محتويات العدد 12 ديسمبر (كانون الأول)‏2004‏‏
م

أحدث أعمال  شيونغ لي جون

تشانغ تشاو هوي

لقد مضى خمسة وعشرون عاما منذ أن تبنت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح على المجتمع الدولي، والتي تمحورت حول التنمية الاقتصادية. خلال هذه السنوات حدثت تغيرات في كافة المناحي لكل المجتمع بالصين، التي تحولت الصين من دولة منعزلة، فقيرة ومظلمة خلال فترة الحرب الباردة إلى قوة اقتصادية ذات تصنيع وتحضر واقتصاد مزدهر. في التسعينات، على وجه الخصوص ومع اندماج الصين بشكل سريع مع المجتمع الدولي، تحولت بكين، شانغهاي، قوانغتشو وغيرها من المدن الكبرى إلى مهود للثقافة الحضرية. الأكثر أن الجيل الشاب الذي ولد وترعرع بعد الإصلاح والانفتاح الصيني على العالم الخارجي يبزغ في مقدمة المجتمع. مقارنة مع الأجيال الأكبر منهم، هؤلاء الشباب تلقوا تعليما أفضل في ظل البيئة الروحية والمادية المتنامية تدريجيا، ولديه انجذاب طبيعي للثقافة الشائعة في أمريكا وأوروبا واليابان.يات الأعمال لكي يعترف  

خلال السنوات الخمس والعشرين الفائتة شهد الفن الحديث والمعاصر في الصين، أيضا، تغيرات عظيمة مدفوعة بالتقدم والتنمية في المجتمع الصيني. الموجة الجديدة للحركة الفنية في ثمانينات القرن العشرين، الجيل الجديد، البوب السياسي  والواقعية الساخرة في بداية تسعينات القرن العشرين، وفن الغودي وجيل الكارتون في منتصف التسعينات كلها صورة فنية كاملة وانعكاس للتغير المتواصل وتطور المجتمع. يات الأعمال لكي يعترف  

ازدهار الثقافة الحضرية في الصين وثقافة الشباب والواقع الاجتماعي الدائم التغير يحدد محتوى واهتمامات أعمال الفنانين. مجتمع الفن المعاصر في الصين، كونه أكثر طبقات النقد الاجتماعي حساسية وإبداعا، بحاجة هو الآخر أن يقدم فنانين يمثلون التغير الاجتماعي في القرن الحادي والعشرين، من خلال الأعمال الفنية الجديدة.يات الأعمال لكي يعترف  

إن المرء يشعر بذلك بوضوح عند استعراض الأعمال الفنية للفنانة الشابة الرسامة شيونغ لي جون، ابنة تشونغتشينغ، كفنانة من الجيل الشاب الذي ترعرع بعد الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي. شيونغ تقدم لجمهورها، رؤية شخصية لفهم البيئة الحالية والفن الصيني المعاصر. والآنسة شيونغ فنانة تختلف عن الجيل الأكبر منها ونظرائها الأجانب. في الواقع شيونغ لها لغتها الفنية الخاصة والتي لا يمكن ربطها بالواقع الاجتماعي للصين اليوم وإنما أيضا بالفهم لجمهور الفن من مختلف البلدان، وهو ما يجعل أعمالها معلومات مرئية هامة وحديثة حول استجابة الشباب للمجتمع الحضري الجديد مع تنامي طابع دولي.يات الأعمال لكي يعترف  

هذا النوع من التجربة البصرية يمكن الكشف عنها من أعمالها، مثل سلسلة الأسلوب البوهيمي، سلسلة اللعب بالماء، سلسلة الربيع، والتي توظف ألوانا رائعة، مشبعة وحماسية بدرجة عالية من النقاء، مثل الأصفر الزعفراني، الأخضر والأحمر.  تدرج الألوان يتسم بقدرات زخرفية ثرية وتعبيرية وعاطفية عالية. الأعمال التي تدمج بين وفرة وضخامة اللوحات الزيتية، تميل أيضا إلى روعة وبريق أصباغ الإكريلك، وتكون النتيجة أن اللوحة كلها تجسد نغمة حية مشرقة وإيقاعا متموجا مثل الضباب.يات الأعمال لكي يعترف  

الشخوص في لوحاتها دائما شبابا وشابات، بين السادسة عشرة والعشرين من العمر، مفعمين بحماسة لا نهائية وطاقة حيوية وخيال، شجعان ومستقلون في شخصياتهم، يهتمون أكثر بالتعبير عن أنفسهم وعدم التقيد بالتقاليد، لديهم انجذاب طبيعي  للتوجهات الدولية. الصور الكارتونية الشبيهة بالثقافة الشائعة تُوظف في اللوحات لقولبة الشخصيات، وتذهب إلى الوراء وإلى الأمام بين التأثير الواقعي السمة الزخرفية. تجد فيها أيضا مبالغة جريئة وتحولا، وقد وهبت مشاعر الشخوص بهجة وإثارة وإنعاشا مع مزيج فضفاض ولكن متقن. أجساد الشخوص دائما ترقص، تمشي، تركض، تطير مفعمة بالرغبة في التواصل والاستعراض.  غير أن توجه الحياة الساخر والشخصية المشوهة نتيجة الضغوط الحياتية والروحية، والتي توجد غاليا في أعمال الشباب لا وجود لها في أعمالها.  إن هذا يمثل يقينا قيم الجيل الجديد وتوجههم للاستمتاع بالحياة الحضرية: البهجة، السعادة، التفاؤل، الصحة، الحماسة للاستهلاك مواكبة الموضة، ورفض الملل والتعالي والضغوط. من خلالهم نجد حرية المجتمع والفرد التي جاءت بها ثقافة المدن الكبيرة الجديدة والتنمية الاجتماعية المتسارعة. باختصار، نسخة جديدة من ثقافة الشباب الصيني تجاري عملية التحول الحضري الشاملة حاليا.يات الأعمال لكي يعترف  

الجيل الجديد الذي تصفه أجهزة الإعلام والمجتمع بأنه "بشر جديد"، "جيل الكارتون"، "البشر الجديد المتطرف" بل و"ما بعد البشر" هذا الجيل يجيد  التعبير عن نفسه، وهو ما يختلف تماما عن الأجيال السابقة. تعبيراتهم تتمثل في الاختيارات المتنوعة لمستهلكات الحياة، من ملابس وتسريحات شعر ومكياج ومجوهرات وإيقاعات، وهواتف نقالة، إلخ. من ناحية توفر لهم قنوات مختلفة صورا عن الاستهلاك المواكب الموضة، وهذا ييسر لهم دليلا حول الاستهلاك في الحياة، ومن ناحية أخرى المستهلكات الحياتية المتنوعة والمتوفرة توفر لهم تنوعا من الاختيارات. لقد اصبح الاستهلاك وسيلة هامة يعبرون بها عن أنفسهم وأضحت ثقافة الاستهلاك مكونا هاما من ثقافة الحضر الصينية الحالية. صورة الجيل في أعمال الآنسة شيونغ ليست مجرد تسجيل وتكرار، على العكس تعكس الروح الجماعية للجيل الجديد والاعتراف بالثقافة المعاصرة المتطورة. ومن ثم لا تكتسب أعمالها حس الواقعية بالحداثة في الصين وثقافة المدن الكبرى في الصين فقط، بل يمكن اعتبارها أيضا قوة جديدة لتطوير الفن الصيني المعاصر. يات الأعمال لكي يعترف  

خلال عشرين عاما أو يزيد من الإصلاح والانفتاح الصيني على العالم الخارجي، ظهرت ثلاثة أجيال من الفنانين الرواد، وقد اعترفت الصين والعالم بممثلي  الأجيال الثلاثة. الجيل الأول من الفنانين ظهر أولا ضمن حركة موجة الفن الجديد في ثمانينات القرن العشرين، ومنهم على سبيل المثال، هوانغ يونغ بينغ، شو بينغ، تساي قوه تشيانغ، و قو ون دا. ممارساتهم الفنية الأولية عبرت عن فن العصر، على الرغم من افتقاد، بصورة أو بأخرى، التواصل مع التنمية الجديدة في الصين خلال السنوات الخمس أو العشر الأخيرة، كونهم هاجروا إلى دول الغرب في نهاية ثمانينات القرن العشرين. ومنذ تسعينات القرن العشرين أصبحوا كلهم شخصيات هامة في الساحة الفنية الدولية. فنانو الجيل الثاني تم الدفع بهم إلى الجبهة الأمامية في التسعينات، والذين كانوا ممثلين لأجناس فنية مثل البوب السياسي والواقعية الساخرة، ومنهم على سبيل المثال، يو هونغ، ليو شياو دونغ، فانغ لي جون، تشانغ شياو قانغ، تشاو بان دي، تشانغ هيوان، و وانغ جين. فنانو الجيل الثالث كانوا فناني الميديا الجديدة في نهاية التسعينات، ومنهم على سبيل المثال، سونغ دونغ، ين شيو تشن، تشنغ قوه قو، تشيو  تشي جي، تشوه تيه هاي، ليو وي وفنغ منغ بوه. الذين استخدموا الفيديو، الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر والعروض كلغات فنية منضبطة داخليا لهم. ممثلو الجيل الأول من الفنانين ولدوا في خمسينات القرن العشرين، وهم الذين عاشوا محنة الثورة الثقافية، وذهبوا إلى الخارج في الثمانينات والتسعينات بحثا عن بيئة أفضل لمسيرتهم الفنية. وعلى الرغم من أنهم ثبتوا أقدامهم في الساحة الدولية الفنية فإن أعمالهم لم تعد تعني شيئا للواقع الصيني الدائم التغير والتنمية في الصين. الجيل الثاني من الفنانين ولد في منتصف ستينات القرن العشرين، لديه ذكريات طفولة عن الصورة الثقافية، وكان لهم ارتباط وثيق بأحداث ميدان  تيان آن من (السلام السماوي) عام 1989 والإحباط السياسي الذي تلا ذلك، ومن ثم كانت أعمالهم معركة غير مباشرة وتحديا للسيطرة الأيديولوجية الصينية القاسية في ذلك الوقت.  وقد أصبحت الرموز الفنية التي أبدعوها، ومنها مثلا، الملاحظات النقدية الكبيرة، الضحكات الخافتة، رموز ماو تسي تونغ وميدان السلام السماوي، أصبحت العلامات النموذجية للفن الجديد في الصين على الساحة الدولية في بداية التسعينات. ولكن مع التغيرات العظيمة في الصين باتت هذه الرموز صورا قديمة للصين في بداياتها. الجيل الثالث من الفنانين ولد في بداية السبعينات من القرن العشرين. أعمالهم ذات الأشكال المتنوعة أولت اهتماما أكثر للمشاكل التي ظهرت خلال التحديث الصيني والارتباك المحير والإحساس بالفقد  لدى الناس ولم تتضمن أعمالهم مشاعر حساسة بالحياة في الحواضر الكبرى الجديدة. وعلى الرغم من أن بعض الفنانين الصغار في قوانغتشو، بتوجيه من فنان قديم، أطلقوا على أنفسهم اسم "جيل الكارتون" وقدموا سلسلة من المعارض والعروض في الشوارع، لم تكن هذه النشاطات قادرة على تقديم فنانين مؤثرين أو لغة ورموزا فنية معترفا بها. ونتيجة للامتعاض  المحلي من رموز الكارتون على طريقة الكارتون الياباني، لم تسفر الرموز واللغة التي انتهجوها عن أي تعبير مرئي فريد أو إلهام فني، أو اهتمامات خاصة للواقع الحضري للصين.  يات الأعمال لكي يعترف  

مع اقتراب انقلاب القرن برز على الساحة الاجتماعية والفنية الجيل الجديد المولود في ثمانينات القرن العشرين. الشخصيات المرموقة من هذا الجيل جذبت بسرعة انتباه أجهزة الإعلام ، وسوف يمثل فهمهم للمجتمع ومواقفهم تجاه الصين والعالم، التيار الجديد وإمكانية تطوير الفن المعاصر، وكل الصين. شيونغ لي جون، الخريجة الحديثة في كلية الفنون بسيتشيوان  شخصية استثنائية بين فناني هذا الجيل الصغير. تعبر أعمالها عن صور بصرية جديدة ولغة فنية فردية واضحة، وشعورها الحاد وتمكنها من ثقافة شباب المدن الكبيرة الحديثة  والاقتباس الصائب وتلخيص اللغة الفنية ربما يستشرف التطور القادم في الفن الصيني المعاصر.يات الأعمال لكي يعترف  

في سبتمبر عام 2003 كانت أعمال شيونغ لي جون ضمن معرض "مخنث عاري"، وهو أحد العروض التابعة لبينالي بكين الأول، وهو مشروع فني دولي ضخم. كان ظهور أعمالها هو الظهور الأول لها على الساحة الفنية في بكين في لحظة خاصة جدا.  لوحتها الزيتية الكبيرة الحجم "أنا أستمتع أنا أكون" جذبت اهتمام كثير من الجمهور. النقاد ومسئولو المتاحف من كافة أرجاء العالم والجمهور المحلي دهشوا للغاية وتأثروا بالفنانة الأنثى الشابة وعالمها البصري الجديد. العمل الضخم تم عرضه في القسم المركزي لقاعة المعرض، والتقديم المكتوب باللون الأصفر الزعفراني شكل تضادا حادا مع اللون الأزرق مع عمل فنانة أخرى من تشنغدو، هي هوانغ ين الذي حمل عنوان "تحية إلى لويس فويتون". هذا النمط من التضاد البصري جعل قاعة المعرض مفعمة بالحركة والتوتر. من كل الزوايا، أصبحت أعمال شيونغ لي جون موضع جذب بصري لا يمكن تجنبه. إضافة إلى الجدة المتأصلة في الرؤية، يكمن جلال أعمالها أيضا في  المخطط والحيوية المستوعبة من ثقافة الشباب الحديثة. وقد تمثل ذلك أيضا في الملاحظات التالية:
إذا كان ثمة شيء أضعف غموض الأعمال الفنية في الماضي،  فإنها ألوان متألقة، تكنيكات فنية مستوية، وحياة شائعة. التحسن الذي يمكن أن يجده الجمهور هو : الحدس الغامض يفسح مجالا للمتعة البصرية الأنيقة، والأسلوب الملتوي يعطي مجالا لصعود تعبير ضخم، دون أي سبب.يات الأعمال لكي يعترف  

إنه لمن المعقول أن نرى العالم المصور لشيونغ لي جون وقد أبدع في صورة بصرية  للحالة العقلية للشباب يمكنها أن تفهمها وتستخرج أفكارهم الداخلية باللجوء إلى كافة أوجه الحياة ومختلف التفاصيل. هذا النمط من الصورة والاستكشاف يشبه تماما مزاجهم الفريد: العشوائية، الحرية، الحماسة والانفتاح، وهي كلها السمات المميزة لجيل سياسة الطفل الواحد، مدعوما بالنزعة الاستهلاكية الشاملة.يات الأعمال لكي يعترف  

الأعمال الفنية لشيونغ لي جون ينظر إليها كشهادة على تحول ثقافي وإنشاء هوية جديدة للفن الصيني المعاصر. بعبارة أخرى، خلال الخمس والعشرين عاما الفائتة، كان الفنانون الصينيون يتابعون ويدرسون فنون أوروبا، أمريكا والدول المتقدمة في آسيا، بغض النظر عن أي مدرسة للفن الحديث من الغرب في الثمانينات، أو كل أنماط اللغة والميثودولوجي المعلومة من الفن العالمي المعاصر في التسعينات. بيد أنه كان هناك ندرة في الفن الصيني المعاصر ذي اللغة الفنية المؤثرة وقيمة الجوهر المستقل-ليس فقط اعتمادا على روايات الأعمال لكي يعترف بها الجمهور. أعمال شيونغ لي جون تبدو بداية طيبة، تنبئ عن أن الفن الصيني المعاصر يستعيد تدريجيا الوعي بالذات، وباتجاه مساحة إبداع أكثر انفتاحا وحرية. يات الأعمال لكي يعترف  

   

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.