وو يونغ تشي: 30 سنة مع تماثيل أسرة تشن

 

عمل السيد وو يونغ تشي كـ"حامٍ لتماثيل أسرة تشن" ثلاثين سنة منذ دخوله متحف تماثيل أسرة تشن عام 1978 إلى اليوم.

وانتقل وو يونغ تشي الذي كان من شبان بكين الذين ذهبوا إلى أرياف مقاطعة شنشي إلى متحف تماثيل أسرة تشن قبل 30 سنة، لإنجاز إصلاح مئات من التماثيل للجنود والخيول والعربات مع أكثر من 100 عامل فلاح في بيوت متواضعة في موقع اكتشافات أثرية.

ولأسباب طبيعية وأنشطة بشرية ذهبت ألوان هذه التماثيل الزاهية بعد اكتشافها، والحفاظ على ألوانها أصبح مشكلة كبيرة في القرن العشرين.

وقال وو يونغ تشي: إذا أردنا الحفاظ علي ألوان التماثيل، يعني ذلك الحفاظ على التماثيل مكتملة وملامحها الأصلية. لذلك شكل المتحف فرقة لحل هذه المشكلة عام 1988، فتعاونت الفرقة مع وحدة أثرية في ألمانيا لإيجاد حل لها.

وبعد أكثر من 10 سنوات من الجهود المضنية التي بذلها علماء صينيون وألمان ، اجتاز "بحث تكنولوجيا حماية ألوان التماثيل الصلصالية لأسرة تشن" الذي قاده وو يونغ تشي تقييم المصلحة العامة للآثار، حيث اعتقد الخبراء المتخصصون أن هذا البحث قد بلغ المستوى المتقدم الدولي. وحصل هذا البحث على جائزة الدولة للتقدم العلمي والتكنولوجي من الدرجة الثانية عام 2004.

ويعتبر نضوج تكنولوجيا حماية ألوان التماثيل لأسرة تشين إحدى الثمار الرئيسية لبحوث حماية هذه التماثيل، لذلك أقامت المصلحة العامة للآثار المركز الوطني لحماية ثقافة الخزف في متحف التماثيل الصلصالية لأسرة تشن.

وابتداء من عام 1980 اشترك وو يونغ تشي في اكتشاف وإصلاح تماثيل العربات والخيول البرونزية الملونة في مقبرة الإمبراطور تشين شي هوانغ، والعربات والخيول البرونزية الملونة التي بلغ وزنها 45ر2 طن وهي مجموعة كاملة للأعمال الفنية القديمة الصينية، صنعت حسب حجم العربة والخيول الحقيقية التي كان الإمبراطور تشن شي هوانغ يستخدمها بنسبة 1 :2.

وقال وو يونغ تشي: خلال 10 أشهر أصلحت آلاف القطع. مثلا كان غطاء لمظلة على عربة وزنها 23ر33 كيلوغرام ، تكسّر إلى 316 قطعة صغيرة، وقطر الغطاء 122 سنتيمترا، أكبر سمك مكان فيه أكثر من 3 مليمترات، وأرقه 8ر0 مليمتر. لأنه دفن في الأرض آلاف السنين، لقد كساه الصدأ وتغير شكله كثيراً، فلم نعرف شكله الأصلي وكيفية تركيبه عند إصلاحه. الأمر الذي اعتبر تحدياً كبيرا لنا. لكننا نجحنا في النهاية.

وأفتتح متحف تماثيل أسرة تشين أول أكتوبر 1979، واستقبل أكثر من 56 مليون زائر من داخل الصين وخارجها، منهم أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة، كما أن هذه التماثيل قد عُرضت في نحو 40 بلداً ومنطقة، وأقيم أكثر من 100 معرض لها، مما أتاح لأكثر من 20 مليون شخص مشاهدتها في بلدان أجنبية.

وقال وو يونغ تشي: إن مقبرة الإمبراطور تشين شي هوانغ تعد مملكة تحت الأرض ذات مضامين ثقافية وفيرة، وتماثيل الجنود والخيول ليست إلا جزء من عظمتها. حقق متحف تماثيل أسرة تشين تطوراً بفضل جهود عدة أجيال ومع خطى الإصلاح الانفتاح بالدولة. وبدون هذه البيئة الكبيرة، فما كان بمقدوره الوصول إلى مستواه اليوم. ونشكر هذا العصر، إذ انه جعل مزيداً من الناس يشاهدون تماثيل الجنود والخيول، ويتأثرون ويتعجبون بالحضارة الصينية العريقة الباهرة.