محتويات العدد 1 يناير (كانون الثاني) ‏2005‏
م
فرص تجارية على ظهور الخيل

ماك.قافري

هناك روابط وثيقة بين الصينيين والخيول، في متحف بمدينة شيآن تماثيل الجنود والخيول المعروضة تذكرنا بالمآثر العظيمة التي سجلها الفرسان الأبطال في عهد أسرة تشين الإمبراطورية  قبل ألفي سنة؛ وروعة خزفيات أسرة تانغ الثلاثية الألوان المشهورة عالميا تتمثل في كثير من تحف الخيول؛ وفي القرن الثالث عشر تمكن المغول من اكتساح أراضي وسط الصين  وتوحيدها معتمدين على قوات خيالتهم الباسلة؛ ومن بين الزعماء والقادة الذين أسسوا الصين الجديدة هواة غير قليلين لركوب الخيل.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

رغم كل ذلك لم تنتشر رياضة الفروسية في الصين في القرن الماضي، ولكن في السنوات الأخيرة ظهر مجموعة من الأغنياء الصينيين الذين يميلون إلى هوايات الغربيين، فبدءوا يمارسون الألعاب الشائعة في الغرب، مثل كرة الغولف وكرة التنس، وركوب الخيل. ومعظم الصينيين لا يعرفون حتى الآن كيفية ركوب الخيل، غير أنه في ضواحي بعض المدن الصينية الرئيسية يبرز مؤخرا تيار لإنشاء نوادي الفروسية، الأمر الذي يجذب عددا متزايدا من الناس للانضمام إلى صفوف الفرسان.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

نوادي الفروسية الناشئةبفعل نجاحهم السابق يثق كاي

نفقات ممارسة النشاطات في نوادي الفروسية الصينية عالية بالمقارنة مع ما ينفق في النوادي المماثلة في الدول الأخرى، فتبلغ عادة الرسوم الدراسية لساعة واحدة فيها 200 يوان، وهذا المبلغ يفوق قدرة الفرد العادي، فالدخل الشهري للعامل في قطاع المعمار مثلا 600 يوان فقط، فكيف يجد ما ينفق في هذه النوادي؟ علما بأن نفقات تعلم ركوب الخيل في ألمانيا وفرنسا لا تصل إلى هذا المستوى، وفي غربي ايرلندا مدرسة مشهورة لتعليم الفروسية هي مدرسة  Claremorris ، رسوم الدرس الواحد فيها 15 يورو فقط، أي تساوي 150 يوان صيني. حول أسباب ارتفاع نفقات في أندية الفروسية قال المتحدث باسم نادي تيانشينغ للفروسية إن جميع الخيول في ناديه مستوردة من استراليا، وذلك يجعل تكاليف الإدارة للنادي مرتفعة إلى حد كبير.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

في يومي 19 و20 سبتمبر عام 2003 أقام نادي نور الشمس والوادي الجبلي للفروسية الذي يقع في سفح سور الصين العظيم بمحافظة يانتشينغ ببكين، أقام الدورة الأولي لسباق الفروسية الدولي ببكين (الدورة الثالثة لبطولة الفروسية الآسيوية)، وشارك فيها 36 لاعبا من كوريا الجنوبية واليابان وماليزيا والفليبين وغيرها. وكانت السباقات تجري تحت مراقبة اتحاد الفروسية الآسيوية، وقد حققت الدورة نجاحا تاما، وهذا دليل على أن بكين تمتلك القدرة والكفاءة لتنظيم مباريات الفروسية المماثلة في الألعاب الأولمبية لعام 2008، وأتى إلى بكين المسؤولون في اتحاد الفروسية الدولي خصيصا من جنيف للمشاركة في الأعمال التنظيمية لهذه البطولة التي شاهدها أكثر من ألف فرد تم انتقاؤهم من أعداد كبيرة من هواة الفروسية الصينيين، وكانوا معجبين كثيرا بسباقات الحواجز.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

وجود وازدهار نادي تيانشينغ للفروسية وأمثاله، والتي بلغت مستوى عاليا نسبيا في المعدات والقدرة الإدارية يبشر بتطور سريع للفروسية في الصين في مستقبل غير بعيد. في العطلات الأسبوعية تكتظ هذه النوادي بالبشر، منهم فرسان متخصصون ومنهم أطفال بدؤوا ممارسة ركوب الخيول منذ مدة قصيرة، كما يشترك في نشاطاتها دائما بعض الأجانب الذين يقيمون في الفيلات والعمارات الفاخرة القريبة منها. مدير نادي تيانشينغ قال إن عدد الهواة المحليين في ناديه يفوق عدد الأجانب، وهناك عدد من الشباب، أعمارهم لا تزيد عن ثلاثين سنة، قد صاروا بارعين في ركوب الخيول، وهم عموما أبناء رجال أعمال أثرياء. وقال المدير إن العمل في  نادي تيانشينغ ممتاز، فقد جاء إليه فرسان من 15 دولة للتدرب، وفي الوقت نفسه يهتم النادي بتنظيم سباقات الخيل بين حين وآخر، وإلي جانب ذلك أقامت بعض الشركات الكبرى نشاطات خاصة لها فيه. وقد نشر نادي تيانشينغ إعلاناته في عدة مجلات صينية متخصصة للسياحة والاستجمام، ومضمونها الرئيسي هو صورة لساحة وقوف السيارات التابعة للنادي، وهي تمتلئ بسيارات الركوب وسيارات الجيب، وهذا المنظر يشير إلى قدوم ربيع الفروسية إلى الصين.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

جميع المعدات والأجهزة في نادي تيانشينغ غالية حقا. وعلينا أن نشير هنا إلى أن معظم الفرسان في العالم يحبون استخدام المعدات المصنوعة في الصين. وشركة Troxel الأمريكية هي الأكثر تقدما في العالم في تكنولوجيا إنتاج الخوذ لركوب الخيل بهدف الاسترخاء أو السباق. الشركة  تأسست في عام 1898، وظلت تزود فرق الدراجات والخيول الأمريكية المشاركة في الدورات الأولمبية بالخوذ المتنوعة، شركة  Troxel نقلت قاعدة إنتاجها إلى الصين.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

المشكلة في داخل الصين هي صعوبة الحصول على الخيول الممتازة، والخيول في معظم نوادي الفروسية الصينية تم استيرادها من استراليا، أو خيول سباقات متقاعدة في هونغ كونغ وماكاو. علما بأن تربية الخيول المحسنة متطورة في أوروبا وأمريكا، حيث توجد مزارع عديدة فيها مئات أو آلاف من الخيول الأصيلة، وللوصول إلى نفس المستوى يجب على الصين أن تقطع مشوارا طويلا، ويوجد في الصين فقط الخيول المنغولية الأصل، وهي خفيفة الوزن وذات هيكل عظمي صغير وتختلف عن الخيول الهجين الضخمة في الغرب.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

بداية الانطلاق لصناعة سباقات الخيل بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

مصير الفروسية في الصين يتوقف على نتائج الفرسان الصينيين في السباقات الدولية التي ستجرى قريبا. لقد استثمرت الصين في هذا المجال كثيرا، والفرص التجارية المتعلقة بالفروسية مغرية لكثيرين من الذين قد يقتربون شيئا فشيئا من الخيول وسباقاتها، حيث أن الربح المحقق في سباقات الخيل يفوق بكثيرما يكسبه نادي تيانشينغ وغيره من نوادي الفروسية. وفي الصين تعتبر المقامرة على سباقات الخيل نشاطا غير مشروع، ولكنها في هونغ كونغ وفي الغرب تجلب ثروات هائلة للمحليين. كاي ون جاء إلى الصين من ايرلندا بصفته مرشدا لسباقات الخيل والمدرب الأول للخيول في مضمار تونغشون لسباقات الخيل ببكين، وتحت قيادته 900 شخص، ومن بينهم ستة مدربين أجانب، ويتواجد في المضمار أكثر من 1000 حصان. يقع مضمار تونغشون في منطقة تونغتشو شرقي بكين، ويشغل 160 هكتارا من الأرض المنبسطة، وبه ثلاثة مجاري للسباق وأطولها 2500 متر، ومستثمره الرئيسي مؤسسة في هونغ كونغ. ولم يمض إلا ثلاث سنوات على إقامة مضمار تونغشون، ولكنه حقق تطورا ملحوظا، فقد أصبح أكبر مضمار لسباقات الخيل في الصين، ولديه حاليا أكثر من  ألف من الخيل الأصيل، معظمها استورد من استراليا، وبالإضافة إلى ذلك لديه خيول من ايرلندا وبريطانيا وأمريكا أيضا.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

قال كاي ون إن مضمار سباق الخيل الذي يعمل فيه ربما يكون الأكبر من نوعه في العالم، والصينيون يحبون ممارسة جميع النشاطات التي تعتمد على الحظ مثل  اليانصيب والمقامرة وغيرها، وحتى الآن ما زالت الصين تمنع جميع أنواع المقامرة، ولكن هذه الحالة لن تستمر على الدوام، لذلك وضعنا أموالا هائلة في هذا المجال سعيا  لاغتنام الفرصة التجارية الأولى.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

في نهاية صيف عام 2004، عندما قمت بزيارة لمضمار تونغشون لسباقات الخيل، وجدت الأعشاب تنمو بحيوية وعنفوان داخل المضمار وفي حظائر الخيول، رغم أن الجفاف الشديد في بكين خلال هذا الصيف، ذلك لأن المنطقة التي يقع فيها المضمار تتوفر فيها المياه، النهرية والجوفية. وكانت سباقات الخيل تجري في مختلف مساراته، ولهذه السباقات تسميات مختلفة ولكنها في الواقع، نوع من المقامرة، حيث يشتري المشاركون في نشاطات القمار مستندات خاصة للخيول التي يستحسنونها، إذا فازت خيولهم في السباق يستلمون بعض المكافآت المالية بتلك المستندات. وقد جاء هؤلاء إلى المضمار بسيارات خاصة أو بدراجات أو مشيا. المسافة بين المدينة والمضمار نصف ساعة  بالسيارة. ولاحظت بعض المسنين في ركن المضمار يتناقشون بدقة حول لوائح السباق بينما يستعد الآخرون لشراء مستندات السباق بقيمة 20 يوان (الدولار الأمريكي الواحد يساوي 27ر8 يوان) للواحد.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

ومن أجل إثبات عدم ضياع مهارة الصينيين في الفروسية أخذ الفرسان الصينيون يحلون تدريجيا محل مدرسيهم الأجانب الذين جاءوا إلى الصين لتدريب الفرسان المحليين. وحسب ما قال كاي ون، يتقدم الفرسان الصينيون بسرعة، وأمهرهم ينحدرون من منطقة منغوليا الداخلية ومقاطعة تشجيانغ، وتشتهر هاتان المنطقتان بثقافة الفروسية منذ القدم.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

وفيما يتعلق بصناعة سباق الخيول قال كاي ون: إنها صناعة متكاملة، من تربية الخيول الأصيلة وبيعها في السوق إلى ركوبها في السباقات... لقد حصلنا على رخصة رسمية من الدوائر الحكومية لإقامة سباقات الخيل، أما الآخرون فقد يمنعون من ممارسة هذه المهنة بسبب عدم استطاعتهم الحصول على تلك الرخصة. بفعل نجاحهم السابق يثق كاي ون  بمستقبل صناعة الفروسية في بكين، حيث قال متفائلا: نستطيع أن نتصور الآن أن مسابقات الفروسية المقامة في بكين ستجلب عددا لا يحصي من الناس للاشتراك فيها.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

إلى جانب بكين تم إنشاء بعض مضمارات سباقات الخيل في مدينتي قوانغتشو وووهان في جنوبي الصين، أما مدينة داليان في شمالي الصين فقد أنفقت أكثر من خمسمائة مليون دولار لبناء مضمار لسباق الخيل في منطقتها السياحية التي يصل سعر  الأرض فيها إلى أرقام فلكية. يقول المؤرخون إن نشاطات سباق الخيل  بدأت في الصين قبل 2000 سنة في أسرة هان، ثم امتدت إلى أسرة تشينغ (1644- 1911)، غير أنها لم تظهر كنشاطات تجارية فيها إلا في القرن العاشر فقط، حيث جاءت دفعة من الأجانب إلى شانغهاي  ليبدؤوا الفروسية الغربية، كما أن بعض الدبلوماسين الغربيين الذين أقاموا في بكين وتيانجين أحبوا سباقات الخيل، مما جذب  كثيرا من الصينيين للاشتراك فيها.فعل نجاحهم السابق يثق كاي

في السنوات القادمة سوف تشهد الفروسية في الصين تطورا كبيرا قبل عام 2010. وفي حديقة الحيوانات البرية بضاحية بكين أقيمت حلبة للخيول، هي الوحيدة  من نوعها في الصين، وقد استثمرت فيها الشركة صاحبة الحديقة مع شركة يانغشين بهونغ كونغ مائتي مليون يوان، ومن ملامحها الرئيسية "مهارة قيادة الحصان البري"، من يستطيع أن يبقي على ظهر حصان بري  لمدة عشر ثوان، يحصل على أعلى درجات. وعن طريق سحب القرعة يختار المتسابق حصانه من بين الخيول البرية، وكل متسابق يثبت نفسه أولا على سرج الحصان داخل القفص، ويدوس بقدمه على حديد السرج  ويمسك بيده العنان بشدة آخذا أهبته الكاملة، وبمجرد نفخ صفارة يفتح القفص، فينطلق الحصان المحبوس، وهو يقفز بجنون محاولا إسقاط الراكب من على ظهره، وعموما يسقط الراكب خلال ثلاث أو أربع ثوان إلا من لديه مهارة فائقة. ويقدم عادة بعد ظهر كل يوم هذا العرض في تلك الحلبة، ومثل هذا العرض المثير سيحفز إلى حد ما الفرسان الصينيين لبلوغ المستوى العالمي في الفروسية.بفعل نجاحهم السابق يثق كاي

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.