، وعمر زوجي 27 سنة، أي أن الفارق في السن كان بسيطا ، وهذا يختلف تماما عما يحدث حاليا، فالفارق بين الزوجين حاليا يمكن أن يكون  أكثر من عشر سنوات. مثل هذه الحالة إذا ظهرت في زماننا لم يكن يُسكت عنها ويتكاتف الجميع  لتحطيمها. كان زوجي يعمل مع أمي في نفس المكان، فقد كان يأتي إلى بيتنا لمتابعة صحتي الضعيفة بتقديم بعض العلاج لي  حيث لديه بعض المعارف الطبية. استحسن والدي هذا الشاب، وأملا أن يكون صهرا لهما، وكان بودهما أن يزوجا أختي الكبيرة له، غير أن ما حدث فاق ما تصور الجميع، فالشاب كان يحبني وليس أختي، وأنا لم أكن معجبة به، وبمعنى أدق لم أنظر إلى علاقتي به من زاوية الحب. كنت أريد أن أبحث عن حبيب بنفسي حرة، لذلك كانت خلافات ومشاجرات تنشب بين حين وآخر بيني وبين والديٌ قبل زواجي، ولكنني وافقت على الزواج منه في نهاية الأمر. المحصلة أنني سيدة تقليدية، هناك سببان جعلاني أتزوجه: أولا، أنه رجل طيب، وخاصة أنه يفهم كيفية التعامل مع المسنين باحترام وعناية؛ ثانيا، أن والدايٌ أحبا هذا الشاب، وأرادا تزويج ابنتهما له، فقد اكتفيت تماما بهذين السببين في أمر زواجي في تلك الظروف التاريخية. كان الشباب من جيلنا لا يهتمون كثيرا بالحب الحقيقي في زواجهم، وكانت الفكرة المسيطرة هي الحياة الزوجية في أسرة مستقرة سعيدة عن طريق الطاعة والتنازل المتبادل بين الزوجين، وكان والدي يتمسكان بهذا الموقف أيضا.الإنترنت، حيث أنها

وبعد الخطبة كان اللقاء بيننا لا يزال محدودا، فقد عرفت فقط أنه رجل طيب القلب، ليس أكثر، وكلما جاء إلى بيتنا للزيارة كان يقضي معظم الوقت في الحديث مع والديٌ، ونادرا ما كنا ننفرد في حديث خاص، كما لم نخرج معا. كان الصينيون متحفظين فلا يسمح الكبار للفتاة وخطيبها بالخروج وحدهما. وقد تم التسجيل الرسمي لزواجنا عندما بلغ عمري 22 سنة، ولكن ظلت الاتصالات قليلة كما كانت، لأن الناس لم يكن يعترفوا  بشرعية علاقتنا الزوجية إذا لم نقم حفل الزفاف ندعو إليه الأهل والأصدقاء. رغم أننا أصبحنا زوجين من الناحية القانونية، بدأت حياتنا الزوجية الحقيقية بعد سنتين من التسجيل. كانت لوازم الزواج التي أعدتها أسرتي بسيطة للغاية، وهي عبارة عن طاقمين من المفروشات الجديدة، بينما أعد هو سريرا خشبيا كبيرا فقط، وكنا ننام في غرفة صغيرة خصصها لنا والداه في بيتنا. وهذه الحالة تختلف تماما عن تطلعات شباب اليوم الذين يسعون دائما إلى السيارات الفاخرة والشقق الواسعة قبل زواجهم. كان الشباب في زماننا لا يولون بالا كبيرا لدخل الطرف الآخر عند اختيار النصف الحلو، وإنما يضعون الطباع الجيدة والسلوك في المقام الأول.الإنترنت، حيث أنها

بعد الزواج ساد الوفاق والهدوء في أسرتنا، ولم نتشاجر أبدا حول أمور البيت، وهذا يعجب الكثيرين، ولكن الواقع أنه لا يوجد ما يثير خلافات في البيت، فهو يحصر اهتمامه في القراءة ومتابعة برامج التلفزيون بعد عودته من العمل، أو يتجاذب أطراف الحديث معي حول الأمور اليومية في بعض الأحيان، أما الشؤون المنزلية فيتركها لي وأنا أدبر كل شيء، وهو يوافق على كل ما أقوم به، إذن لا يوجد سبب للمناقشة أو المشاجرة بيننا. وفي رأيي أن الزوجين يكفيهما أن يتبادلا العناية والاحترام طوال حياتهما . قد يرى كثيرون أن حياتنا تفتقر إلى  الرومانسية، فلم نحتفل أبدا بذكرى زواجنا منذ 21 سنة. وقد يظن شباب اليوم أن حياتنا خالية من الحماسة والدفء، وأنا معهم في هذا الرأي، فالحقيقة أن المشاعر بيننا تكاد تخلو من الحب الحقيقي بين الزوجين، وتحل محلها مشاعر العطف والعناية بين أفراد الأسرة، فمشاعري نحوه مثل مشاعري نحو أبي وأمي. وأعتقد أن معنى الزواج هو جهود مشتركة يبذلها الزوجان لضمان الحياة المستقرة والمطمئنة في بيتهما، والحب الجنسي ليس هو كل الزواج على الإطلاق.إنترنت، حيث أنها

في التسعينيات اجتاز الكثير من الشباب فترة مثيرة من الحب والعلاقات الغرامية قبل  زواجهم، وعلى الأقل شعروا وأكدوا بوجود هذه الفترة الخاصة في الطريق إلى الزواج. لأول مرة أظهر الشباب في ذلك العهد جرأة على البوح بما في قلوبهم من حب حقيقي، ولكنهم عادوا في نهاية المطاف إلى حياة الأسرة التقليدية ملتزمين باتجاه الزواج الأصلي، معتقدين أن الزواج يتحول إلى سلوك لاأخلاقي إذا خلا من الحب، وبالتالي طفق بعضهم يبحث عن حب جديد بعد الزواج الفاشل!الإنترنت، حيث أنها

لي سي هاي:  35 سنة، صحفي الإنترنت، حيث أنها

على الرغم من أن تجربة زواجي الأول انتهت بالفشل، ما زلت متمسكا بأن الزواج مطلب أساسي للإنسان، لذلك لست مستعدا أن أعيش حياة العزوبية، بل أبحث عن فتاة تناسبني، وتنجب لي طفلا، وهذا أعظم هدف أسعى إليه حاليا. أتممت زواجي الأول في سن الرابعة والعشرين. كنت طائشا أتطلع إلى تحقيق حلم جميل في الزواج. ربما كان الشباب من جيلنا متأثرين أكثر بالتغيرات الناجمة عن سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، في ثمانينيات القرن الماضي كنا مراهقين، إضافة إلى تأثيرات القصص العاطفية التي عرضت بكثرة على الشاشة في ذلك الوقت. كان يراودني حلم أن أصادف فتاة مثل "سنو وايت"، فتشتعل نيران الحب بيني وبينها بمجرد احتكاك بسيط، كنت غير مستعد للسير على طريقة والديٌ أو أخي الكبير وزوجته في الزواج الذي تم عن طريق التعارف من قبل الآخرين، ثم تكوين الأسرة بسرعة. كانت زميلتي في العمل، مكتبها مجاور لمكتبي. لم تكن جميلة، وإنما تنتمي إلى ذلك النوع من الفتيات اللواتي لا يتمتعن بجاذبية كبيرة في نظر الفتيان في ظل اهتمام الجميع بجمال الملامح عند الزواج في تلك الفترة. أهملت وجودها في بداية الأمر أيضا، ولكن فرصة عرضية جمعتنا، فوجدتها تشاركني في أمور كثيرة أثناء حوارنا، ثم واصلنا الحوار في الأيام التالية بعد اللقاء الأول، وهكذا أكملنا زواجنا بعد نصف سنة من ذلك. كان أهلي وأهلها راضين جدا عن زواجنا. سعد والداي، وهما متوسطا التعليم، لما أخذت الجامعية إلى البيت، وكان مطلبهما الوحيد هو أن أعاملها معاملة جيدة وألبي كل رغباتها، ومن الجانب الآخر حظيت أيضا بتقدير جيد من والديها، حيث رآني شابا دؤوبا يوثق به.الإنترنت، حيث أنها

كانت زوجتي امرأة ذات طموحات عالية، فقد أكملت دراستها العالية في بكين، ولكنها لم تستطع أن تبقي هناك للعمل لأسباب اجتماعية، وبعد الزواج مازالت تحاول تحقيق رغبتها في العمل في بكين غير مقتنعة بوضعها. انطلاقا من حبي لها، رأيت أنه يجب عليٌ أن أشجعها على المزيد من التقدم، لذلك سافرت بمفردها إلى بكين في عام 1996، وخلال سنة ونصف كانت تستعد لامتحان تمهيدي الماجستير، وفي الوقت نفسه قامت بأعمال جانبية تكسب منها بعض المال. كنت كل شهر أستقل القطار لمدة عشرين ساعة من موقع عملي إلى بكين للقائها. وأخيرا تمكنت من تحقيق حلمها في عام 1998، فالتحقت بجامعة رنمين الصينية المشهورة لدراسة الماجستير. ومن أجل المعيشة معها في بكين، استقلت من عملي الذي كان مغريا إلى حد كبير في موطني، وتمكنت أيضا من النجاح في امتحان تمهيدي الماجستير بجامعة تشينغهوا ببكين بعد جهد جهيد لمدة نصف سنة. وبينما كنت سعيدا بأننا نستطيع أن نستقر في بكين ونعيش معا مطمئنين، فاجأتني هي بطلب الطلاق، وكانت حجتها هي حدوث تغيرات في مشاعر كل طرف منا تجاه الآخر. أنا رجل أقدس الحب في الزواج، وأعتبر الزواج الخالي من الحب زواجا لاأخلاقيا، وهكذا تخلصنا من العلاقة الزوجية في طرفة عين. كان الطلاق، في ذلك الوقت، أمرا غير مرغوب في نظر معظم الناس، لذلك لم أخبر والديٌ بما حدث بيننا إلا بعد سنة ونيف خوفا من أن تسوء حالتهما النفسية بسبب هذا الخبر السيئ المثير، لأنهما قد تعودا على التحمل والصبر تجاه كل أمر مزعج في البيت بهدف الحفاظ على العلاقة الزوجية القائمة، ولهذا السبب بالذات ظللت أعتبرهما فاشلين في زواجهما، رغم أنهما لا يوافقان علي ذلك. كانت المهمة الأولى لأمي في البيت هي إعداد الطعام وتربية الأولاد، وكلما فقد أبي أعصابه لأمر ما، تحلت أمي بالصبر والتنازل، وكان البكاء الحزين من ورائنا هو الحل الوحيد للتناقضات بينها وبين زوجها. وأعتقد أنهما لا يفهمان بتاتا الحب بين الزوجين، ولكنهما تعايشا في أسرة واحدة منذ سنوات وحتى الآن، ربما لأنني شاهدت بعيني ما حدث بين والديٌ، نشأت في قلبي عزيمة قوية لإيجاد الحب الحقيقي من الزواج.الإنترنت، حيث أنها

في نظر الشباب في أقل من الثلاثين، ويجتازون الآن مرحلة الحب والزواج، هناك فرق بين الحب الجنسي وبين الزواج والأسرة،  فهم يسعون إلى الحب والمتعة مهملين الزواج والأسرة. الكبار يرون أن هذا بعيد كل البعد عن روح المسؤولية الاجتماعية، ولكن هؤلاء الشباب يعتقدون أن تحمل المسؤولية عن أنفسهم طول العمر أهم من أي شيء آخر.الإنترنت، حيث أنها

تشنغ شين: 26 سنة، موظفة في شركة عقاريةالإنترنت، حيث أنها

على الرغم من أنني لا أريد حقا أن أتم زواجي في القريب، أتوقع أن يقام حفل زفافي العام القادم حسب الموعد الذي حدده والداه. من المفروض أنني أنا الذي أقرر وقت الزواج وكيفيته، ولكن في الواقع هذا الأمر يجري أبعد كثيرا مما تصورت. والداه، مثل كثير من الأباء والأمهات، يريدان أن يكون حفل زفاف ابنهما غاية في الأبهة، وبذلك يحققان المهمة الكبرى في حياتهما. لقد انزعجت كثيرا بفكرتهما هذه، إذ كان بودي تبسيط عملية زواجنا بقدر الإمكان. الزواج أمر متعب للغاية، إلى جانب إعداد حفل الزفاف وغيره من الأعمال الروتينية يجب علىٌ أن أعالج سلسلة من الأمور الأشد تعقيدا مثل التعامل مع حماتي في البيت، كما يعرف الجميع أن تحسين العلاقة بين الأم وزوجة ابنها هو أصعب شيء في كل أسرة، وستنشأ بينهما حتما تناقضات لا تحل حتى وإن كانت كل منهما امرأة طيبة، وربما يكون هذا هو السبب الذي يجعلني أخضع لإرادة والديه في إنجاز زواجنا مبكرا، المهم أني لا أريد أن يصفني الآخرون بعدم البر أو قلة الاحترام لوالديه قبل أن أنضم إلى أسرته.الإنترنت، حيث أنها

لقد تعرفت عليه عبر الإنترنت، ويرى كثيرون أن إقامة العلاقات الغرامية عبر الإنترنت تجربة خطيرة ومثيرة للمراهقين والمراهقات، غير أنني لي  رأي آخر، حيث أن شبكة الإنترنت ليست إلا جسرا يتعارف عبره الشباب مع الشابات، تماما مثل دور الخاطبة التي بفضلها تزوج كثيرون. ولا أنكر أن هناك محتالين وأشرارا يمارسون نشاطات إجرامية على الإنترنت غير أن معظم الذين يقومون بالدردشة على الإنترنت يريدون التعبير عن ما في قلوبهم من المشاعر الحقيقية للأصدقاء أو الصديقات. وبعد سنة وأكثر من التعارف على الإنترنت أقمنا العلاقة الغرامية بالمعنى الصحيح بين الفتى والفتاة، ثم بعد سنتين أخريين من التعارف أكثر، عندما شعرت بأن علاقتنا قد أصبحت ناضجة ومستقرة أكثر، أخذته إلى بيتي لأقدمه لوالديٌ بصفته حبيبي، وأطلعتهما على أنني عرفته عبر الإنترنت. وبعد أن تأكدا بأنه شاب جيد، وسيكون زوجا أمينا لابنتهما، تخليا أخيرا عن موقفهما ضد جهودي لإقامة الصداقة مع الفتيان عبر الإنترنت. لقد كانت أعصابهما متوترة لتصرفاتي على الإنترنت، لما سمعا عن الحوادث الإجرامية التي ارتكبها بعض الأوغاد عن طريق الدردشة مع الفتيات على الإنترنت، وأقاموا صداقة مزيفة معهن، فألحقوا أذى بهن. لقد نجحت في تأخير إعلام والديٌ بأمر حبيبي، أما إذا أعلمتهما بما قمت به معه في بداية الأمر لفضا علاقتنا بكل حزم. لقد اندهش أيضا أصدقائي وزملائي لما سمعوا قصة حبي في البداية، ثم هنئونا بعد أن عرفوا أننا سعيدان، فيلذ لهم الحديث عن تجاربنا على الإنترنت. غير أن هناك من عارضوا اقتراني به بشدة، وعندي رفيقة في العمل، حاولت عدة مرات منعي من ذلك بتقديم شاب آخر في الحياة الواقعية لي بدلا من ذلك الفتى الذي عرفته عبر الإنترنت، حيث أنها تعتبر كل من يظهر على شبكة الإنترنت إنسانا خياليا، ومعايشته تجعل المرأة غير مطمئنة.الإنترنت، حيث أنها

أنا لا أعارض الزواج، لأنه أقوى ضمان للحياة السعيدة للحبيبين، ولكن هناك نقطة لا بد أن أؤكدها بقوة، ألا وهي أن المرأة لا يمكنها أن تفقد مبادرتها الذاتية بعد الزواج، ولا يجوز لأحد أن يطلب منها أن تكون ربة بيت أو أم فقط، وإلا يضيع المغزى الحقيقي للزواج. إن الزواج الذي أسعى إليه هو عصر براق سعيد يستمتع به الزوجان معا، أما إذا تعرضت هذه المشاعر الجميلة للتشويش وحلت محلها عناصر أخرى فقد تتلاشى سعادة الزواج كليا.الإنترنت، حيث أنها

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.