م

الدرس الأول.. ثلاثة أكواب

ياسمين لي وانغ يا

        ستة عشر عاما، وما زال الدرس الأول حيا في ذاكرتي. عندما دخلت حجرة الدرس لأول مرة، وجدها تختلف تماما عن روضة الأطفال. كتب مدرسية، مملة، وليس لعب الأطفال  ولا القصص المصورة الممتعة. الوجه الصارم وليس لطف المربية في الروضة. الأجواء مختلفة غير مريحة مثل تلك التي عهدتها في الروضة التي تمنيت أن أعود إليها ولا أغادرها قط. في الدراسة والعم

شعرت أنني طائر محبوس في قفص، بيد أن الدرس الأول أذهب عني حيرتي واضطرابي. دخل المعلم حجرة الدرس حاملا ثلاثة أكواب وضعها صفا واحدا على االمنضدة. رأينا الكوب الأول فتحته إلي تحت وقعره إلي فوق؛ الثاني فتحته إلي فوق وهناك أثقاب على قعره؛ الأخير كوب سليم، فتحته إلي فوق، يحاط جداره بأوساخ. بدأ المعلم يشرح ماذا تعني هذه الأكواب الثلاثة قائلا: " لا يمكن لكل الأكواب الثلاثة أبدا أن تتسع فيها مياه نقية إذ أن الكوب الأول لا يقبل شيئا من الأشياء؛ الثاني عندما تدخل المياه من فتحته بينما تتسرب من الأثقاب. أما الثالث، طالما اتسعت فيه المياه سرعان ما تحولت إلى مياه قذرة." وسأل : هل يمكنكم أن تفهموا شيئا من هذه الأكواب؟"  هززنا رؤوسنا نحن الستة والثلاثين تلميذا،  تعلو وجوهنا الحيرة والدهشة. أضاف المعلم مبتسما:" عندما لا تكون مستعدا للفهم والاستيعاب تكون مثل هذه الأكواب الثلاثة؛ إذا كنت مثل الكوب الأول لا تستطيع أن تتعلم أو تحصل شيئا؛ وإذا كنت تسمع وتنسى ما تسمعه في الحال تصبح مثل  الكوب الثاني، وإذا كنت لا تدرك إلا صورة عامة وجزئية واستبد بك سوء الفهم  تمثل الكوب الثالث، فلا تستطيع أن تدرك الجوهر والطبيعة. أي كوب منها تشبهون ؟" في الدراسة والعم

عندما انتهى المعلم من الشرح، صارت حجرة الدرس ساكنة لا تسمع فيها وقع إبرة. كل من أخذ يفكر في سؤال المعلم ولكن أحدا منا لم يعثر على إجابة. لكن تلك الأكواب الثلاثة  تركت انطباعا عميقا في عقولنا، نحن الصغار. في لقاء مع زملاء الدراسة ذكر أحدهم  تلك الأكواب الثلاثة وقال إنه استفاد منها كثيرا في الدراسة والعمل. ما قاله ردده كل منا. في الدراسة والعم

هذا هي الأكواب الثلاثة، درسي الأول؟ كثيرا في الدراسة والعم

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top