محتويات العدد 1 يناير (كانون الثاني) ‏2005‏
م

الشبع الذييا سيدتي ويا سيديالشبع الذي

الشبع الذي.. دنيا الصينيين تغيرت والحقائق تنطق!الشبع الذي

الحياة تغيرت، وأنا أقصد هنا تحديدا حياة الصينيين. ذهبت أيام الجوع والعطش والمرض وجاء زمن الشبع الذي يصل التخمة والارتواء حتى الثمالة أحيانا والصحة التي تعبر عن نفسها في تضاريس جسم الإنسان، رجلا وامرأة، ويترافق مع كل هذا تغير في شخصية الصيني، في رؤيته لنفسه وللآخرين، واسأل من تعامل مع الصينيين قبل عشرين عاما ويتعامل معهم اليوم. الصينية، محاطة بعلامات     

اسمع هذه الشهادة الصريحة من معلمة الابتدائي ببكين وانغ يو لان.. عندما تزوجت السيدة وانغ كان عليها أن تستخدم قسيمة الزواج لكي تشتري دولابا، وكلمة دولاب هنا فيها مبالغة، فهو في الحقيقة خزانة ملابس خشبية متواضعة جدا. كان الصينيون في ذلك الزمان يشترون الطعام بكوبونات توزعها الحكومة عليهم، وكان عيد الربيع هو المناسبة الوحيدة التي يمكن فيها للأسرة الصينية أن تشتري مائة جرام من بذر عباد الشمس ومائة جرام من الفول السوداني.  عندما وضعت السيدة وانغ ابنها أحضرت أمها لتعيش معها لترعى الطفل، وتنقل  وانغ عن الأم قولها بعد أن بقت سنة كاملة في عاصمة البلاد .. مر عام ولم يدخل جوفي قطعة بطيخ! المعلمة التي تجاوز عمرها الخمسين عاما تتقاضى الآن راتبا شهريا أساسيا ألف يوان، يعادل مائة وعشرين دولارا أمريكيا، تقول إنه يكفي لحياة كريمة. حكاية المعلمة وانغ مجرد نموذج لحكايات تسمعها من ملايين الصينيين. الصينية، محاطة بعلامات     

ولعل الأرقام هي خير دليل على ما حدث في دنيا الصينيين خلال الخمس والعشرين عاما الأخيرة، منذ تبني سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1978. في نهاية عام 2003 تجاوز متوسط الدخل  السنوي للفرد في الصين ألف دولار أمريكي، لأول مرة في تاريخ هذه الأمة. ربما لا يثيرك رقم الألف دولار هذا ولكن إذا علمت أن متوسط الدخل السنوي للفرد في الريف الصيني كان ستة عشر دولارا  فقط عام 1978، ووصل 317 دولار عام 2003، تدرك القفزة الهائلة التي تحققت. في عام 1978 كان متوسط الدخل السنوي القابل للانفاق لسكان المدن 41 دولارا أمريكيا، في نهاية العام الماضي وصل الرقم ألفا وثلاثا وعشرين دولارا. من عام 1979 إلى عام 1986 زادت مدخرات الأفراد عشر مرات، من 2,54 مليار دولار إلى 27 مليار دولار، وفي عام 1994 بلغ الرقم  259,6 مليارا، أي زاد مائة مرة في ستة عشر عاما، وفي نهاية عام 2003 بلغت مدخرات الصينيين، وأرجو أن تتمالك نفسك،  تريليون وخمسين مليون دولار أمريكي! وإذا كان الصينيون معروفين تقليديا بحب الادخار، فإن أحدا لا يدخر مالا إن لم يشبع على الأقل احتياجاته الأساسية.الصينية، محاطة بعلامات     

هذه التخمة الثرائية لابد أن يكون لها انعكاساتها الصحية، وتحديدا في  عمر الإنسان، فالصيني لم يعد أطول قامة فقط بل أطول عمرا أيضا، فالعمر المتوقع للصيني، وفقا للتقديرات من عام 1990 إلى 2002 هو 71,8 عاما، وهو يقترب من الرقم للدول المتوسطة التقدم. الصينية، محاطة بعلامات     

يسر الحال ورغد العيش عبر عن نفسه في الزيادة الفلكية لوسائل التثقيف، ففي عام 1978 كانت الصحف على المستوى الوطني  والإقليمي توزع عشرة مليارات وأربعا وتسعين مليون نسخة، الرقم وصل في عام 2003 إلى 24 مليارا وستا وثلاثين مليون نسخة، وفي عام 2003 كان توزيع الصحف اليومية في الصين 80 مليون نسخة، أي أن الصين أكبر بلد صحف في العالم. وفي نهاية عام 2003 كان عدد مستخدمي الهاتف في الصين 532 مليونا، منهم 269 مليون هاتف نقال، في أوسع شبكة للمحمول على وجه الأرض.الصينية، محاطة بعلامات     

الحياة أصبحت سهلة للمرأة والرجل، فالنساء اللواتي كن قبل عامين يعتبرن وجود فرن مكرويف في المطبخ رمزا للرفاهية، أصبحن يمتلكن  كل الأجهزة الكهربائية المنزلية، فوفقا لدراسة ميدانية أجريت على 70 ألف صيني،  في العام الماضي كان 47,5% من البيوت الصينية بها فرن مكرويف، و72 منها بها سخانات مياه، وهذه الأخيرة جديرة بالتركيز عليها، فقبل عشر سنوات ليس أكثر كان الكثير من الصينيين يذهبون إلى الحمامات العامة، مرة أو مرتين في الأسبوع، للاستحمام. زحام وضوضاء الحمامات العامة مازال ماثلا في أذهان الكثيرين، بل أن المشهد  ألهم مبدعي السينما فخرج فيلم "الاستحمام". المدهش حقا أن بعضا من هذه الحمامات العامة مازال موجودا، ولكن الوظيفة تغيرت الآن إلى تقديم خدمات السونا والتدليك ومياه الينابيع. وأكثر من 50% من البيوت فيها مكيفات هواء. وزاد عدد السيارات الخاصة في الصين فقد وجدت الدراسة أن 3,9% من الذين شملهم الاستطلاع عام 2003 يمتلكون سيارات، بزيادة 30% عن العام السابق. القائمة طويلة ولا نهاية لها. إن كل ذلك يعني أن الطريق إلى "شياو كانغ" وهو مصطلح صيني يمكن ترجمته إلى العربية "مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل."الصينية، محاطة بعلامات     

هذه النقلة في حياة الصيني غيرت عاداته في الشراء وفي التنقل وأسلوب الحياة. عندما ظهرت متاجر السوبر ماركت الكبيرة في الصين كان الناس يذهبون إليها للفرجة. بيد أن بيئتها المريحة ووفرة السلع بها وأسعارها المعقولة جذبت المزيد من الناس، وتقول الدراسة إن 29% من الصينيين يشترون احتياجاتهم اليومية من الأسواق المركزية. وصار الصيني لا يلبس أي شيء، وإنما يؤكد على اختيار ملابس ذات أسماء ماركات مشهورة، ليس مهما كم ثمنها.الصينية، محاطة بعلامات     

وتشير الدراسة إلى أن 20% من الصينيين في 2003 اختاروا الذهاب إلى أعمالهم سيرا على الأقدام، مقارنة مع 12% عام 2000، والسبب ليس الفقر والعياذ بالله، وإنما مزيد من الوعي بأهمية ممارسة الرياضة البدنية، خاصة أن ضغوط الحياة الحديثة جعلت الذهاب إلى القاعات الرياضية أمرا متعذرا لكثيرين. في ذات الوقت قل عدد الذين يذهبون إلى مكاتبهم بالدراجة والموتوسيكل لصالح الزيادة في عدد مستخدمي السيارات الخاصة.الصينية، محاطة بعلامات     

أذكر كل ذلك وأتذكر سيدة عربية صحبتها في جولة بمدينة بكين في أول رؤية لها للعاصمة الصينية، محاطة بعلامات كنتاكي وفرايدايز وناطحات السحاب، فإذا بها تكاد تصرخ، هذه ليست الصين، هذه نيويورك...، ولم لا يا سيدتي؟  الصينية، محاطة بعلامات     

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.