محتويات العدد 4 إبريل (نيسان) 2005
م

 

تجــارب التنميــة الآسيوية : السمات والدلالات

د. محمد نعمان جلال

تحظى قارة آسيا باهتمام عالمي متزايد حتى أنه أصبح من الكلام المألوف القول إنها قارة المستقبل، وأن القرن الحادي والعشرين، هو قرن القارة الآسيوية، ولعل مرجع ذلك عدة عوامل في مقدمتها:سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

1.      التجارب التنموية الرائدة والمتنوعة في القارة الآسيوية والتي أصبح يطلق عليها لقب المعجزة.  فهناك المعجزة اليابانية والمعجزة الصينية والمعجزة الهندية كما أن هناك النمور الآسيوية وغير ذلك.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

2.      الظروف البالغة الصعوبة التي تواجه كل تجربة من هذه التجارب الآسيوية الثلاث الكبرى.  فاليابان هُزمت في الحرب العالمية الثانية وتم احتلالها وهي دولة تكاد تكون بلا موارد طبيعية. والصين كانت في حالة سياسية واقتصادية بالغة التدهور كما عانت من الحرب الأهلية في فترة ما بين الحربين العالميتين ثم من الثورة الثقافية (1966- 1976) فضلاً عن ضغوط سياسية وعسكرية واقتصادية متنوعة. والهند خرجت من ربقة الاستعمار ثم من حرب الاستقلال عام 1947 وخاضت حروبا عديدة مع الصين عام 1962 ومع باكستان عام 1965 ثم حرب انفصال أو استقلال بنغلادش عام 1972 وغيرها.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

3.      أن الدول الثلاث سارت كل منها في طريق مختلف عن الأخرى؛ فاليابان شاركت في الركب الأمريكي، والهند في إطار عدم الانحياز والصين في الإطار الشيوعي.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

4.      أن كلا من الدول الثلاث بها كثافة سكانية ضخمة فالصين أكثر من 1.3 مليار والهند حوالي 1.1 مليار واليابان حوالي 150 مليون نسمة.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

ولفهم هذه التجارب الآسيوية لابد من إلقاء نظرة عامة على قارة آسيا من حيث السمات والدلالات ثم نظرة أكثر تفصيلاً على أهم قوة صاعدة في القارة الآسيوية ألا وهي الصين. سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

أولاً:  السمات ودلالاتها:سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

القارة الآسيوية تمثل مساحة ضخمة مترامية الأطراف فهي أكبر قارات العالم وتبلغ مساحتها حوالي 44.579.000 كم مربع وهي تمتد من المحيط الهادي شرقاً والمحيط الهندي والهادي جنوباً إلى البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وأوربا غرباً والمحيط المتجمد شمالا.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

وتتسم القارة الآسيوية بالسمات الآتية:سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الأولىأنها قارة الحضارات، ففي شرقها نشأت الحضارة الصينية العريقة بإنجازاتها الكبرى المعروفة في التاريخ مثل اختراع البارود والكتابة، وفي غربها نشأت الأديان السماوية الثلاثة  اليهودية والمسيحية والإسلام وما قدمته من فكر ومبادئ للعالم، وفي وسطها أو بالأحرى جنوبها حيث شبه القارة الهندية وإيران قدمت للعالم حضارتين من أعرق الحضارات وهما الحضارة الهندية القديمة والحضارة الفارسية، وقدمت تلك المنطقة للعالم ثلاثة أديان هامة هي البوذية والهندوسية والباريسية أي عبادة النار، وكل من هذه الأديان اتسمت بمبادئ هامة أثرت في الأديان السماوية التي ظهرت في غربي آسيا، وفي الشرق ظهرت عقيدتان أو مذهبان هما: الشنتوية في اليابان، والكونفوشية في الصين. وهناك أديان أقل أهمية وانتشاراً مثل السيخية والبهائية وهكذا.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الثانية:  أنها قارة الكتل البشرية الضخمة، ففي آسيا أكبر دولتين في العالم من حيث السكان وهما الصين والهند، وبها أربع دول أخرى من الدول الكبرى على المستوى العالمي من حيث السكان وهي إندونيسيا وبنغلادش وباكستان واليابان. إذن سكان آسيا يمثلون أكثر من نصف سكان العالم بأسره. وهذه الكتلة البشرية تعيش في حالة من الفقر والتخلف والجهل ومن ثم فهي تعد رصيداً خطيراً لإحداث القلاقل والاضطرابات.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الثالثة:  أنها قارة النهضة المستقبلية، ففي آسيا توجد اليابان؛ صاحبة ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، وبها الصين صاحبة أكبر معدل نمو اقتصادي في العالم على مدى العشرين سنة الماضية، وبها عدة دول ومناطق حققت طفرات اقتصادية هامة أطلق عليها النمور الآسيوية مثل تايلاند وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا، وبها أسواق مالية وبورصات من أكبر الأسواق على المستوى العالمي مثل سنغافورة وهونغ كونغ وشنغهاي وطوكيو.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الرابعة:  أنها قارة أكبر مخزون استراتيجي للطاقة، سواء في الطاقة التقليدية مثل الفحم في الصين، أو الطاقة الحديثة مثل النفط والغاز في منطقة الخليج، وآسيا الوسطى، وجنوب شرقي آسيا مثل إندونيسيا وشرقي آسيا مثل الصين، أو حتى في مخزون الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكلاهما تمتلك منه قارة آسيا مالا تمتلكه قارات أخرى.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الخامسة:  أنه بينما تتجه القارات الأخرى للتوحد فيما بينها اقتصادياً أو سياسياً أو ثقافياً فإن قارة آسيا تتسم بالتنوع الشديد فيما بين دولها اجتماعياً وثقافياً وأيضاً اقتصادياً، وبعدم التناسق بل التنافس الذي يقرب من التصارع بين دولها في كل منطقة فرعية من مناطقها. خذ على سبيل المثال التنافس الصيني الياباني الراهن والذي غذته مطامع تاريخية يابانية ليس فقط بالنسبة للصين، وإنما بالنسبة لشبه الجزيرة الكورية، ولجنوب شرقي آسيا في إطار مشروع النظام الآسيوي الكبير أثناء فترة ما بين الحربين العالميتين، والذي وجد تطبيقاً جزئياً في غزو اليابان وتوسعها في تلك المناطق. وهذا لا يشكل حدثاً من أحداث الماضي بل يمثل خلفية تاريخية تظهر في شكل حساسيات سياسية ما تزال قائمة. وخذ أيضاً التنافس أو التصارع في شبه القارة الهندية بين الهند وباكستان هذا التصارع الذي أدى إلى اندلاع ثلاث حروب بينهما أعوام 1947، 1965، 1971، وإلى إصرار هاتين الدولتين على امتلاك السلاح النووي في مايو 1998، وهذا محصلة عملية تقدم علمي مستمر عبر ثلاثين سنة، وخلافات متراكمة في علاقات البلدين، وحرص كل منها على الدفاع عن ذاتها، كما في حالة باكستان، أو تأكيد ذاتها إقليمياً وعالمياً كما في حالة الهند. يضاف إلى ذلك وجود منافس صغير هو إيران، والتي شاء لها الحظ أن يكون لها ثلاثة أذرع؛ أولها مع آسيا الوسطى وثانيها تجاه الهند وباكستان وثالثها تجاه الخليج العربي أو الفارسي أيهما شاء كل باحث أن يسميه. وهناك تنافس على مستوى أقل بين دول الهند الصينية وبخاصة سعي فيتنام لتكون الشقيق الأكبر لكل من لاوس وكمبوديا.  سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

السادسة:  هناك كتلة آسيوية ممتدة تتمثل في ثلاث قوى وهي:  دول آسيا الوسطى بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، إثر انحلاله، وهذه كتلة هامة من حيث الثقافة الإسلامية، ومن حيث التخلف الاقتصادي والسياسي، ومن حيث الموارد الاقتصادية وبخاصة البترول والغاز، ومن حيث الصراع السياسي في محاصرتها بكل من الصين شرقاً والاتحاد الروسي غرباً وشمالاً، والخليج والمنطقة العربية جنوباً، فهي إذن في موقع استراتيجي بالغ الأهمية والخطورة ولذلك لا عجب أن نجد الولايات المتحدة؛ القوة العظمى الوحيدة في هذه المرحلة، تركز جهودها على تلك المنطقة.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

والقوة الآسيوية الثانية هي الاتحاد الروسي في بُعده الآسيوي، وهذه لها دلالاتها وارتباطاتها مع آسيا تاريخياً، ومع الصين واليابان في شرق آسيا، حيث أقامت روسيا علاقة شراكة استراتيجية مع الصين، وما تزال تغازل اليابان اقتصادياً وسياسياً، كما أن علاقاتها وثيقة مع دول جنوب آسيا وبخاصة الهند ومع دول الخليج وإيران حيث يسود التنافس والتصارع على الموارد والسياسات.  والقوة الآسيوية الثالثة أو بالأحرى قوة شبه آسيوية هي أستراليا حيث التنافس عبر المحيط الهادي، ولكنه منذ أواخر القرن العشرين امتد إلى جنوب شرقي آسيا، وفي القرن الحادي والعشرين اتجه للتوسع في الشرق الأوسط وبخاصة دور أستراليا في العراق، ومن هنا فإن الدور الأسترالي نشط على الساحة الإقليمية والدولية، فتزعمت عملية مساندة انفصال تيمور الشرقية عن إندونيسيا، كما ساندت عملية السلام في كمبوديا، وتسعى للعب دور في أفغانستان والعراق، وهو دور بصفة عامة يقوم على المساعدة والمساندة للسياسة الأمريكية.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

السابعة:  أنه لا يوجد تنظيم إقليمي شامل يغطي المنطقة الآسيوية فهناك تجمع دول مجلس التعاون الخليجي، وتجمع السارك لدول جنوب آسيا وتجمع الأسبان بتنوعاته (آسيان + 3: الصين - اليابان - كوريا الجنوبية) والأسبان + الشراكة والتي تضم الهند، وتجمع ايبك APEC لدول حوض المحيط الهادي، والذي يعد أهم تلك التجمعات العالمية، ويركز على الاقتصاد والتعاون الاقتصادي، ويضم بالإضافة لدول آسيا الشرقية والجنوبية الشرقية كلا من استراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة والاتحاد الروسي وغيرها، وهناك تجمع دول الكومنولث المستقلة، وهناك مجموعة شنغهاي التي تضم الصين وروسيا ودول وسط آسيا الإسلامية، ويركز على المفهوم الأمني. وهكذا تجمعات عديدة ومتداخلة.  ماذا تعني كل هذه السمات للقارة الآسيوية؟ سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

ثانيا الدلالات

 يمكن القول إن السمات السابقة تشير إلى عدة دلالات نوجزها في الآتي:سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الدلالة الأولى:  أن آسيا رغم عراقتها تاريخيا لم تستقر سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً ومن ثم أطلق عليها البعض، على سبيل السخرية، القارة اللعوب.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الدلالة الثانية: أن آسيا من أقل القارات تفاعلاً فيما بينها، بل إن مراكز الحضارة الآسيوية التقليدية أصبحت الآن تتطلع إلى خارج تلك القارة، سواء كان ذلك في اليابان وانتماءاتها نحو أمريكا وأوربا، أو في الهند وتحولها إلى شريك استراتيجي للولايات المتحدة وكذلك الدور التقليدي لباكستان في السياسة الغربية، أوفي الصين وعلاقاتها المتنامية اقتصادياً مع أوروبا والولايات المتحدة، أوفي دول الخليج وروابطها مع الولايات المتحدة وأوربا وهكذا. فالتفاعل والاتصال بين غربي آسيا وشرقي آسيا قليل والعلاقات بين جنوبي ووسط آسيا، وبين شرقها وغربها يسود الصراع القائم أو الكامن، وهكذا تتطلع دول آسيا في مجملها إلى خارج القارة.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الدلالة الثالثة: متصلة بالثانية وهي أن القوى العالمية في الماضي، مثل بريطانيا وفرنسا، ثم روسيا، وفي الحاضر مثل الولايات المتحدة سعت للسيطرة على آسيا، وما تزال تسعى للتأثير عليها وتوجيهها، وهذا واضح في نظرية الأحلاف مثل حلف بغداد أو السنتو، حلف جنوب شرقي آسيا "السياتو"، فضلاً عن القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة من اليابان شرقاً إلى الخليج غرباً، إلى آسيا الوسطى شمالاً والمحيط الهندي جنوباً. ومن ناحية أخرى طرحت القوى المنافسة ثلاث نظريات: نظرية الأمن الآسيوي التي طرحها الاتحاد السوفيتي في عهد بريجنيف ثم أعاد إحياءها يلتسين في ظل الاتحاد الروسي، ونظرية عدم الانحياز التي طرحت في الخمسينات وظلت حتى الثمانينات من القرن الماضي ثم ضعفت، ونظريات إسلامية متنوعة مثل تجمع دول الثمانية النامية، وهي مبادرة تركية شملت 6 دول آسيوية (تركيا - إيران - باكستان - بنغلادش - ماليزيا - إندونيسيا)، فضلاً عن نظريات أكثر تنوعاً مثل تجمعات أخرى عديدة، ولكن السمة الغالبة على تلك الطروحات أنها ضعيفة وعليها تحفظات من العديد من الدول، حتى في المناطق الإقليمية المستهدفة بها.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الدلالة الرابعة: أن آسيا قامت على أساس ما يُطلق عليه مبدأ التوازن، لعبته قوى أربع هي اليابان والصين والهند والاتحاد السوفيتي، كقوى آسيوية فلا تستطيع أي منها تهديد كل القارة الآسيوية، ولذلك فإن كل منها تمثل رادعاً للأخرى بصورة من الصور. هذا التوازن العسكري له دلالاته الاقتصادية والثقافية فكل منها قدمت تجربة تنموية خاصة سياسياً واقتصادياً وحضارياً. وهذا التوازن ساعد في حماية الدول المتوسطة مثل كوريا أو ماليزيا أو الفليبين أو إندونيسيا أو باكستان، فكل من هذه القوى اعتمدت على قوة أكبر سواء داخل آسيا أو من خارجها حيث كانت القوة الرئيسية الخارجية هي الولايات المتحدة التي تفرض التوازن والتفاعل في كل منطقة فرعية من مناطق آسيا سواء شرقي آسيا أو وسط آسيا، أو جنوبي آسيا، أو غربي آسيا.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الدلالة الخامسة:  بالنظر لعدم الاتفاق على عدو مشترك للقارة الآسيوية لوجود مبدأ التوازن في القارة فإنه ترتب على ذلك عدة أمور منها: وجود استعداد لدى الدول الآسيوية لاستخدام السلاح في فض منازعاتها (روسيا والصين، الصين وفيتنام - الصين والهند - الهند وباكستان)، ومنها استمرار الإنفاق العسكري الآسيوي على التسلح في التصاعد ويقدر بأنه يفوق الإنفاق الأوروبي، ويصل إلى ثلثي الإنفاق الأمريكي، ومنها عدم وجود مبدأ أمني واحد فهناك أربعة مبادئ أساسية:  الاستناد للولايات المتحدة - الاستناد لروسيا - عدم الانحياز - بناء القوة الذاتية تقليدياً أو نووياً.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الدلالة السادسة: أن آسيا من المحتمل أن تكون هي مركز السياسة الدولية في القرن الحادي والعشرين للاعتبارات التالية:سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

-         أنها مركز الثروة النفطية التي يتصارع عليها العالم.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

-         أنها سوق ضخمة كامنة تسعى إليها الشركات الكبرى.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

-         أنها مستودع للمشكلة السكانية في العالم بكل سلبياتها وإيجابياتها.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

-         أنها تحتوي على إمكانيات تكنولوجية ضخمة واعدة وصاعدة.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

-         أنها تمثل قلب العالم القديم بل والعالم الحديث أيضاً.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

من هنا برز شعاران أحدهما أن القرن الحادي والعشرين هو قرن آسيا، والثاني أن القرن الحادي والعشرين هو قرن آسيا – المحيط الهادي.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

الدلالة السابعة:  أنه في معظم الحالات فإن غربي آسيا يتم إسقاطه من الحسبان سواء من حيث الاستقرار السياسي والاقتصادي، أو من حيث احتمالات لعبه دور على الساحة الدولية سياسياً أو اقتصادياً، أو من حيث التقدم العلمي والتكنولوجي. والمكانة الوحيدة لهذا الإقليم هي مكانة هامشية من حيث الفعالية، فهو إذن موضوع من موضوعات السياسة الدولية أكثر منه لاعب على المسرح. إنه مجرد مخزن للنفط والغاز، ومورد لرأس المال النابع من البترودولار، وهو من هذا المنطلق على وشك السقوط من الحسابات الدولية، وربما هو أعلى درجة من حيث الأهمية من قارة أفريقيا، التي يتردد أن التاريخ تخطاها وأسقطها من الحسبان، لإخفاقها في التنمية الاقتصادية، وعجز نظمها عن تحقيق طموحات شعوبها، وإخفاق شعوبها عن بناء تجارب ناجحة على غرار تجارب القارات الأخرى، وإفرازها قيادات متصارعة، قصيرة النظر، محدودة الأفق، لا تعرف طبيعة المتغيرات الدولية، ولا تدرك أبعادها الاستراتيجية، بل لا تعرف قدر نفسها وإمكانياتها، ولذا تبددت ثرواتها. ويذهب البعض للقول إن شعوب وقيادات غربي آسيا وأفريقيا في معظمها تنتمي إلى العصر القبلي، أي إلى ما قبل بناء الدولة الحديثة، وما قبل الثورة الصناعية، وما قبل الفكر القومي.  فالتنافس القبلي يقوم على حروب الماء والكلأ وعلى إثبات الذات الفردية بطريقة بدائية وساذجة، بدلاً من بناء أطر ومؤسسات متكاملة ذات مدلولات سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها هشة، وأمنها الذاتي لا وجود له، وبنيانها السياسي غير متماسك، وفي وضع كهذا لا مجال للحديث عن دور أو مكان أو مكانة لأن ذلك يكون من قبيل خداع الذات.سكرية واجتماعية، ولهذا فاقتصادياتها

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.