محتويات العدد 4 إبريل (نيسان) 2005
م

أرقام خالية من التلوث

الاهتمام بالبيئة ظاهرة عالمية لم تعد تستثني دولا نامية أو متقدمة. لقد أدرك الإنسان بعد سنوات من التنمية العشوائية التي تُنجز على حساب استنزاف الموارد إلى الحد الأقصى وإفساد الهواء والماء أنه قد يأتي يوم لا تجد فيه الأجيال القادمة شيئا تعيش عليه أو من أجله. قبل سنوات ليست طويلة كان المسؤولون الصينيون في الأقاليم يتنافسون في رفع الأرقام الكبيرة لمعدلات التنمية في مواقعهم إلى الحكومة المركزية، دليلا على نجاحهم في أداء مهامهم.  وقد ظلت الصين، ومازالت، تتصدر العالم في أرقام معدلات التنمية الاقتصادية التي تجاوزت تسعة بالمائة العام الماضي. غير أنه مع ارتفاع الوعي البيئي في الصين لم تعد هذه الأرقام بحد ذاتها مصدر فخر إن كانت على حساب البيئة، ومن هنا بزغ مفهوم "إجمالي الناتج المحلي الأخضر"، أو التنمية الصديقة للبيئة، الذي يأخذ في الاعتبار التكلفة البيئية للإنتاج. وبالفعل شرعت عشرة أقاليم صينية، منها بلدية بكين، على سبيل التجربة، في انتهاج أسلوب جديد لحساب إجمالي إنتاجها بحيث تُخصم منه التكلفة البيئية. وسوف يتم الإعلان عن نتيجة هذا العمل التجريبي في بداية العام القادم ليضع الأساس لتعميمه في كل الصين.ونفسية كثير من المسؤولين الذين تعودوا على

وفي تقرير عمل حكومة الذي ألقاه رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو أمام الدورة الثالثة لمجلس الوطني العاشر لنواب الشعب الشهر الماضي، أكد الزعيم الصيني على أهمية زيادة معدلات التنمية من خلال رفع كفاءة الاستخدام وليس ضخ مزيد من الاستثمارات أو زيادة استهلال الموارد. إنها التنمية البيئية.ونفسية كثير من المسؤولين الذين تعودوا على

ويتوقع الخبراء أن يؤدي خصم التكلفة البيئية من حساب إجمالي الناتج المحلي إلى تقليل معدل النمو في الصين نقطتين مئويتين، وهذا يعني، أن يكون إجمالي الناتج المحلي للصين هذا العام 6% ، وليس 8%  كما تشير التوقعات. ولكن تنفيذ هذا الأسلوب في الصين ربما يحتاج وقتا تتغير فيه ذهنية بل ونفسية كثير من المسؤولين الذين تعودوا على الأرقام الكبيرة حتى وإن كانت ملوثة!

إن الصين باتجاهها إلى التأكيد على نوعية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وليس على الكم تدخل إلى مرحلة جديدة من التحديات تتطلب منها مزيدا من الجهود، ولكنها ضرورة إن كان للصين أن تحفظ لأجيالها القادمة مواردها وبيئتها حتى تواصل مسيرة تقدمها. ونفسية كثير من المسؤولين الذين تعودوا على

إن التنمية الاقتصادية والاجتماعية الخضراء ليست نغما شاذا في  الصين، بل تأتي ضمن حملة قومية للقضاء على التلوث في كافة أشكاله، في فساد المسؤولين، وفي السيطرة على حوادث السلامة المهنية، وفي مكافحة الجريمة والتصدي للأفكار الهدامة والإباحية. إنه مسعى من أجل أرقام خالية من التلوث! ونفسية كثير من المسؤولين الذين تعودوا على

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.