محتويات العدد  11 نوفمبر (كانون الأول) ‏ 2004
م

إسرائيل تخرج لسانها والعالم يشاهد!

هواي تشنغ بو
  إسرائيل تواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية   مواجهات يومية بين جنود الاحتلال الإسرائيلي والمواطنين الفلسطينيين

عادت اسرائيل تتحدى المجتمع الدولي في قضيتي جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية ، وبناء الجدار الفاصل. وقد أشار عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، إلى أن الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية فى لاهاى بعدم شرعية الجدار الفاصل هو بمثابة "معلم تاريخي"، كما أنه إنذار إلى الدول التي لا تلتزم بالشرعية الدولية . ووجه في الوقت نفسه تحذيرا لإسرائيل لتماديها واستمرارها فى تطوير الأسلحة النووية، مشيرا الى أن هذا سيجعل الشرق الأوسط بكامله "منطقة مليئة بالأسلحة النووية" ، ويدخلها في "حالة من الفوضى والاضطرابات " لدفاع عن ا

على مدار نصف قرن مضى، نشبت خمس حروب بين إسرائيل والدول العربية، كان من نتيجتها أن إسرائيل احتلت مساحات كبيرة من الأراضى العربية. وقد أجاز مجلس الأمن الدولى القرار 242 والقرار 338  الشهيرين، اللذين يطالبان إسرائيل بالانسحاب الى حدود ما قبل حرب "الخامس من يونيو" لعام 1967. لقد دأبت إسرائيل على مدى عشرات السنين الماضية على وضع هيئة الأمم المتحدة والمنابر الدولية الأخرى في قفص "الاتهام"، وعلى الرغم من ذلك لم تلتزم على الاطلاق بالقرارات والأحكام الدولية. إسرائيل تتمادى في غيها تفعل ما تشاء متحدية قوانين الأرض والسماء، فلماذا تخرج إسرائيل لسانها للعالم بهذه الدرجة من الغطرسة والتعنت دون رادع؟ لدفاع عن ا

تطور ترسانتها النووية سرا.. وتخدع العالم لدفاع عن ا

الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن إسرائيل الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية فى منطقة الشرق الأوسط، والغريب أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي ترفض التوقيع على معاهدة حظر الانتشار  النووي. هذا الوضع مقرونا بمطالبة العرب جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية يجعل الدولة العبرية عرضة للاتهام والإدانة دوليا. لدفاع عن ا

لقد شرعت إسرائيل في تطوير قدراتها النووية منذ إنشائها كدولة؛ حيث أقامت فى بدايات خمسينات القرن الماضى أول مفاعل نووي بمساعدة فرنسا في ديمونة، وسط صحراء النقب، جنوبي إسرائيل. ديمونة هو مهد البرنامج النووي الإسرائيلي. الحديث عن ديمونة من المحرمات في الشارع الإسرائيلي. وهذه المنطقة التي تبلغ مساحتها عشرات الكيلومترات محاطة بحراسة مشددة والطيران محظور في أجوائها، بل يصل الأمر إلى منع تركيب هوائيات الاستقبال التلفزيوني الموجهة نحوها على أسطح المباني العالية في مدينة القدس والمدن القريبة الأخرى. قبل عشر سنوات، أثناء عملي في إسرائيل، مررت بسيارتي بديمونة في طريق عودتي من مدينة إيلات الساحلية إلى القدس. ألقيت نظرة متفحصة متأملة عن قرب على تلك القاعدة النووية التى تكتنفها الأسرار، فوجدتها محاطة بسورعال لا ترى غيره مع الأسلاك الكهربائية المتشابكة التي تعلوه، والحراس المدججين بالسلاح والعتاد فوق أبراج المراقبة لا تكاد ترى  المنشآت النووية البعيدة والمكشوفة فوق سطح الأرض، علما بأن أكثر المعلومات الإسرائيلية سرية مختفية في باطن تلك القاعدة وبعمق عشرات الأمتار. في عام 1986 سرب الفني الإسرائيلي موردخاي فعنونو بعض المعلومات المقروءة و المرئية، ليكشف لأول مرة حقيقة تطوير إسرائيل للأسلحة النووية، فقامت الدنيا و لم تقعد . في هذا السياق أعلنت كل من  مصر والأردن عن أن ثمة احتمالات بأن السبب في تجاوز الإشعاع النووي فى بيئة المناطق المجاورة لإسرائيل هو وجود تلك القاعدة النووية. وكشفت أجهزة الإعلام الغربية عن حقيقة التجارب والتفجيرات النووية صغيرة الحجم التى قامت بها إسرائيل فى بعض الجزر الجرداء جنوبي المحيط الهندى بالتعاون مع النظام العنصري السابق في جنوب أفريقيا. لدفاع عن ا

وتنتهج الحكومة الإسرائيلية سياسة غامضة إزاء  برنامجها النووي ، فهم لا يعترفون بوجوده ولا ينكرون، ومن هنا ليس أمام العالم الخارجي إلا رصد المعلومات الاستخباراتية وجمع المعلومات والدراسات المتعلقة في هذا الموضوع. وفقا لمجلة "جينز" البريطانية  المتخصصة في الشؤون العسكرية تمتلك اسرائيل حاليا من مائة إلى مائتين نوع من الأسلحة النووية، بينما تقدر الاستخبارت الأمريكية أن إسرائيل تمتلك ثمانين رأسا نوويا إلى جانب العديد من وسائل نقلها، بما في ذلك الصواريخ والقاذفات والغواصات، كما يرجح بعض الخبراء العسكريين الغربيين امتلاك اسرائيل لأسلحة نووية تكتيكية إلى جانب امتلاكها للأسلحة النووية، ولما كان مدى تحرك المقاتلات الاسرائيلية الحاملة للقنابل النووية يبلغ ألفي كيلو متر، فإن جميع دول الشرق الأوسط ، تحت رحمة القوة النووية الاسرائيلية. لدفاع عن ا

إن السبب الأساسي وراء  إقدام  إسرائيل على تطوير أسلحتها النووية والعربدة في منطقة الشرق الأوسط  هو الموافقة الضمنية التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، حيث تشير تقارير إلى أن  واشنطن وقعت مع تل أبيب عام 1969 اتفاقية سرية تعهدت الولايات المتحدة بموجبها بعدم إرغام إسرائيل على الانضمام  لمعاهدة حظر الانتشار النووي ما دامت اسرائيل ملتزمة بعدم القيام بتجارب نووية. على النقيض من ذلك، تفرض الولايات المتحدة  ضغوطا وعقوبات على أي دولة عربية تفكر في تطوير قدراتها النووية، بل وصل الأمر إلى شن حرب عدوانية واسعة النطاق ضد العراق  بذريعة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل. والدول العربية مستاءة من سياسة الكيل بمكيالين هذه. في  إبريل 1995، خلال مناقشة الامم المتحدة تمديد معاهدة حظر الانتشار النووي  أعلن وزير خارجية مصر آنذاك، عمرو موسى،  بأن بلاده لن تجدد توقيعها على هذه المعاهدة في حال عدم توقيع اسرائيل عليها، وطالب بقية الدول العربية باتخاذ نفس الموقف حيال هذه المسألة. لدفاع عن ا

وفي بداية يوليو هذا العام قام محمد البرادعي،  مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيارة لإسرائيل في محاولة منه لإقناعها بالعدول عن تطوير الاسلحة النووية، بغية جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، إلا أن مساعيه تعثرت بسبب الرفض الاسرائيلي، وعاد الرجل بخفى حنين بعد أن أكرمه المضيف بما لذ و طاب. لدفاع عن ا

الجدار الفاصل .. وابتلاع الأراضى الفلسطنية لدفاع عن ا

عقدت الجمعية العامة لأمم المتحدة فى السادس عشر من يوليو هذا العام جلسة خاصة لمناقشة مسألة بناء إسرائيل للجدار الفاصل على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث أدان مندوبو أكثر من ثلاثين دولة  استهتار إسرائيل بالقانون الدولي والتعنت في بناء الجدار الفاصل. وبعد أن أنهى المندوب الإسرائيلى كلمته التي دافع فيها عن موقف حكومته، بادر المندوب الأمريكى إلى شد أزر إسرائيل زاعما بأنه ما كان لإسرائيل أن تبني هذا الجدار بعيدا عن الهجمات الفلسطينية الإرهابية، وعليه فإن الولايات المتحدة تعارض إجازة الجمعية العامة أي قرار يدين إسرائيل، وحدها. لدفاع عن ا

و فى التاسع من يوليو هذا العام أصدرت محكمة العدل الدولية فى لاهاى حكما بعدم شرعية الجدار الفاصل وطالبت بإزالته وضرورة دفع تعويضات للفلسطينيين الذين تضرروا من بنائه. وجاء في منطوق الحكم .. أن سبب بناء الجدار الفاصل لا يعود كليا إلى ضرورات أمنية كما تدعى إسرائيل، بل هو فى حقيقة الأمر تصرف سياسي يستهدف ابتلاع المزيد من الأراضى الفلسطينية، فوفق الخطة الموضوعة حاليا لبناء الجدار ستلتهم إسرائيل 16% من مساحة الضفة الغربية، ثم أنه على الرغم من الوعود والضمانات التي قدمتها إسرائيل من أن الجدار ليس إلا إجراء وقتيا، من المحتمل أن يصبح واقعا مع مرور الزمن و بالتالى سيبقى قائما إلى الأبد مما يزيد من حدة معاناة الشعب الفلسطيني وصعوبة استعادتهم لأراضيهم المحتلة، ومن جهة أخرى، إن إسرائيل ببنائها هذا الجدار الفاصل تنتهك القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، بما في ذلك المساس بلوائح لاهاى لعام 1907، ومعاهدة جنيف الرابعة لعام 1949، والمعاهدة الدولية للحقوق الوطنية والسياسية، والمعاهدة الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومعاهدة حقوق الأطفال لهيئ الامم المتحدة ، وغيرها من المعاهدات الدولية. لدفاع عن ا

الجدير بالذكر أن السلطات الاسرائيلية قررت فى يونيو 2002 بناء جدار فاصل يمتد سبعمائة كيلو متر بالتوازي مع خط الحدود قبل حرب 1967 "الخط الأخضر". وحيث أن شارون أعلن فى خطته أحادية الجانب بأن اسرائيل سوف تتمسك إلى الأبد بالمستوطنات "الاستراتيجية" ذات الكثافة السكانية فى الضفة الغربية، لذا فإن الجدار الفاصل سيلتف حول تلك المستوطنات ويضمها إلى الأراضي الإسرائيلية، وهذا يعني تغلغل الجدار إلى شرقي الخط الأخضر  داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بمسافات تتراوح ما بين مئات الأمتار في بعض المناطق إلى عشرات الكيلومترات في مناطق أخرى.  لقد أنجزت اسرائيل حتى الآن بناء ثلث الجدار، ووفقا لإحصائيات المنظمات الدولية لحقوق الإنسان فإن قرابة ستين ألف نسمة من السكان الفلسطينيين قد تشتتوا، ومع استكمال بناء الجدار سيعيش أكثر من مائة وستين ألف نسمة من الفلسطينيين فى ظروف أشبه بالسجن الكبير. لدفاع عن ا

لقد رحب الفلسطينييون والعرب بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية  إلا أن شارون  أعلن رفض إسرائيل لهذا الحكم في الاجتماع الدوري لمجلس وزرائه في الحادي عشر من يوليو، وأعطى أوامره للجيش بالاستمرار في مشروع بناء الجدار، وفي الوقت نفسه طالب شارون الولايات المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لعرقلة  ومعارضة مثل هذا المشروع في مجلس الأمن الدولي . لدفاع عن ا

أمريكا  تساند وإسرائيل لا تخشى شيئا لدفاع عن ا

منذ أن أعلنت إدارة بوش الأب عن خطة " نظام الشرق الأوسط الجديد بعد الحرب الباردة"، ظلت الولايات المتحدة تتخذ من "دفع المفاوضات غربا"، و "كبح واحتواء إيران والعراق شرقا"، دعامتان أساسيتان لسياستها في الشرق الأوسط. وبشكل عام نقول إن الولايات المتحدة، كراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، تنتهج سياسة "الانحياز لإسرائيل والضغط على الفلسطينيين" للحفاظ على مصالحها الكبرى في المنطقة. لدفاع عن ا

وعلى الرغم من أن سياسة إدارة بوش الابن في الشرق الأوسط هي امتداد للسياسة التي كانت تنتهجها إدارة الرئيس كلينتون،  فإن حادثة الحادي عشر من سبتمبر جعلتها تتغير كثيرا. إدارة الرئيس بوش وضعت "مكافحة الإرهاب على قمة أولويات استراتيجية الأمن القومي وتعتبر منطقة الشرق الأوسط  منبع الإرهاب.  أسامة بن لادن، المطلوب الأول أمريكيا، والذي أعلنت واشنطن عن مكافأة مالية لمن يرشد عنه، عربي،  والسبعة عشر الذين نفذوا  عملية الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية من منطقة الشرق الاوسط، ومن بين ثلاث دول أدخلتها واشنطن في ما يسمى "محور الشر"، دولتان من منطقة الشرق الأوسط ، ومن بين الدول السبع التي أعلنت الولايات المتحدة أنها تدعم الإرهاب، خمس في منطقة الشرق الأوسط، لذا أصبحت منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لإدارة بوش منطقة هامة لمكافحة الإرهاب الخارجي. إن التعديلات التي أدخلتها إدارة بوش على سياستها في الشرق الأوسط تؤكد على  "مكافحة الاهاب"  وضرب العراق. وهذه السياسة لم تقلل من مشاركتها في عملية "دفع المفاوضات" الاسرائيلية الفلسطينية فقط، بل عمدت إلى توظيف وإخضاع واتباع "دفع المفاوضات" لعملية "ضرب العراق. وفي التعامل مع العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، ذهبت إلى الانحياز الأكبر لإسرائيل والضغط أكثر على الفلسطينيين وخاصة عدم اعترافها بشرعية الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على مدار السنوات الماضية. لدفاع عن ا

انطلاقا من استراتيجية مكافحة  الإرهاب أدخلت إدارة بوش علنا المنظمات الفلسطينية المسلحة في قائمة المنظمات الإرهابية، وعمدت إلى تقديم الدعم العلني للجانب العسكري الإسرائيلي في عمليات التصفية الميدانية ضد الفلسطينيين، بزعم أن إسرائيل لها  حق الدفاع عن نفسها  كما أنها تعتبر مسألة تطوير إسرائيل لقدراتها النووية، وبنائها للجدار الفاصل تدخل في اطار "الدفاع عن النفس". إن السياسة الجديدة لإدارة بوش هي التي دعمت شارون ودفعته في كل أعماله الأحادية الجانب دون أن يخشى شيئا. لدفاع عن ا

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.