محتويات العدد 1 يناير (كانون الثاني) ‏2005‏
م

شباب الصين يتثقف غربيا ويتحدي التقاليد؟

لو رو تساي

تحتل الصين مكانة دولية مرموقة في عالم اليوم، وتزداد التبادلات والاتصالات بين الصين والثقافات الغربية، وخاصة الثقافة الأمريكية. الجيل الجديد من الشباب الصينيين يلفت الانتباه أكثر، يصبغون شعرهم  بالأصفر والأحمر ويستمعون إلي الروك ويشاهدون مباريات دوري كرة السلة الأمريكيNBA. فما هو تأثير الثقافات الغربية على الجيل الجديد في الصين والمجتمع الصيني؟وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

عاصفة الثقافات الغربية وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

خلال البضع والعشرين سنة الماضية منذ انتهاج الصين سياسة الانفتاح والإصلاح، ينفتح شباب الصين على الثقافات الغربية بشكل متزايد، فهم يأكلون في ماكدونالدز وكنتاكي وبيتزا والمطاعم الغربية الأخرى للاستمتاع بأجواء ثقافة الوجبات السريعة؛ يشاهدون أفلام هولييود بينما يجردون الأفلام الصينية من كل قيمة؛ يهتمون بمبارياتNBA و Premiership  وseriaA  أكثر من المباريات الصينية. لكل هذا ليس عجبا أن يبلغ عدد فروع ماكدونالدز في الصين 600 فرع، بينما بلغ عدد منافذ كنتاكي أكثر من 1000. وفي سوق الأفلام الصينية التي تحقق ربحا سنويا مليار يوان (120 مليون دولار أمريكي)، من غير شك أن هولييود هي أكبر المستفيدين فيه، فعائد الشباك للأفلام الصينية لا يتجاوز عشرات الملايين يوان. القناة الرياضية لمحطة التلفزيون المركزي للصين (CCTV) تبث مبارياتNBA، على الهواء كل ليلة، وتحظى مجلتا دوري السلة الأمريكي ((NBA inside STUFF )) و((HOOP)) بإقبال كبير لدى  هواة NBA الصينيين. تقول تشانغ يان، الطالبة بالسنة الثالثة في كلية الدبلوماسية بجامعة رنمين الصينية: "نعترف كلنا بأن الدول المتقدمة الغربية أكثر تطورا منا في نواحي كثيرة، وعندما تدخل الثقافة المتقدمة أو المنتجات الحديثة إلي الصين، تعجبنا ولا نبخل بأي ثمن سعيا ورائها. الأكثر تأثرا بالثقافة الأجنبية هم تلاميذ المدراس الابتدائية والإعدادية، يعرفون ((هاري بوتر)) و((Fingding Nemo)) أكثر من أي كتاب أوكرتون صيني، ويعبدون دافيد بيكهام ومايكل جوردان ويلبسون ناكي وأديداس، وسط دهشة الآباء.وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

الثقافات الغربية تُستقبل بحرارة بينما الثقافة الصنية التقليدية تُستقبل ببرود. حتى الأعياد التقليدية الصينية، باسثناء عيد الربيع، لم تعد تعني شيئا لمعظم شباب اليوم الذي يحتفل  بالأعياد الأجنبية، عيد الأب وعيد الأم وعيد العشاق وعيد الميلاد. إضافة إلي ذلك، يتأثر مفهوم الزاوج ومفهوم العلاقات الجنسية للشباب الصينيين بالثقافات الغربية إلي حد كبير، وهذا الأمر يحفز الصينيين الكبار بشدة. وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

تقاليد عميقة الجذور وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

يعترف الجميع، تقريبا، ومنهم شباب الصين بأن الثقافات الغربية تؤثر في أسلوب الحياة ومفهوم القيمة للشباب، ولكن إلى أي درجة؟ هل هذه التأثيرات كافية لتذويب وصهر الجيل الجديد؟وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

أجهزة إعلام تتحدث عن انصهار شباب الصين في الثقافات الغربية. تشانغ يان، تعتقد أن الأمر ليس إلي هذه الدرجة. تشانغ يان، بمساعدة ودعم زملائها، قامت بدراسة شملت مئات الشباب في سن بين 15- 30 عاما بمدينة بكين وتشونغتشينغ وشينينغ وويهاي وغيرها من سبع مدن مختلفة جغرافيا وفي درجة التطور، وقد جاءت نتيجة الدراسة قريبة من فرضيتها.. في الإجابات عن"الموقف من تناول الطعام الغربي"، كان عدد الذين قالوا "لا أرفضه ولا أعتمد عليه، بل أتناوله أحيانا لتغيير الشهية فقط"55ر62%، واختار 10% فقط من الشباب "أحبه جدا"؛ حول مفهم الأسرة، أكد 03ر15% على الحرية الشخصية والاستقلال بينما لم يقبل 44% مفهوم الأسرة الغربي تأكيدا على الواجبات والمسؤوليات للأسرة. فانغ نينغ، وهي خبيرة بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أكدت هذه النتيجة، وقالت إن تأثيرات الثقافة الغربية على شباب الصين ليست كبيرة إلي هذا الحد الذي تتحدث عنه أجهزة الإعلام، من ناحية القيم والأخلاق كما تشير إليه دراسة تشانغ يان. عن أسباب الإعجاب بالأفلام الغربية، يميل معظم الشباب إلي نفس السبب وهو: "إن ما يعجبنا ليس الخلفية الثقافية والأفكار التي تمثلها الأفلام الغربية، بل أسلوب التجسيد للمشاهد الضخمة  والمشاهد البسيطة". هذه الدراسة تؤكد أن قبول منتج ثقافي ما لا يعني الاعتراف به والاندماج في ثقافته.وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

فوق ذلك، درجة قبول شباب الصين للثقافة الغربية تتعلق بمنطقة إقامتهم وعمرهم. فرصة  الشباب في المدن الكبرى في التعرف على الثقافات الغربية أكبر من شباب المدن المتوسطة والصغيرة. إضافة إلي ذلك، تفرض درجة انفتاح المدن الكبرى على الشباب المقيمين بها أن يكونوا فئة أكثر تأثرا بالثقافات الغربية. بهذا المعنى، يمكن أن نسمي يو جيون، البالغ من العمرأربعين عاما برائد الثقافات الغربية. قضى حياته الجامعية في منتصف الثمانينات من القرن العشرين التي ساد خلالها مفهوم التحرر الغربي. آنذاك، عاش يو جيون حياة الاستغراب، ما زال معظم زملائه عازبين. "في ذلك الوقت كنا نعتبر حياة العزوبية موضة، لكني ما زلت عازبا حتى الآن ليس لهذا السبب، بل بعد فترة طويلة من التفكير." وقال يو جيون:" بالنسبة لشباب اليوم، سيكبرون وسيفكرون في ذواتهم ويعودون إلي التقاليد بعد كبر السن. "وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

تشانغ يان تشرح الوضع الثقافي الحالي لشباب الصين بقولها: "لن يتخلص شباب الصين من تأثير الثقافة الصينية التقليدية بصورة كاملة، على سبيل المثال "مفهوم الأسرة"، لم أسمع أستاذي الأمريكي ينطق كلمة"إلى اللقاء" وهو يغادر أمه قادما إلى الصين، لكن كم من شباب الصين يفعل هذا؟ المثل الآخر "أسلوب الحياة"، يعتقد معظم أصدقائي الأجانب أنه ليس للطالب الصيني حياة، لأنهم لا يفهمون لماذا الطلاب الصينيون يدرسون حتى في يوم السبت ويوم الأحد ظنا أنه وقت للراحة، ليس للعمل والدراسة. إنهم شباب يسعون إلى المتعة." في الحقيقة، هذا هو السبب في صعوبة اندماج الطلاب الصينيين الوافدين في المجتمع الغربي، إذا أن المفاهيم التقليدية الصينية التي تتناقل من جيل إلى جيل خلال آلاف السنين قد رسخت جذورها في عقول الصينيين، فمن الصعب تغييرها أو تجاوزها مهما كانت البيئة. يعتقد شباب الصين أن ما حصلوا عليه من الثقافة الغربية مجرد معرفة سطحية.وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

الاندماج الصيني الغربي: اتجاه حتمي وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

مع التطور الكبير في وسائط الثقافة تزداد طرق التعرف على الثقافات الأجنبية خاصة من خلال شبكة الانترنت التي تنتشر عبرها كل ثقافة متقدمة أو أسلوب حياة جديد إلي كل أنحاء العالم. حسب استطلاع  أجراه المركز الصيني لمعلومات الإنترنت (CNNIC): حتى 30 يونيو عام2004، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الصين 87 مليونا، معظمهم من الشباب. لقد أصبحت شبكة الانترنت طريقة مهمة للشباب لمعرفة الثقافات الأجنبية. وتحتم انفتاحية وتعددية المجتمع على الشباب تحديد موضعهم أمام صدمات الثقافات الغربية.وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

بعد تجربة النزعة التحررية التي شاعت في ثمانينات القرن الماضي، يصبح الشباب الصينيون أكثر عقلانية في التعاطي مع الثقافات الأجنبية، فهم لا يوافقون على تقلى المفاهيم الغربية عشوائيا ولا يتخذوا الثقافة الغربية كموضة، بل يقومون بالتحليل والاختيار والاستيعاب بين الثقافات الغربية والثقافة الصينية. تشير دراسة غطت عينة من 2500 فرد، أجريت في مدينة تيانجين عام 2000 تحت عنوان "رؤية الشباب للعالم والحياة والقيم" إلى أن نسبة الذين يقبلون وجهات النظر الغربية في الزواج والعلاقات الجنسية تقل، حيث يحتل عدد الطلاب الذي يوافقون تماما على أن التحرر الجنسي هو رمز للحضارة المعاصرة ونتيجة حتمية لتطور العلاقة الغرامية 7ر7% فقط، أما عدد الذين لا يوافقون عليها مطلقا، فيحتل3ر73%. ولكن معظم الشباب يرفض أيضا المفاهيم الأخلاقية القديمة، حيث وافق 54,4% من الشباب على أن "اتخاذ الطهارة كحياة للنساء تقليد يكبح عقل الإنسان". من هنا ندرك أن شباب الصين لا يقبل جميع الثقافات الأجنبية كما أنه يتعامل مع الثقافة الصينية التقليدية بوعي، بل يرغبون في تسليح عقولهم بالمفاهيم الثقافية المعقولة والمتقدمة. يعتبر هذا تجسيدا لتقدم المجتمع الصيني.وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

اليوم من الصعب أن ننسب كثيرا من أساليب حياة الشباب إلي الثقافة الصينية أو الثقافة الغربية. لأن كثيرا من الأشياء الغربية البحتة اندمجت مع حياة الصينيين، فمن البديهي أن تصبح ثقافة شرقية. قال العازب الأرستقراطي وانغ تشو:" ترتبط بعض الأشياء ارتباطا كبيرا بتطور المجتمع، على سبيل المثال: كل أصدقائي تقريبا يريدون الزواج بعد سن الثلاثين، وهذا في اعتقادنا سعي وراء نوعية الحياة نتيجة لتطور المجتمع، لسنا متأثرين بالثقافة الغربية. لكن إذا فعلنا هذا قبل 20 سنة، لكنا موضع انتقاد.".وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

يقول رئيس دار الشباب الصيني للنشر هو شو وين إنه يشعر بالخوف كلما ذكرت "الثقافة الغربية" ولكن رغم أن دخول الثقافة الغربية يمثل تحديا للثقافة الصينية، فإن فيها كثيرا من الأشياء المفيدة، لكننا نستفيد منها بصورة كافية خاصة الأشياء السليمة." ويوافق تشانغ كاي تشي، الخبير في الثقافة والفكر الصينية، على هذه الرؤية وفي نفس الوقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة والتاريخ والتقاليد الصيني الرائعة للشباب. قال:"لن نستطيع أن نستثمر الثمار الممتازة للثقافات الأجنبية على خير وجه إلا على أساس الثقافة التقليدية المتينة.   وقت يدعو إلى تعزيز تعليم الثقافة وا

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.