محتويات العدد  11 نوفمبر (كانون الأول) ‏ 2004
م

حماية التراث واجب إنساني

تاريخ الأمم وتراثها  ليس فقط جزءا من حاضرها ومستقبلها؛ بل قوة تدفعها إلى العلا والبناء وفي ذات الوقت تشدها إلى أصولها. الصين دولة ذات حضارة عريقة، تاريخها المكتوب يرجع إلى أكثر من خمسة آلاف عام. والحضارة الصينية تتميز عن غيرها من الحضارات القديمة بأنها تواصلت كحضارة صينية واضحة الملامح برغم تبدل  النظم والحكام، وليس أبلغ دليل على ذلك من اللغة الصينية التي بقيت خلال هذا الزمن الطويل.والإنساني والطبيعي، 

والصين بها من الآثار ما لا يحصى، فكل شبر في هذه الأرض يحوي تاريخا مجسدا في حجر أو قطعة فنية أو آلة موسيقية أو أداة زراعية، أو غير ذلك، ولكن يبقى السور العظيم أشهر معالم الصين، بل يفوق شهرة تماثيل الجنود والخيول الصلصالية بضريح أول إمبراطور لأسرة تشين، في شيآن، التي كانت يوما عاصمة البلاد. يبلغ عدد وحدات التراث الصيني، الإنساني والطبيعي، المدرجة في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ثلاثين موقعا، والعدد مرشح للزيادة.  والإنساني والطبيعي، 

الآثار الصينية القديمة، شأن معظم الآثار في دول العالم، واجهت وتواجه مخاطر كبيرة لأسباب متعددة؛ طبيعية مثل عوامل التعرية الجوية والكوارث، وبشرية مثل الحروب والسرقات والتنمية الاقتصادية غير المنسقة. غير أن السياحة هي  أكثر العوامل التي تهدد الآثار الصينية حاليا، ولك أن تتخيل، كما تشير مقالتنا "السور العظيم رمز الصين" أن خمسين ألف فرد، أي مائة ألف قدم تضغط على سور الصين العظيم يوميا في أيام الإجازات ويزور السور من خمسة ملايين إلى ستة ملايين فرد في العام. المشكلة ليست فقط في أقدام هذه الجحافل البشرية، وإنما في  ما تحتاجه من مرافق وإنشاءات خلال وجودها في منطقة السور.  لقد حذر بعض الخبراء من أن هذا الحائط العظيم يمكن أن يختفي يوما إذا لم تتم حمايته بالشكل الواجب. ليس السور العظيم وحده الذي يواجه هذه المشكلة.ووالإنساني والطبيعي،  الإنساني والطبيعي، 

الحكومة الصينية اتخذت من الإجراءات الكثيرة للحفاظ على تراث الأمة، ومن ذلك وضع قيود على الأعداد المسموح بها لزيارة مواقع أثرية محددة، وحظر البناء وأعمال التعمير في المناطق الأثرية، وغير ذلك، بيد أن الأمر في حاجة إلى تكاتف ووعي من الرأي العام، لأن الآثار التاريخية أيا كان مكان وجودها ملك لكل البشر.والإنساني والطبيعي، 

التراث الصيني ليس آثارا مادية فحسب بل فكر وثقافة وموسيقى، وهو تراث يؤكد قدرته على التعاطي مع الحداثة، والشهرة التي حققها الفريق الغنائي المكون من اثنتي عشرة فتاة صينية يعزفن  الموسيقى الحديثة على الآلات الموسيقية القديمة، دليل قاطع على أن السعي إلى الجديد لا يعني بحال هجر القديم. والإنساني والطبيعي، 

التراث الصيني، المادي والإنساني والطبيعي، ليس للصينيين وحدهم بل لكل البشر. والإنساني والطبيعي، 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.