م

الصين على طريق استضافة البطولات العالمية

الأمريكية سيرينا ويليامز

كان عام 2004 هو عام الرياضة في الصين حقا، فما كاد عشاق الرياضة الصينيون يفيقون من نشوة أولمبياد أثينا حتى أقبلت بالتتابع ثلاث بطولات دولية وهي بطولة الصين المفتوحة للتنس وجولة السباق الفرعية لفورمولا ون(F1) بالصين ومباريات دوري كرة السلة الأمريكي NBA قبل الموسم. لم تعد هذه اللعبات رياضة الأرستقراطيين، وإنما تقترب منهم أكثر، وتثير دهشتهم. أولمبياد بكين

خلال عشرين سنة وخاصة في السنوات الأخيرة، تطورت الرياضة الصينية التخصصية، فلم تعد الرياضة مجرد وسيلة تسلية، وإنما شرعت تسير على طريق الاحتراف الدولي لإقامة بطولات دولية وتجارية، كما أبرزت الرياضة للعالم التقدم الحاصل في الصين. بكين، المدينة التي ستستضيف الأولمبياد عام 2008، تفتقر إلى خبرة إقامة البطولات الرياضية الدولية العالية المستوى. هذه البطولات الثلاث ملأت هذا الفراغ.أولمبياد بكين

الروسي مارات سافين فاز بالبطولة

الصين المفتوحة للتنس: "البطولة الدولية الكبرى الخامسة" لمبياد بكين لمبياد بكين لمبياد بكين

اختتمت بنجاح بطولة الصين المفتوحة للتنس في بكين، بفوز الأمريكية سيرينا وليامز بلقب السيدات بعد تغلبها على الروسية آنا كوزنتسوفا بمجموعتين مقابل مجموعة. كانت وليامز مغتبطة أن تكون الفائزة الأولى بلقب السيدات في تاريخ بطولة بكين، كما أنها استعادت الثقة بالنفس من جديد بعد أن أربكتها الإصابة لفترة طويلة وحرمتها من الفوز بأي من بطولات التنس الأربع الكبرى. و فاز الروسي مارات سافين، المصنف الرابع، بلقب الرجال بعد تغلبه على مواطنه مايكل يوزني بمجموعتين نظيفتين.أولمبياد بكين

الصين أقامت من قبل بطولات دولية للمحترفين، لكن لم تحقق نتائج مرضية، ومنها البطولة الدولية للتنس في مدينة شانغهاى عام 2001، حيث دعت اللاعب الأمريكي المشهور أندريه أجاسي للاشتراك، لكنه لم يكن في حالة جيدة، وخرج من الدور الأول أمام لاعب مغمور. وقيل آنذاك إنه من الصعب أن يهتم اللاعبون المشهورون بالبطولات المتوسطة الحجم. في بطولة الصين المفتوحة للتنس لم يتكرر هذا المظهر السيئ، لأن منظمي البطولة لم يبخلوا بالمال حيث بلغت قيمة جوائز البطولة مليون ومائة ألف دولار أمريكي، فجذبت مزيدا من اللاعبين الكبار ذوي الوزن والأهمية في أوساط التنس مثل الروسي مارات سافين والأسباني خوان فيريرو، والتايلندي بارادون سريتشابان والروسية ماريا شارابوفا والأمريكية سيرينا ويليامز. خروج فيريرو من الأدوار الأولى لم يؤثر في الحماسة للبطولة، بذل كل اللاعبين المحترفين أقصى جهودهم وقدموا لعشاق التنس الصينيين مباريات رائعة.أولمبياد بكين

تستهدف بطولة الصين المفتوحة للتنس أن تصبح البطولة العالمية الكبرى الخامسة، بعد أستراليا المفتوحة وويمبلدون وفرنسا المفتوحة وأمريكا المفتوحة، وهي أهم بطولات للتنس إضافة إلى بطولة التنس للأولمبياد. هذه المباريات تتطور في أمريكا وأوروبا بسرعة، وتستضيف دول آسيا والمحيط الهادي مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة وماليزيا منذ التسعينات الماضية مباريات التنس للاتحاد الدوليATP وWTA، وجمعت تجارب وفيرة خلال اكثر من عشر سنوات لإقامة البطولات الدولية. أولمبياد بكين

رئيس الاتحادي الدولي للتنس قال عن بطولة الصين المفتوحة: " بطولة متميزة ومثيرة، تقام في أفضل وقت ومكان، أنا واثق أنها ستصبح في المستقيل القريب بطولة مشهورة في العالم، أتمنى أن تقام البطولة المفتوحة ببكين سنويا حتى تصبح البطولة الكبرى الخامسة." أولمبياد بكين

‏ البرازيلي روبين بارشيللو فاز بسباق فورمولا 1

جولة فورمولا ون بشانغهاى –يورقة رائعة تلعبها شانغهاى

أمام العالملمبياد بكين لمبياد بكين لمبياد بكين

أقيمت جولة السباق الفرعية لفورمولا ون بالصين عام 2004، حيث دوى هدير محركات سيارات السباق في ميدان سباق السيارات الدولي بشانغهاى، الذي طار عليه عشرون سائقا لفورمولا 1 بسيارات تجاوزت سرعتها 300 كيلومتر في الساعة. السائق الألماني المخضرم مايكل شوماخر من فريق فيراري الذي علق عليه عشاقُ السيارات الصينيون والأجانب آمالا كبيرة قبل السباق، لم يسجل رقما مرضيا بل جاء في المركز الثاني عشر بعد حادثتين صغيرتين، و فاز البرازيلي روبين بارشيللو بالبطولة، وتقدم به نجاحه إلى المرتبة الثانية في قائمة السائقين للموسم الحالي. اختتمت جولة السباق الفرعية لفورمولا ون بنجاح كبير في شانغهاى، ولقيت كل الترحيب حيث تدفقت أمواج من المشاهدين الذين لبسوا البدلة الحمراء المميزة لفريق فيراري. أولمبياد بكين

أدرجت مدينة شانعهاى ضمن المحطات الفرعية الثماني عشرة لسباق الجائزة الكبرى للسيارات الفورمولا ون العالمي، وهذه أول مرة تقيم الصين فيها سباقا فرعيا لبطولة فورمولا ون، بلا شك أن جولة الصين ناجحة في مشاهد السباق الرائعة وأعمال التنظيم الدقيقة والمنشآت المتطورة. وقد أثنى الجميع، من المتفرجين ومسئولي التنظيم، على السباق. أولمبياد بكين

تعتبر جولة السباق الفرعية لفورمولا ون أسرع وأغلى وأدق بطولة رياضية ذات تكنيك خاص، حيث تشترك فيها عشرة فرق سيارات يخدم فيها عشرون سائقا من المستوى الأول في العالم، ويتابعها مئات الملايين من المشاهدين في أكثر من مائتي دولة عبر التلفزيون، تكون تحديا غير عادي للدولة المضيفة. فازت مدينة شانغهاى في عام 2001 على القاهرة وموسكو وغيرها من المدن المشهورة باستضافة هذا السباق الضخم لمواسم 2004-2007، بني بعد ذلك في شانغهاى ميدان سباق سيارات لفورمولا ون الذي يعتبر أكبر ميدان سباق من حيث المحتوى التكنولوجي والوظيفة الشاملة، تكلف أكثر من 400 مليون دولار أمريكي. الأعمال التحضيرية العالية الجودة أدهشت كثير من خبراء فورموا ون. إضافة إلى قدرة شانغهاى على استقبال مشاهدين الأجانب ونظام الخدمات العامة الكامل، تركت جولة شانغهاى انطباعات عميقة في أذهان الناس.أولمبياد بكين

مثل الأولمبياد وكأس العالم لكرة القدم، سباق فورمولا ون من أروع سباقات السيارات، ويتمتع بتأثير واسع للغاية بالعالم. السباق ليس بطولة سيارات فحسب بل مناسبة تجارية ضخمة، جولة الصين أتاحت فرصة للصين وشانغهاى لرفع مكانتها وتحسين صورتها كمدينة عالمية كبيرة وعرض منجزاتها في التقدم السريع، وأتى أيضا بفرص تجارية عظيمة فيها وأبرز بيئتها الاستثمارية الجيدة أمام العالم في مجال حركة المرور والسياحة وصناعة السيارات والكيماويات البترولية والصناعات ذات الصلة الخ، لذا يمكن القول إن مدينة شانغهاى هي أول مستفيد من هذا السباق.أولمبياد بكين

ياو مينغ في المباراة

NBA تنتقل إلى الصين

أقيمت في أوائل أكتوبر في بكين وشانغهاى مباراتان لكرة السلة للمحترفين من دوري كرة السلة الأمريكي إن بي إيه بين فريق هويستون روكيت وفريق ساكرامنتو كينغز، هذه أول مرة في تاريخ الصين تقام فيها مباراة لدوري إن بي إيه. فاز فريق روكيت في شانغهاى على فريق كينغز 88 مقابل 86 بفضل لاعبه الصيني ياو مينغ الذي حقق 14 نقطة واستردٌ الكرة من لوح السلة سبع مرات، وكان ياو مينغ هداف الفريق في هذه المباراة. أولمبياد بكين

انتقال مباريات دوري إن بي إيه إلى الصين أتاح للجماهير الصينيين فرصة متابعة المزيد من كرة السلة العالمية. دافيد شتيرن رئيسي اتحاد كرة السلة الأمريكي قال عن جولة إن بي إيه في الصين: " مباريات دوري إن بي إيه في الصين ذات مغزى تاريخي لكل من اتحاد كرة السلة الأمريكي والصين، فهي رمز لتقدم التعاون الرياضي بين الصين وأمريكا إلى عصر جديد، وسيتحسن هذا التعاون مع اقتراب أولمبياد بكين عام 2008!"أولمبياد بكين

دوري كرة السلة الأمريكي هو أكثر دوري للمحترفين نجاحا في العالم وهو أعرق بطولات كرة السلة للمحترفين في العالم ويرجع تاريخه إلى 60 عاما. يضم إن بي إيه أفضل نجوم العالم في هذه اللعبة، وقد لقيت ترحيبا من عشاقها الصينيين من محبي كرة السلة منذ أن بدأ التلفزيون الصيني بث مباريات الدوري على الهواء مباشرة ومسجلة عام 1992. وقد تطور دوري إن بي إيه إلى مناسبة عظيمة غير مسبوقة، أفضل رموزها اللاعب المخضرم مايكل جوردن الذي افتتح عصرا جديدا في تاريخ إن بي إيه، وعلى الرغم من أن ذلك العصر قد مضى وقلت حماسة عشاقها في العالم لمتابعتها، مازال الصينيون على حماسهم والسبب هو اللاعب الصيني ياو مينغ، الذي فتح الباب لكرة السلة الصينية، كما أنه فتح بابا آخر لدوري إن بي إيه.أولمبياد بكين

 برغم أن مباراتي بكين وشانغهاى من مباريات إن بي إيه كانتا من مباريات ما قبل الموسم، قال رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة السلة إن مباريات أخرى ستقام في الصين قبل أولمبياد بكين لإتاحة الفرصة للصينيين للاستمتاع بأروع مباريات كرة السلة. لم تقم مباريات لإن بي إيه خارج الولايات المتحدة إلا في كندا. أولمبياد بكين

هذه البطولات الدولية الثلاث كانت اختبارا لبكين وشانغهاى في القدرة على إقامة البطولات العالمية الكبرى، من حيث المرافق الأساسية والموارد السليمة والأعمال التنظيمية والخدمات العامة. نجاح بكين وشانغهاى قدم دليلا دامغا على قدرة الصين. وسيثبت ذلك ويؤكده نجاح أولمبياد بكين عام 2008. هذا وسوف تستضيف الصين في الفترة من عام 2005 إلى 2014 كأس العالم لكرة القدم للنساء والأولمبياد الآسيوي وغيرها من البطولات العالمية. أولمبياد بكين

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top