محتويات العدد 4 إبريل (نيسان) 2005
م

 

بنات الصين الطائرات

في عام 1895 اخترعها الأمريكيون، وظلت خلال القرن الماضي رياضة أرستقراطية لم تدخل حياة العامة من الأمريكيين إلا في السنوات الأخيرة. في الصين، الكرة الطائرة، رياضة شعبية لها قاعدة جماهيرية منذ زمن طويل. في بداية ثمانينات القرن المنصرم أدهشت بنات الصين العالم بفوزهن بخمس ميداليات ذهبية على التوالي في سباقات دولية كبرى. في تلك الفترة كانت الصين على الدرجات الأولى لسلم سياسة الإصلاح والانفتاح، مع كل الصعوبات التي تواجهها في كافة المجالات. كانت الصين بحاجة إلى روح تشجع وتحث الجماهير على المبادرة واستكشاف القوة الكامنة والتطلع إلى العلاء لتحقيق نتائج أعظم وأسرع وأفضل من أجل بناء الاشتراكية. كانت "روح فريق الكرة الطائرة للسيدات" تمثل روح الأمة الصينية في الشجاعة والاجتهاد والإصرار والوقوف بعزم وثبات، وتتفق مع روح العصر، وكانت تشجع وتعطي جيلا بعد جيل من الصينيين دعما معنويا. على الرغم من أن فريق البنات للكرة الطائرة تراجع لمدة تجاوزت خمسة عشر عاما بعد ذلك، ظلت الكرة الطائرة بالنسبة للصينيين تحمل معنى أكثر من الرياضة نفسها. اليوم، مع التطور المستمر وارتفاع مستوى الاحتراف الرياضي في الصين، نهض فريق الكرة الطائرة للسيدات من جديد متابعا المسيرة الرائعة القديمة ومضيفا مفردات جديدة إليها باستكمال الأساليب الفنية والتناسق التام بين اللاعبات. سو هونغ في الصد على ال

الكرة الطائرة ومسيرة الإصلاح

منتخب الكرة الطائرة للسيدات الصيني له تاريخ مجيد، سجل صفحة مشرفة في تاريخ الرياضة الصينية الجديدة. في ثمانينات القرن الماضي اكتسب سمعة دولية في أوساط الكرة الطائرة بالعالم. في القرن الجديد، هتفت لاعبات الكرة الطائرة الصينيات لانتصارهن؛ ففي عام 2003، تغلب الفريق الصيني في أوساكا باليابان على الفريق الياباني بثلاثة أشواط مقابل لا شيء في نهائي بطولة كأس العالم التاسعة للكرة الطائرة للسيدات، ونال بذلك كأس هذه البطولة بعد أن تغلب على جميع الفرق، دون هزيمة في إحدى عشرة مباراة. كانت هذه أول بطولة عالمية كبرى للفريق الصيني منذ سبع عشرة سنة. عقب ذلك في أولمبياد أثينا عام 2004، فاز الفريق الصيني على المنتخب الروسي بعد أن كان متخلفا بشوطين لكن البنات لم يفقدن الثقة بالنفس وحولن الهزيمة إلى فوز أخيرا بأدائهن القوي، واستعدن اللقب الأولمبي مرة أخرى بعد عشرين سنة.سو هونغ في الصد على ال

طوال العشرين سنة الماضية، اجتهدت أجيال من لاعبات الكرة الطائرة، من أجل حلم استعادة اللقب الأولمبي. إلا أن مسيرة الكرة الطائرة الصينية للسيدات كانت متعرجة. في تسعينات القرن الماضي، ومع اعتزال مجموعة من اللاعبات المخضرمات والتطور السريع في اللعبة عالميا لم يتمكن الفريق الصيني من الحصول على بطولة عالمية، برغم أنه ظل من الفرق القوية. تأهل الفريق الصيني لنهائي بطولة العالم في عام 1990 وخسر أمام المنتخب الروسي، وفي أولمبياد أتلانتا عام 1996 خسر أمام الفريق الكوبي. وفي أولمبياد سيدني عام 2000 جاء الفريق الصيني في المركز الخامس.سو هونغ في الصد على ال

كان الصينيون في أوائل التسعينات يسعون من أجل نجاح سريع ومنافع عاجلة، في ظل تخطيط عشوائي ركز على تدريب اللاعبات المخضرمات وإهمال الجيل الناشئ. في نهاية التسعينات برزت المشكلة الخطيرة بعدم وجود لاعبات مؤهلات في كافة أنحاء الصين. شارك الفريق الصيني في عام 1994 في الألعاب الأولمبية الآسيوية وخسر أمام المنتخب الكوري الجنوبي واحتل المركز الثامن. زاد من حدة المشكلة أن الصين كانت قد وضعت خطة رياضية هدفها الحصول على مزيد من الميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية، ومن ثم ركزت على اللعبات الفردية، أما اللعبات الجماعية، ومنها الكرة الطائرة، فقد أُهملت، وضعف التمويل المخصص لهذه اللعبة الرياضية المكلفة. بعد فترة غير طويلة، شهدت الكرة الطائرة الصينية تدهورا كاملا، انخفضت عدد الفرق في الصين من أكثر من 30 في الثمانينات إلى 16 فريقا فقط عام 1995، تعتمد جميعها على الدعم الحكومي دون وجود دعم من الشركات أو اهتمام إعلامي أو جماهيري. كانت السباقات المحلية عبارة عن مباريات ودية بين اللجان المحلية التي تفتقر إلى حماسة اللاعبات، وكان من الصعب أن تقاتل اللاعبات بحماسة في المباريات الدولية.سو هونغ في الصد على ال

كان الإصلاح هو المخرج الوحيد للكرة الطائرة الصينية، ومن هنا بدأ تعديل نظام الاحتراف في الكرة الطائرة في أواخر عام 1996 بعد أن نفذ الاحتراف في كرة القدم وكرة السلة بسنتين. وقد استفاد القائمون على لعبة الكرة الطائرة من تجربة كرة القدم حيث أقاموا بطولة دوري في كرة الطائرة بين المقاطعات بنظام مباراة للذهاب ومباراة للعودة. حقق تطبيق نظام الاحتراف في الكرة الطائرة نجاحا تجسد في زيادة حدة التنافس، مما جذب المشاهدين ولم يعد غريبا أن تمتلئ الصالة المغطاة بمدينة تشنغدو بعشرة آلاف متفرج. وكان من نتيجة الإصلاح أيضا أن الأندية حصلت على دعم من الشركات الصينية والأجنبية مثل مؤسسة قوانغتشو- بوبوقاو المحدودة للإلكترونيات وشركة بريدجستون (Bridgestone) الأمريكية لإطارات السيارة الخ.سو هونغ في الصد على ال

وقد ظهرت مجموعة من اللاعبات الممتازات اللاتي يتمتعن بموهوبة رياضية ومستقبل مشرق، ويرى الخبراء في أوساط الكرة الطائرة العالمية أن اللاعبة الصينية تشاو روي روي البالغة من العمر أربعة وعشرين عاما وزميلتها فنغ كون البالغة من العمر ستة وعشرين عاما هما أفضل لاعبتي صد ورفع بين لاعبات الطائرة في العالم. سو هونغ في الصد على ال

الروح القديمة مستمرة

الفريق الصيني الجديد الذي تشكل عام 2001، ضم مجموعة من ثماني عشرة لاعبة أكبرهن عمرها 29 سنة وأصغرهن 20 سنة. بعد أربع سنوات من ذلك فاز الفريق الصيني بذهبية الأولمبياد. السر في هذا التفوق، كما يقول تشن تشونغ خه المدير الفني للفريق، هو التوصل إلى أسلوب لمواجهة الفرق الأوروبية والأمريكية التي تضم لاعبات طويلات القامة: "ليس لدينا تفوق كبير في بنية اللاعبات، وباستثناء تشاو روي روي، ليس لدينا لاعبات طويلات، وعليه ركزنا على الأساليب الفنية والمباغتة في الرد لامتلاك زمام المبادرة في الملعب عبر الخطط المرنة واللجوء إلى التكتل العددي أمام الشبكة." سو هونغ في الصد على ال

الرائعة تشاو روي روي، من مواليد عام 1980، أهم لاعبة في الفريق الصيني، وهي هدافة مساعدة، أثنت عليها اللاعبات العالميات. يبلغ طولها 197 سم، ولذا يقال عنها "سور الصين العظيم أمام الشبكة". تجيد المهارات الفردية وخاصة الصد أمام الشبكة. تكون دائما بؤرة الاهتمام في أي بطولة تشارك فيها. فازت بلقب "أفضل مهاجمة" في بطولة كأس العالم 2003. في عام 2003 أصيبت إصابة بالغة كاد تضع النهاية لمشوارها الرياضي ولكنها عادت بسرعة إلى الحلبة مؤكدة مكانتها كأبرز لاعبة في العالم. تتمنى تشاو روي روي أن تحقق مع زميلاتها نتيجة طيبة في أولمبياد بكين 2008.

يتقدم منتخب الكرة الطائرة الصيني للآنسات من خلال تجديد دماء الفريق على نحو مستمر، فمنذ نهاية الأولمبياد تم تغيير عشر لاعبات وظهر جيل جديد تمثله شيويه مينغ، ابنة الثمانية عشر ربيعا التي ترتفع هامتها 192 سم. لقد أدت اللاعبات الكبيرات دورهن في أثينا على أكمل وجه والآن جاء الدور على اللاعبات الصغيرات ليواجهن تحديات بكين 2008. سو هونغ في الصد على ال

مدربون مشاهير:سو هونغ في الصد على ال

يوان وى مين

اسم يعرفه كل صيني، وله مكانة كبيرة خاصة بين الجيل القديم الذي ترعرع مع الصين الجديدة. يوان وى مين، 65 سنة، كان لاعبا ثم مدربا للكرة الطائرة. بعد أن قاد فريق الآنسات الصيني في الثمانينات في الفوز بثلاث ميداليات ذهبية عُين رئيسا لمصلحة الدولة للرياضة البدنية حتى عام 2005. ساهم بجهوده على مدى نحو نصف قرن في تطوير الرياضة في الصين الجديدة. قالت عنه عضو مجلس الدولة الصيني السيدة تشن تشي لي: "وهب افضل فترات حياته لرياضة الدولة."سو هونغ في الصد على ال

لانغ بينغ

عمرها 44 عاما. أسطورة الكرة الطائرة الصينية. كانت الهدافة الرئيسية التي حققت للفريق الصيني الفوز ببطولات عالمية خمس مرات في الثمانينات، لتحفر اسمها كأفضل لاعبة في تاريخ الصين. هاجرت إلى الولايات المتحدة ولكنها ظلت مرتبطة بالكرة الطائرة الصينية. تركت ابنتها في الولايات المتحدة وعادت إلى الصين لتتحمل مسئولية تدريب الفريق الصيني 1996- 2000، فنهضت به على حساب سعادة أسرتها، وهو تصرف أثنت عليه بكل احترام أوساط الرياضة العالمي. سو هونغ في الصد على ال

لانغ بينغ تتولى حاليا تدريب المنتخب الأمريكي للسيدات وهو منافس الصين الرئيسي، وبرغم ذلك لا يلومها الجمهور الصيني اقتناعا بأن تطوير المستوى العالمي هو القوة المحركة للكرة الصينية أيضا. لانغ بينغ ليست فخرا للأمة الصينية فقط بل للعالم كله.سو هونغ في الصد على ال

تشن تشونغ خه

المدرب الرئيسي الحالي للفريق الصيني. كان لاعبا في فريق الرجال، ولكنه ترك اللعب ليعمل مدربا مساعدا لفريق الآنسات. شاطر خلال الست والعشرين سنة الأخيرة اللاعبات الصينيات السراء والضراء. يعتبر المدرب الأعمق معرفة بظروف الفريق الصيني للسيدات، وله دور هام في إعادة الفريق الصيني إلى الفوز بالبطولات العالمية. يقول دائما: "أعطيهن الوقت، أثق تماما بأن الكرة الطائرة الصينية للسيدات ستنهض!" سو هونغ في الصد على ال

الكرة الطائرة الصينية بالأرقام:سو هونغ في الصد على ال

1.    بداية الثمانينات هي عصر القوة للكرة الطائرة الصينية للسيدات. فازت الصين بخمس ميداليات ذهبية على التوالي وكانت أول فريق يحصل على خمس بطولات عالمية متتالية. في بطولة كأس العالم عام 1981 وبطولة العالم في عام 1982 ببيرو والألعاب الأولمبية عام 1984 في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة وبطولة كأس العالم في عام 1985 وبطولة العالم في عام 1986 في تشيكوسلوفاكيا السابقة.سو هونغ في الصد على ال

2.    في ديسمبر 2004 جاء ترتيب فريق الكرة الطائرة الصيني الجديد للسيدات في المركز الأول للتصنيف الذي أعلنه الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، متقدما من المركز الثالث وذلك بفضل نجاحه في أولمبياد أثينا. جاء بعده في الترتيب الفريق البرازيلي والفريق الأمريكي.سو هونغ في الصد على ال

3.    شاهد أكثر من أربعمائة مليون صيني مباراة النهائي للكرة الطائرة للسيدات في أولمبياد أثينا على الهواء مباشرة فيما تغلب الفريق الصيني على الروسي، وكان ذلك أعلى نسبة مشاهدة لمباريات أولمبياد أثينا التي بثها التلفزيون المركزي الصيني.سو هونغ في الصد على ال

4.    ارتفعت المهارات الفنية الفردية للاعبات الصينيات وأصبحت تحتل القمة في العالم. في الترتيب الدولي لست مهارات فنية رئيسية للكرة الطائرة حسب الاتحاد الدولي، احتلت الصينيات المشاركات في أولمبياد أثينا المركز الأول في ثلاث مهارات، حيث جاءت المهاجمة تشانغ بينغ في المركز الأول للضربة الساحقة، وفنغ كون في الرفعة الثانية، وتشو سو هونغ في الصد على الشبكة.سو هونغ في الصد على ال

5.     تتزايد شعبية الكرة الطائرة في كل أنحاء العالم، تجاوز عدد جمهورها ثمانمائة مليون في العالم، ولا يتقدمها في هذا غير كرة القدم. سو هونغ في الصد على ال

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.