محتويات العدد 12 ديسمبر (كانون الأول)‏2004‏‏
م

 

شذرات من تاريخ الإسلام في الصين

القوميات الإسلامية العشر في الصين

بعد دخول الإسلام الصين في عهد أسرة تانغ (618- 907م)، أخذ ينتشر تدريجيا في أنحاء البلاد خلال الفترات التاريخية التالية، من أسرة سونغ (960-1279م)، وأسرة يوان (1206- 1368م) حتى أوائل أسرة مينغ (1368- 1644م). خلال هذا التاريخ الطويل تعرض المسلمون للتقلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فحاولوا بشتى السبل الحفاظ على دينهم الحنيف وتطويره، ولكن في ظل الظروف الصينية الخاصة التي تتسم بترسخ الفلسفة الكونفوشية في عقول معظم سكانها منذ قديم الزمان، أضطروا إلى التمركز في بعض المناطق المتفرقة، وأصبحوا أخيرا أقليات قومية، تشكل مجموعتين، إحداهما تتكون من ست قوميات تتناثر في منطقة شيجيانغ في غرب الصين، والأخرى تتكون من أربع قوميات تعيش في مختلف الأماكن في داخل البلاد.معظم أعمالهم

1-   قومية الويغور: معظم أعمالهم الأدب

كلمة ويغور تعني "التضامن" أو "الاتحاد" باللغة الويغورية، يرجع تاريخ قومية الويغور إلى القرن الثالث قبل الميلاد. تتوزع قومية الويغور في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم رئيسيا، يبلغ عدد أبنائها 7.2 مليون نسمة حاليا. في أواسط القرن العاشر، مع اعتناق شاتوك بوراخان ملك مملكة قراخان المحلية الإسلام  بدأ دخول الإسلام إلى شينجيانغ، وكانت كاشغر أول محطة له، ثم انتشر إلى يارتشيانغ وكوتشار، وبعد القرن الرابع عشر أخذ الإسلام ينتشر في شمالي شينجيانغ، حتى القرن السادس عشر تم تعميم الإسلام في شينجيانغ كلها. لا تزال بعض الآثار الإسلامية موجودة في شينجينغ، مثل مسجد عيد كاه، وضريح ملك مملكة هامي من قومية هوي، وبرج سوقونغ. يتسم المسلمون من قومية الويغور بالحماسة والحفاوة بضيوفهم، وهم موهوبون في الغناء والرقص. حتى اليوم مازال بعض الأعمال الفنية الشعبية المميزة منتشرا بين أبناء قومية الويغور مثل قصيدة ((مخرج إلى الحقيقة))، والمقطوعات الموسيقية للرقص ((اثنا عشر مقاما)) وإلخ. يمارس أبناء قومية الويغور الزراعة رئيسيا، ولهم خبرة وفيرة في زراعة القطن وفنون البستنة إضافة إلى تفوقهم في نسج السجاد والحرير وصنع القبعات المطرزة والسكاكين.معظم أعمالهم الأدب

2-   قومية القازاق: معظم أعمالهم الأدب

يتوزع أبناء قومية القازاق في ييلي وتاتشنغ وآلتاي في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم رئيسيا. يبلغ عددهم حوالي1.2 مليون نسمة. تعتبر قومية القازاق  تجميعا من أقليات قوميات عديدة عاشت في شمال الصين في الزمان القديم، وفي أواسط القرن الخامس عشر تشكلت قومية القازاق بعد تأسيس مملكة قازاق خان. وقد وصل الإسلام إلى مروج قومية القازاق مبكرا، وانتشر الإسلام فيها على نطاق واسع بعد القرن الثامن عشر، وسجلت الشريعة الإسلامية في ((قانون توكه)) الذي كانت قومية القازاق تقوم على قاعدته. وفي تاريخ قومية القازاق ظهر كثير من العلماء والأئمة كانوا بارعين في اللغة العربية والعلوم الإسلامية. يتوفر مضمون الأدب الشعبي لقومية القازاق، وقد انتشر بعض الأعمال الأدبية على نطاق واسع مثل قصيدة ((آلباميسي))، ((لهبولانده))، ((صالح وسلمى))..، ويحب أبناء قومية القازاق الموسيقى وهم موهوبون في الغناء والرقص. وأشهر الآلات الموسيقية لديهم هي "دونغبولا" (قيثارة ذات ضلعين). ويزاول أبناء قومية القازاق  تربية المواشي رئيسيا، إضافة إلى  الزراعة، وأيضا هناك من يشتغل  بالتجارة والصناعة.معظم أعمالهم الأدب

3-   قومية القرغيز: معظم أعمالهم الأدب

القرغيز قومية قديمة بمنطقة شينجيانغ. وفي عهد أسرة تشينغ الملكية شارك أبناء قومية قرغيز، جنبا إلى جنب مع إخوتهم من القوميات المحلية الأخرى، في المعارك التي كان يقودها الجيش الحكومي لإخماد محاولات الانقسام والانفصال من بعض الممالك الصغيرة في شينجيانغ، فقدموا مساهمة كبيرة لتوحيد الصين. ويقطن أبناء قومية قرغيز رئيسيا في ولاية كهسيلهسو الذاتية الحكم لقومية قرغيز، ويبلغ عددهم حوالي 140 ألف نسمة، ويشتغل معظمهم بتربية المواشي إلى جانب الزراعة لبعضهم. ولهم تقاليد فنية أدبية رائعة، وتنتشر الأعمال الأدبية الشعبية بينهم انتشارا واسعا مثل القصص الشعبية والروايات والأمثال وغيرها، وتتميز هذا الأعمال بسمات قومية فريدة، وتعتبر ملحمة الشعر التاريخية ((ماناس)) من أروع الأعمال الفنية الشعبية لقومية قرغيز. يتفوق نساء قومية قرغيز في التطريز وصنع السجاد والمعلقات الفنية وغيرها من الأعمال الفنية اليدوية.معظم أعمالهم الأدب

4-   قومية الأوزبك: معظم أعمالهم الأدب

يتناثر أبناء قومية الأوزبك في أورومتشي، كاشغر، يينينغ، تاتشنغ في منطقة شينجيانغ. وكانت قومية الأوزبك قومية بدوية قد استوطنت الصين في القرن الخامس عشر تقريبا، واعتنقت الإسلام. واللغة الأوزبكية لغة شبيهة بالعربية من حيث النطق والكتابة، الأمر الذي سهل على أبناء الأوزبك قبول الإسلام. وقد أنشأ الأوزبكيون مساجد كبيرة في مناطق كاشغر وييلي ويارقند وتشتاي. يبلغ عدد أبناء الأوزبك حوالي 15 ألف نسمة، ويشتغل معظمهم بالتجارة، ويمهر أبناء قومية الأوزبك بجنوب تشنجيانغ في نسج الحرير، أما أبناؤها في شمال شينجيانغ فيمارسون تربية المواشي.معظم أعمالهم الأدب

5-   قومية الطاجيك: معظم أعمالهم الأدب

يبلغ عدد أبناء قومية الطاجيك حوالي 33 ألف نسمة، ويقطنون رئيسيا في داخل محافظة تاشيكوركان الذاتية الحكم لقومية الطاجيك الواقعة بهضبة البامير، ويسكن قليل منهم في يارقند ويهتشنغ وتسهبو وآكتاو.. في القرن الحادي عشر اعتنق أسلافهم مذهب الطائفة الإسماعيلية الشيعي، وحتى اليوم يحافظون على هذا المذهب. يشتغل أبناء قومية الطاجيك بتربية المواشي والزراعة. والأعمال الأدبية والفنية لهم ذات تقاليد تاريخية عريقة، ومازالت تنتشر بينهم ملحمة الشعر التاريخية الفارسية القديمة ((وانغتشوو))، ونظرا لأنهم  يقطنون في الهضبة فيربتط معظم أعمالهم الأدبية بالصقر.معظم أعمالهم الأدب

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.