محتويات العدد 1 يناير (كانون الثاني) ‏2005‏
م

جسور وعشاق

حكايات الغرام على الكباري

هوه جيان ينغ

الجسر في الصين ليس وحدة من مرافق النقل والمواصلات فحسب وإنما كيان يرتبط بحياة الناس، وكثير من الجسور في الصين محاور أساسية في قصص وأساطير غرامية صينية.العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

جسر العقعق العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

أسطورة الراعي والنساجة التي تناقلتها أجيال في أرض التنين تحكي عن يتيم مسكين عاش بين أخيه وزوجة أخيه منذ صغره، ولكن زوجة الأخ الكارهة طردته من البيت. خرج هذا اليتيم من بيته وليس معه إلا بقرة عجوز. عاش المسكين يحرث الأرض ويرعى الماشية فأخذ لقب "الراعي". وتذهب الأسطورة إلى أنه من بين حوريات السماء حورية مسؤولة عن أعمال النسج في القصر السماوي. فسميت "النساجة".العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

ذات يوم، هبطت النساجة، مع حوريات أخريات، للتنزه في عالم البشر. الراعي المجتهد الصادق المستقيم، رقيق القلب، والنساجة الجميلة اللطيفة الفاضلة، وقعا في غرام بعضهما من النظرة الأولى. قررت النساجة ألا تعود إلى السماء وتزوجت الراعي. كل يوم يحرث هو الأرض وتغزل هي وتنسج. بعد سنوات أنجبت ولدا وبنتا. لم يكونا أثرياء ولكنهما سعداء.العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

الأيام الحلوة لا تدوم طويلا، اكتشف ملك السماء نزول النساجة إلى عالم البشر وزواجها من الراعي دون إذن منه، فقرر إرسال ملكة السماء المسؤولة عن الحوريات إلى عالم البشر لأخذ النساجة تحت الحراسة إلى السماء وتوقيع العقوبة عليها. الراعي الذي صعب عليه فراق النساجة تعقبها خطوة خطوة وأخذ الولدين إلى السماء. وبينما كان الرجل وولداه على وشك اللحاق بملكة السماء والنساجة، نزعت ملكة السماء دبوس شعرها الذهبي، وشقت نهر السماء (نهر المجرة) الذي فصل بين الراعي والنساجة. وقف الزوجان يبكيان وجها لوجه على ضفتي نهر المجرة. طيور العقعق، وقد تأثرت لمصيبتهما وحبهما، احتشدت على نهر المجرة لتصنع جسرا بأجسامها، التقى عليه الراعي والنساجة. لم يكن أمام ملكة السماء من خيار إلا أن تصرح لهما بلقاء على جسر العقعق مرة في الليلة السابعة من الشهر القمري السابع كل سنة.العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

هذه الأسطورة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألفي سنة في الصين تحولت إلى عمل مسرحي. وقد انتشرت الأعمال الأدبية والثقافية والفنية عن هذه الأسطورة انتشارا واسعا، وبات جسر العقعق رمزا للقاء الحبيبين. من أجل إحياء ذكرى حب الراعي والنساجة، أقيم لهما عيد  هو عيد ليلة لقاء الراعي والنساجة في الليلة السابعة من الشهر القمري السابع (حوالي اليوم العاشر من أغسطس) كل سنة دائما. في هذه الليلة ينظر الصينيون نحو السماء. يعتقد الصينيون أن كوكب العقاب، يتكون من نجم لامع ونجمين باهتين، وهذا رمز للراعي وولديه في السماء. فيسمونه نجم الراعي أيضا. أما كوكب القيثارة فيتكون من أربعة نجوم، تشبه مكوك النسيج، وهذا رمز لنساجة في السماء، فيسمونه نجم النساجة أيضا. بين هذين الكوكبين نهر المجرة.  كثيرون في الصين يسمون هذا اليوم "عيد الحب" الصيني.العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

 

الجسر الأزرق  العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

يحكون عن مثقف في قديم الزمان اسمه وي وفتاة اسمها جيا تنتمي لأسرة أدبية. كان بينهما تعارف وتفاهم في الرأي والعاطفة ولذا قررا بنفسيهما الزواج، بل وحددا موعد الزواج ومكانه، ولم يكن المكان إلا تحت الجسر الأزرق فوق النهر الجاف في منطقة البراري. بينما وي ينتظر جيا تحت الجسر الأزرق هطل المطر، ولم تصل الفتاة وهم المثقف بالمغادرة، بيد أن المطر زاد حتى ملأ النهر الجاف. غمرت المياه قدميه ثم ساقيه ثم فخذيه، فتعلق بعمود الجسر ولكن المياه غمرت خصره ولم تأت الفتاة. ألم به حزن شديد ولكنه كان على ثقة بأنها قادمة. السيول تدفقت إلى النهر في منتصف الليل، ومات المثقف غرقا. لم تصل الفتاة في موعدها بسبب المطر الغزير، وعندما خف المطر أسرعت الفتاة إلى الجسر الأزرق. ولكن الوقت قد فات. حملت الفتاة جثة المثقف بين ذراعيها وبكت بكاء مرا، معتقدة أن تأخرها هو الذي قتل المثقف، فشنقت نفسها بالقرب من الجسر الأزرق وفاء للمشاعر الصادقة لحبيبها.العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

في محافظة لانتيان بمقاطعة شنشي يوجد حاليا حجر ضخم مكتوب عليه كلمات "مكان حمل العمود"، يعتقد أنه من أطلال الجسر الأزرق. هذه القصة حولت إلى دراما أوبرالية وأصبحت مأساة غرام مشهورة في الصين.العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

الجسر المحجوبالعشرين، وأقدمها جسر سانتيا

تقسم الجسور الصينية القديمة، حسب هيكل البناء، إلى أربعة أنواع: جسر العوارض والجسر المقنطر والجسر المسلسل والجسر العائم. تلحق ببعض الجسور سقوف وأكشاك، حيث يمكن إنشاء السقوف والأكشاك على أي نوع من الجسور. ويسمي الصينيون هذا النوع من الجسور جسر لانغتشياو، أي الجسر المغطى أو المحجوب. للسقف والكشك على الجسر فوائد عديدة: أولا، تزيين الجسر؛ ثانيا، توفير مكان لاستراحة العابرين والوقاية من المطر والريح؛ ثالثا، حماية جسم الجسر من التعرض للشمس والمطر؛ رابعا، زيادة ثقل هيكل الجسر فلا تجرفه السيول.  العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

والصين بها كثير من الجسور المحجوبة خصوصا في مناطق الأقليات القومية في مقاطعة قويتشو وقوانغشي وجيانغشي وفوجيان وتشجيانغ، ففي قرية لانغده لقومية مياو بمحافظة ليشان بمقاطعة قويتشو جسر خشبي محجوب، يسميه أبناء القرية جسر الريح والمطر. هذا الجسر هو ملتقى الشباب والفتيات. بعد أن تغرب الشمس يجلسون على مقاعده ويقومون بمحاورات، فالأغاني الشعبية هي أسلوبهم في الحديث. موضوع الأغاني يشمل شئون حياتهم، ماذا يأكلون  وماذا يفعلون في يومهم، ثم التعبير عن العواطف. أحيانا يغنون وهم يرقصون على الجسر المحجوب، يضربون أرضية الجسر الخشبية بأقدامهم فتصدر صريرا، يشيع حرارة في أجواء اللقاء، تفضى إلى نار حب ملتهبة، وتنتهي بزواج الحبيبين.العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

محافظة تايشون بجنوب مقاطعة تشجيانغ، موطن مشهور للجسر المحجوب القديم، ففيها أكثر من ثلاثين جسرا محجوبا قديما يرجع تاريخها إلى الفترة من القرن الرابع عشر إلى بداية القرن العشرين، وأقدمها جسر سانتياو. وفي محافظة تشينغيوان بجنوب غربي مقاطعة تشجيانغ أكثر من تسعين جسرا محجوبا في حالة جيدة، ولذا يقال إنها "متحف الجسور المحجوبة القديمة في الصين".العشرين، وأقدمها جسر سانتيا

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.